عماد الدين الكاتب Imad ed Dine al-Katib

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عماد الدين الكاتب Imad ed Dine al-Katib

    عماد دين كاتب

    Imad ed Din al-Katib - Imad ed Dine al-Katib


    عماد الدين الكاتب

    (519 ـ 597هـ/1201ـ 1125م)



    محمد بن محمد بن حامد بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمود ابن هبة الله بن أله (بمعنى العقاب) الأصبهاني، كاتب الإنشاء في الدولتين النورية والصلاحية.

    ولد بأصبهان في بيت من بيوت الرياسة والكتابة فيها، فوالده صفي الدين محمد من أعيانها، وعمه العزيز أحمد بن حامد من شعرائها، وقد وزر للسلطان محمود بن محمد بن ملكشاه السلجوقي.

    اعتنى والده بتعليمه باكراً، فأسمعه الحديث من شيوخها، وعمره نحو ست سنوات.

    قطع عليه تعليمه آنذاك المحنة التي ألمت بعمه العزيز وانتهت به سجيناً بقلعة تكريت، وكان واليها حينئذ نجم الدين أيوب والد صلاح الدين، وقد سعى في إنقاذه فلم يفلح، حيث قتل سنة 526هـ/1132م، وأصابت هذه المحنة أباه فاعتقل، فلما أفرج عنه توجّس شرّاً من بقائه بأصبهان، فخرج منها بأهله نحو العراق خائفاً يترقب، فوصل إلى بغداد سنة 534هـ/1140م، وعمر العماد نحو الخامسة عشرة، فانتظم في المدرسة النظامية، ودرس على شيوخها الفقه الشافعي حتى أتقنه، وفنون الأدب حتى برع فيها، وممن كان يدرس معه في تلك الفترة محيي الدين محمد بن القاضي كمال الدين محمد ابن عبد الله الشهرزوري، رفيق صباه.

    عاد العماد مع أبيه إلى أصبهان سنة 543هـ/1148م متخفيين في زي طلبة العلم، وعاد العماد إلى لقاء فضلائها، وصحبة علمائها، حتى خرج منها سنة 548هـ/1154م إلى مكة المكرمة حاجاً، ثم عاد إليها، وبقي فيها حتى سنة 551هـ/1156م، ثم خرج منها مع أبيه قاصدين بغداد للإقامة فيها.

    استوت لديه صناعة الكتابة وعمره اثنتان وثلاثون سنة، وبغداد حينئذٍ تنعم في ظل وزيرها عون الدين يحيى بن هبيرة باستقرار آمن، فلما اتصل العماد به عرف الوزير كفايته، فولاه النيابة عنه بالبصرة، ثم بواسط، فعاش العماد ناعم البال، مشمولاً بعطف الوزير حتى وفاته مسموماً في سنة 560هـ/1165م، عندئذ تشتت شمل المنتسبين إليه ، واعتقل أتباعه، وكان العماد في جملة من اعتقل، فلبث في السجن نحو ثلاثة أشهر، استعطف في أثنائها الخليفة المستنجد بالله بشعره حتى أمر بإطلاقه في شعبان، وقد قضى العماد بعد خروجه من السجن سنتين في بغداد منكد العيش، قلقاً، حتى خرج منها إلى دمشق، حيث حاكمها العادل نور الدين محمود بن زنكي، فوصل إليها في شعبان سنة 562هـ/1167م، واستقبله قاضيها كمال الدين الشهر زوري والدُ رفيق صباه محيي الدين، وأنزله بالمدرسة النورية الشافعية عند باب الفرج، أحد أبواب دمشق، وسارع من الغد نجم الدين أيوب للسلام عليه، لما كان بينه وبين عمه العزيز من مودة قديمة، وكان صلاح الدين حينئذ في مصر مع عمه أسد الدين شيركوه يدفعان عنها عادية الفرنج، ولما رجعا مدح العماد كل واحد منهما بقصيدة، كما مدح من قبل نجم الدين أيوب.

    وكان القاضي كمال الدين يزوره ويحضر مجالسه، فأعجب بغزارة علمه، ذكره عند السلطان نور الدين، وأشار عليه بتوليته كتابة الإنشاء، وخاصة أنه يجيد الكتابة بالفارسية إجادته العربية، فولاه ديوان الإنشاء في أول سنة 563هـ/1167م، وصار شاعره المشيد بأوصافه ومناقبه وغزواته بأحسن العبارات، وأتمها نظماً ونثراً، وقد بلغ عنده منزلة رفيعة، فولاه 567هـ/1171م المدرسة النورية الشافعية، فصارت تنسب إليه، فيقال المدرسة العمادية، وفي سنة 568هـ/117م ولاه مشرفاً بالديوان، ثم ولاه ديوان الاستيفاء، فجمع له ثلاثة مناصب في وقت واحد، بين الإشراف والاستيفاء ومنصب الإنشاء.

    اتصل العماد، بعد وفاة نور الدين سنة 569هـ/1174م، بالقاضي الفاضل، الذي أشار على صلاح الدين بتوليته ديوان الإنشاء الذي كان يتولاه القاضي الفاضل؛ لأن أمور الدولة كانت تضطره أحياناً إلى الإقامة بمصر.

    وبعد وفاة صلاح الدين تولى دمشق ابنه الأفضل علي، وتولى مصر ابنه العزيز عثمان، وسرعان ما دب الخلاف بينهما، يؤرث ناره عمهما العادل سعياً وراء موطئ قدم له في مملكة أخيه الواسعة، ووجد العماد نفسه وهو في نحو السبعين مهملاً مجفواً، فانزوى في مدرسته العمادية يدون في صحائفه ما جرى من وقائع في أيامه، فعكف على تأليف كتابه «البرق الشامي» سارداً فيه الوقائع والحوادث من سنة قدومه دمشق سنة 562هـ/1167م حتى وفاة صلاح الدين سنة 589هـ/1193م، وإنما سماه بهذا الاسم لأنه شبه أوقاته التي قضاها في ظل نور الدين وصلاح الدين بالبرق الخاطف لطيبها وسرعة انقضائها.

    خلّد العماد انتصار صلاح الدين على الفرنج في معركة حطين، وفتحه بيت المقدس بكتاب آخر سماه «الفتح القسي في الفتح القدسي». ودوّن العماد في رسالته الأولى «عتبى الزمان في عقبى الحدثان» ما جرى له من أحداث بعد وفاة صلاح الدين إلى أواخر سنة 592هـ/1196م، ثم كانت رسالته الثانية «نحلة الرحلة وحيلة العطلة»، وله مؤلفات أخرى منها: «البرق الشامي» و«الفتح القسي»، و«نصرة الفترة وعصرة الفطرة في أخبار الوزراء السلجوقية»، و«خريدة القصر وجريدة العصر» جمع فيه تراجم شعراء الشام والعراق ومصر والجزيرة والمغرب وفارس ممن كان بعد سنة 500هـ إلى ما بعد سنة 570هـ.

    توفي العماد في دمشق تاركاً آخر مؤلف له «خطفة البارق وعطفة الشارق» دون فيه حوادث سنة 593هـ/1197م حتى سنة 597هـ/1201م.

    لغته مثقلة بالمحسنات اللفظية على طريقة كتّاب ذلك العصر. ولم يصل إلينا من تآليفه إلا القليل.

    إبراهيم الزيبق
يعمل...
X