عقديه امراضها (مكورات)
Sstreptococcus - Streptococcus
العقدية وأمراضها (المكورات ـ)
المكورات العقدية أو العقديات Streptococcusجراثيم واسعة الانتشار ذات أنواع كثيرة، تتباين في تأثيراتها المرضية، وتختلف في المناعة التي يكتسبها البدن بعد الإصابة بأحد أنواعها، ومع هذا لها صفات شكلية مشتركة، فهي إيجابية الغرامgram وتصطف مكوراتها على هيئة سلاسل أو عقود، ولا بوغ لها.
يستند تصنيف العقديات إلى مجموعة صفات استقلابية وخصائص كيميائية حيوية منها حل الدم كلياً (بيتا) أو جزئياً (ألفا) أو عدم حله؛ كما يرتكز على الخصائص المستضدية antigénique؛ إذ إن لبعض الذراري عديد سكريد في جدار الجرثوم ذا خاصة مستضدية، وهو عديد الأوزيد C، وتسمح نوعيته بتصنيف هذه العقديات في 19 مجموعة مصلية يرمز لها بالأحرف اللاتينية A, B, C.
والعقديات A، وهي من العقديات الحالة للدم بيتا، تختص بالبشر وحدهم، كما أنها أشدها فوعةvirulence، وتنتقل بينهم عن طريق رذاذ اللعاب أو العدوى من خمج جلدي، فهي تتوضع في اللوزتين والبلعوم كما تستولي على الجلد والأغشية المخاطية.
تسبب العقديات A أمراضاً حادة غير نوعية كالتهاب البلعوم الجرثومي الاحمراري الذي تظهر مضاعفاته أحياناً بحدوث خراج حول اللوزتين. كما تسبب التهاب الأنف المقيح، والتهاب الجيوب، والتهاب الأذن الوسطى المتقيح، والتهاب العقد اللمفية الرقبية.
وهناك أمراض نوعية خاصة بها كالحمرةérysipéle، والحمى القرمزية scarlatine، كما أن هناك آفات تحدث بعد تراجع الخمج كالحمى الرثوية[ر]، والتهاب كبيبات الكلي الحاد، وداء الرقص لسيدنهايم، والحمامى العقدة.
وتعدّ العقديات A أحياناً أساس أخماج جلدية كالقوباء impétigo ذات المنشأ العقدي أو العنقودي، وتقيح الجلد، والتهاب الهلل cellulite، كما كانت العقديات A سبب معظم حالات حمى النفاس.
الأمراض النوعية
ـ الحمرة érysipéle: التهاب هللي cellulite حاد يتصف بحمى وأعراض عامة، وكثرة الكريات البيض وبآفة جلدية حمراء تؤلم حين الجس وتتصف بأنها متوذمة ومنتشرة، ذات حواف واضحة الارتفاع في معظم الأحيان. ومن خصائص هذه الآفة الحمراء أن نقطة البدء المركزية فيها تميل إلى الانقشاع في حين تمتد في أطرافها. إن إصابة الوجه والطرفين السفليين بالحمرة شائع، كما أن تكرار الخمج كثير المصادفة.
إن الإصابة بالحمرة أكثر حدوثاً بعد العشرين من العمر، وهي في النساء أكثر منها في الرجال، وظهورها فرادي حتى في أثناء أوبئة العقديات.
تظهر الحمرة بعد خمج عقدي موضَّع ينشط بوجود ركودة وريدية أو لمفية، أو متلازمة كلوية، أو تربة مريض هشة لإصابته بالداء السكري أو بمناعة متدنية.
إذا أصابت الحمرة الوجه كانت بدايتها صاعقة تتصف بعرواء، وارتفاع حرارة وآلام عضلية وصداع، ويكون الارتشاح أحمر اللون قاسياً ومؤلماً قرب منطقة دخول الجرثوم، ويتسع نحو المحيط، فيرسم الاحمرار شكل جناحي فراشة يمتدان على طرفي الأنف، ويكون الجلد المصاب مكسواً بحويصلات ونفاطات phlyctènes ويترافق بضخامة العقد اللمفية تحت الفك.
