الممثل
المكان والزمان يقرران أيضاً الاختلافات بين التمثيل المسرحي والتمثيل السينمائي على العموم يبدو أن المسرح وسط أكثر إرضاء للممثل إذ ما إن ترتفع الستارة حتى يبدأ في السيطرة على المراسيم. في السينما ليست هذه الحال بالضرورة. الضروريات المطلوبة من الممثل المسرحي هي أن يُرى وأن يُسمع بوضوح. لذا فإن الممثل المسرحي النموذجي يجب أن يمتلك صوتاً مرناً مدرباً. أكثر الشروط بداهة هي أن يكون صوته قوياً لكي يسمع حتى في مسرح يحتوي على آلاف المقاعد بما إن اللغة هي المصدر الرئيسي للمعنى في المسرح فإن صوت الممثل المسرحي هو ذو أهمية كبرى يجب أن يكون كبير التنوع على الممثل أو الممثلة أن يعرف أي الكلمات يؤكد وكيف يوزع الكلمات وفقاً للأنواع المختلفة من السطور ومتى يتوقف ولأية مدة، الاسراع أو الابطاء الذي يجب أن يؤدى بموجبه السطر أو الكلمة. فوق كل هذا على الممثل المسرحي أن يكون مقنعاً تماماً حتى عندما يلقي حواراً غير طبيعي وطرازياً جداً. إن أغلب التقييم في إنتاج مسرحي مثير يعطى إلى الممثلين إلا أن أغلب الهموم تقع عليهم أيضاً فحين نضجر من إنتاج مسرحي فإننا نلقي بالمسؤولية على الممثلين.
المتطلبات الفيزيائية تختلف في السينما والمسرح (۷- ١١) أبرزها أن الممثل المسرحي يجب أن يُرى حتى في نهاية قاعة الجلوس. لذا فإن من الأمور المساعدة أن يكون الممثل طويلاً إذ إن الممثلين القصار يميلون إلى الاختفاء على مسرح كبير. كما أن من المساعد أن يمتلك الممثل ملامح اعتيادية ضخمة رغم أن الماكياج يستطيع أن يغطي عدداً كبيراً من العاهات. لهذا السبب فإن إعطاء دور جولييت لممثلة تبلغ الأربعين من العمر ليس بالضرورة كارثة على المسرح لأن عمرها لن يكون واضحاً إلا للصفوف القليلة الأولى. وبسبب وجود المسافة بين الممثلين والجمهور في أغلب المسارح فإن باستطاعة الممثلين أداء أدوار تزيد عشرين أو حتى ثلاثين عاماً على أعمارهم الحقيقية شريطة أن تكون أجسامهم وأصواتهم كافية المرونة .
إن جسم الممثل المسرحي بكامله مكشوف دائما للمشاهدين ولهذا السبب عليه أن يستطيع السيطرة عليه بدقة. بعض النشاطات المعروفة كالجلوس والسير والوقوف تؤدى على المسرح بشكل يختلف عما هي عليه في الحياة الحقيقية. على الممثل أن يتعلم عادة كيف يرقص قليلا وكيف يبارز وكيف يتحرك بالملابس الطرازية بشكل طبيعي عليه أن يعرف ما يصنعه بيديه وحتى يدعهما متدليتين وحتى يستخدمهما لإيماءة معبرة. أضف إلى ذلك أن الممثل يجب أن يعلم كيف يكيف جسمه مع الأدوار المختلفة. شاب في العشرين يتحرك بشكل مختلف عن رجل في الثلاثين والارستقراطي يتحرك أحد الكتبة في مثل سنه . يجب أن يعبر عن مجموعة كبيرة منوعة من العواطف بأداء صامت الرجل السعيد حتى في وقوفه يختلف عن رجل منبوذ أو خائف وهكذا .
