عيسى بن عمر الثقفي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عيسى بن عمر الثقفي

    عيسي عمر ثقفي

    Isa ibn Ommar al-Thaqafi - Isa ibn Ommar al-Thaqafi

    عيسى بن عمر الثقفي
    (…ـ 149هـ/… ـ 766م)

    عيسى بن عمر الثقفي البصري، من موالي بني مخزوم، نزل في ثقيف فنسب إليهم، قارئ نحوي، عدّه أصحاب التراجم في متقدّمي النحاة الذين شاركوا في وضع النحو.
    أخذ علوم العربية والقراءات عن شيخه عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي أول نحاة البصرة، وروى القراءة عن عبد الله بن كثير قارئ مكة، وابن محيصن، والحسن البصري. وكانت بينه وبين أبي عمرو بن العلاء صحبة ومناظرات.
    شهد له معاصروه بالفصاحة، وكان يقول عن نفسه: «أنا أفصح من معدّ بن عدنان»، ولعل مغالاته في الفصاحة جعلته يميل إلى التقعير في كلامه ويكثر من استعمال الغريب فيه، وقد نسب إليه في هذا الباب حكايات لا تخلو من طرافة، منها ما حكاه الجوهري وغيره أن عيسى سقط عن حمار له فاجتمع عليه الناس، فقال: «مالكم تَكَأْكَأْتُمْ عَليَّ تَكَأْكُؤكُمْ على ذِيْ جِنَّةٍ، افْرَنْقِعُوا عَنِّي»، يريد: مالكم تجمعتم عليّ تجمعّكم على مجنون، تفرّقوا عني.
    وقد ذكرت المصادر أن له مصنفات في النحو تزيد على السبعين، ذهبت كلها، لكنها توقفت عند كتابين له سمّى أحدهما «الجامع» والآخر «الإكمال»، قال السيرافي: «وهذان الكتابان ما وقعا إلينا، ولا رأيت أحداً يذكر أنه رآهما»، غير أن أبا الطيب اللغوي نسب إلى المبرد أنه قرأ أوراقاً من أحدهما، وأنه رأى فيه شيئاً من أصول النحو.
    ورجح ابن خلكان وغيره أن يكون كتاب «الجامع» هو عمدة سيبويه في كتابه، وذلك أن سيبويه «أخذ هذا الكتاب وبسطه وحشّى عليه من كلام الخليل وغيره، ولما كمل بالبحث والتحشية نسب إليه». قال، أي ابن خلكان، «والذي يدل على صحة هذا القول أن سيبويه لما فارق عيسى بن عمر ولازم الخليل بن أحمد سأله الخليل عن مصنفات عيسى، فقال سيبويه: صنّف نيّفاً وسبعين مصنفاً في النحو، ولم يبق منها في الوجود سوى كتابين أحدهما اسمه الإكمال؛ وهو بأرض فارس عند فلان، والآخر الجامع؛ وهو الكتاب الذي أشتغل فيه وأسألك عن غوامضه…».
    ومهما يكن من أمر هذين الكتابين المفقودين فإن من الثابت أن عيسى بن عمر سار على نهج أستاذه ابن أبي إسحاق في الأخذ بفكرة القياس في النحو، وكانت تعني عندهما بناء القاعدة على المستقرأ من كلام العرب، وما لا يخضع لهذه القاعدة سمّياه شاذّاً، وربما سارعا إلى الطعن فيه، وحكاية ابن أبي إسحاق مع الفرزدق مشهورة، وكذا طعن عيسى في شعر النابغة.
    وأغلب الظن أن الأخذ بهذه الفكرة هي التي جعلت عيسى يقدم على اختيار قراءات خالف بها ما عليه الجمهور، قال أبو عبيد القاسم بن سلام: «كان له اختيار في القراءة على مذاهب (وفي روايةٍ على قياس) العربية يفارق قراءة العامة ويستنكره الناس» ويؤيد ذلك ما حكاه الزِّبيدي أنه كان يقرأ: )هؤلاء بناتي هن أطهرَ لكم( (هود 78) بالنصب، قال: «وهذا مخالف لما عليه النحويون أجمعون، ولما قرأ به القرأة، وأنكرها أبو عمرو بن العلاء عليه».
    والناظر في اختيارات عيسى في القراءة ورواية الشواهد يلحظ نزوعه إلى النصب، وقد تنبه القدماء إلى ذلك، قال أبو عبيد: «وكان الغالب عليه حب النصب إذا وجد لذلك سبيلاً»، ولاريب أن هذا النزوع يدل على حسّ لغوي سليم في جملته؛ لأنه يلمح أصلاً من أصول العربية في ميلها إلى النصب طلباً للتخفيف.
    وينسب إليه أيضاً أنه من أوائل النحاة الذين اصطنعوا فكرة تقدير العوامل المحذوفة وبه اقتدى تلميذاه الخليل وسيبويه وغيرهما.
    ومما لاشك فيه أن مصنفات عيسى ابن عمر واملاءاته ومناظراته مع معاصريه تقدّمت بالنحو خطوات جديدة بعد أستاذه المذكور، ومكَّنت لقواعد النحو التي اعتمدها الخليل بن أحمد ومن تلاهما من نحاة البصرة.
    نبيل أبو عمشة
يعمل...
X