التصوير المعماري -١- عالم مثالی للاعمال المميزة
على حلقتين متتاليتين سوف نتعرف على إسلوب آخر من أساليب التصوير الفوتوغرافي المعماري ، مع التعرف على أفضل السبل للوصول إلى صور بعيدة عن الرتابة باستغلال كل الظروف ـ مهما يكن نوعها لتحقيق الأعمال المميزة في المباني والشوارع والساحات على أنواعها .
يعتبر التصوير المـعـمـاري احـد المواضيع الأكثر أهمية بالنسبة للمصور الهاوي الراغب في تخطي مرحلة - اللقطة البسيطة - فالآثار ، والأبنية ، والمعامل والقصور ، والمدن والقرى لا تتحرك ، كما أنها لا تهرب او تعترض أمام إصرار المصور ، مما
يتيح لكل شخص ان ياخذ الوقت الذي يراه كافياً للتعبير عن موهبته وإظهار مهارته .
ان نوعية واهمية الصور لا تنتج عن الحظ والظروف الملائمة إلا نادراً ، لكنها وليدة الصبر والمعرفة بالتقنيات ، والذوق الفني والخيال الفوتوغرافي . وبالعمل والصبر والمداومة تتوفر امامنا الفرصة للتقدم .
ان اهمية وصعوبة التصوير المعماري في آن واحد تكمن في ضرورة حل المشكلتين الخفية والثقنية للصورة لذا فإننا حتى نختار « الكارت بوستال ، او صور المشاهد العادية الرتيبة او الصورة غير المقبولة تظهر الاخطاء التقنية عفوياً .
ومن الصعب ان ننقل الحس الفني الا عن طريق التجربة ، لكن من الممكن التزود ، ببعض الأفكار
حول فنية وتقنية الصورة . بالاعتماد على بعض الطرق والحيل التي تساعدنا على تخطي او تحاشي التفاهة التي تسبغ صور المبتدئين .
ماذا نفعل حين تتشوه واجهة القصر الجميل في الصورة ؟
علينا أن نعرف أولا انه لا يمكننا أن ننسب المنظور غير المقبـول إلى أي تشويه في الكاميرا . لكننا تعزوه إلى اختيار سيء للقطة والى الإنحراف في الكاميرا وبعبارة أخرى نقول ان العدسة لا يمكن ان تغير شيئا دون إرادتنا .
وما يسميه المصورون تشويها في العدسة او الكاميرا ليس الا خرافة ، وحسب قاعدة النظر فإن العدسة تظهر بعض الالتواءات أو التشويهات الى حد ما في اختباراتنا ، ويكون التشويه عادة اقل مع عدسة الزوم ؛ اما الباقي فلا يعدو كونه عمليـة إتخاذ الزاوية المناسبة وانحـراف الكاميرا .
فلنبدا بالمشهد أو المنظر فإذا كان الموضوع الرئيسي المراد تصويره قريباً منا ، علينا ان نجرده من الخلفية ، وكلما ابتعدنا عنه يصبح من الضروري التركيز على خلفيته أكثر فأكثر ولا يغير تركيز « التباور ، شيئا في العملية وإن كان هذان المثلان متطابقين بشكل عام في استخدام الكاميرا او العدسة , كما لا يمكن أن نعتبر هذا الأمر حجة لتخلط بين السبب والنتيجة فتغيير الأبعاد يبدل المسافة ما بين البؤرتين - المنظار الذي به تتبدل العلاقة بين مقدمة ومؤخرة الصورة .
إن تبديل زاوية اللقطة فقط كفيل بتغيير الصورة .
وصحيح ان استخدام زاوية كبيرة أو عدسة - زووم او ، تيلي ، تحثنا على اعطاء صور مختلفة ، ومن هنا الإعتقـاد بالخاصة الانتاجية لهاتين الفئتين من العدسات .
- النتيجة الفورية :
ليس من الضروري أن تتعب أنفسنا بتغيير العدسات بل من الأفضل حتى قبل أن تخرج الكاميرا من الحقيبة أن نبحث ونختار المنظر ومقدمة الصورة .
وبعد ذلك تركز الدعامة ونختار الابعاد المناسبة لضبط الصورة وبعد القيام بهذه الخطوة على هذا الشكل . ندرك أن عدسة الزووم قادرة على كشف المهم والمفيد ، إذ انها تمكننا من ضبط الصورة بدقة ومن الغاء اللقطة الفوضوية ولكن لا ننسى ابدأ ان العين هي التي تختار المشهد . وليس العدسة إذن لنـدا بالنظر بالعين المجردة ، ونتخلى عن التوسط أو التدخل بين انعكاس الـزووم والمـوضـوع المحدد .
والملاحظة ذاتها تطيق على الخطوط الهاربة . فإذا بدت صورة واجهة المبنى مشوهة في الخلف فهذا لاننا رفعنا الكاميرا الى اعلى وما من شيء يبدو واضحاً اذا كانت العـدسـة مشوهة .
فالنقص في البعد هو الذي يفرض العمل من زاوية كبيرة وبنظرة واحدة ، ويرفع الكاميرا إلى اعلى وهذا يؤدي الى ظهور لوط العمودية الهاربة والتي من الصعب أن نتقبلها بنظام ادراكنا . مثلا خطوط التقارب الافقية كسكة الحديد شديدة التحمل .
ولا يمكننا ان نحمل العدسة أو الابعاد مسؤولية ظهور الخطوط العمودية ، فالاتهام موجه فقط إلى خطا الافقية في الكاميرا .
