الواقع كما لاحظ هتشكوك لا تكشف الوجوه بالضرورة عما يشعر ويفكر به الناس. ولأسباب متعددة فضل هتشكوك أن يوصل هذه الأفكار والمشاعر عن طريق المتجاورات بالمونتاج (۷ - ۱۹).
منظر المشهد هو مائدة غذاء تنظر البطلة إلى زوجها (أ) الذي يتناول الطعام كالعادة (ب). ثم ترينا لقطة قريبة ماعوناً يحتوي على لحم وفواكه وإلى جواره سكين وشوكة (ج)، نشاهد يدي الزوجة خلف الماعون. يقطع هتشكوك بعدئذ إلى لقطة متوسطة للزوجة وهي تقطع بعض اللحم بتأمل (د). ثم لقطة متوسطة لكرسي أخيها الخالي (هـ). لقطة كبيرة ليدي الزوجة وهي تمسك بالسكين والشوكة (و). لقطة كبيرة لقفص فيه طيور الكناري تذكر البطلة بأخيها الميت (ز) لقطة قريبة لوجه الزوجة المتأمل (ح) لقطة كبيرة للماعون والسكين (ط). فجأة لقطة كبيرة لوجه الزوج المتشكك (ي) يلاحظ العلاقة بين السكين وتعبير وجهها المتأمل إذ إن آلة التصوير تستدير أفقياً ولا تقطع عائدة إلى السكين ينهض إلى جانبها (ك). يقطع هتشكوك بسرعة إلى لقطة كبيرة ليدها وهي تتجه للسكين (ل). قطع إلى لقطة كبيرة جداً للسكين وهي تدخل جسمه (م). قطع إلى لقطة ثنائية لوجهه، وجهه يتقلص ألماً ووجهها خوفاً (ن) قطع إلى لقطة متوسطة يسقط فيها جسمه الميت خارج الإطار (س).
هي إن واحداً من المواضيع المتكررة في أفلام هتشكوك هي فكرة المشاركة في الجريمة. فهو يرغم الجمهور على المشاركة بسلوك أبطاله عن طريق الإقتران التشخيصي للجمهور مع البطل النتيجة أننا نقتسم المسؤولية تجاه أفعال معينة محددة بسبب هذا الاقتران في فلم (تخريب) يجب أن نعطي العذر للبطلة في قيامها بالقتل بشكل ما لأننا نساهم فيه. يجبرنا المخرج على هذا التشخيص والاقتران عن طريق تجزئة المشهد على مائدة العشاء. نقوم نحن مثل البطلة بالربط بين السكين والأخ المقتول والزوج المذنب. وتبدو السكين تدريجياً وهي تكتسب إرادة خاصة بها، نوعاً من القدر. وقبل أن ندرك وتدرك البطلة ما يحدث تكون السكين في جسم الزوج كما لو أنها محكوم عليها بأن تجد مستقرها هناك. الانتقام تام ومع ذلك فإننا لا نلوم حقاً الزوجة المتعبة إذ إننا ساعدناها فعلاً في ارتكاب الفعل. عندما شاهدت الآنسة سدني النتاج الكامل فرحت بالنتائج وعجبت من براعة هتشكوك.
المشهد بكامله طبعاً لم يتطلب إلا القليل من التمثيل بالمعنى التقليدي. إلا إنه من الصعب التصميم كثيراً حول التمثيل السينمائي لأن المخرجين لا يتناولون كل فلم بنفس المواقف. في بعض الأفلام قد يستخدمون التقنيات الواقعية غالباً وفي أفلام أخرى التقنيات الانطباعية في فلم (الحبل) مثلاً لا يدخل هتشكوك في فلمه مشاهد ممنتجة إذ إن المخرج كان يجرب دورات تصوير تبلغ عشر دقائق ليحافظ على الزمن الحقيقي. في فلم (سايكو) من الناحية الأخرى نجد أن أكثر المشاهد تأثيراً التجزئة. رجلان مثل إيليا كازان وانكمار بيركمان وهما مخرجان مسرحيان بارزان إضافة إلى كونهما من صانعي الأفلام يغيران تقنياتها كثيراً اعتماداً على حاجات الفلم الدرامية كما أنه ليس هنالك تعامل «صحيح» مع المشهد السينمائي. مخرج مثل بيركمان قد يوصل فكرة محددة عن طريق التمثيل في حين أن كارل دراير قد يعالج الفكرة ذاتها عن طريق المونتاج أو التكوين. كل نسخة يمكن أن تكون مؤثرة، كل ما يثمر هو صحيح .