يحدث الشفاء بعد 8 ـ10 أيام وبزمن أقل إذا تناول المريض صادات، لكن النكس كثير الحدوث لأن مدخل العقديات قد يكون غير واضح لوجوده في التهاب جلدي خلف الأذن، أو في مجرى السمع الخارجي، أو يكون نتيجة خمج سني.
أمّا حمرة الأعضاء فأكثر ما تصيب الطرفين السفليين، وأغلب ما تشاهد في النسوة البدينات المصابات بقصور دوراني وريدي أو لمفي؛ لذا تشكل مدخَل الجرثوم قرحةٌ في الساق، أو جرح فيها، أو إصابةٌ فطرية في أظافر الأباخس.
تتظاهر الإصابة سريرياً بساق ضخمة حمراء حارة، ويكون موضع الإصابة متوذماً، والطرف شديد الألم يزداد حدة في أثناء الحركة؛ كما يبدو الجلد أحمر لماعاً قد ترى عليه حبرات pétéchiesمتناثرة. ومع هذا ليس للاحمرار هنا حدود واضحة، كما هو الحال في حمرة الوجه، لعدم انتفاخ محيطه. وأما العقد اللمفية المنطقية فهي متضخمة.
تتطلب إصابة الساق بالحمرة معالجة بالبنسلين عن طريق التروية perfusion الدائمة، مع إعطاء مضادات التخثر خشية حدوث مضاعفات كتشكل خثرات. ولابد من معالجة البؤر الجلدية المخاطية التي نشأ منها الخمج اتقاء حدوث نكس.
ـ الحمى القرمزية: شكل من أشكال الأمراض التي تسببها العقديات، وتتميز بظهور طفح rashجلدي. لا تحدث هذه الحمى إلا إذا كانت ذرية العقديات منتجة لذيفان خارجي مولد للحمى يسمى الذيفان المحمر toxin erythrogenic، وكان المريض متحسساً لهذا الذيفان من دون أن يكون منيعاً ضده. وهناك ثلاثة أنماط مختلفة مناعياً للذيفان المسبب للاحمرار. كانت الإصابات بالحمى القرمزية في السابق كثيرة وخطرة، لكنها أضحت نادرة وذات أعراض أقل شدة، كما صار تشخيصها أكثر صعوبة. والحمى القرمزية خمج يسبب مضاعفات متأخرة كالتهاب كبيبات الكلى. لكنها تكسب مناعة، ووجود ثلاثة أنماط مستضدية للذيفان المحمر يعرض لخطر الإصابة بعقابيل. وأكثر ما تصيب الحمى القرمزية الأطفال في سن المدرسة، وهي نادرة عند الكهول واستثنائية في الرضع.
تمتد الحضانة من 3ـ 5 أيام، وتكون البداية صاعقة تظهر بحمى تبلغ نحو 40 درجة وبآلام حنجرية وبطنية وإقياءات. ويبدي الفحص السريري التهاباً في الحلق وتضخماً في العقد اللمفية تحت الفكية، ثم تظهر اندفاعات وصفية تترافق بطفح في البدء على الصدر والعنق وجذور الأعضاء والثنايا ثم يمتد من دون أن يصيب راحتي اليدين وأخمص القدمين، كما لا يشمل الوجه، ولكن يلاحظ تورد الخدين وشحوب حول الفم. وقد يصاب المريض في الخمج الشديد بغثيان وقياء. ويحدث في أثناء النقاهة توسّف الجلد عند أطراف الأصابع والأباخس وبدرجة أقل في الجذع.
تعالج الحمى القرمزية كما يعالج التهاب الحلق العقدي، لكن لابد من عزل المريض ومراقبة العناصر المرضية في بوله وحالة قلبه، كما يعطى المحيطون به علاجاً وقائياً بالبنسلين.
ـ القوباء impétigo: تقيح جلدي كثير الانتشار وشديد العدوى للآخرين وللمريض نفسه. أكثر ما تصيب القوباء صغار الأطفال، وغالباً ما يتم ذلك في أواخر الصيف وفي الخريف في البلدان ذات المناخات الحارة.
إن سبب القوباء هو المكورات العقدية A، ولكن قد يحدث خمج تال بالعنقوديات. وفي حال الإصابة بالقوباء الناجمة عن العنقوديات لابد من تمييزها من القوباء الناجمة عن العقديات لاختلاف المعالجة بينهما. قد تحدث القوباء على هيئة فاشيات.