- الحلول :
كل هذا يبدو جميلا غير أنه لا يعطينا الحلول لتلافي الخطوط الهاربة , فتصوير الآثار والابنية من الصعوبة كتربيع الدائرة يجب ان نتراجع وان نستعمل زاوية كبيرة لكن اذا لم نرفع الكاميرا إلى أعلى فلن نتوصل إلى رؤية المبني كله داخل حقل الرؤية ، أو أن تعطي للارض أهمية أكبر وغير فنية في تركيب الصورة كاولئك الذين يصورون المشاهد وسط شارع ضيق في المدينة .
وسنقدم عدة حلول للذين يرغبون بالمضي أكثر في مجال التصوير وفي الحصول على صور اكثر جمالا وأفضل تقسيماً والحل الابسط يكمن في إبراز الخطوط الهاربة وذلك بان نقف عند اسفل المبنى رافعين مقدمة الكاميرا بشدة . فالدماغ يستوعب الخطوط الهارية بقدر أكثر عندما يكون تاثيرها أكثر بروزاً ، وفي الواقع فإن تقارباً خفيفاً يفشر كخطأ في التحكم بالكاميرا ، في حين أن التصوير الصعودي اخذ الصورة من اسفل الى اعلى - يعتبـر عمـلا ارادياً مقبولا ومحترماً .
- الحل الثاني :
وعلى الرغم من كل شيء ، فإننا حين نرغب بالحصول على منظور كلاسيكي ، علينا أن نتوصل إلى اختيار . المنظر ، أو النقطة الاقرب الى متوسط على المبنى المراد تصويره فإنه يمكن تحقيق صورة شبه خالية أو مجردة من الخطوط الهاربة وذلك بان تطلب الاذن من المقيمين بالصعود إلى طوابق مواجهـة لسكنهم وعندها تستطيع إبقاء الكاميرا شبه أفقية اثناء ضبط الصورة ، خصوصاً بـالـغـاء الأرضية في مقدمة الصورة . وهي المثال لاستعمال الزاوية الكبيرة وفي بعض الحالات فإن تسلق شجرة أو سلم نقال او درج كهربائي او الوقوف على تلة كاف لتحسين الصورة .
- آخر الحلول :
فإذا أصبحت الصورة المعمارية هي الموضوع المفضل أو الهاجس الوحيد ، يصبح من الضروري إستخدام زاوية كبيرة لازاحة المركز - شـرط ان لا نبخل بشيء : فنستعمل عدسة واسعة الزاوية - ٢٨،٣٦ او ٢٤ ملم - أما بالنسبة لمن يريد إحتراف التصوير المعماري فسوف ينتهي بالتأكيد إلى شراء كاميرا ذات بنية كبيرة كالكاميرات المستعملة في الاستديوهات أو سيقتني عدسة تغيير الابعاد من نيكون وهذا يؤمن مردوداً لا يضاهى ويسمح بتنظيم إزاحة المركز والتارجح ، وهذا من شأنه
أن يمنع الخطوط الهـاريـة العمودية عن طريق إطالتنا خط الوضوح ، بتطبيق اللامركزية وبتأرجح الجسم .
- إختيـار ،، التبـاور ،، واستخدامه في العمق :
من الخطا . ان نبدا باختيار التباور ، وإنما باختيار المنظر وانطلاقاً منه - اختيار المنظر - نقرر درجة التباور الأكثر ملاءمة اذن علينا ان نبدا بالنظر بالعين المجردة .
ومن العادات الجيدة أن نزور الاماكن المتشابهة وان نختار مقدمة ومؤخرة وزوايا التصوير الملهمة ، وبعد ذلك نختار الابعاد وتباورها .
ولا يبقى أمامنا سوى ضبط الصورة من خلال نظرتنا عبر الكاميرا إن الدوران حول الموضوع دون تلوين خلفية مسبقة ، هي عادة جيدة ، لكنها ، وللأسف ليست دائماً سهلة التحقيق ، خصوصاً عندما تكون ضمن مجموعة ، وحتى لا تندفع ونلتقط بعفوية صورة فوضوية من الأفضل أن نخصص خمس دقائق لنظرة عامة وشاملة ، وهي كفيلة بجعلنا نكتشف او نختار مركز الأهمية - اللقطة الملهمة - إن هذه الدقائق ، الضائعة » تجعلنا نربح الكثير من الوقت في صنع صورة افضل .
- العنصر ،،الشخصي،، في اختيار العدسات :
ان الفئات الكبرى للعدسات ذات الطول البؤري العالي - لا تعطي صوراً مشابهة ، لأنها تفرض في أكثر الاحيان مشاهد مختلفة فتبدو الصورة بعيدة مع العدسات الطويلة وقريبة مع عدسات واسعة الزاوية على كل حال من الضروري ان نعي ان العدسة لا تصنع الصورة لكن أهمية المشهد وحدها كفيلة باعطاء الصورة المرغوبة .
وهناك بعض القواعد البسيطة التي يجب أن نحفظها عن ظهر قلب للحصول على نتائج أفضل .
اولـهـا : ان عـدسـات التيلفوتو ، تفرض بشكل عام مشهداً بعيداً . الا في حالة إستعمالها لضبط التفـاصيل المعمارية التي يتعذر الحصول عليها ، إذ أن هذه العدسات تؤدي في اكثر الاحيان الى نتيجة باردة ، ويبدو الهدف من إبراز الموضوع
غير محدد .
اما عدسة الزاوية الكبرى أو واسعة الزاوية فكثيراً ما تستعمل مع بعض البعد ، لأنها تبرز الخطوط الهاربة بشكل حساس . كما تبرز المسافة بين مقدمة ومؤخرة الصورة .
