عضد دوله بويهي
Adud al-Dawla al-Buwaihi - Adud al-Dawla al-Buwaihi
عضد الدولة البويهي
(324 ـ 372 هـ/ 936 ـ 983م)
أبو شجاع عضد الدولة فنا خسرو ابن ركن الدولة الحسن بن بويه. وُلِدَ في أصفهان وأصبح حاكماً على فارس وهو في الثالثة عشرة من عمره بعد أن نزل له عمه عماد الدولة عنها والذي مات سنة 238هـ من دون أن يكون له ولد، وحصل على لقب عضد الدولة من الخليفة المطيع في 351هـ، وبعد وفاة عمه معز الدولة في 356هـ سيطر على كرمان ومدَّ سلطته على مكران، وأخضع قبائل المنطقة لحكمه، ثم حكم جميع المناطق الجنوبية من فارس، وتطلع ليحل محل ابن عمه عز الدولة بختيار في حكم العراق، واتخذ من حقد الخليفة الطائع وكراهيته لبختيار فرصة للوصول إلى السلطة.
ضعف شأن بختيار الذي عزله جنده الأتراك بإيعاز من عضد الدولة الذي استقر له الأمر في بغداد، ولكن والده ركن الدولة أجبره على إعادة بختيار إلى ولايته.
عهد ركن الدولة بولاية عهده لابنه عضد الدولة، وجعل لابنه فخر الدولة همذان وأعمالها، ولابنه مؤيد الدولة أصبهان وأعمالها، على أن يحكما هذه البلاد بإشراف أخيهما عضد الدولة، وكان عضد الدولة يخشى أخاه فخر الدولة ويخاف من اتصاله ببختيار، فعول على أخذ العراق، كما أخذ ما بيد فخر الدولة من مناطق، وأناب أخاه مؤيد الدولة عنه في حكم هذه المناطق.
ولما توفي ركن الدولة 366هـ/976م قصد عضد الدولة العراق، وحارب بختيار في واسط وانتصر عليه وأرغمه على الخروج من بغداد فاستعان بالحمدانيين بالموصل، فأرسل أبو تغلب ابن حمدان جيشاً لمساعدة بختيار ومحاربة عضد الدولة، وهزم جيش الحمدانيين في تكريت، وأُسِرَ بختيار، وسيق إلى بغداد حيث قُتِلَ هناك.
بذلك صفا الجو لعضد الدولة في العراق 367هـ، وخلع عليه الخليفة الطائع الخلع السلطانية، ولكن العلاقة مع الخليفة الطائع لم تلبث أن تبدلت، فأمر عضد الدولة بحذف اسم الخليفة من الخطبة مدة شهرين، وأن يخطب له من دونه على منابر بغداد مع أن ذلك من الأمور التي ينفرد بها الخليفة.
استولى عضد الدولة في سنة 368هـ/978م على الموصل وديار ربيعة وديار بكر وميافارقين وآمد وديار مضر.
كان عضد الدولة أول من خوطب بالملك في الإسلام، وكان يخطب له على المنابر بشاهنشاه الأعظم ملك الملوك، ولم يبلغ أحد من أمراء بني بويه ما بلغه عضد الدولة من سعة الملك وبسطة السلطان، وامتد سلطانه ـ كما يقول ابن العميد ـ على العراق وكرمان وعمان والأحواز والموصل وديار بكر وحران ومنبج، وفي عهده انتهت الحرب بين السامانيين والبويهيين التي بدأت في عهد أبيه ركن الدولة. قال المؤرخ أمدروز «إن قوة بني بويه قد تسنمت غاربها في عهد عضد الدولة وأن مقره كان محط كبار رجال العلم والأدب، فقصده العلماء من كل بلد وصنفوا له الكتب، ومنها كتاب «الإيضاح والتكملة» في النحو الذي صنفه أبو علي الفارسي، وكتاب «التاجي» في أخبار بني بويه لأبي إسحاق الصابي»، وأقام البيمارستانات، وأشهرها البيمارستان العضدي ببغداد الذي يقول فيه ابن خلكان «ليس في الدنيا مثل ترتيبه»، وأعد له من الآلات ما يقصر الشرح عن وصفه، ومن الشعراء الذين وفدوا على عضد الدولة المتنبي الذي مدحه بعد أن أجزل له العطاء بقوله:
أروح وقد ختمت على فؤادي
بحبك أن يحل به سواكا
ولو أني استطعت خفضت طرفي
فلم أبصر به حتى أراكا
وكيف الصبر عنك وقد كفاني
نداك المستفيض وما كفاك
بيد أن عضد الدولة على الرغم مما اشْتُهِرَ به من حسن السياسة، إلا أنه رُمِيَ بالغدر والقسوة وسفك الدماء، وقد وصفه علماء عصره فقال أحدهم لقد وزن هذا الشخص الدنيا بغير مثقالها وأعطاها فوق قيمتها، وقال آخر ترك هذه الدنيا شاغرة ورحل عنها بلا زاد ولا راحلة.
توفي عضد الدولة وله من العمر سبع وأربعون سنة، وخلفه ابنه أبو كاليجار المرزبان الملقب بصمصام الدولة.
