National-socialisme اشتراكية وطنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • National-socialisme اشتراكية وطنية












    اشتراكيه وطنيه

    National Socialism - National-socialisme

    الاشتراكية الوطنية

    يدل تعبير «الاشتراكية الوطنية» national socialism في بدء ظهوره على مجموعة من الأفكار بلورت حركة نشأت في ألمانية سنة 1919 عقب الحرب العالمية الأولى، كانت متأثرة إلى حد كبير بما خلّفته هذه الحرب من انكسار ألمانية وفرض معاهدة فرساي بشروطها المذلة عليها، فشارفت البلاد آنئذ على حرب أهلية، وسط تضخّم ماليّ كاسح، وانحسار في ثروات الطبقة الوسطى، وانتشار للبطالة في صفوف العمال، مع ما رافق ذلك من نمو لبذور الشيوعيّة.
    الجذور النظرية للاشتراكية الوطنية
    تستمدّ الاشتراكية الوطنية جذورها النظرية من كتابات فلاسفة نمسويين وألمان، أمثال جورج فون شورنر (1842-1921) G.Von Schoerner ، وأوزفالد شبينغلر (1880-1936)O.Spengler وسواهما، انتشرت في أواخر القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين، تدعو لتحقيق ألمانية كبرى تضم كل المنحدرين من أصل ألماني، وينطقون بالألمانية، وتصطبغ بالكبرياء العرقي إذ تعد العرق الألماني ذا الأصول الآرية متفوّقاً على غيره في أوربة الوسطى، وتناهض السّاميّة إذ تعد اليهود الذين كانوا قد اندمجوا في ألمانية دخلاء من أصول دنيا تفسد نقاء الدم الألماني. ومن منطلق هذا الشعور بالتفوّق العرقي اتجه التفكير إلى ابتداع مجتمع متجدّد يقوم على أفكار اشتراكية خاصّة بألمانية، لا تجاري أفكار الاشتراكيّة الماركسيّة التي ظهرت في روسية قبيل انتهاء الحرب العالمية الأولى وغلبت فيها حتى بداية التسعينات من القرن العشرين. فبدلاً من استئثار حزب واحد بالسلطة، دعت هذه الاشتراكية الألمانية إلى بناء المجتمع الحديث على النقابات المهنيّة، ولم تجار من جهة أخرى أنظمة الحكم الغربيّة في مختلف نزعاتها «الليبرالية» وأشكالها البرلمانية.
    ظهور حزب العمال الاشتراكيين الوطنيين في ألمانية وأهدافه
    انتقلت حركة سنة 1919 من التجمّع إلى النظام الحزبيّ فنشأ آنئذ «حزب العمال الاشتراكيين الوطنيين» الذي يشار إليه بالأحرف الخمسة N.S.D.A.P ويرمز في اسمه إلى الثورة الاجتماعية التي كانت تختمر بذورها باتجاه رفع منزلة العمل والعمّال، وتنوّه بالخصوصية الألمانية تمايزاً عن الاتجاهات العالمية، وتنعت الاشتراكية بالوطنية لهذا الغرض. وقد تزعّم الحزب في أوائل عهده عدد من المثقفين اليساريين أمثال «غوتفريد فيدر» الذي كان أول من فرّق في كتاباته بين رأس المال المنتج ورأس المال الدّخيل، مسوقاً إلى ذلك بالحرص على أن يكون الاقتصاد في خدمة الدولة، فيما كان منظّر الحزب «ديتريخ إيكارد» ينادي بتمجيد كل ما هو ألماني صرف، وببغض اليهودية فكراً وسلوكاً وعرقاً.