وباختصار فإن واسعة الزاوية تعطي الصورة بعض الحيوية أما إذا اردنا استخدام ابعاد قصيرة واذا لم نتمكن من ايجاد نقطة مرتفعة للرؤية ، ورغبنا في الحفاظ على الافقية للسيطرة على الخطوط الهاربة أو لمنع ظهورها .
فمن واجبنا إذن الاهتمـام بمقدمة الصورة - او بالمسطح الامامي ـ ويكون الاهتمام اكثر اذا كانت الصورة قريبة جداً من الأرض ، على أنه يجب ان نتحاشی - قدر الامكان - مشهد الأرض القاحلة ، الفارغة ، وان نبذل جهداً كبيراً لايجاد مسطح امامي - مقدمة الصورة ، معبر وجميل .
وقبل أن نضع الكاميرا امام أعيننا ، علينا أن نستكشف ، مدى التصوير ، حتى قبل ان نعدد . مقدمات الصور الممكنة . مجمـوعة ورود ، اشجار اشخاص ، به مقاعد عامة .
يبقى علينا اذن ان نلقي نظرة تفحص وتدقيق لنختار المشاهد الأكثر أهمية آخذين بعين الاعتبار معيارين هما : والأهمية الجمالية من جهة ، والأهمية الوثائقية من جهة أخرى ، ويجب أن تعمل على جعل المثل الأعلى مندمجاً بشكل تام مع الصفة العامة للصورة التي توحي بالجو الذي يحيطها .
- استعمال عمق حقل الرؤية :
على عكس ما قد نعتقد ، فإنه . ليس من الضروري دائما ان نعمل بعمق كبير في حقل الرؤية ، حتى ان العمل في بعض الأحيان بعمق حقل الرؤية يعتبر خطأ كبيراً والطريقة الفضلى لابراز الموضوع ليست في أن نغرقه أونحيطه بعدد كبير من التفاصيل الخالية من أي معنى ، بل في ان نحرره من الشوائب التي تزعج النظر .
ولكي تبرز الموضوع علينا بالاختيار : فمن الخطا ان نضيع الهدف من الصورة بكثرة التفاصيل . ومن هنا نحاول تحديد الجزء المهم في الموضوع وتعمل على تحريك عمق حقل الرؤية لابرازه .
نحن نفكر عادة في سلخ الموضوع الرئيسي ووضعه في مقدمة الصورة على خلفية غير واضحة . هذا الاسلوب يمكن ان يكون جيداً للوجوه ، غير ان الابنية تختلف عن الوجوه فاختلاف الموضوع الرئيسي على خلفية مشوشة محسوبة بدقة بعطي مقدمة صورة مؤثرة .
- استعمال الضوء :
الأبنية ثابتة في مكانها ، ولا تتغير ، غير ان شكلها النظري يتبدل بالعمق متأثراً بعـاملين هما الضوء والظروف المناخية .
ولنبدأ بالضوء أولا :
إن الضوء الأكثر وضوحاً يبقى ضوء الشمس ، لكن الكسل يدفعنا في أكثر الاحيان الى العمل في الضوء المتوفر لكن الموهبة لا تكمن احياناً الا في الشجاعة بالنهوض باكراً لتصوير قصر تحت أشعة الصباح اللطيفة والذهبية ، او انها تكمن في إتجاه الواجهة - مقدمة البناء الذي نتمنى تصويره ، كما تكمن في العودة مساء للاستفادة من اشعة الشمس المذهبة الاخيرة عند الغروب .
والاجدر بنا ، بدلا من أن نحقق مجموعة كبيرة ورتيبة من ذكريات سفر ، ان ننصرف للعمل في موضوع واحد ، شرط ان نفهمه بالعمق ، مستغلين كل ساعات النهار لندرك التحولات اليومية التي تطرا على الحجر تحت الشمس .
إنها أيضاً لحظـة تجميع واستعمال المرشحات تحت تأثیر اشعة الشمس الصباحية اللطيفة التي يرافقها دائماً تأثير خفيف .
أو إشارة ضباب خفيف وبالمقابل فإن التفاصيل المعمارية مع عدسات طويلة تیلیفونو ، نتطلب حداً اقصى من الدقة ومن مردود من المواد التي توحي بالحجم وبحبيبات الحجارة .
وفي هذا المجال يفضل استعمال ركيزة ثلاثية الأرجل وإسناد مقدمة - الزووم ، او التيلي ، على قائمة صغيرة اخرى .
وقد ثبتت بالتجربة ان تبديل التباور للتوصل الى المنظار المطلوب هو الطريقة الوحيدة للحصول على صورة واضحة وان الزووم مع تباور طویل ۸۰ - ۲۰۰ ملم يعطي أفضل النتائج .
كما ان استعمال فيلم بطيء ودقيق ، يمكننا من تسجيل اقصى حد من التفاصيل - الفيلم من ٢٥ الی ۱۰۰ آزا - ولا ننسى أن مثل هذا الفيلم يساعدنا الحصول على جو ضبابي مع حد أقصى من الدقة ، لكن هذا لا يعني أننا مجبرون على استخدام فيلم حساس بحجة انه يعطينا صوراً جذابة .
فتأثير الضوء مهم جدا لابراز التفاصيل المعمارية . لكننا الآن لسنا في وارد تعلم كيفية الحصول على صورة الجو ، دائما نسعى لكيفية تحقيق صورة تعطي الحد الاقصى من التفاصيل . فلننتظر إذن حتى تصبح اشعة الشمس ملتوية لأنها تساعدنا على تقسيم المسطحات .