التمثيل المسرحي يتواصل لفترات طويلة من الزمن يجب على الممثل أن يبني مشهداً مشهداً باتجاه مشهد القمة قرب نهاية المسرحية . يبدأ الممثل المسرحي عادة بمستوى قليل الطاقة نسبياً ثم يزيد هذه الطاقة مع كل مشهد تال حتى تصل الطاقة في مشهد الذروة نقطة انفجارها، عند ذاك نازلاً إلى قرار يتدرج المسرحية. باختصار يقوم الممثل بتوليد طاقة روحية إلى بناء المسرحية ذاته. ضمن البناء الشامل يبني الممثل المسرحي ضمن كل مشهد، رغم أن المشاهد لا تمثل آلياً بصورة متزايدة في العمق لأن كل مسرحية بنائها عن المسرحيات الأخرى إن الجوهري بالنسبة للممثل المسرحي هو أن يواصل مستوى من الطاقة طوال مدة المشهد ما أن ترتفع الستارة حتى يجد نفسه وحيداً على المسرح الأخطاء لا تصحح بسهولة ولا يمكن إعادة تمثيل المشهد أو حذفه .
على العموم يستطيع الممثل السينمائي أن يحسن العمل مع من تقنيات المسرح المتطلب الجوهري للممثل في السينما أنطونيوني «التعبيرية». أي أن عليه أن يبدو مثيراً. لا تعوض التقنيات أبداً وجهاً لا يصلح للشاشة. أضف إلى ذلك أن بعضاً من أشهر الممثلين المسرحيين في التاريخ - بضمنهم سارة بيرنهارت - ظهر بصورة مزرية في السينما. لقد كان أسلوبها سلوكياً ومسرحياً إلى درجة المبالغة في السينما إذا الاكثار من التقنيات المبالغ فيها قد يحطم الأداء فعلاً ويمكن أن يجعله يبدو غير طبيعي وغير مقنع .
في نهاية القرن السابق تقريباً كتب جورج برناردشو (الذي كان ناقداً مسرحياً حينئذ) مقالاً مشهوراً يقارن بين اثنتين من أشهر نجوم المسرح في يومه اليانورا دوز وساره بیر نهارت إن مقارنة برناردشو نقطة انطلاق مفيدة لمناقشة الأنواع المختلفة من التمثيل السينمائي. كتب برناردشو أن بيرنهارت كانت شخصية عظيمة واستطاعت أن تفصل كل دور جديد ليناسب هذه الشخصية التي كان المعجبون بها ينتظرونها ويرغبون فيها. إن سحرها الشخصي العظيم كان أوسع الحياة ذاتها وكان يأسر بلا مقاومة. كان أداؤها مملوءاً بالمؤثرات الرائعة التي بدأت ترتبط بشخصيتها على مر السنين. دوز من الناحية الثانية كانت تمتلك موهبة أكثر هدوءاً وأقل إذهالاً في أول اصطدامها. كانت تبدو مختلفة في كل دور جديد ولم تكن شخصيتها الخاصة لتتدخل في الشخصية التي كتبها المؤلف. لقد كان فنها «غير منظور» إلا أن تقمصها للشخصيات تام الاستغراق ومقنع ومؤثر في المشاعر إلى درجة أن المشاهد ربما كان ينسى أن هذه أدوار متقمصة. النتيجة هي أن برناردشو كان يشير إلى الفروق الرئيسية بين «نجمة عظمية وممثلة عظيمة. في الواقع هنالك في السينما ثلاثة أصناف واسعة من الممثلين رغم إمكانية وجود كمية كبيرة من التداخل هذه الأصناف أولا النجم (۷- ۱۲) وثانياً الممثل (۷- ۱۳) وثالثاً غير المحترف النجوم يتم صنعها - والسيطرة عليها من عديد من الوجوه - من قبل الجمهور النجم السينمائي يمكن أن يكون ممثلاً جيداً من الناحية التقنية أولاً، إلا أن المطلب الجوهري هو أن النجم يقوم بتفصيل كل دور ليناسب شخصيته التي تبقى ثابتة نسبياً من دور الآخر. عندما ينحرف