تتصف القوباء بظهور فقاعات حاكة حول الأنف والفم، وتتميز بأنها تحوي سائلاً قيحياً مصلياً. وسرعان ما تنفجر الفقاعات فتغطي سطحها طبقة وسوف كثيفة تسمى جُلْبة croûte.
وهناك القوباء المتقرحة أو الأكتيمة ecthyma، وهي ضرب من القوياء تظهر حينما تكون الشروط الصحية التي يعيش فيها المريض سيئة، أو يكون مصاباً بسوء تغذية أو ذا تربة هشة جداً. وتتصف الأكتيمة أو القوباء المتقرحة، بظهور مجموعة قروح جلدية قيحية تغطيها جلبة ثخينة.
تعالج القوباء بالبنسلين V، والأفضل منه السينرجستين synergestine مع استعمال مطهرات موضعية.
ـ التهاب الهلل المواتي العقدي أو التهاب اللفافة الناخر fasciite nécrosante: آفة جلدية نادرة لكنها شديدة الخطورة. تصيب عادة الطرفين السفليين بعد حرق أو لدغة حشرة أو جرح، ولكن غالباً ما يبقى مدخل الجرثوم مجهولاً. تظهر في بدء الإصابة لويحة التهابية حول مدخل الجرثوم وبعد زمن يمتد من 24 إلى 48 ساعة تتحول اللوحة السريرية، إذ يأخذ الجلد لوناً توتياً تكسوه آفات فرفرية وناخرة مع ظهور فقاعات. تسير الآفة نحو الموات الجلدي مع خشارة sphacèle، وتظهر اندفاعات متقيحة ذات سطح واسع. تتصف الحال العامة للمريض بكونها سيئة مع حرارة مرتفعة واضطراب في الوعي وتجفاف.
يظهر الفحص الجرثومي وجود عقديات مع جراثيم لا هوائية، وهناك عوامل تنشط هذه الإصابة كالبدانة والداء السكري والقصور القلبي.
يمكن لالتهاب الهلل العقدي أن يصيب الطرفين العلويين والوجه والعنق والصدر.
لابد في الإصابة من إجراء تشخيص سريع، ونادراً ما تكفي المعالجة بالصادات وحدها إذ لا بد من إجراء إنضار débridement.
ـ حمى النفاس: إصابة حادة تتظاهر بحمى وأعراض عامة وموضعية لصولة جرثومية على السبيل التناسلي وأحياناً الدوران الدموي، في مريضة بعد الولادة أو بعد الإجهاض. وكثير من الأخماج النفاسية تسببها جراثيم أخرى غيرالعقديات الحالة.
ـ داء الرقص لسيدنهام Chorée de Sydenham: تقلصات عضلية لا إرادية، وتسبب تتابع حركات غير منتظمة وسريعة، وتقلصات في عضلات الوجه تزداد في الجهد والانفعال، وآلام مفصلية مبهمة. وهي مرض يصيب الطفولة الثانية ولاسيما الفتيات بين 5 و15 من أعمارهن. قريب جداً من الرثية المفصلية الحادة بعقابليه وتظاهراته القلبية وإسهام العقديات في إمراضه. يسير المرض نحو الشفاء في أشهر عدة ولكن النكس ممكن.
يمكن أن تحدث عقديات من زمر أخرى أمراضاً في البشر. فالعقديات الحالة للدم بيتا من الزمرة B توجد في المهبل وقد يسبب وجودها إنتاناً في الوليد أو التهاب السحايا القيحي (أقل من أسبوع واحد من العمر)، وعقديات الزمرة D قد تسبب التهاب الشغاف تحت الحاد وأخماجاً في السبيل البولي.
تعالج العقديات جملة بأنواع البنسلينات وقد يخفض العلاج تعرض المريض للإصابة بالتهاب كبيبات الكلي الحاد، والاريترومسين هو البديل حينما يكون المريض متحسساً للبنسلين، كما يمكن استعمال الكلنداميسين والسيفالوسبورين في حالة تعذر أخذ البنسلين أو الاريتروميسين، أما السلفوناميدات فهي غير فعالة في إزالة العقديات من الحلق ولا في منع المضاعفات غير القحية.
