"المرأة القاتلة": عن صورة المرأة الخبيثة في الفن
هامبورغ 20 أبريل 2023
هنا/الآن
من لوحات الرسام الإنكليزي دانتي غابرييل روزيتي (Getty)
شارك هذا المقال
حجم الخط
تستضيف صالة الفن في مدينة هامبورغ الألمانيَّة فعاليّات معرض "المرأة القاتلة" Femme Fatale. المصطلح المركّب في اللغة الإنكليزيَّة يشير إلى المرأة الجميلة التي تقوم بإغواء الرجل، وتجلبُ له المصائب، وتقتله ثمنًا للوقوع في شرك الرومانسيَّة. يتناول المعرض بشكلٍ دقيق أكثر من 200 عملٍ فنيّ، كلّها من كلاسيكيّات الأعمال الفنيّة العالميّة. زاوية التناول هي إظهار الطريقة التي رسم بها الرجالُ النساءَ، بل الأنوثة كمفهومٍ بالعموم، في آخر 175 عامًا. يوضحّ المعرض بخطّ زمنيّ، من الأقدم إلى الأحدث، كيف نشأت هذه الظاهرة، وكيف خلقت الصورة الفنيَّة للأنوثة. نساءٌ جميلات صامتات في عالم السينما والموضة (الصورة تخلق إنسانًا متطابقًا معها)، وينتهي بإيضاح كيف دافعت الرسامات والفنانات النساء عن أنفسهنَّ في وجه هذا التمثيل الفني. تنتمي الأعمال إلى أكثر من مدرسة فنيَّة، منها الرمزيّة والانطباعيّة والتعبيريّة والموضوعيّة الجديدة.
السند الميثولوجي والأبيض الاستعماري
تحدّد منسّقات معرض "المرأة القاتلة" أوّلًا الرقعة الشيطانيّة والبعد الخبيث الذي أسّس وفسح المجال للصور النمطيَّة عن المرأة في بعض الشخصيَّات الأسطوريّة اليونانيّة الشهيرة. الهدف الأساسي من تناول البعد الميثولوجي لـ"خبث المرأة"، هو التشديد على فكرة أنّ الفنَّ ينقل مفاهيم راسخة وقناعات عامّة مترسّبة في الثقافة العامّة والذهنيّة المشتركة. المرأة الشيطانة تكون مرّة على شكل ميدوسا، الوحش الأنثوي الأسطوري في الميثولوجيا اليونانيَّة، والتي تكون مجنَّحة بمجموعة من الأفاعي السامَّة. شعرٌ ميدوسا أفاعٍ تلدغ كلّ رجل يقع في فخّ جمالها، وكلّ من يحدّق إليها بحبٍّ يتحوَّل إلى حجر. المرأة القاتلة تكون مرّة أخرى على شكل سيريس، ابنة هيلوس، القاتلة القادرة عن طريق المخدّرات وقوّة السحر على تحويل أي إنسان إلى ثلاثة أشياء: ذئب، أو أسد، أو أنثى خنزير.
حرصت منسّقاتُ المعرض على توضيح الآليات التي يقوم من خلالها الفنانون الذكور بأَمْثَلة الأنوثة. في ساحة المعرض الأساسيَّة، وُضِعَت لوحات الرسام الإنكليزي دانتي غابرييل روزيتي (1828 ـ 1882) من القرن التاسع عشر. ولوحات روزيتي هي أفضل مثالٍ على الصورة النموذجية التي تتراصف فيها الصفات المتكررة والتمثيلات المشتركة حول المرأة في أعمال فنيّة مختلفة. روزيتي يرسم المرأة البيضاء ذات الجمال الخارق البارد. المرأة ذات البشرة الناعمة كملمس البورسلين مع قليلٍ من لمعان الشفاه وطلاء الأظافر اللؤلؤي. عند كلّ لوحة، وضعت منسّقات المعرض، بشكلٍ لمّاح، مقاطع فيديو مأخوذة من تطبيق "تيك توك" لمراهقات يبدو أن روزيتي رسمهنّ. الهدف من وضع مقاطع فنيّة حديثة لمراهقات خضعْنَ لعمليّات تجميل حاسمة، وأعمال روزيتي الكلاسيكيَّة، هو إظهار هيمنة اللون الأبيض كمعيار كوني للجمال. غالبيّة مساحيق التجميل، مثلًا، تعمل على نقل لون البشرة من الغامق إلى الفاتح، وكأنّ اللون الغامق مشكلة مؤقّتة يجب حلها. قلّة من الناس يدركون أنّ هيمنة التصوُّر الأبيض عن الجمال هو امتداد لأفكار عنصريّة من الحقبة الاستعماريَّة.
