عمرو اطنابه
Amr ibn al-Itnabah - Amr ibn al-Itnabah
عمرو بن الإطْنابة
(…/…)
عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر، من قبيلة الخزرج، أمه الإطنابة بنت شهاب بن زِبّان من بني القين بن جَسْر.
شاعر جاهلي قديم، وأحد فرسان العرب، ويقال: إنه كان ملكاً على المدينة في الجاهلية، ملّكه عليها النعمانُ بن المنذر ملك الحيرة. وفي بعض الأخبار أنه كان ملك الحجاز.
وهو أحد الشعراء الذين نُسبوا إلى أمهم لا إلى أبيهم، ولم تذكر المصادر سبب ذلك، وعلى الرغم من هذه المنزلة العظيمة له فإن أخباره قليلة جداً لا تكشف عن هذه المكانة، ولا تعطي صورة واضحة عن نشأته وحياته، ويُروى أنه قاد الخزرج في معركة كبيرة لقي فيها الأوس يقودهم معاذ بن النعمان.
وتشير الأخبار إلى أن الحارث بن ظالم قتل خالد بن جعفر بن كلاب، وكان صديقاً لعمرو بن الإطنابة، فغضب غضباً شديداً، وقال كلاماً فيه تهديد للحارث، وأنشد أبياتاً غنّتها القيان أمامه بعدما وضع التاج فوق رأسه وأخذ يشرب الخمر، منها:
علّلاني وعلّـلا صاحبيّـا
واسقياني من المُرَوَّق رِيّـا
أبلغِ الحارثَ بنَ ظالم الرعــ....
ــــديدَ والناذرَ النذورَ عليّا
أنما يقتلُ النيـامَ ولا يقـ.... ـ
ـتلُ يقظانَ ذا سلاحٍ كميّـا
فبلغ قولُه الحارثَ، فجاءه بعد حين ليلاً، وطلب مبارزته، فتراجع ابنُ الإطنابة، في قصةٍ معروفة.
ويبدو أن شعره بلغ من الشهرة والسيرورة مبلغاً كبيراً لجودته، ولما فيه من المعاني والقِيم النبيلة، فقد جعله حسان بن ثابت أشعر الناس، لقوله:
إني من القوم الذين إذا انتدَوا
بدؤوا بحـق الله ثـم النائـل
المانعين من الخَنا جيرانَهـم
والحاشدين على الطعام النازل
والخالطين فقيرَهـم بغنيهـم
والباذليـن عطاءهم للسائـل
القائليـن ولا يُعابُ خطيبُهـم
يوم المقامـةِ بالكلام الفاصل
كما أنهم يروون أن معاوية بن أبي سفيان قال: «لقد وضعتُ رجلي في الركاب يوم صِفِّين وهممتُ بالفرار، فما منعني من ذلك إلا قولُ ابن الإطنابة:
أبَتْ لي عِفّتي وأبَـى بلائـي
وأخْذي الحمدَ بالثمن الرَّبيح
وإكراهي على المكروه نفسي
وضربي هامةَ البطلِ المُشيح
وقولي كلمـا جَشأتْ وجاشتْ
مكانَك تُحمَدي أو تستريحي
لأدفعَ عن مآثـرَ صالحـات
وأحمي بَعدُ عن عرضٍ صحيح»
لم يُجمع شعر ابن الإطنابة، إنما أوردتْ كتبُ الأدب والاختيارات الشعرية بعضاً منه.
علي أبوزيد
Amr ibn al-Itnabah - Amr ibn al-Itnabah
عمرو بن الإطْنابة
(…/…)
عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر، من قبيلة الخزرج، أمه الإطنابة بنت شهاب بن زِبّان من بني القين بن جَسْر.
شاعر جاهلي قديم، وأحد فرسان العرب، ويقال: إنه كان ملكاً على المدينة في الجاهلية، ملّكه عليها النعمانُ بن المنذر ملك الحيرة. وفي بعض الأخبار أنه كان ملك الحجاز.
وهو أحد الشعراء الذين نُسبوا إلى أمهم لا إلى أبيهم، ولم تذكر المصادر سبب ذلك، وعلى الرغم من هذه المنزلة العظيمة له فإن أخباره قليلة جداً لا تكشف عن هذه المكانة، ولا تعطي صورة واضحة عن نشأته وحياته، ويُروى أنه قاد الخزرج في معركة كبيرة لقي فيها الأوس يقودهم معاذ بن النعمان.
وتشير الأخبار إلى أن الحارث بن ظالم قتل خالد بن جعفر بن كلاب، وكان صديقاً لعمرو بن الإطنابة، فغضب غضباً شديداً، وقال كلاماً فيه تهديد للحارث، وأنشد أبياتاً غنّتها القيان أمامه بعدما وضع التاج فوق رأسه وأخذ يشرب الخمر، منها:
علّلاني وعلّـلا صاحبيّـا
واسقياني من المُرَوَّق رِيّـا
أبلغِ الحارثَ بنَ ظالم الرعــ....
ــــديدَ والناذرَ النذورَ عليّا
أنما يقتلُ النيـامَ ولا يقـ.... ـ
ـتلُ يقظانَ ذا سلاحٍ كميّـا
فبلغ قولُه الحارثَ، فجاءه بعد حين ليلاً، وطلب مبارزته، فتراجع ابنُ الإطنابة، في قصةٍ معروفة.
ويبدو أن شعره بلغ من الشهرة والسيرورة مبلغاً كبيراً لجودته، ولما فيه من المعاني والقِيم النبيلة، فقد جعله حسان بن ثابت أشعر الناس، لقوله:
إني من القوم الذين إذا انتدَوا
بدؤوا بحـق الله ثـم النائـل
المانعين من الخَنا جيرانَهـم
والحاشدين على الطعام النازل
والخالطين فقيرَهـم بغنيهـم
والباذليـن عطاءهم للسائـل
القائليـن ولا يُعابُ خطيبُهـم
يوم المقامـةِ بالكلام الفاصل
كما أنهم يروون أن معاوية بن أبي سفيان قال: «لقد وضعتُ رجلي في الركاب يوم صِفِّين وهممتُ بالفرار، فما منعني من ذلك إلا قولُ ابن الإطنابة:
أبَتْ لي عِفّتي وأبَـى بلائـي
وأخْذي الحمدَ بالثمن الرَّبيح
وإكراهي على المكروه نفسي
وضربي هامةَ البطلِ المُشيح
وقولي كلمـا جَشأتْ وجاشتْ
مكانَك تُحمَدي أو تستريحي
لأدفعَ عن مآثـرَ صالحـات
وأحمي بَعدُ عن عرضٍ صحيح»
لم يُجمع شعر ابن الإطنابة، إنما أوردتْ كتبُ الأدب والاختيارات الشعرية بعضاً منه.
علي أبوزيد