المتكررات والرموز والاستعارات والتلميحات :
في عام ١٩٤٨ وفي مقال بعنوان «الكاميرا الفلم لاحظ السكندر استروك بأن إحدى المشكلات التقليدية في الفلم كانت صعوبة التعبير عن الأفكار. اختراع الصوت كان بالطبع ميزة عظيمة بالنسبة لصانع الفلم إذ إنه استطاع مع اللغة المنطوقة أن يعبر تقريباً عن أي نوع من الأفكار التجريدية. إلا أن المخرجين السينمائيين أرادوا أيضاً أن يستكشفوا إمكانيات الصورة كمعبر عن الأفكار المجردة. في الواقع ابتكر صانعو الأفلام حتى قبل الصوت عدداً من التقنيات التشخيصية غير اللفظية .
الأسلوب التشخيصي يمكن تعريفه بأنه وسيلة فنية يوحى من خلالها شيء ما بفكرة مجردة أو عاطفة مجردة أبعد مما يعنيه الشيء ذاته. هنالك عدد من هذه الأساليب في الأدب والسينما إلا أن أكثرها شيوعاً المتكررات والرموز والاستعارات في التطبيق الفعلي هنالك قدر كبير من التداخل بين هذه المصطلحات المتشابكة. كل هذه هي وسائل «رمزية» طالما أنها تضمن الشيء أو الحدث مغزى أبعد من دلالاته المحدودة للمعنى إلا أن أكثر الطرق براغماتية في التفريق بين هذه التقنيات ربما كانت طريقة وصف درجة بروز كل منها. المتكررات أقلها تطرفاً والاستعارة أكثرها ظهوراً والرمز مصطلح عام يقع بين هذه وتلك رغم أن كل صنف يتداخل بعض الشيء مع جاره.
المتكررات تتصل بصورة تامة بالنسيج الواقعي للفلم حتى أن باستطاعتنا أن نشير إليها تقريباً على أنها رموز «غاطسة» أو «غير مرئية». المتكرر هو وسيلة تعاد بانتظام في الفلم ومع ذلك فهي لا تثير الانتباه لذاتها. حتى بعد عدة إعادات للمتكرر نجده لا يكون دائما ظاهراً لأن مغزاه الرمزي لا يترك لكي يعلو أو يفضل» نفسه عن حرفيته (۱۰،۸) الأشكال الدائرية في (السامريون السبعة) مثال جيد على المتكرر الصوري، ولكن المتكرر قد يكون موسيقياً أو حركياً (مثل لقطات المتابعة في فلم ٨١/٢) أو لفظياً كما في المصطلح «البرعم». في فلم المواطن كين أو مسموعاً (مثل ضربات الأمواج في فلم «لافنتورا»).
الرمز لا يعاد ليوحي بفكرته إذ إن مغزاه واضح عادة من إطاره الدرامي المحدد. الرموز مثل المتكررات يمكن أن تكون أشياء ملموسة إلا أن هنالك معنى (إضافياً) كامناً. أضف إلى ذلك إن المعاني الرمزية لهذه الأشياء يمكن أن تنتقل مع السياق الدرامي. مثل جيد على انتقال الدلالات الرمزية يمكن مشاهدته في النسخة غير المقطعة من فلم كوروساوا (السامريون السبعة). في هذا الفلم ينجذب سامري شاب وفتاة فلاحة إلى بعضهما إلا إن الاختلافات الطبقية تكون عقبة لا يمكن التغلب عليها. في مشهد يجري في وقت متأخر من الليل يتقابل الاثنان صدفة. يؤكد كوروساوا انفصالهما بالحفاظ عليهما في أطر منفصلة في الوقت الذي تكون فيه نار مضطرمة في الخارج كنوع من الموانع ۱۱،۸، ب. إلا أن انجذابها ،قوي، بعدها يظهران في اللقطة نفسها والنار بينهما توحي أنها العقبة الوحيدة ، مع ذلك وبصورة مناقضة توحي النار أيضاً بأنها الرغبة الجنسية التي يشعر بها كلاهما. (۸- ۱۱، ج) يقتربان من بعضهما فتصبح النار إلى جانبهما ورمزها الجنسي مهيمن
(۸- ۱۱، د) يدخلان كوخاً فيكون الضوء من النار الخارجية تأكيداً على الجو الجنسي للمشهد. ۸- ۱۱ هـ فجأة يعثر والد الفتاة على العاشقين فتصبح اللاهثة إيحاء بالغضب الاخلاقي وتكاد صورتهما تمحى من شدة ضوء النار ( 11، و) تمطر السماء ويعود السامري الشاب يائساً (۸- ١١، ز). في نهاية المشهد يقدم لنا كوروساوا لقطة كبيرة للنار والمطر يطفىء لهيبها (٨ ،۱۱)
الاستعارة تعرف عادة بأنها مقارنة من نوع معين قد لا تكون صحيحة حرفياً. مصطلحان غير مرتبطين اعتيادياً يوضعان معاً وينتجان إحساساً معيناً بعدم التمازج الحرفي زمن سام ويمزقه الحزن» و«ابتلعه الحب» كل هذه استعارات لفظية. المونتاج مصدر متكرر للاستعارة في الفلم، إذ إنه يمكن ربط لقطتين سوية لإخراج فكرة رمزية ثالثة هذا هو أساس نظرية آيزنشتاين في المونتاج في فلم (أكتوبر) مثلاً انتقد قلق ومخاوف السياسيين اللاثوريين بجعل اللقطات تتقاطع وهي ترينا كورس سماوي وعازفات على القيثار مع لقطات سياسي يلقي بخطبته الجبانة صف عازفات القيثار الجميلات يأتي
في عام ١٩٤٨ وفي مقال بعنوان «الكاميرا الفلم لاحظ السكندر استروك بأن إحدى المشكلات التقليدية في الفلم كانت صعوبة التعبير عن الأفكار. اختراع الصوت كان بالطبع ميزة عظيمة بالنسبة لصانع الفلم إذ إنه استطاع مع اللغة المنطوقة أن يعبر تقريباً عن أي نوع من الأفكار التجريدية. إلا أن المخرجين السينمائيين أرادوا أيضاً أن يستكشفوا إمكانيات الصورة كمعبر عن الأفكار المجردة. في الواقع ابتكر صانعو الأفلام حتى قبل الصوت عدداً من التقنيات التشخيصية غير اللفظية .