صورة الشرق وحاجة النقد للمثال
لا يركّز المعرض على صورة المرأة الأوروبيّة البيضاء فقط، بل يأتي بأمثلة متنوّعة عن صورة المرأة الشرقيّة (العربية والإسلامية على الخصوص) في ذهنيَّة وتخيُّلات الرجل الأبيض. تقول منسّقات المعرض إنّ المميّز في تناول المرأة الشرقيّة من قبل الفنان الأوروبي الرجل، هو زيادة الجرعة الجنسانيَّة والمسحة الاختلاسيّة. العمل الفني المختار هو لوحة "راقصة السيف المصريّة" المرسومة عام 1891، من قبل الرسام الألماني المشهور برونو بيغلهاين (1848 ـ 1894). العمل يظهرُ امرأة مصريّة جالسة، والجزء العلوي من جسدها عارٍ، ويصل بين فخذيها سيف يربُط بين الرغبة الجنسية والتهديد بالموت. وجه المرأة مُضاءٌ بشكلٍ ساطع، وجسدها يلقي ظلًا على الحائط. عمل بيغلهاين يخدم الوظيفة الاستشراقيّة بامتياز. في لوحات أخرى، نجد حجاب الرأس ينسدلُ على أثداء عارية، وسيوفًا تلامس أعضاء الرجال الجنسيّة، في وصف للعالم الجنسيّ الغرائبيّ في الشرق. في لوحاتٍ أخرى نجدُ حريم السلطان القاصرات، من يشبعن غرائز الحكام الفاشلين في إدارة أمور الناس. التصوير الجنسي للمرأة الشرقية كعنصر غامض في عالمٍ غارق في التخلُّف والغرائبيَّة، هو شائع في أعمال أوروبيَّة خصوصًا في القرن التاسع عشر. وسبق لإدوارد سعيد أن نبش في هذا السياق بشكل وافٍ.
والحال، فإنّ منسّقات المعرض حريصاتٌ أيضًا على إلقاء الضوء على النقاش الدائر حول الأخلاق والفنّ. يفتح المعرض قضيَّة سحب لوحة "هيلاس والحوريّات" للرسام الإنكليزي جون ويليام واترهاوس (1849 ـ 1917) من متحف مدينة مانشستر. اللوحة المرسومة في عام 1896 تصوُّر إغواءً لرجل من قبل فتياتٍ شابّات، إذْ يحاول الرجل أن يشرب الماء من بحيرةٍ مليئة بالحوريّات. تعرَّضت اللوحة لنقد شديد بسبب الهيئة اليانعة والشابة جدًا للحوريات، والطابع التلصُّصي للمشهد، والجوّ المحظور الذي تحاول اللوحة أن تخلقه. اشتعل آنذاك جدلٌ ثقافي وفلسفي حول دقّة تفسير اللوحة من هذا المنظور. شكّك بعضهم في إمكانية بناء جهاز معياري نقدي "يحاكم الفن" انطلاقًا من أفكار وأخلاق لحظتنا التاريخيَّة الراهنة فقط. ودافع آخرون عن فكرة سحب اللوحة من المعرض، وعلت أصوات أخرى تحذِّر من "إلغاء الثقافة". ترى منسّقات "المرأة القاتلة" ضرورة فتح المجال أمام نقد وتفسيرات متنوعة للأعمال الفنيَّة، ولكن لا يجب حظر الأعمال الفنية ذاتها، بل إبقاؤها كشاهدٍ، أو إشارة، أو إثباتٍ على صحة النقد نفسه. النقد في حاجة إلى مثال، وحذف الأعمال الفنية يبقي النقد من دون أمثلة!