    وفي 20 شباط سنة 1920 تبنى الحزب في «ميونيخ» برنامجاً حرّره «غوتفريد فيدر» نفسه، يدعو فيه إلى تحقيق الأهداف التالية: قيام ألمانية كبرى تضم كل الأراضي التي يقطنها سكان ناطقون بالألمانيّة، وإلغاء معاهدة فرساي، ومساواة الأمة الألمانية مع الأمم الأخرى في الحقوق، وأن تكون حقوق المواطن الألماني محصورة بالأشخاص المنحدرين من عرق ألماني، أما الأجانب فتسن لهم قوانين خاصّة، وقيام قوة عسكرية جديدة مؤسسة على الخدمة الإجبارية، ودولة قوية مركزية مطلقة السلطة، والتنكب عن النظام البرلماني لما يشوبه من فساد وانحلال.
    وفي الميدان الاقتصادي دعا البرنامج إلى إلغاء الدخل المتحصّل من رأس المال. وكسر طوق الرأسمالية وتأميم كلّ الاحتكارات الكبرى. ودعا إلى الإصلاح الزراعي[ر].
    وفي التعليم، دعا البرنامج إلى أن يوفر النظام التعليمي للجميع إمكان تلقّي التعليم العالي ومكافحة احتكار الطبقات الغنيّة والوسطى للتعليم.
    وينهي البرنامج بنوده بالدّعوة إلى محاكمة الخونة والأشخاص الخطرين على الدولة، ولا يستبعد عقوبة الإعدام[ر] حداً أقصى، وكان هذا البند موجّهاً إلى من أطلق عليهم اسم «مجرمو تشرين الثاني» ممن قوّضوا سنة 1918 تيجان حكام ألمانية آنئذ وأحلّوا محلّهم النظام الجمهوري.
    وعلاوة على ذلك، تضمّن البرنامج عدداً من البنود التي تعالج أوضاع الألمان اليهود، وتطلب وضع قوانين خاصة ضدهم وتجعلهم في عداد الأجانب.
    هتلر والاشتراكية الوطنية
    على أن الرجل الذي توصّل إلى ممارسة قيادة حقيقية للحزب لم يكن إلا عريفاً في الجيش باسم «آدولف هتلر» وكان قد خاض غمار الحرب العالمية الأولى، واستمالته أفكار «غوتفريد فيدر» فانتسب إلى الحزب سنة 1919. وكانت نشأته النمسوية وميوله للتراث النمسوي الاشتراكي مما يجعله عنصراً ناشطاً في إرساء أسس العقيدة الاشتراكية الوطنية في الحزب. إلا أن الأولوية في نظره كانت لبلورة إرادة وطنية ألمانية شاملة تعد للحرب وتتحمل التضحيات من أجلها إذ كان على اعتقاد جازم بأنه لا مناص من خوض حرب جديدة لبعث ألمانية جديدة قوية قادرة. ولم يكن يدعو إلى قيام دكتاتورية عسكرية لتحقيق هذه الإرادة الوطنية بل يرى أن يبنى النظام الجديد على أيدي هيئات سياسية شعبية، تتعاون مع القيادة العسكرية. وكان، من منطلق هذا التصور، قد نجح في مسعاه ليكون ضابط الارتباط بين الجيش والمنظمات السياسية. وبانضمامه إلى الحزب وضع خبرته هذه التي اكتسبها في ميدان العلاقات العامة والإعلام في خدمة الهدف الذي كان عزيزاً عليه وهو «قولبة» قطاعات شعبية كاملة، تكون أداة طيعة في عملية إعداد النظام الجديد الشامل الذي يحول ألمانية كلها إلى بوتقة من النشاط والحركة، في ظل روح عسكرية جديدة قادرة على بعث ألمانية وبلوغها المنزلة العظمى التي تستحقها. فكان بهذا الاندفاع الفاعل الملهم الحقيقي للحزب.
    تم لهتلر بعد ذلك تحويل الحزب من مجرد تعبير عن مصالح الطبقة الوسطى إلى قاعدة من القوة مبنية على انضباط أفراد الأمة وعبادة الروح العسكرية، واستطاع أن يضيف إلى برنامج الحزب أهدافاً أربعة بالغة الأهمية:
    ـ إعادة تسليح ألمانية حتى تغدو أقوى دولة في أوربة وفي المجال الآسيوي الملتصق بها، مع انضباط وطني كامل وتجنيد شامل لمواردها.