عدنان تكريتي
Sstreptococcus - Streptococcus
العقدية وأمراضها (المكورات ـ)
المكورات العقدية أو العقديات Streptococcusجراثيم واسعة الانتشار ذات أنواع كثيرة، تتباين في تأثيراتها المرضية، وتختلف في المناعة التي يكتسبها البدن بعد الإصابة بأحد أنواعها، ومع هذا لها صفات شكلية مشتركة، فهي إيجابية الغرامgram وتصطف مكوراتها على هيئة سلاسل أو عقود، ولا بوغ لها.
يستند تصنيف العقديات إلى مجموعة صفات استقلابية وخصائص كيميائية حيوية منها حل الدم كلياً (بيتا) أو جزئياً (ألفا) أو عدم حله؛ كما يرتكز على الخصائص المستضدية antigénique؛ إذ إن لبعض الذراري عديد سكريد في جدار الجرثوم ذا خاصة مستضدية، وهو عديد الأوزيد C، وتسمح نوعيته بتصنيف هذه العقديات في 19 مجموعة مصلية يرمز لها بالأحرف اللاتينية A, B, C.
والعقديات A، وهي من العقديات الحالة للدم بيتا، تختص بالبشر وحدهم، كما أنها أشدها فوعةvirulence، وتنتقل بينهم عن طريق رذاذ اللعاب أو العدوى من خمج جلدي، فهي تتوضع في اللوزتين والبلعوم كما تستولي على الجلد والأغشية المخاطية.
تسبب العقديات A أمراضاً حادة غير نوعية كالتهاب البلعوم الجرثومي الاحمراري الذي تظهر مضاعفاته أحياناً بحدوث خراج حول اللوزتين. كما تسبب التهاب الأنف المقيح، والتهاب الجيوب، والتهاب الأذن الوسطى المتقيح، والتهاب العقد اللمفية الرقبية.
وهناك أمراض نوعية خاصة بها كالحمرةérysipéle، والحمى القرمزية scarlatine، كما أن هناك آفات تحدث بعد تراجع الخمج كالحمى الرثوية[ر]، والتهاب كبيبات الكلي الحاد، وداء الرقص لسيدنهايم، والحمامى العقدة.
وتعدّ العقديات A أحياناً أساس أخماج جلدية كالقوباء impétigo ذات المنشأ العقدي أو العنقودي، وتقيح الجلد، والتهاب الهلل cellulite، كما كانت العقديات A سبب معظم حالات حمى النفاس.
الأمراض النوعية
ـ الحمرة érysipéle: التهاب هللي cellulite حاد يتصف بحمى وأعراض عامة، وكثرة الكريات البيض وبآفة جلدية حمراء تؤلم حين الجس وتتصف بأنها متوذمة ومنتشرة، ذات حواف واضحة الارتفاع في معظم الأحيان. ومن خصائص هذه الآفة الحمراء أن نقطة البدء المركزية فيها تميل إلى الانقشاع في حين تمتد في أطرافها. إن إصابة الوجه والطرفين السفليين بالحمرة شائع، كما أن تكرار الخمج كثير المصادفة.
إن الإصابة بالحمرة أكثر حدوثاً بعد العشرين من العمر، وهي في النساء أكثر منها في الرجال، وظهورها فرادي حتى في أثناء أوبئة العقديات.
تظهر الحمرة بعد خمج عقدي موضَّع ينشط بوجود ركودة وريدية أو لمفية، أو متلازمة كلوية، أو تربة مريض هشة لإصابته بالداء السكري أو بمناعة متدنية.
إذا أصابت الحمرة الوجه كانت بدايتها صاعقة تتصف بعرواء، وارتفاع حرارة وآلام عضلية وصداع، ويكون الارتشاح أحمر اللون قاسياً ومؤلماً قرب منطقة دخول الجرثوم، ويتسع نحو المحيط، فيرسم الاحمرار شكل جناحي فراشة يمتدان على طرفي الأنف، ويكون الجلد المصاب مكسواً بحويصلات ونفاطات phlyctènes ويترافق بضخامة العقد اللمفية تحت الفك.