إلا أنه سواء كان المخرج واقعياً أو إنطباعياً فإن الاختلافات بين التمثيل السينمائي والتمثيل المسرحي تبقى أساسية. فمثلاً الممثل السينمائي لا يتقيد بالمتطلبات الصوتية طالما أن ضخامة الصوت يتم السيطرة عليها إلكترونياً. إن صوت مارلين مونرو اللاهث لم يكن ليصل أبعد من الصفوف الأولى في المسرح إلا أنه في السينما كان جيداً لإيصال الضعف الطفولي الذي أسبغ على تمثيلها رقة شاعرية. بعض ممثلي السينما شعبي لذات السبب الذي يجعل صوته ساحراً بشكل غريب الغنة التي يتميز بها جيمس ستيوارت مثلاً جانب جوهري من جوانب شخصية الريفي غير المتكلف بما أن التمثيل السينمائي لا يعتمد تماماً على المرونة الصوتية فقد نجح الكثير من الممثلين رغم صوته المتخشن وغير المعبر. على سبيل المثال كاري كوبر وجون وين وكريكوري بيك.
حتى نوعية صوت الممثل السينمائي يمكن السيطرة عليها إلكترونياً. إن الموسيقى والمؤثرات الصوتية يمكن أن تغير معنى سطور الحوار كلياً. يمكن للصوت من خلال المبتكرات الإلكترونية أن يبدو متقطعاً أو رناناً أو خاوياً. في الواقع يزعم أنطونيوني بأن اللغة في الفلم هي صوت مجرد بالدرجة الأولى وحوار ذو معنى بالدرجة الثانية. طالما أن الحوار في السينما يمكن تسجيله فإن المخرج يستطيع إعادة تسجيل الأسطر حتى يتكامل (٧ - ٢٠) . عليه في بعض الأحيان أن يختار كلمة أو اثنتين من دورة مسجلة ثم يربطها بكلمات أخرى.
منظر المشهد هو مائدة غذاء تنظر البطلة إلى زوجها (أ) الذي يتناول الطعام كالعادة (ب). ثم ترينا لقطة قريبة ماعوناً يحتوي على لحم وفواكه وإلى جواره سكين وشوكة (ج)، نشاهد يدي الزوجة خلف الماعون. يقطع هتشكوك بعدئذ إلى لقطة متوسطة للزوجة وهي تقطع بعض اللحم بتأمل (د). ثم لقطة متوسطة لكرسي أخيها الخالي (هـ). لقطة كبيرة ليدي الزوجة وهي تمسك بالسكين والشوكة (و). لقطة كبيرة لقفص فيه طيور الكناري تذكر البطلة بأخيها الميت (ز) لقطة قريبة لوجه الزوجة المتأمل (ح) لقطة كبيرة للماعون والسكين (ط). فجأة لقطة كبيرة لوجه الزوج المتشكك (ي) يلاحظ العلاقة بين السكين وتعبير وجهها المتأمل إذ إن آلة التصوير تستدير أفقياً ولا تقطع عائدة إلى السكين ينهض إلى جانبها (ك). يقطع هتشكوك بسرعة إلى لقطة كبيرة ليدها وهي تتجه للسكين (ل). قطع إلى لقطة كبيرة جداً للسكين وهي تدخل جسمه (م). قطع إلى لقطة ثنائية لوجهه، وجهه يتقلص ألماً ووجهها خوفاً (ن) قطع إلى لقطة متوسطة يسقط فيها جسمه الميت خارج الإطار (س).