المقاومة
أخيرًا، يفرد المعرض مساحة واسعة للصحوة النسويّة المتجسّدة في المقاومة الفنية لصورة "المرأة القاتلة". تبلورت المقاومة النسويّة الفنيّة بشكل واضح في النصف الثاني من القرن العشرين، وعُرِضَت ثلاثة أمثلةٍ لتوضيح هذا الاتجاه: الفنانة الأميركيّة دوروثي إيانوني (1933 ـ 2022)، والنمساويتان: فالي إكسبورت (82 عامًا)، وماريا لاسينغ (1919 ـ 2014). المميز والمشترك في هذه التجارب الثلاث هو انتزاع زمام المبادرة من الرجال وقطع الطريق أمام تمثلات ذكورية المرأة. الفنانات الثلاث عبّرن عن جنسانية المرأة من دون أي حساب، أو هواجس، أو تأثّر بالتخيّلات الذكوريّة عنها. رسمت إيانوني لوحات تعبّر عن حياتها الجنسيّة الشخصيّة، ولكن من منظور رغبتها، وبعين جنسانيّتها هي. تميّزت لوحاتها بالحضور الخافت للذكورة وغياب مركزيّة الرجولة، وحضور الجسد الأنثوي بالمعنى اليومي لا المطلق. رسمت لاسينغ نفسها بنفسها في لوحات تركت أثرًا كبيرًا في عالم رسم البورتريه، ولفتت إكسبورت انتباه الرجال إلى خطورة اللمس من خلال صناعة فيديوهات يتغيّر محتواها باللمس.
"المرأة القاتلة" هو مشي في مكانٍ يصبح مشيًا في تاريخ الفن، حيث النساء يتحوَّلن من قاتلات إلى مقاومات.
هامبورغ 20 أبريل 2023
هنا/الآن
من لوحات الرسام الإنكليزي دانتي غابرييل روزيتي (Getty)
شارك هذا المقال
حجم الخط
تستضيف صالة الفن في مدينة هامبورغ الألمانيَّة فعاليّات معرض "المرأة القاتلة" Femme Fatale. المصطلح المركّب في اللغة الإنكليزيَّة يشير إلى المرأة الجميلة التي تقوم بإغواء الرجل، وتجلبُ له المصائب، وتقتله ثمنًا للوقوع في شرك الرومانسيَّة. يتناول المعرض بشكلٍ دقيق أكثر من 200 عملٍ فنيّ، كلّها من كلاسيكيّات الأعمال الفنيّة العالميّة. زاوية التناول هي إظهار الطريقة التي رسم بها الرجالُ النساءَ، بل الأنوثة كمفهومٍ بالعموم، في آخر 175 عامًا. يوضحّ المعرض بخطّ زمنيّ، من الأقدم إلى الأحدث، كيف نشأت هذه الظاهرة، وكيف خلقت الصورة الفنيَّة للأنوثة. نساءٌ جميلات صامتات في عالم السينما والموضة (الصورة تخلق إنسانًا متطابقًا معها)، وينتهي بإيضاح كيف دافعت الرسامات والفنانات النساء عن أنفسهنَّ في وجه هذا التمثيل الفني. تنتمي الأعمال إلى أكثر من مدرسة فنيَّة، منها الرمزيّة والانطباعيّة والتعبيريّة والموضوعيّة الجديدة.