    ـ استثارة الشعب الألماني ليكوّن حركة ثورية تسعى لأهداف وطنية من جهة، و«إمبرياليّة» من جهة أخرى، تتحسس المنزلة العظمى التي «هيأتها لها الأقدار» بوصفها قوة عالمية.
    ـ الإطاحة بالدستور البرلماني الديمقراطي القائم، والثورة على التركيب الاجتماعي، وإحلال نظام جديد كامل مكانه، يتفق مع التاريخ ووحدة المصير الألماني ويأتلف مع طبيعة الألمان الحركية الفاعلة.
    ـ إزالة كل المبادئ الاجتماعية والسياسية «والأيديولوجيّة»التي كانت أساساً للنظام القائم، والعدول عن إخضاع الدولة لما يسمى بحكم القانون.
    وقد عبر هتلر عن هذه الأفكار في كتاب ألفه وهو في السجن بين سنتي 1923 و1924 ونشر سنة 1925 بعنوان «كفاحي» Mein Kampf، وفيه تفاصيل هذه العقيدة الجديدة التي أطلق عليها اسم «النازية» التي ترمز إلى مركب من الأحرف الأولى لكل من كلمتي «ناتسيونال» ـ وطنية و«زوشاليستشة» اشتراكية. وأوجز هتلر في كتابه هذا ما ترمي إليه الفلسفة النازية، إذ تريد أن تنقل مفهوم «الرجل الخارق» (سوبرمان) الذي ابتدعه الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشة في كتاباته، من حيز التصور الفلسفي إلى مجال الواقع الحي، فقاد هذا الشعور بالتعالي فلسفة النازية إلى تقديس الحرب، وإباحة العنف، وعبادة القوة، والابتعاد عن الضوابط التي يقتضيها المنطق العقلاني وقيم التعاطف الإنساني.
    جاء كتاب «كفاحي» يحمل اليهود مسؤولية انكسار ألمانية وكان اليهود قد توطنوا في ألمانية آتين في الأصل من أراضي بونزانية القديمة التي غدت بولونية فيما بعد، فهم من عرق غير صافٍ دنس، فيما يقول، «العرق الألماني الآري الأشقر الشمالي». كما أشرك بالمسؤولية عن الانكسار «الأيديولوجيات» التي كانت تنتشر آنئذ في أوربة بدءاً من «الماركسية» والعالمية وانتهاءً بمذاهب الفردية و«الليبرالية». فشدد على الدعوة إلى تجدد الدم الآري، والخلاص من الدم الدخيل، وألح على الارتباط الوثيق بين الأمة وقائدها «الفوهرر» ارتباط العهد والولاء، كي تتحصّل لألمانية القوة الكافية لتقويض معاهدة فرساي، وضمِّ المناطق التي تتكلم الألمانية إلى ألمانية الأم، فيتألف على هذا النحو في قلب أوربة مجال ألماني حيوي «لبنزراوم» يحتفظ العرق الألماني الصاعد فيه بالسيطرة السياسية والعسكرية والاقتصادية فيبزّ سائر الأعراق.
    وهكذا تطورت ترجمة النازية إلى الواقع وحلت محل الصيغ «الطوبائية» الأولى للاشتراكية الألمانية التي كانت تنادي بمحاربة الفائدة على رأس المال، وحل الملكيات الكبيرة، ومكافحة التكتلات الاحتكارية المتعددة الجنسيات، فأوجدت صيغاً جديدة تسخر الاقتصاد لخدمة الدولة وعظمتها ولاسيما بعد أن تلقت دعم أكابر رجال الصناعة لما رأوه من الفرص الذهبية في دولة قوية تتحكم بزمام اقتصادها وتُظِل الصناعة بظل التشجيع والرعاية والحماية. وانصرفت النازية إلى مناهضة الماركسية لما تولده هذه من المنازعات الاجتماعية، وإلى مناهضة اليهود لما يعكفون عليه من استغلال للشعب الألماني، ومناهضة النظام البرلماني لما يتصف به من ضعف في القيادة وفي التخطيط .
    وسرعان ما وصل هتلر إلى قيادة حزب العمال الألماني الاشتراكي





يعمل...
X