هي إن واحداً من المواضيع المتكررة في أفلام هتشكوك هي فكرة المشاركة في الجريمة. فهو يرغم الجمهور على المشاركة بسلوك أبطاله عن طريق الإقتران التشخيصي للجمهور مع البطل النتيجة أننا نقتسم المسؤولية تجاه أفعال معينة محددة بسبب هذا الاقتران في فلم (تخريب) يجب أن نعطي العذر للبطلة في قيامها بالقتل بشكل ما لأننا نساهم فيه. يجبرنا المخرج على هذا التشخيص والاقتران عن طريق تجزئة المشهد على مائدة العشاء. نقوم نحن مثل البطلة بالربط بين السكين والأخ المقتول والزوج المذنب. وتبدو السكين تدريجياً وهي تكتسب إرادة خاصة بها، نوعاً من القدر. وقبل أن ندرك وتدرك البطلة ما يحدث تكون السكين في جسم الزوج كما لو أنها محكوم عليها بأن تجد مستقرها هناك. الانتقام تام ومع ذلك فإننا لا نلوم حقاً الزوجة المتعبة إذ إننا ساعدناها فعلاً في ارتكاب الفعل. عندما شاهدت الآنسة سدني النتاج الكامل فرحت بالنتائج وعجبت من براعة هتشكوك.
المشهد بكامله طبعاً لم يتطلب إلا القليل من التمثيل بالمعنى التقليدي. إلا إنه من الصعب التصميم كثيراً حول التمثيل السينمائي لأن المخرجين لا يتناولون كل فلم بنفس المواقف. في بعض الأفلام قد يستخدمون التقنيات الواقعية غالباً وفي أفلام أخرى التقنيات الانطباعية في فلم (الحبل) مثلاً لا يدخل هتشكوك في فلمه مشاهد ممنتجة إذ إن المخرج كان يجرب دورات تصوير تبلغ عشر دقائق ليحافظ على الزمن الحقيقي. في فلم (سايكو) من الناحية الأخرى نجد أن أكثر المشاهد تأثيراً التجزئة. رجلان مثل إيليا كازان وانكمار بيركمان وهما مخرجان مسرحيان بارزان إضافة إلى كونهما من صانعي الأفلام يغيران تقنياتها كثيراً اعتماداً على حاجات الفلم الدرامية كما أنه ليس هنالك تعامل «صحيح» مع المشهد السينمائي. مخرج مثل بيركمان قد يوصل فكرة محددة عن طريق التمثيل في حين أن كارل دراير قد يعالج الفكرة ذاتها عن طريق المونتاج أو التكوين. كل نسخة يمكن أن تكون مؤثرة، كل ما يثمر هو صحيح .
إلا أنه سواء كان المخرج واقعياً أو إنطباعياً فإن الاختلافات بين التمثيل السينمائي والتمثيل المسرحي تبقى أساسية. فمثلاً الممثل السينمائي لا يتقيد بالمتطلبات الصوتية طالما أن ضخامة الصوت يتم السيطرة عليها إلكترونياً. إن صوت مارلين مونرو اللاهث لم يكن ليصل أبعد من الصفوف الأولى في المسرح إلا أنه في السينما كان جيداً لإيصال الضعف الطفولي الذي أسبغ على تمثيلها رقة شاعرية. بعض ممثلي السينما شعبي لذات السبب الذي يجعل صوته ساحراً بشكل غريب الغنة التي يتميز بها جيمس ستيوارت مثلاً جانب جوهري من جوانب شخصية الريفي غير المتكلف بما أن التمثيل السينمائي لا يعتمد تماماً على المرونة الصوتية فقد نجح الكثير من الممثلين رغم صوته المتخشن وغير المعبر. على سبيل المثال كاري كوبر وجون وين وكريكوري بيك.
حتى نوعية صوت الممثل السينمائي يمكن السيطرة عليها إلكترونياً. إن الموسيقى والمؤثرات الصوتية يمكن أن تغير معنى سطور الحوار كلياً. يمكن للصوت من خلال المبتكرات الإلكترونية أن يبدو متقطعاً أو رناناً أو خاوياً. في الواقع يزعم أنطونيوني بأن اللغة في الفلم هي صوت مجرد بالدرجة الأولى وحوار ذو معنى بالدرجة الثانية. طالما أن الحوار في السينما يمكن تسجيله فإن المخرج يستطيع إعادة تسجيل الأسطر حتى يتكامل (٧ - ٢٠) . عليه في بعض الأحيان أن يختار كلمة أو اثنتين من دورة مسجلة ثم يربطها بكلمات أخرى.
تعليق