عند الغروب ، علينا ان نبذل جهدا لنثبت الضوء الطبيعي المختفي - الميت - والضوء الاصطناعي - المولود . على الابنية غير المضاءة وافضل النتائج نحصل عليها عادة بواسطة فيلم ضوء النهار . لكن عندما تغيب الشمس يستحسن إستعمال فيلم للضوء الاصطناعي او الفلاش .
إن الإنارة الليلية والمشاهد النموذجية التي توحي بالصوت والضوء قادرة على إبراز الموهبة في نقل جمال الحجارة القديمة . ولا يجب ان نخشى من استعمال فیلم اکتاکروم ٥٠ آزا ( py ) البطيء والذي لا يحمل اي حركة ، مع ضوء اصطناعي والفيلم السريع للاشخاص ،
ويمكننا الإختيار بين اكتاكروم تا نفستین ١٦٠ آزا ( Ept ) الذي تستطيع إستخدامه على ٢٣٠ او ٦٤٠ آزا .
اخيـراً يجب ان لا ننسى المنشآت الصناعية ، التي تبدو معدومة الجمال خلال النهار ، لكنها قد تحمل جمالا غير عادي في ضوء الليل -
- الضوء والطقس :
إذا كان الطقس ممطراً .. فلا باس .
وإن كان مشمساً .. فهذا رائع . ففي الصور المعمـاريـة . الموضوع لا يتحرك ، لكن الطقس يتغير .
وما ان تخطر في بالنا فكرة تصوير المبنى ، يجب ان ناخذ عامل الطقس بعين الاعتبار ، ومن الضروري ان ناخذ للمبنى وما يحيطه عدة لقطات على مدى ساعات النهار ، والفصول و باختلاف حالة الطقس .
- الشمس :
تعتبر الشمس مصدر الضوء المثالي ، وحسب موقع هذا الكون في السماء تبرز اجواء مختلفة وعلى هاوي التصوير المعماري ان يعرف كيف يستغل ضوء الشمس ، لا كيف يخفضها وهناك إستثناء واحد وهو تحاشي النور المعاكس . ومعرفة حجم البناء ، والا فإن تصحيـح التعريض الضوئي لن يكون كافياً . وبالتالي لن نحصل على تفاصيل ضمن الأقسام الواضحة او الفاتحة والاجزاء القائمة . وفي الواقع ليس من الضروري ان تعتمد على فتحة الفلاش .
و إذا شاهدنا سائحين يصورون آثاراً أو مشاهد ليلية بالفلاشات فلندعهم يتمتعون بذلك لكن دون
تقليدهم وبدلا من ذلك لنتعلم كيف تلعب بالظلال وكيف نفسد الشمس ، وإذا وجدنا أن زاوية الرؤية التي اخترناهـا تبـدو متعارضة مع الاضاءة الحالية علينا ان نعود بعد فترة قصيرة - بعد أن تكون الأرض قد دارت قليلا - حتى يصبح من السهل تخصيص بعض الدقائق لصورة البناء .
- الضباب :
قد يبدو الضباب بمظاهـر مختلفة ، يتراوح من الضباب الكثيف ، وصولا إلى غيـوم صغيرة وردية كتلك التي نراها احياناً في ساعات الصباح الأولى .
ففي الحالة الأولى : أمامنا حظ وافر حتى يبدو البناء عملياً غير مرئي . في هذه الحالة ننصح يجمع الأغراض وشرب فنجان من القهوة بانتظار جلاء الضباب ولمن يعتمد على اخذ لقطات متعددة عليه محاولة العمل على زاوية اكبر .
وبقدر ما نستعمل تباور قصير ، بقدر ما نستطيع تقريب البنـاء ، وبالتـالي نستطيـع تخفيض عدد نقاط الماء التي تصل إلى ملايين المليارات التي تخفي البناء .
ومن البديهي في مثل هذه الحالة الا تحاول التخلص من الضباب لأنه امر مستحيل بل على العكس علينا الإستفادة من هذه النـعمـة
واستخدام هذه المدرجات من الغيوم في تركيب الصورة ولضيط صورة مماثلة فإن عدسة الزاوية الواسعة تساعدنا على الإقتراب من المـوضـوع في حين ان . التيلفوتو ، تجبرنا على الابتعاد عنه . فاختيار العدسة إذن يؤلف وسيلة جيدة لإبراز او لتخفيف ظاهرة الضباب . وكلما إبتعدنا عن البناء المعني كلما بدا الضباب كثيفاً اما ضباب الصيف الذي يظهر دائماً على شكل طبقة صغيرة من الغيوم التي تسير ببطء على علو امتار فوق الأرض تمنحنا الفرصة لإختبار إمكانيات عدسة ٤٠٠ ملم ، محاولين تحقيق صورة افضل لقصر جميل منعزل عما حوله وذلك بان نقف على اقصى بعد ممكن .
- الأفلام :
فيما يخص الأفلام ، فإن طبيعتنـا تقـودنـا لاستعمـال کوداکروم ٢٥ ، وكوداكروم ٦٤ . المعروف عنها أنها تحافظ على رونق الالوان : فمشهد الطبيعة الضبابية يحتوي على فارق دقيق وعلينا ان نكون على درجة من الذكاء لاختيار الفيلم الاكثر قدرة على تسجيل هذا المنظر .
