عصرون (عبد الله محمد )
Ibn abi Asroun (Abdullah ibn Mohammad-) - Ibn abi Asroun (Abdullah ibn Mohammad-)
ابن أبي عصرون (عبد الله بنمحمد ـ)
(492 ـ 585هـ/1098ـ 1189م)
أبو سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله بن علي بن المطهر بن أبي عصرون التميمي، الموصلي الأصل، الشافعي المذهب، شرف الدين، قاضي القضاة، وعالم أهل الشام. ولد بالموصل وطلب العلم مبكراً؛ فأخذ القراءات العشر على كبار مقرئي عصره، والفقه كذلك، حتى اشْتُهِرَ وذاع صيته، وغدا من كبار مقرئي عصره وفقهائهم.
رحل إلى بغداد وواسط، ثم عاد إلى بلده الموصل، بعد أن حصَّل علماً جماً فدرَّس بها سنة 523هـ، إلا أن المقام لم يطل به فرحل منها إلى سنجار، ثم إلى حلب، حيث قدمها سنة 545هـ فدّرس بها، وكان على صلة طيبة بالسلطان نور الدين زنكي، فرحل معه من حلب إلى دمشق سنة 549هـ بعد أن بنى له مدارس عدة في حلب وحماة وحمص وبعلبك، أما في دمشق فدّرس بالغَزَالية، وولي نظر الأوقاف فيها، ثم عاد إلى حلب، فولي قضاء حَرَّان وسنجار ونصيبين وديار ربيعة، ثم عاد إلى دمشق سنة 570هـ، فاستقر فيها وولاه السلطان صلاح الدين قضاءها سنة 573هـ، أصيب بالعمى سنة 578هـ، فأبقاه السلطان صلاح الدين في القضاء تطيباً لقلبه، وأناب عنه ابنه محيي الدين.
له عدد من المصنفات في الفقه الشافعي منها: «صفوة المذهب في نهاية المطلب»، «الانتصار لمذهب الشافعي»، «التنبيه في الفروع»، «رسالة في قضاء الأعمى وجوازه»، «الفتاوى»، «مآخذ النظر»، «المرشد في فروع الشافعية»، «الذريعة في معرفة الشريعة»، «التيسير في الخلاف»، «إرشاد المغرب في نصرة المذهب»، وغيرها من المصنفات العديدة.
توفي عن ثلاث وتسعين سنة، ودُفن في مدرسته العصرونية بدمشق.
ذكر المؤرخون أنه بنى لنفسه مدرستين في دمشق وحلب عُرفتا بالمدرسة العصرونية. أما عصرونية دمشق فهي لصيقة بدار الحديث الأشرفية شرقي القلعة غرب الجامع الأموي بالمحلَّة التي تُعرف اليوم بالعصرونية، بناها على الطرف المقابل لداره في حدود سنة 575هـ، ووقف لها الأوقاف العديدة، وقد ذاع صيتها ودرّس بها عدد من كبار الأئمة إلى أن امتدت إليها يد المختلسين في عصر المماليك، وفي القرن الرابع عشر الهجري استُخلص بعض منها واتُخذ مسجداً، أما اليوم فقد زال المسجد وتحولت المدرسة برمتها إلى محلات ومكتبات يرقد رفات ابن أبي عصرون في أحدها.
أما عصرونية حلب فهي مدرسة كبيرة يرجع بناؤها إلى أيام السلطان نور الدين زنكي؛ حيث كانت داراً لأحد وزراء بني مدراس، فحوّلها السلطان مدرسة وذلك سنة 550هـ، واستدعى لها من جبل سنجار ابن أبي عصرون، فكان أول من درّس بها وولي نظر أوقافها فنُسبت إليه، ولم يزل مدرّساً بها وناظراً عليها إلى أن خرج إلى دمشق سنة 570هـ فاستخلف فيها ابنه نجم الدين، وموقع هذه المدرسة فيما يسمى اليوم بمَحَلَّةِ الفرافرة شمالي جامع الحيَّات، وقد خربت البلدية المدرسة حين فتح الطريق العام سنة 1954م.