المكان والزمان يقرران أيضاً الاختلافات بين التمثيل المسرحي والتمثيل السينمائي على العموم يبدو أن المسرح وسط أكثر إرضاء للممثل إذ ما إن ترتفع الستارة حتى يبدأ في السيطرة على المراسيم. في السينما ليست هذه الحال بالضرورة. الضروريات المطلوبة من الممثل المسرحي هي أن يُرى وأن يُسمع بوضوح. لذا فإن الممثل المسرحي النموذجي يجب أن يمتلك صوتاً مرناً مدرباً. أكثر الشروط بداهة هي أن يكون صوته قوياً لكي يسمع حتى في مسرح يحتوي على آلاف المقاعد بما إن اللغة هي المصدر الرئيسي للمعنى في المسرح فإن صوت الممثل المسرحي هو ذو أهمية كبرى يجب أن يكون كبير التنوع على الممثل أو الممثلة أن يعرف أي الكلمات يؤكد وكيف يوزع الكلمات وفقاً للأنواع المختلفة من السطور ومتى يتوقف ولأية مدة، الاسراع أو الابطاء الذي يجب أن يؤدى بموجبه السطر أو الكلمة. فوق كل هذا على الممثل المسرحي أن يكون مقنعاً تماماً حتى عندما يلقي حواراً غير طبيعي وطرازياً جداً. إن أغلب التقييم في إنتاج مسرحي مثير يعطى إلى الممثلين إلا أن أغلب الهموم تقع عليهم أيضاً فحين نضجر من إنتاج مسرحي فإننا نلقي بالمسؤولية على الممثلين.
المتطلبات الفيزيائية تختلف في السينما والمسرح (۷- ١١) أبرزها أن الممثل المسرحي يجب أن يُرى حتى في نهاية قاعة الجلوس. لذا فإن من الأمور المساعدة أن يكون الممثل طويلاً إذ إن الممثلين القصار يميلون إلى الاختفاء على مسرح كبير. كما أن من المساعد أن يمتلك الممثل ملامح اعتيادية ضخمة رغم أن الماكياج يستطيع أن يغطي عدداً كبيراً من العاهات. لهذا السبب فإن إعطاء دور جولييت لممثلة تبلغ الأربعين من العمر ليس بالضرورة كارثة على المسرح لأن عمرها لن يكون واضحاً إلا للصفوف القليلة الأولى. وبسبب وجود المسافة بين الممثلين والجمهور في أغلب المسارح فإن باستطاعة الممثلين أداء أدوار تزيد عشرين أو حتى ثلاثين عاماً على أعمارهم الحقيقية شريطة أن تكون أجسامهم وأصواتهم كافية المرونة .
إن جسم الممثل المسرحي بكامله مكشوف دائما للمشاهدين ولهذا السبب عليه أن يستطيع السيطرة عليه بدقة. بعض النشاطات المعروفة كالجلوس والسير والوقوف تؤدى على المسرح بشكل يختلف عما هي عليه في الحياة الحقيقية. على الممثل أن يتعلم عادة كيف يرقص قليلا وكيف يبارز وكيف يتحرك بالملابس الطرازية بشكل طبيعي عليه أن يعرف ما يصنعه بيديه وحتى يدعهما متدليتين وحتى يستخدمهما لإيماءة معبرة. أضف إلى ذلك أن الممثل يجب أن يعلم كيف يكيف جسمه مع الأدوار المختلفة. شاب في العشرين يتحرك بشكل مختلف عن رجل في الثلاثين والارستقراطي يتحرك أحد الكتبة في مثل سنه . يجب أن يعبر عن مجموعة كبيرة منوعة من العواطف بأداء صامت الرجل السعيد حتى في وقوفه يختلف عن رجل منبوذ أو خائف وهكذا .