ومع ذلك ، لا يجوز الاعتقاد بان فیلم کوداکروم ٢٥ و ٦٤ وحده قادر على تحقيق أفضل اللقطات الضبابية ، لاننا شاهدنا صوراً رائعة في الضباب سجلت بفيلم ۱۰۰۰ آزا او خلافه⏹
على حلقتين متتاليتين سوف نتعرف على إسلوب آخر من أساليب التصوير الفوتوغرافي المعماري ، مع التعرف على أفضل السبل للوصول إلى صور بعيدة عن الرتابة باستغلال كل الظروف ـ مهما يكن نوعها لتحقيق الأعمال المميزة في المباني والشوارع والساحات على أنواعها .
يعتبر التصوير المـعـمـاري احـد المواضيع الأكثر أهمية بالنسبة للمصور الهاوي الراغب في تخطي مرحلة - اللقطة البسيطة - فالآثار ، والأبنية ، والمعامل والقصور ، والمدن والقرى لا تتحرك ، كما أنها لا تهرب او تعترض أمام إصرار المصور ، مما
يتيح لكل شخص ان ياخذ الوقت الذي يراه كافياً للتعبير عن موهبته وإظهار مهارته .
ان نوعية واهمية الصور لا تنتج عن الحظ والظروف الملائمة إلا نادراً ، لكنها وليدة الصبر والمعرفة بالتقنيات ، والذوق الفني والخيال الفوتوغرافي . وبالعمل والصبر والمداومة تتوفر امامنا الفرصة للتقدم .
ان اهمية وصعوبة التصوير المعماري في آن واحد تكمن في ضرورة حل المشكلتين الخفية والثقنية للصورة لذا فإننا حتى نختار « الكارت بوستال ، او صور المشاهد العادية الرتيبة او الصورة غير المقبولة تظهر الاخطاء التقنية عفوياً .
ومن الصعب ان ننقل الحس الفني الا عن طريق التجربة ، لكن من الممكن التزود ، ببعض الأفكار
حول فنية وتقنية الصورة . بالاعتماد على بعض الطرق والحيل التي تساعدنا على تخطي او تحاشي التفاهة التي تسبغ صور المبتدئين .
ماذا نفعل حين تتشوه واجهة القصر الجميل في الصورة ؟
علينا أن نعرف أولا انه لا يمكننا أن ننسب المنظور غير المقبـول إلى أي تشويه في الكاميرا . لكننا تعزوه إلى اختيار سيء للقطة والى الإنحراف في الكاميرا وبعبارة أخرى نقول ان العدسة لا يمكن ان تغير شيئا دون إرادتنا .
وما يسميه المصورون تشويها في العدسة او الكاميرا ليس الا خرافة ، وحسب قاعدة النظر فإن العدسة تظهر بعض الالتواءات أو التشويهات الى حد ما في اختباراتنا ، ويكون التشويه عادة اقل مع عدسة الزوم ؛ اما الباقي فلا يعدو كونه عمليـة إتخاذ الزاوية المناسبة وانحـراف الكاميرا .
فلنبدا بالمشهد أو المنظر فإذا كان الموضوع الرئيسي المراد تصويره قريباً منا ، علينا ان نجرده من الخلفية ، وكلما ابتعدنا عنه يصبح من الضروري التركيز على خلفيته أكثر فأكثر ولا يغير تركيز « التباور ، شيئا في العملية وإن كان هذان المثلان متطابقين بشكل عام في استخدام الكاميرا او العدسة , كما لا يمكن أن نعتبر هذا الأمر حجة لتخلط بين السبب والنتيجة فتغيير الأبعاد يبدل المسافة ما بين البؤرتين - المنظار الذي به تتبدل العلاقة بين مقدمة ومؤخرة الصورة .
إن تبديل زاوية اللقطة فقط كفيل بتغيير الصورة .
وصحيح ان استخدام زاوية كبيرة أو عدسة - زووم او ، تيلي ، تحثنا على اعطاء صور مختلفة ، ومن هنا الإعتقـاد بالخاصة الانتاجية لهاتين الفئتين من العدسات .
- النتيجة الفورية :
ليس من الضروري أن تتعب أنفسنا بتغيير العدسات بل من الأفضل حتى قبل أن تخرج الكاميرا من الحقيبة أن نبحث ونختار المنظر ومقدمة الصورة .
وبعد ذلك تركز الدعامة ونختار الابعاد المناسبة لضبط الصورة وبعد القيام بهذه الخطوة على هذا الشكل . ندرك أن عدسة الزووم قادرة على كشف المهم والمفيد ، إذ انها تمكننا من ضبط الصورة بدقة ومن الغاء اللقطة الفوضوية ولكن لا ننسى ابدأ ان العين هي التي تختار المشهد . وليس العدسة إذن لنـدا بالنظر بالعين المجردة ، ونتخلى عن التوسط أو التدخل بين انعكاس الـزووم والمـوضـوع المحدد .
والملاحظة ذاتها تطيق على الخطوط الهاربة . فإذا بدت صورة واجهة المبنى مشوهة في الخلف فهذا لاننا رفعنا الكاميرا الى اعلى وما من شيء يبدو واضحاً اذا كانت العـدسـة مشوهة .
فالنقص في البعد هو الذي يفرض العمل من زاوية كبيرة وبنظرة واحدة ، ويرفع الكاميرا إلى اعلى وهذا يؤدي الى ظهور لوط العمودية الهاربة والتي من الصعب أن نتقبلها بنظام ادراكنا . مثلا خطوط التقارب الافقية كسكة الحديد شديدة التحمل .
ولا يمكننا ان نحمل العدسة أو الابعاد مسؤولية ظهور الخطوط العمودية ، فالاتهام موجه فقط إلى خطا الافقية في الكاميرا .