الأسلوب التشخيصي يمكن تعريفه بأنه وسيلة فنية يوحى من خلالها شيء ما بفكرة مجردة أو عاطفة مجردة أبعد مما يعنيه الشيء ذاته. هنالك عدد من هذه الأساليب في الأدب والسينما إلا أن أكثرها شيوعاً المتكررات والرموز والاستعارات في التطبيق الفعلي هنالك قدر كبير من التداخل بين هذه المصطلحات المتشابكة. كل هذه هي وسائل «رمزية» طالما أنها تضمن الشيء أو الحدث مغزى أبعد من دلالاته المحدودة للمعنى إلا أن أكثر الطرق براغماتية في التفريق بين هذه التقنيات ربما كانت طريقة وصف درجة بروز كل منها. المتكررات أقلها تطرفاً والاستعارة أكثرها ظهوراً والرمز مصطلح عام يقع بين هذه وتلك رغم أن كل صنف يتداخل بعض الشيء مع جاره.
المتكررات تتصل بصورة تامة بالنسيج الواقعي للفلم حتى أن باستطاعتنا أن نشير إليها تقريباً على أنها رموز «غاطسة» أو «غير مرئية». المتكرر هو وسيلة تعاد بانتظام في الفلم ومع ذلك فهي لا تثير الانتباه لذاتها. حتى بعد عدة إعادات للمتكرر نجده لا يكون دائما ظاهراً لأن مغزاه الرمزي لا يترك لكي يعلو أو يفضل» نفسه عن حرفيته (۱۰،۸) الأشكال الدائرية في (السامريون السبعة) مثال جيد على المتكرر الصوري، ولكن المتكرر قد يكون موسيقياً أو حركياً (مثل لقطات المتابعة في فلم ٨١/٢) أو لفظياً كما في المصطلح «البرعم». في فلم المواطن كين أو مسموعاً (مثل ضربات الأمواج في فلم «لافنتورا»).
الرمز لا يعاد ليوحي بفكرته إذ إن مغزاه واضح عادة من إطاره الدرامي المحدد. الرموز مثل المتكررات يمكن أن تكون أشياء ملموسة إلا أن هنالك معنى (إضافياً) كامناً. أضف إلى ذلك إن المعاني الرمزية لهذه الأشياء يمكن أن تنتقل مع السياق الدرامي. مثل جيد على انتقال الدلالات الرمزية يمكن مشاهدته في النسخة غير المقطعة من فلم كوروساوا (السامريون السبعة). في هذا الفلم ينجذب سامري شاب وفتاة فلاحة إلى بعضهما إلا إن الاختلافات الطبقية تكون عقبة لا يمكن التغلب عليها. في مشهد يجري في وقت متأخر من الليل يتقابل الاثنان صدفة. يؤكد كوروساوا انفصالهما بالحفاظ عليهما في أطر منفصلة في الوقت الذي تكون فيه نار مضطرمة في الخارج كنوع من الموانع ۱۱،۸، ب. إلا أن انجذابها ،قوي، بعدها يظهران في اللقطة نفسها والنار بينهما توحي أنها العقبة الوحيدة ، مع ذلك وبصورة مناقضة توحي النار أيضاً بأنها الرغبة الجنسية التي يشعر بها كلاهما. (۸- ۱۱، ج) يقتربان من بعضهما فتصبح النار إلى جانبهما ورمزها الجنسي مهيمن
(۸- ۱۱، د) يدخلان كوخاً فيكون الضوء من النار الخارجية تأكيداً على الجو الجنسي للمشهد. ۸- ۱۱ هـ فجأة يعثر والد الفتاة على العاشقين فتصبح اللاهثة إيحاء بالغضب الاخلاقي وتكاد صورتهما تمحى من شدة ضوء النار ( 11، و) تمطر السماء ويعود السامري الشاب يائساً (۸- ١١، ز). في نهاية المشهد يقدم لنا كوروساوا لقطة كبيرة للنار والمطر يطفىء لهيبها (٨ ،۱۱)
الاستعارة تعرف عادة بأنها مقارنة من نوع معين قد لا تكون صحيحة حرفياً. مصطلحان غير مرتبطين اعتيادياً يوضعان معاً وينتجان إحساساً معيناً بعدم التمازج الحرفي زمن سام ويمزقه الحزن» و«ابتلعه الحب» كل هذه استعارات لفظية. المونتاج مصدر متكرر للاستعارة في الفلم، إذ إنه يمكن ربط لقطتين سوية لإخراج فكرة رمزية ثالثة هذا هو أساس نظرية آيزنشتاين في المونتاج في فلم (أكتوبر) مثلاً انتقد قلق ومخاوف السياسيين اللاثوريين بجعل اللقطات تتقاطع وهي ترينا كورس سماوي وعازفات على القيثار مع لقطات سياسي يلقي بخطبته الجبانة صف عازفات القيثار الجميلات يأتي
تعليق