التمثيل المسرحي يتواصل لفترات طويلة من الزمن يجب على الممثل أن يبني مشهداً مشهداً باتجاه مشهد القمة قرب نهاية المسرحية . يبدأ الممثل المسرحي عادة بمستوى قليل الطاقة نسبياً ثم يزيد هذه الطاقة مع كل مشهد تال حتى تصل الطاقة في مشهد الذروة نقطة انفجارها، عند ذاك نازلاً إلى قرار يتدرج المسرحية. باختصار يقوم الممثل بتوليد طاقة روحية إلى بناء المسرحية ذاته. ضمن البناء الشامل يبني الممثل المسرحي ضمن كل مشهد، رغم أن المشاهد لا تمثل آلياً بصورة متزايدة في العمق لأن كل مسرحية بنائها عن المسرحيات الأخرى إن الجوهري بالنسبة للممثل المسرحي هو أن يواصل مستوى من الطاقة طوال مدة المشهد ما أن ترتفع الستارة حتى يجد نفسه وحيداً على المسرح الأخطاء لا تصحح بسهولة ولا يمكن إعادة تمثيل المشهد أو حذفه .
على العموم يستطيع الممثل السينمائي أن يحسن العمل مع من تقنيات المسرح المتطلب الجوهري للممثل في السينما أنطونيوني «التعبيرية». أي أن عليه أن يبدو مثيراً. لا تعوض التقنيات أبداً وجهاً لا يصلح للشاشة. أضف إلى ذلك أن بعضاً من أشهر الممثلين المسرحيين في التاريخ - بضمنهم سارة بيرنهارت - ظهر بصورة مزرية في السينما. لقد كان أسلوبها سلوكياً ومسرحياً إلى درجة المبالغة في السينما إذا الاكثار من التقنيات المبالغ فيها قد يحطم الأداء فعلاً ويمكن أن يجعله يبدو غير طبيعي وغير مقنع .
في نهاية القرن السابق تقريباً كتب جورج برناردشو (الذي كان ناقداً مسرحياً حينئذ) مقالاً مشهوراً يقارن بين اثنتين من أشهر نجوم المسرح في يومه اليانورا دوز وساره بیر نهارت إن مقارنة برناردشو نقطة انطلاق مفيدة لمناقشة الأنواع المختلفة من التمثيل السينمائي. كتب برناردشو أن بيرنهارت كانت شخصية عظيمة واستطاعت أن تفصل كل دور جديد ليناسب هذه الشخصية التي كان المعجبون بها ينتظرونها ويرغبون فيها. إن سحرها الشخصي العظيم كان أوسع الحياة ذاتها وكان يأسر بلا مقاومة. كان أداؤها مملوءاً بالمؤثرات الرائعة التي بدأت ترتبط بشخصيتها على مر السنين. دوز من الناحية الثانية كانت تمتلك موهبة أكثر هدوءاً وأقل إذهالاً في أول اصطدامها. كانت تبدو مختلفة في كل دور جديد ولم تكن شخصيتها الخاصة لتتدخل في الشخصية التي كتبها المؤلف. لقد كان فنها «غير منظور» إلا أن تقمصها للشخصيات تام الاستغراق ومقنع ومؤثر في المشاعر إلى درجة أن المشاهد ربما كان ينسى أن هذه أدوار متقمصة. النتيجة هي أن برناردشو كان يشير إلى الفروق الرئيسية بين «نجمة عظمية وممثلة عظيمة. في الواقع هنالك في السينما ثلاثة أصناف واسعة من الممثلين رغم إمكانية وجود كمية كبيرة من التداخل هذه الأصناف أولا النجم (۷- ۱۲) وثانياً الممثل (۷- ۱۳) وثالثاً غير المحترف النجوم يتم صنعها - والسيطرة عليها من عديد من الوجوه - من قبل الجمهور النجم السينمائي يمكن أن يكون ممثلاً جيداً من الناحية التقنية أولاً، إلا أن المطلب الجوهري هو أن النجم يقوم بتفصيل كل دور ليناسب شخصيته التي تبقى ثابتة نسبياً من دور الآخر. عندما ينحرف
تعليق