يحدث الشفاء بعد 8 ـ10 أيام وبزمن أقل إذا تناول المريض صادات، لكن النكس كثير الحدوث لأن مدخل العقديات قد يكون غير واضح لوجوده في التهاب جلدي خلف الأذن، أو في مجرى السمع الخارجي، أو يكون نتيجة خمج سني.
أمّا حمرة الأعضاء فأكثر ما تصيب الطرفين السفليين، وأغلب ما تشاهد في النسوة البدينات المصابات بقصور دوراني وريدي أو لمفي؛ لذا تشكل مدخَل الجرثوم قرحةٌ في الساق، أو جرح فيها، أو إصابةٌ فطرية في أظافر الأباخس.
تتظاهر الإصابة سريرياً بساق ضخمة حمراء حارة، ويكون موضع الإصابة متوذماً، والطرف شديد الألم يزداد حدة في أثناء الحركة؛ كما يبدو الجلد أحمر لماعاً قد ترى عليه حبرات pétéchiesمتناثرة. ومع هذا ليس للاحمرار هنا حدود واضحة، كما هو الحال في حمرة الوجه، لعدم انتفاخ محيطه. وأما العقد اللمفية المنطقية فهي متضخمة.
تتطلب إصابة الساق بالحمرة معالجة بالبنسلين عن طريق التروية perfusion الدائمة، مع إعطاء مضادات التخثر خشية حدوث مضاعفات كتشكل خثرات. ولابد من معالجة البؤر الجلدية المخاطية التي نشأ منها الخمج اتقاء حدوث نكس.
ـ الحمى القرمزية: شكل من أشكال الأمراض التي تسببها العقديات، وتتميز بظهور طفح rashجلدي. لا تحدث هذه الحمى إلا إذا كانت ذرية العقديات منتجة لذيفان خارجي مولد للحمى يسمى الذيفان المحمر toxin erythrogenic، وكان المريض متحسساً لهذا الذيفان من دون أن يكون منيعاً ضده. وهناك ثلاثة أنماط مختلفة مناعياً للذيفان المسبب للاحمرار. كانت الإصابات بالحمى القرمزية في السابق كثيرة وخطرة، لكنها أضحت نادرة وذات أعراض أقل شدة، كما صار تشخيصها أكثر صعوبة. والحمى القرمزية خمج يسبب مضاعفات متأخرة كالتهاب كبيبات الكلى. لكنها تكسب مناعة، ووجود ثلاثة أنماط مستضدية للذيفان المحمر يعرض لخطر الإصابة بعقابيل. وأكثر ما تصيب الحمى القرمزية الأطفال في سن المدرسة، وهي نادرة عند الكهول واستثنائية في الرضع.
تمتد الحضانة من 3ـ 5 أيام، وتكون البداية صاعقة تظهر بحمى تبلغ نحو 40 درجة وبآلام حنجرية وبطنية وإقياءات. ويبدي الفحص السريري التهاباً في الحلق وتضخماً في العقد اللمفية تحت الفكية، ثم تظهر اندفاعات وصفية تترافق بطفح في البدء على الصدر والعنق وجذور الأعضاء والثنايا ثم يمتد من دون أن يصيب راحتي اليدين وأخمص القدمين، كما لا يشمل الوجه، ولكن يلاحظ تورد الخدين وشحوب حول الفم. وقد يصاب المريض في الخمج الشديد بغثيان وقياء. ويحدث في أثناء النقاهة توسّف الجلد عند أطراف الأصابع والأباخس وبدرجة أقل في الجذع.
تعالج الحمى القرمزية كما يعالج التهاب الحلق العقدي، لكن لابد من عزل المريض ومراقبة العناصر المرضية في بوله وحالة قلبه، كما يعطى المحيطون به علاجاً وقائياً بالبنسلين.
ـ القوباء impétigo: تقيح جلدي كثير الانتشار وشديد العدوى للآخرين وللمريض نفسه. أكثر ما تصيب القوباء صغار الأطفال، وغالباً ما يتم ذلك في أواخر الصيف وفي الخريف في البلدان ذات المناخات الحارة.
إن سبب القوباء هو المكورات العقدية A، ولكن قد يحدث خمج تال بالعنقوديات. وفي حال الإصابة بالقوباء الناجمة عن العنقوديات لابد من تمييزها من القوباء الناجمة عن العقديات لاختلاف المعالجة بينهما. قد تحدث القوباء على هيئة فاشيات.
