عمرو قمييه
Amr ibn Kami’a - Amr ibn Kami’a
عَمرو بن قَمِيئَة
(…/…)
عمرو بن قَمِيئة بن سعد بن مالك ابن ضُبَيعة؛ من بني بكر بن وائل؛ من بني ربيعة العدنانيين، يكنى أبا كعب، وقيل: يكنى أبا يزيد.
شاعر جاهلي قديم، لاتُعرف بالتحديد سنة ولادته، وقد تكون في العقد الرابع من القرن الخامس الميلادي، فقد كان معاصراً لحُجْر أبي امرئ القيس الكِنْدي الشاعر المعروف، ولما أراد امرؤ القيس السفر إلى بلاد الروم أخذه معه وهو شيخ كبير، فمات في الطريق، ولذلك لُقِّب: عَمْراً الضائع «لموته في غربة وفي غير أرَبٍ ولا مَطْلب». وهو الذي يخاطبه امرؤ القيس بقوله:
بكى صاحبي لما رأى الدربَ دونه
وأيقـن أنّا لاحقـان بقيصـرا
ويقال:«كان في عصر مهلهل بن ربيعة، وتزعم بكر بن وائل أنه أول من قال الشعر وقصّد القصيد». ويبدو أنه عُمِّر حتى تجاوز تسعين سنةً، آية ذلك قوله:
كأني وقد جاوزت تسعين حجَّةً
خلعتُ بهـا يوماً عِذارَ لِجامـي
وهذا يعني احتمال أن تكون وفاته في العقد الرابع من القرن السادس.
توفي أبوه وهو صغير، فكفله عمه مَرْثَد، وعطف عليه ورعاه، وعاش في كنفه حياة هنية، ولما كبر راودته امرأة عمه عن نفسه فأبى، وكادت له عند عمه انتقاماً منه، ويقال إن عمه هجره لموضعه من نفسه، وقيل بل هرب منه عمرو إلى الحيرة، ثم اعتذر إليه بأبياتٍ منها:
لعمرك ما نفسٌ بجِدّ رشيدةٍ
تؤامرني سوءاً لأصرمَ مَرثدا
كانت بطون قبيلته تسكن في أرض اليمامة من نجد (الرياض اليوم)، وامتد ترحلها حتى وصلت إلى الجزيرة الفراتية، فسُمّيت إحدى حواضرها باسمها (ديار بكر) أي ديار بكر بن وائل. وكان عمرو بن قميئة «شاعراً فحلاً متقدماً، وكان شاباً جميلاً، حسَن الوجه، مديد القامة، حسن الشَّعر». وكان بعض القدماء يرونه أشعر الناس. وهو من فحول الشعراء في طبقات ابن سلاَّم، إلا أنه كان مُقلاً من قول الشعر. وغلب على شعره مدح عمه والاعتذار إليه، مع «شيء من الفخر وشيء من الحكمة والغزل». ومن شعره:
رمتني بناتُ الدهر من حيث لا أرى
فكيف بمن يُرمَى وليس برامِ
وأهلكنـي تأميـلُ ما لسـتُ مدركاً
وتأميلُ عامٍ بعد ذاك وعـامِ
إذا ما رآنـي الناسُ قالوا ألـم تكن
جليداً حديثَ السن غيرَ كَهامِ
كأني وقد جاوزتُ تسـعين حجـةً
خلعتُ بها عني عِذارَ لِجامي
وجُمع ديوانه حديثاً وطبع طبعاتٍ عدة، واحدة بتحقيق حسن كامل الصيرفي عام 1965.
علي أبو زيد
Amr ibn Kami’a - Amr ibn Kami’a
عَمرو بن قَمِيئَة
(…/…)
عمرو بن قَمِيئة بن سعد بن مالك ابن ضُبَيعة؛ من بني بكر بن وائل؛ من بني ربيعة العدنانيين، يكنى أبا كعب، وقيل: يكنى أبا يزيد.
شاعر جاهلي قديم، لاتُعرف بالتحديد سنة ولادته، وقد تكون في العقد الرابع من القرن الخامس الميلادي، فقد كان معاصراً لحُجْر أبي امرئ القيس الكِنْدي الشاعر المعروف، ولما أراد امرؤ القيس السفر إلى بلاد الروم أخذه معه وهو شيخ كبير، فمات في الطريق، ولذلك لُقِّب: عَمْراً الضائع «لموته في غربة وفي غير أرَبٍ ولا مَطْلب». وهو الذي يخاطبه امرؤ القيس بقوله:
بكى صاحبي لما رأى الدربَ دونه
وأيقـن أنّا لاحقـان بقيصـرا
ويقال:«كان في عصر مهلهل بن ربيعة، وتزعم بكر بن وائل أنه أول من قال الشعر وقصّد القصيد». ويبدو أنه عُمِّر حتى تجاوز تسعين سنةً، آية ذلك قوله:
كأني وقد جاوزت تسعين حجَّةً
خلعتُ بهـا يوماً عِذارَ لِجامـي
وهذا يعني احتمال أن تكون وفاته في العقد الرابع من القرن السادس.
توفي أبوه وهو صغير، فكفله عمه مَرْثَد، وعطف عليه ورعاه، وعاش في كنفه حياة هنية، ولما كبر راودته امرأة عمه عن نفسه فأبى، وكادت له عند عمه انتقاماً منه، ويقال إن عمه هجره لموضعه من نفسه، وقيل بل هرب منه عمرو إلى الحيرة، ثم اعتذر إليه بأبياتٍ منها:
لعمرك ما نفسٌ بجِدّ رشيدةٍ
تؤامرني سوءاً لأصرمَ مَرثدا
كانت بطون قبيلته تسكن في أرض اليمامة من نجد (الرياض اليوم)، وامتد ترحلها حتى وصلت إلى الجزيرة الفراتية، فسُمّيت إحدى حواضرها باسمها (ديار بكر) أي ديار بكر بن وائل. وكان عمرو بن قميئة «شاعراً فحلاً متقدماً، وكان شاباً جميلاً، حسَن الوجه، مديد القامة، حسن الشَّعر». وكان بعض القدماء يرونه أشعر الناس. وهو من فحول الشعراء في طبقات ابن سلاَّم، إلا أنه كان مُقلاً من قول الشعر. وغلب على شعره مدح عمه والاعتذار إليه، مع «شيء من الفخر وشيء من الحكمة والغزل». ومن شعره:
رمتني بناتُ الدهر من حيث لا أرى
فكيف بمن يُرمَى وليس برامِ
وأهلكنـي تأميـلُ ما لسـتُ مدركاً
وتأميلُ عامٍ بعد ذاك وعـامِ
إذا ما رآنـي الناسُ قالوا ألـم تكن
جليداً حديثَ السن غيرَ كَهامِ
كأني وقد جاوزتُ تسـعين حجـةً
خلعتُ بها عني عِذارَ لِجامي
وجُمع ديوانه حديثاً وطبع طبعاتٍ عدة، واحدة بتحقيق حسن كامل الصيرفي عام 1965.
علي أبو زيد