السند الميثولوجي والأبيض الاستعماري
تحدّد منسّقات معرض "المرأة القاتلة" أوّلًا الرقعة الشيطانيّة والبعد الخبيث الذي أسّس وفسح المجال للصور النمطيَّة عن المرأة في بعض الشخصيَّات الأسطوريّة اليونانيّة الشهيرة. الهدف الأساسي من تناول البعد الميثولوجي لـ"خبث المرأة"، هو التشديد على فكرة أنّ الفنَّ ينقل مفاهيم راسخة وقناعات عامّة مترسّبة في الثقافة العامّة والذهنيّة المشتركة. المرأة الشيطانة تكون مرّة على شكل ميدوسا، الوحش الأنثوي الأسطوري في الميثولوجيا اليونانيَّة، والتي تكون مجنَّحة بمجموعة من الأفاعي السامَّة. شعرٌ ميدوسا أفاعٍ تلدغ كلّ رجل يقع في فخّ جمالها، وكلّ من يحدّق إليها بحبٍّ يتحوَّل إلى حجر. المرأة القاتلة تكون مرّة أخرى على شكل سيريس، ابنة هيلوس، القاتلة القادرة عن طريق المخدّرات وقوّة السحر على تحويل أي إنسان إلى ثلاثة أشياء: ذئب، أو أسد، أو أنثى خنزير.
حرصت منسّقاتُ المعرض على توضيح الآليات التي يقوم من خلالها الفنانون الذكور بأَمْثَلة الأنوثة. في ساحة المعرض الأساسيَّة، وُضِعَت لوحات الرسام الإنكليزي دانتي غابرييل روزيتي (1828 ـ 1882) من القرن التاسع عشر. ولوحات روزيتي هي أفضل مثالٍ على الصورة النموذجية التي تتراصف فيها الصفات المتكررة والتمثيلات المشتركة حول المرأة في أعمال فنيّة مختلفة. روزيتي يرسم المرأة البيضاء ذات الجمال الخارق البارد. المرأة ذات البشرة الناعمة كملمس البورسلين مع قليلٍ من لمعان الشفاه وطلاء الأظافر اللؤلؤي. عند كلّ لوحة، وضعت منسّقات المعرض، بشكلٍ لمّاح، مقاطع فيديو مأخوذة من تطبيق "تيك توك" لمراهقات يبدو أن روزيتي رسمهنّ. الهدف من وضع مقاطع فنيّة حديثة لمراهقات خضعْنَ لعمليّات تجميل حاسمة، وأعمال روزيتي الكلاسيكيَّة، هو إظهار هيمنة اللون الأبيض كمعيار كوني للجمال. غالبيّة مساحيق التجميل، مثلًا، تعمل على نقل لون البشرة من الغامق إلى الفاتح، وكأنّ اللون الغامق مشكلة مؤقّتة يجب حلها. قلّة من الناس يدركون أنّ هيمنة التصوُّر الأبيض عن الجمال هو امتداد لأفكار عنصريّة من الحقبة الاستعماريَّة.
صورة الشرق وحاجة النقد للمثال
لا يركّز المعرض على صورة المرأة الأوروبيّة البيضاء فقط، بل يأتي بأمثلة متنوّعة عن صورة المرأة الشرقيّة (العربية والإسلامية على الخصوص) في ذهنيَّة وتخيُّلات الرجل الأبيض. تقول منسّقات المعرض إنّ المميّز في تناول المرأة الشرقيّة من قبل الفنان الأوروبي الرجل، هو زيادة الجرعة الجنسانيَّة والمسحة الاختلاسيّة. العمل الفني المختار هو لوحة "راقصة السيف المصريّة" المرسومة عام 1891، من قبل الرسام الألماني المشهور برونو بيغلهاين (1848 ـ 1894). العمل يظهرُ امرأة مصريّة جالسة، والجزء العلوي من جسدها عارٍ، ويصل بين فخذيها سيف يربُط بين الرغبة الجنسية والتهديد بالموت. وجه المرأة مُضاءٌ بشكلٍ ساطع، وجسدها يلقي ظلًا على الحائط. عمل بيغلهاين يخدم الوظيفة الاستشراقيّة بامتياز. في لوحات أخرى، نجد حجاب الرأس ينسدلُ على أثداء عارية، وسيوفًا تلامس أعضاء الرجال الجنسيّة، في وصف للعالم الجنسيّ الغرائبيّ في الشرق. في لوحاتٍ أخرى نجدُ حريم السلطان القاصرات، من يشبعن غرائز الحكام الفاشلين في إدارة أمور الناس. التصوير الجنسي للمرأة الشرقية كعنصر غامض في عالمٍ غارق في التخلُّف والغرائبيَّة، هو شائع في أعمال أوروبيَّة خصوصًا في القرن التاسع عشر. وسبق لإدوارد سعيد أن نبش في هذا السياق بشكل وافٍ.