تتصف القوباء بظهور فقاعات حاكة حول الأنف والفم، وتتميز بأنها تحوي سائلاً قيحياً مصلياً. وسرعان ما تنفجر الفقاعات فتغطي سطحها طبقة وسوف كثيفة تسمى جُلْبة croûte.
وهناك القوباء المتقرحة أو الأكتيمة ecthyma، وهي ضرب من القوياء تظهر حينما تكون الشروط الصحية التي يعيش فيها المريض سيئة، أو يكون مصاباً بسوء تغذية أو ذا تربة هشة جداً. وتتصف الأكتيمة أو القوباء المتقرحة، بظهور مجموعة قروح جلدية قيحية تغطيها جلبة ثخينة.
تعالج القوباء بالبنسلين V، والأفضل منه السينرجستين synergestine مع استعمال مطهرات موضعية.
ـ التهاب الهلل المواتي العقدي أو التهاب اللفافة الناخر fasciite nécrosante: آفة جلدية نادرة لكنها شديدة الخطورة. تصيب عادة الطرفين السفليين بعد حرق أو لدغة حشرة أو جرح، ولكن غالباً ما يبقى مدخل الجرثوم مجهولاً. تظهر في بدء الإصابة لويحة التهابية حول مدخل الجرثوم وبعد زمن يمتد من 24 إلى 48 ساعة تتحول اللوحة السريرية، إذ يأخذ الجلد لوناً توتياً تكسوه آفات فرفرية وناخرة مع ظهور فقاعات. تسير الآفة نحو الموات الجلدي مع خشارة sphacèle، وتظهر اندفاعات متقيحة ذات سطح واسع. تتصف الحال العامة للمريض بكونها سيئة مع حرارة مرتفعة واضطراب في الوعي وتجفاف.
يظهر الفحص الجرثومي وجود عقديات مع جراثيم لا هوائية، وهناك عوامل تنشط هذه الإصابة كالبدانة والداء السكري والقصور القلبي.
يمكن لالتهاب الهلل العقدي أن يصيب الطرفين العلويين والوجه والعنق والصدر.
لابد في الإصابة من إجراء تشخيص سريع، ونادراً ما تكفي المعالجة بالصادات وحدها إذ لا بد من إجراء إنضار débridement.
ـ حمى النفاس: إصابة حادة تتظاهر بحمى وأعراض عامة وموضعية لصولة جرثومية على السبيل التناسلي وأحياناً الدوران الدموي، في مريضة بعد الولادة أو بعد الإجهاض. وكثير من الأخماج النفاسية تسببها جراثيم أخرى غيرالعقديات الحالة.
ـ داء الرقص لسيدنهام Chorée de Sydenham: تقلصات عضلية لا إرادية، وتسبب تتابع حركات غير منتظمة وسريعة، وتقلصات في عضلات الوجه تزداد في الجهد والانفعال، وآلام مفصلية مبهمة. وهي مرض يصيب الطفولة الثانية ولاسيما الفتيات بين 5 و15 من أعمارهن. قريب جداً من الرثية المفصلية الحادة بعقابليه وتظاهراته القلبية وإسهام العقديات في إمراضه. يسير المرض نحو الشفاء في أشهر عدة ولكن النكس ممكن.
يمكن أن تحدث عقديات من زمر أخرى أمراضاً في البشر. فالعقديات الحالة للدم بيتا من الزمرة B توجد في المهبل وقد يسبب وجودها إنتاناً في الوليد أو التهاب السحايا القيحي (أقل من أسبوع واحد من العمر)، وعقديات الزمرة D قد تسبب التهاب الشغاف تحت الحاد وأخماجاً في السبيل البولي.
تعالج العقديات جملة بأنواع البنسلينات وقد يخفض العلاج تعرض المريض للإصابة بالتهاب كبيبات الكلي الحاد، والاريترومسين هو البديل حينما يكون المريض متحسساً للبنسلين، كما يمكن استعمال الكلنداميسين والسيفالوسبورين في حالة تعذر أخذ البنسلين أو الاريتروميسين، أما السلفوناميدات فهي غير فعالة في إزالة العقديات من الحلق ولا في منع المضاعفات غير القحية.
عدنان تكريتي