- الحلول :
كل هذا يبدو جميلا غير أنه لا يعطينا الحلول لتلافي الخطوط الهاربة , فتصوير الآثار والابنية من الصعوبة كتربيع الدائرة يجب ان نتراجع وان نستعمل زاوية كبيرة لكن اذا لم نرفع الكاميرا إلى أعلى فلن نتوصل إلى رؤية المبني كله داخل حقل الرؤية ، أو أن تعطي للارض أهمية أكبر وغير فنية في تركيب الصورة كاولئك الذين يصورون المشاهد وسط شارع ضيق في المدينة .
وسنقدم عدة حلول للذين يرغبون بالمضي أكثر في مجال التصوير وفي الحصول على صور اكثر جمالا وأفضل تقسيماً والحل الابسط يكمن في إبراز الخطوط الهاربة وذلك بان نقف عند اسفل المبنى رافعين مقدمة الكاميرا بشدة . فالدماغ يستوعب الخطوط الهارية بقدر أكثر عندما يكون تاثيرها أكثر بروزاً ، وفي الواقع فإن تقارباً خفيفاً يفشر كخطأ في التحكم بالكاميرا ، في حين أن التصوير الصعودي اخذ الصورة من اسفل الى اعلى - يعتبـر عمـلا ارادياً مقبولا ومحترماً .
- الحل الثاني :
وعلى الرغم من كل شيء ، فإننا حين نرغب بالحصول على منظور كلاسيكي ، علينا أن نتوصل إلى اختيار . المنظر ، أو النقطة الاقرب الى متوسط على المبنى المراد تصويره فإنه يمكن تحقيق صورة شبه خالية أو مجردة من الخطوط الهاربة وذلك بان تطلب الاذن من المقيمين بالصعود إلى طوابق مواجهـة لسكنهم وعندها تستطيع إبقاء الكاميرا شبه أفقية اثناء ضبط الصورة ، خصوصاً بـالـغـاء الأرضية في مقدمة الصورة . وهي المثال لاستعمال الزاوية الكبيرة وفي بعض الحالات فإن تسلق شجرة أو سلم نقال او درج كهربائي او الوقوف على تلة كاف لتحسين الصورة .
- آخر الحلول :
فإذا أصبحت الصورة المعمارية هي الموضوع المفضل أو الهاجس الوحيد ، يصبح من الضروري إستخدام زاوية كبيرة لازاحة المركز - شـرط ان لا نبخل بشيء : فنستعمل عدسة واسعة الزاوية - ٢٨،٣٦ او ٢٤ ملم - أما بالنسبة لمن يريد إحتراف التصوير المعماري فسوف ينتهي بالتأكيد إلى شراء كاميرا ذات بنية كبيرة كالكاميرات المستعملة في الاستديوهات أو سيقتني عدسة تغيير الابعاد من نيكون وهذا يؤمن مردوداً لا يضاهى ويسمح بتنظيم إزاحة المركز والتارجح ، وهذا من شأنه
أن يمنع الخطوط الهـاريـة العمودية عن طريق إطالتنا خط الوضوح ، بتطبيق اللامركزية وبتأرجح الجسم .
- إختيـار ،، التبـاور ،، واستخدامه في العمق :
من الخطا . ان نبدا باختيار التباور ، وإنما باختيار المنظر وانطلاقاً منه - اختيار المنظر - نقرر درجة التباور الأكثر ملاءمة اذن علينا ان نبدا بالنظر بالعين المجردة .
ومن العادات الجيدة أن نزور الاماكن المتشابهة وان نختار مقدمة ومؤخرة وزوايا التصوير الملهمة ، وبعد ذلك نختار الابعاد وتباورها .
ولا يبقى أمامنا سوى ضبط الصورة من خلال نظرتنا عبر الكاميرا إن الدوران حول الموضوع دون تلوين خلفية مسبقة ، هي عادة جيدة ، لكنها ، وللأسف ليست دائماً سهلة التحقيق ، خصوصاً عندما تكون ضمن مجموعة ، وحتى لا تندفع ونلتقط بعفوية صورة فوضوية من الأفضل أن نخصص خمس دقائق لنظرة عامة وشاملة ، وهي كفيلة بجعلنا نكتشف او نختار مركز الأهمية - اللقطة الملهمة - إن هذه الدقائق ، الضائعة » تجعلنا نربح الكثير من الوقت في صنع صورة افضل .
- العنصر ،،الشخصي،، في اختيار العدسات :
ان الفئات الكبرى للعدسات ذات الطول البؤري العالي - لا تعطي صوراً مشابهة ، لأنها تفرض في أكثر الاحيان مشاهد مختلفة فتبدو الصورة بعيدة مع العدسات الطويلة وقريبة مع عدسات واسعة الزاوية على كل حال من الضروري ان نعي ان العدسة لا تصنع الصورة لكن أهمية المشهد وحدها كفيلة باعطاء الصورة المرغوبة .
وهناك بعض القواعد البسيطة التي يجب أن نحفظها عن ظهر قلب للحصول على نتائج أفضل .
اولـهـا : ان عـدسـات التيلفوتو ، تفرض بشكل عام مشهداً بعيداً . الا في حالة إستعمالها لضبط التفـاصيل المعمارية التي يتعذر الحصول عليها ، إذ أن هذه العدسات تؤدي في اكثر الاحيان الى نتيجة باردة ، ويبدو الهدف من إبراز الموضوع
غير محدد .
اما عدسة الزاوية الكبرى أو واسعة الزاوية فكثيراً ما تستعمل مع بعض البعد ، لأنها تبرز الخطوط الهاربة بشكل حساس . كما تبرز المسافة بين مقدمة ومؤخرة الصورة .