"المميّز في تناول المرأة الشرقيّة من قبل الفنان الأوروبي الرجل، هو زيادة الجرعة الجنسانيَّة والمسحة الاختلاسيّة!" |
والحال، فإنّ منسّقات المعرض حريصاتٌ أيضًا على إلقاء الضوء على النقاش الدائر حول الأخلاق والفنّ. يفتح المعرض قضيَّة سحب لوحة "هيلاس والحوريّات" للرسام الإنكليزي جون ويليام واترهاوس (1849 ـ 1917) من متحف مدينة مانشستر. اللوحة المرسومة في عام 1896 تصوُّر إغواءً لرجل من قبل فتياتٍ شابّات، إذْ يحاول الرجل أن يشرب الماء من بحيرةٍ مليئة بالحوريّات. تعرَّضت اللوحة لنقد شديد بسبب الهيئة اليانعة والشابة جدًا للحوريات، والطابع التلصُّصي للمشهد، والجوّ المحظور الذي تحاول اللوحة أن تخلقه. اشتعل آنذاك جدلٌ ثقافي وفلسفي حول دقّة تفسير اللوحة من هذا المنظور. شكّك بعضهم في إمكانية بناء جهاز معياري نقدي "يحاكم الفن" انطلاقًا من أفكار وأخلاق لحظتنا التاريخيَّة الراهنة فقط. ودافع آخرون عن فكرة سحب اللوحة من المعرض، وعلت أصوات أخرى تحذِّر من "إلغاء الثقافة". ترى منسّقات "المرأة القاتلة" ضرورة فتح المجال أمام نقد وتفسيرات متنوعة للأعمال الفنيَّة، ولكن لا يجب حظر الأعمال الفنية ذاتها، بل إبقاؤها كشاهدٍ، أو إشارة، أو إثباتٍ على صحة النقد نفسه. النقد في حاجة إلى مثال، وحذف الأعمال الفنية يبقي النقد من دون أمثلة!
المقاومة
أخيرًا، يفرد المعرض مساحة واسعة للصحوة النسويّة المتجسّدة في المقاومة الفنية لصورة "المرأة القاتلة". تبلورت المقاومة النسويّة الفنيّة بشكل واضح في النصف الثاني من القرن العشرين، وعُرِضَت ثلاثة أمثلةٍ لتوضيح هذا الاتجاه: الفنانة الأميركيّة دوروثي إيانوني (1933 ـ 2022)، والنمساويتان: فالي إكسبورت (82 عامًا)، وماريا لاسينغ (1919 ـ 2014). المميز والمشترك في هذه التجارب الثلاث هو انتزاع زمام المبادرة من الرجال وقطع الطريق أمام تمثلات ذكورية المرأة. الفنانات الثلاث عبّرن عن جنسانية المرأة من دون أي حساب، أو هواجس، أو تأثّر بالتخيّلات الذكوريّة عنها. رسمت إيانوني لوحات تعبّر عن حياتها الجنسيّة الشخصيّة، ولكن من منظور رغبتها، وبعين جنسانيّتها هي. تميّزت لوحاتها بالحضور الخافت للذكورة وغياب مركزيّة الرجولة، وحضور الجسد الأنثوي بالمعنى اليومي لا المطلق. رسمت لاسينغ نفسها بنفسها في لوحات تركت أثرًا كبيرًا في عالم رسم البورتريه، ولفتت إكسبورت انتباه الرجال إلى خطورة اللمس من خلال صناعة فيديوهات يتغيّر محتواها باللمس.
"المرأة القاتلة" هو مشي في مكانٍ يصبح مشيًا في تاريخ الفن، حيث النساء يتحوَّلن من قاتلات إلى مقاومات.