منى عسة
Ibn abi Asroun (Abdullah ibn Mohammad-) - Ibn abi Asroun (Abdullah ibn Mohammad-)
ابن أبي عصرون (عبد الله بنمحمد ـ)
(492 ـ 585هـ/1098ـ 1189م)
أبو سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله بن علي بن المطهر بن أبي عصرون التميمي، الموصلي الأصل، الشافعي المذهب، شرف الدين، قاضي القضاة، وعالم أهل الشام. ولد بالموصل وطلب العلم مبكراً؛ فأخذ القراءات العشر على كبار مقرئي عصره، والفقه كذلك، حتى اشْتُهِرَ وذاع صيته، وغدا من كبار مقرئي عصره وفقهائهم.
رحل إلى بغداد وواسط، ثم عاد إلى بلده الموصل، بعد أن حصَّل علماً جماً فدرَّس بها سنة 523هـ، إلا أن المقام لم يطل به فرحل منها إلى سنجار، ثم إلى حلب، حيث قدمها سنة 545هـ فدّرس بها، وكان على صلة طيبة بالسلطان نور الدين زنكي، فرحل معه من حلب إلى دمشق سنة 549هـ بعد أن بنى له مدارس عدة في حلب وحماة وحمص وبعلبك، أما في دمشق فدّرس بالغَزَالية، وولي نظر الأوقاف فيها، ثم عاد إلى حلب، فولي قضاء حَرَّان وسنجار ونصيبين وديار ربيعة، ثم عاد إلى دمشق سنة 570هـ، فاستقر فيها وولاه السلطان صلاح الدين قضاءها سنة 573هـ، أصيب بالعمى سنة 578هـ، فأبقاه السلطان صلاح الدين في القضاء تطيباً لقلبه، وأناب عنه ابنه محيي الدين.
له عدد من المصنفات في الفقه الشافعي منها: «صفوة المذهب في نهاية المطلب»، «الانتصار لمذهب الشافعي»، «التنبيه في الفروع»، «رسالة في قضاء الأعمى وجوازه»، «الفتاوى»، «مآخذ النظر»، «المرشد في فروع الشافعية»، «الذريعة في معرفة الشريعة»، «التيسير في الخلاف»، «إرشاد المغرب في نصرة المذهب»، وغيرها من المصنفات العديدة.
توفي عن ثلاث وتسعين سنة، ودُفن في مدرسته العصرونية بدمشق.
ذكر المؤرخون أنه بنى لنفسه مدرستين في دمشق وحلب عُرفتا بالمدرسة العصرونية. أما عصرونية دمشق فهي لصيقة بدار الحديث الأشرفية شرقي القلعة غرب الجامع الأموي بالمحلَّة التي تُعرف اليوم بالعصرونية، بناها على الطرف المقابل لداره في حدود سنة 575هـ، ووقف لها الأوقاف العديدة، وقد ذاع صيتها ودرّس بها عدد من كبار الأئمة إلى أن امتدت إليها يد المختلسين في عصر المماليك، وفي القرن الرابع عشر الهجري استُخلص بعض منها واتُخذ مسجداً، أما اليوم فقد زال المسجد وتحولت المدرسة برمتها إلى محلات ومكتبات يرقد رفات ابن أبي عصرون في أحدها.
أما عصرونية حلب فهي مدرسة كبيرة يرجع بناؤها إلى أيام السلطان نور الدين زنكي؛ حيث كانت داراً لأحد وزراء بني مدراس، فحوّلها السلطان مدرسة وذلك سنة 550هـ، واستدعى لها من جبل سنجار ابن أبي عصرون، فكان أول من درّس بها وولي نظر أوقافها فنُسبت إليه، ولم يزل مدرّساً بها وناظراً عليها إلى أن خرج إلى دمشق سنة 570هـ فاستخلف فيها ابنه نجم الدين، وموقع هذه المدرسة فيما يسمى اليوم بمَحَلَّةِ الفرافرة شمالي جامع الحيَّات، وقد خربت البلدية المدرسة حين فتح الطريق العام سنة 1954م.
منى عسة