وباختصار فإن واسعة الزاوية تعطي الصورة بعض الحيوية أما إذا اردنا استخدام ابعاد قصيرة واذا لم نتمكن من ايجاد نقطة مرتفعة للرؤية ، ورغبنا في الحفاظ على الافقية للسيطرة على الخطوط الهاربة أو لمنع ظهورها .
فمن واجبنا إذن الاهتمـام بمقدمة الصورة - او بالمسطح الامامي ـ ويكون الاهتمام اكثر اذا كانت الصورة قريبة جداً من الأرض ، على أنه يجب ان نتحاشی - قدر الامكان - مشهد الأرض القاحلة ، الفارغة ، وان نبذل جهداً كبيراً لايجاد مسطح امامي - مقدمة الصورة ، معبر وجميل .
وقبل أن نضع الكاميرا امام أعيننا ، علينا أن نستكشف ، مدى التصوير ، حتى قبل ان نعدد . مقدمات الصور الممكنة . مجمـوعة ورود ، اشجار اشخاص ، به مقاعد عامة .
يبقى علينا اذن ان نلقي نظرة تفحص وتدقيق لنختار المشاهد الأكثر أهمية آخذين بعين الاعتبار معيارين هما : والأهمية الجمالية من جهة ، والأهمية الوثائقية من جهة أخرى ، ويجب أن تعمل على جعل المثل الأعلى مندمجاً بشكل تام مع الصفة العامة للصورة التي توحي بالجو الذي يحيطها .
- استعمال عمق حقل الرؤية :
على عكس ما قد نعتقد ، فإنه . ليس من الضروري دائما ان نعمل بعمق كبير في حقل الرؤية ، حتى ان العمل في بعض الأحيان بعمق حقل الرؤية يعتبر خطأ كبيراً والطريقة الفضلى لابراز الموضوع ليست في أن نغرقه أونحيطه بعدد كبير من التفاصيل الخالية من أي معنى ، بل في ان نحرره من الشوائب التي تزعج النظر .
ولكي تبرز الموضوع علينا بالاختيار : فمن الخطا ان نضيع الهدف من الصورة بكثرة التفاصيل . ومن هنا نحاول تحديد الجزء المهم في الموضوع وتعمل على تحريك عمق حقل الرؤية لابرازه .
نحن نفكر عادة في سلخ الموضوع الرئيسي ووضعه في مقدمة الصورة على خلفية غير واضحة . هذا الاسلوب يمكن ان يكون جيداً للوجوه ، غير ان الابنية تختلف عن الوجوه فاختلاف الموضوع الرئيسي على خلفية مشوشة محسوبة بدقة بعطي مقدمة صورة مؤثرة .
- استعمال الضوء :
الأبنية ثابتة في مكانها ، ولا تتغير ، غير ان شكلها النظري يتبدل بالعمق متأثراً بعـاملين هما الضوء والظروف المناخية .
ولنبدأ بالضوء أولا :
إن الضوء الأكثر وضوحاً يبقى ضوء الشمس ، لكن الكسل يدفعنا في أكثر الاحيان الى العمل في الضوء المتوفر لكن الموهبة لا تكمن احياناً الا في الشجاعة بالنهوض باكراً لتصوير قصر تحت أشعة الصباح اللطيفة والذهبية ، او انها تكمن في إتجاه الواجهة - مقدمة البناء الذي نتمنى تصويره ، كما تكمن في العودة مساء للاستفادة من اشعة الشمس المذهبة الاخيرة عند الغروب .
والاجدر بنا ، بدلا من أن نحقق مجموعة كبيرة ورتيبة من ذكريات سفر ، ان ننصرف للعمل في موضوع واحد ، شرط ان نفهمه بالعمق ، مستغلين كل ساعات النهار لندرك التحولات اليومية التي تطرا على الحجر تحت الشمس .
إنها أيضاً لحظـة تجميع واستعمال المرشحات تحت تأثیر اشعة الشمس الصباحية اللطيفة التي يرافقها دائماً تأثير خفيف .
أو إشارة ضباب خفيف وبالمقابل فإن التفاصيل المعمارية مع عدسات طويلة تیلیفونو ، نتطلب حداً اقصى من الدقة ومن مردود من المواد التي توحي بالحجم وبحبيبات الحجارة .
وفي هذا المجال يفضل استعمال ركيزة ثلاثية الأرجل وإسناد مقدمة - الزووم ، او التيلي ، على قائمة صغيرة اخرى .
وقد ثبتت بالتجربة ان تبديل التباور للتوصل الى المنظار المطلوب هو الطريقة الوحيدة للحصول على صورة واضحة وان الزووم مع تباور طویل ۸۰ - ۲۰۰ ملم يعطي أفضل النتائج .
كما ان استعمال فيلم بطيء ودقيق ، يمكننا من تسجيل اقصى حد من التفاصيل - الفيلم من ٢٥ الی ۱۰۰ آزا - ولا ننسى أن مثل هذا الفيلم يساعدنا الحصول على جو ضبابي مع حد أقصى من الدقة ، لكن هذا لا يعني أننا مجبرون على استخدام فيلم حساس بحجة انه يعطينا صوراً جذابة .
فتأثير الضوء مهم جدا لابراز التفاصيل المعمارية . لكننا الآن لسنا في وارد تعلم كيفية الحصول على صورة الجو ، دائما نسعى لكيفية تحقيق صورة تعطي الحد الاقصى من التفاصيل . فلننتظر إذن حتى تصبح اشعة الشمس ملتوية لأنها تساعدنا على تقسيم المسطحات .