محمد عاصم عيشونة
Adud al-Dawla al-Buwaihi - Adud al-Dawla al-Buwaihi
عضد الدولة البويهي
(324 ـ 372 هـ/ 936 ـ 983م)
أبو شجاع عضد الدولة فنا خسرو ابن ركن الدولة الحسن بن بويه. وُلِدَ في أصفهان وأصبح حاكماً على فارس وهو في الثالثة عشرة من عمره بعد أن نزل له عمه عماد الدولة عنها والذي مات سنة 238هـ من دون أن يكون له ولد، وحصل على لقب عضد الدولة من الخليفة المطيع في 351هـ، وبعد وفاة عمه معز الدولة في 356هـ سيطر على كرمان ومدَّ سلطته على مكران، وأخضع قبائل المنطقة لحكمه، ثم حكم جميع المناطق الجنوبية من فارس، وتطلع ليحل محل ابن عمه عز الدولة بختيار في حكم العراق، واتخذ من حقد الخليفة الطائع وكراهيته لبختيار فرصة للوصول إلى السلطة.
ضعف شأن بختيار الذي عزله جنده الأتراك بإيعاز من عضد الدولة الذي استقر له الأمر في بغداد، ولكن والده ركن الدولة أجبره على إعادة بختيار إلى ولايته.
عهد ركن الدولة بولاية عهده لابنه عضد الدولة، وجعل لابنه فخر الدولة همذان وأعمالها، ولابنه مؤيد الدولة أصبهان وأعمالها، على أن يحكما هذه البلاد بإشراف أخيهما عضد الدولة، وكان عضد الدولة يخشى أخاه فخر الدولة ويخاف من اتصاله ببختيار، فعول على أخذ العراق، كما أخذ ما بيد فخر الدولة من مناطق، وأناب أخاه مؤيد الدولة عنه في حكم هذه المناطق.
ولما توفي ركن الدولة 366هـ/976م قصد عضد الدولة العراق، وحارب بختيار في واسط وانتصر عليه وأرغمه على الخروج من بغداد فاستعان بالحمدانيين بالموصل، فأرسل أبو تغلب ابن حمدان جيشاً لمساعدة بختيار ومحاربة عضد الدولة، وهزم جيش الحمدانيين في تكريت، وأُسِرَ بختيار، وسيق إلى بغداد حيث قُتِلَ هناك.
بذلك صفا الجو لعضد الدولة في العراق 367هـ، وخلع عليه الخليفة الطائع الخلع السلطانية، ولكن العلاقة مع الخليفة الطائع لم تلبث أن تبدلت، فأمر عضد الدولة بحذف اسم الخليفة من الخطبة مدة شهرين، وأن يخطب له من دونه على منابر بغداد مع أن ذلك من الأمور التي ينفرد بها الخليفة.
استولى عضد الدولة في سنة 368هـ/978م على الموصل وديار ربيعة وديار بكر وميافارقين وآمد وديار مضر.
كان عضد الدولة أول من خوطب بالملك في الإسلام، وكان يخطب له على المنابر بشاهنشاه الأعظم ملك الملوك، ولم يبلغ أحد من أمراء بني بويه ما بلغه عضد الدولة من سعة الملك وبسطة السلطان، وامتد سلطانه ـ كما يقول ابن العميد ـ على العراق وكرمان وعمان والأحواز والموصل وديار بكر وحران ومنبج، وفي عهده انتهت الحرب بين السامانيين والبويهيين التي بدأت في عهد أبيه ركن الدولة. قال المؤرخ أمدروز «إن قوة بني بويه قد تسنمت غاربها في عهد عضد الدولة وأن مقره كان محط كبار رجال العلم والأدب، فقصده العلماء من كل بلد وصنفوا له الكتب، ومنها كتاب «الإيضاح والتكملة» في النحو الذي صنفه أبو علي الفارسي، وكتاب «التاجي» في أخبار بني بويه لأبي إسحاق الصابي»، وأقام البيمارستانات، وأشهرها البيمارستان العضدي ببغداد الذي يقول فيه ابن خلكان «ليس في الدنيا مثل ترتيبه»، وأعد له من الآلات ما يقصر الشرح عن وصفه، ومن الشعراء الذين وفدوا على عضد الدولة المتنبي الذي مدحه بعد أن أجزل له العطاء بقوله:
أروح وقد ختمت على فؤادي
بحبك أن يحل به سواكا
ولو أني استطعت خفضت طرفي
فلم أبصر به حتى أراكا
وكيف الصبر عنك وقد كفاني
نداك المستفيض وما كفاك
بيد أن عضد الدولة على الرغم مما اشْتُهِرَ به من حسن السياسة، إلا أنه رُمِيَ بالغدر والقسوة وسفك الدماء، وقد وصفه علماء عصره فقال أحدهم لقد وزن هذا الشخص الدنيا بغير مثقالها وأعطاها فوق قيمتها، وقال آخر ترك هذه الدنيا شاغرة ورحل عنها بلا زاد ولا راحلة.
توفي عضد الدولة وله من العمر سبع وأربعون سنة، وخلفه ابنه أبو كاليجار المرزبان الملقب بصمصام الدولة.
محمد عاصم عيشونة