عند الغروب ، علينا ان نبذل جهدا لنثبت الضوء الطبيعي المختفي - الميت - والضوء الاصطناعي - المولود . على الابنية غير المضاءة وافضل النتائج نحصل عليها عادة بواسطة فيلم ضوء النهار . لكن عندما تغيب الشمس يستحسن إستعمال فيلم للضوء الاصطناعي او الفلاش .
إن الإنارة الليلية والمشاهد النموذجية التي توحي بالصوت والضوء قادرة على إبراز الموهبة في نقل جمال الحجارة القديمة . ولا يجب ان نخشى من استعمال فیلم اکتاکروم ٥٠ آزا ( py ) البطيء والذي لا يحمل اي حركة ، مع ضوء اصطناعي والفيلم السريع للاشخاص ،
ويمكننا الإختيار بين اكتاكروم تا نفستین ١٦٠ آزا ( Ept ) الذي تستطيع إستخدامه على ٢٣٠ او ٦٤٠ آزا .
اخيـراً يجب ان لا ننسى المنشآت الصناعية ، التي تبدو معدومة الجمال خلال النهار ، لكنها قد تحمل جمالا غير عادي في ضوء الليل -
- الضوء والطقس :
إذا كان الطقس ممطراً .. فلا باس .
وإن كان مشمساً .. فهذا رائع . ففي الصور المعمـاريـة . الموضوع لا يتحرك ، لكن الطقس يتغير .
وما ان تخطر في بالنا فكرة تصوير المبنى ، يجب ان ناخذ عامل الطقس بعين الاعتبار ، ومن الضروري ان ناخذ للمبنى وما يحيطه عدة لقطات على مدى ساعات النهار ، والفصول و باختلاف حالة الطقس .
- الشمس :
تعتبر الشمس مصدر الضوء المثالي ، وحسب موقع هذا الكون في السماء تبرز اجواء مختلفة وعلى هاوي التصوير المعماري ان يعرف كيف يستغل ضوء الشمس ، لا كيف يخفضها وهناك إستثناء واحد وهو تحاشي النور المعاكس . ومعرفة حجم البناء ، والا فإن تصحيـح التعريض الضوئي لن يكون كافياً . وبالتالي لن نحصل على تفاصيل ضمن الأقسام الواضحة او الفاتحة والاجزاء القائمة . وفي الواقع ليس من الضروري ان تعتمد على فتحة الفلاش .
و إذا شاهدنا سائحين يصورون آثاراً أو مشاهد ليلية بالفلاشات فلندعهم يتمتعون بذلك لكن دون
تقليدهم وبدلا من ذلك لنتعلم كيف تلعب بالظلال وكيف نفسد الشمس ، وإذا وجدنا أن زاوية الرؤية التي اخترناهـا تبـدو متعارضة مع الاضاءة الحالية علينا ان نعود بعد فترة قصيرة - بعد أن تكون الأرض قد دارت قليلا - حتى يصبح من السهل تخصيص بعض الدقائق لصورة البناء .
- الضباب :
قد يبدو الضباب بمظاهـر مختلفة ، يتراوح من الضباب الكثيف ، وصولا إلى غيـوم صغيرة وردية كتلك التي نراها احياناً في ساعات الصباح الأولى .
ففي الحالة الأولى : أمامنا حظ وافر حتى يبدو البناء عملياً غير مرئي . في هذه الحالة ننصح يجمع الأغراض وشرب فنجان من القهوة بانتظار جلاء الضباب ولمن يعتمد على اخذ لقطات متعددة عليه محاولة العمل على زاوية اكبر .
وبقدر ما نستعمل تباور قصير ، بقدر ما نستطيع تقريب البنـاء ، وبالتـالي نستطيـع تخفيض عدد نقاط الماء التي تصل إلى ملايين المليارات التي تخفي البناء .
ومن البديهي في مثل هذه الحالة الا تحاول التخلص من الضباب لأنه امر مستحيل بل على العكس علينا الإستفادة من هذه النـعمـة
واستخدام هذه المدرجات من الغيوم في تركيب الصورة ولضيط صورة مماثلة فإن عدسة الزاوية الواسعة تساعدنا على الإقتراب من المـوضـوع في حين ان . التيلفوتو ، تجبرنا على الابتعاد عنه . فاختيار العدسة إذن يؤلف وسيلة جيدة لإبراز او لتخفيف ظاهرة الضباب . وكلما إبتعدنا عن البناء المعني كلما بدا الضباب كثيفاً اما ضباب الصيف الذي يظهر دائماً على شكل طبقة صغيرة من الغيوم التي تسير ببطء على علو امتار فوق الأرض تمنحنا الفرصة لإختبار إمكانيات عدسة ٤٠٠ ملم ، محاولين تحقيق صورة افضل لقصر جميل منعزل عما حوله وذلك بان نقف على اقصى بعد ممكن .
- الأفلام :
فيما يخص الأفلام ، فإن طبيعتنـا تقـودنـا لاستعمـال کوداکروم ٢٥ ، وكوداكروم ٦٤ . المعروف عنها أنها تحافظ على رونق الالوان : فمشهد الطبيعة الضبابية يحتوي على فارق دقيق وعلينا ان نكون على درجة من الذكاء لاختيار الفيلم الاكثر قدرة على تسجيل هذا المنظر .
ومع ذلك ، لا يجوز الاعتقاد بان فیلم کوداکروم ٢٥ و ٦٤ وحده قادر على تحقيق أفضل اللقطات الضبابية ، لاننا شاهدنا صوراً رائعة في الضباب سجلت بفيلم ۱۰۰۰ آزا او خلافه⏹
تعليق