الدراما
الكثير من الناس يتعلق بالاعتقاد الساذج بأن المسرح والسينما هما وجهان لنفس الفن وأن الاختلاف الرئيسي بينهما هو أن الدراما «حية» بينما السينما «مسجلة». بالتأكيد هنالك أوجه شبه لا يمكن نكرانها بين الفنين. أوضحها ربما كان أنهما يستخدمان الفعل كأسلوب رئيسي، إن ما يفعله الناس هو المصدر الرئيسي للمعنى .
كما أن المسرح والسينما هما من الفنون الجماعية التي تتعلق بالتنسيق بين الكتاب والمخرجين والممثلين والفنيين الدراما والسينما كلاهما من الفنون الاجتماعية تؤدى أمام مجموعة من الناس ويتم التفاعل معها بصورة جماعية وفردية .
الزمن والسرعة واللغة
الأفلام ليست مجرد تسجيل للمسرحيات إن لغة ومادة الوسطين تختلفان في الأساس وخاصة في معالجتهما للزمان والمكان. إن وحدة البناء الرئيسية في المسرح هي المشهد وكمية الزمن الدرامي الذي ينصرم خلال المشهد يوازي تقريباً طول الزمن الذي يستغرقه الأداء. حقاً إن بعض المسرحيات يمتد عدة سنين إلا إنها عموماً تمضي بين ستارتين». ويتم إخبارنا أنه قد مضت سبع سنوات إما إخراجياً أو عن طريق الحوار. وحدة البناء الرئيسية في السينما هي اللقطة التي تستطيع إطالة الزمن أو تقصيره بدقة أكبر ما دام متوسط اللقطة يستغرق عشرة ثوانٍ أو خمس عشرة ثانية فقط . على الدراما أن تقتطع كتلاً ضخمة من الزمان بين المشاهد والفصول القليلة نسبياً. يستطيع الفلم أن يمدد أو يقلص الزمن بين المئات العديدة من اللقطات.
المكان في المسرح يعتمد أيضاً على الوحدة الأساسية للمشهد. المكان المسرحي متواصل الفعل يجري في مكان موحد له حدود معينة تعرف عادة بفتحة المسرح (۱،۷) . المسرح باعتباره فناً مركباً يقتصر على جميع المعاني المهمة ضمن هذه المساحة المعلومة الدراما إذا تتعامل دائما تقريباً المغلقة. إذ إننا لا نتخيل بأن الفعل مستمر في الأجنحة وغرف الملابس في المسرح فتحة المسرح في الفلم هي الإطار وهو وسيلة حجب يعزل الأشياء والأشخاص آنياً فقط. السينما باعتبارها فناً تحليلياً يتعامل مع المكان (۷ ، ۲) رغم أن اللقطات تستطيع أن تكون مفتوحة أو مغلقة الشكل، إلا أن الصورة المغلقة الشكل تبقى مجرد قطعة مؤقتة من كل أوسع. خارج إطار لقطة معينة هنالك جانب آخر من الفعل ينتظر أن يكتمل تصويره. لقطة قريبة لشيء ما مثلاً بصورة عامة جزء تفصيلي من سلسلة من لقطة بعيدة تالية سوف تعطينا الإطار الأكبر للقطة القريبة . في المسرح من الصعب جداً حجب المعلومات بهذه الطريقة .
العلاقة بين الجمهور والعمل الفني تختلف أيضاً في هذين الوسطين. حقاً يبقى المشاهد في المسرح في موقع ثابت والمسافة بينه وبين المسرح ثابتة . إن الممثل يستطيع الإقتراب من الجمهور إلا إنه بالمقارنة السينما فإن التغيير في المسافة في المسرح الرسمي لا يؤبه له. المشاهد في السينما من الناحية الأخرى يشخص نظره مع عدسة آلة التصوير التي تسمح له أن يتحرك في أي اتجاه ومن أية مسافة. إن لقطة كبيرة جداً تسمح له بأن يعد مشعر الجفون. ولقطة بعيدة جداً تمكنه من الرؤية أميالاً في كل اتجاه. باختصار تمتاز السينما على المسرح بالمونتاج وآلة التصوير المتحركة. أغلب الوسائل المسرحية المماثلة لهذه التقنيات كانت خاماً في أحسن أحوالها .
هذه الاختلافات المكانية لا تفضل بالضرورة وسطاً تعبيرياً على آخر. في المسرح المكان ثلاثي الأبعاد مشغول بأشخاص وأشياء ملموسة ولذا فهو أكثر واقعية طالما أن إدراكنا للمكان والحجم هو في جوهره مماثل في الحياة الحقيقية. إن الحضور الحي للممثلين يستحيل تقليده في السينما. تقدم لنا السينما صورة ذات بعدين للمكان والأشياء ولا يوجد تفاعل بين ممثلي الشاشة والجمهور لهذا السبب لا يكون التعري مسألة مثيرة للجدل على الحال في المسرح لأن الناس بدون لباس على المسرح حقيقيون في حين أنهم في الفلم مجرد صور الممثل المسرحي يتفاعل مع مشاهديه، يجب أن يكون الممثل المسرحي تلاحماً دقيقاً المختلفة . الممثل الجماهير مع السينمائي من الناحية الثانية ثبت على السليلويد بلا إمكانية تغيير، لا يسعه التكيف لكل جمهور لأن عوالم الشاشة والمشاهد ليست متواصلة أو مربوطة . الأفلام السينمائية تبدو قديمة لأن طرز التمثيل لا يمكن أن تتكيف الجماهير جديدة ممثلو المسرح من الناحية الثانية يمكنهم أن يجعلوا حتى من مسرحية عمرها أربعمائة عام تبدو جديدة وذات مضمون إذ رغم أن الكلمات تبقى ذاتها إلا أن تفسيرها وأداءها يمكن دائما أن يتغير لكي يلائم الأذواق المعاصرة.
بسبب هذه الاختلافات المكانية تكون مساهمة المشاهد مختلفة مع وسط. في المسرح يجب على الجمهور عموماً أن يكون أكثر فعالية. طالما أن كل العناصر المرئية تقدم ضمن مكان معين فإن على المشاهد أن يفرز ما هو جوهري عما هو آني. وإذا ما أغفلنا الآن أهمية اللغة في المسرح فإن الدراما وسط قليل التشبع الصوري أي أن الجمهور يجب أن يملأ معان معينة في غياب التفاصيل الصورية. جمهور السينما من الناحية الثانية أكثر استرخاء عموماً. كل التفاصيل الضرورية تقدم عن طريق اللقطات الكبيرة والتجاور المونتاجي. الفلم إذا وسط ذو قابلية إشباع صوري عالية. أي أن الصور كثيفة التفاصيل بمعلومات تتطلب القليل من الحشو أو لا تتطلب أبداً (۷-۳) هذه التعميمات مهمة بالطبع. المخرجون السينمائيون الواقعيون يميلون إلى مسرحية أكبر في معالجتهم للمكان ويجبرون جماهيرهم على المساهمة بشكل أكبر مما يفعلون عند مشاهدتهم فلما إنطباعياً أو فلما كثير التجزئة .
رغم ان كلا من السينما والدراما فن اختيار، إلا أن المسرح وسط أضيق متخصص في اللغة المنطوقة . أي أن أغلب المعاني في المسرح نجدها في التي تكون عادة كثيفة الاشباع بالمعلومات. لهذا السبب تعتبر الدراما عموماً وسيلة تعبير للكاتب أولوية النص هي التي نجعل الدراما نوعاً .
الكثير من الناس يتعلق بالاعتقاد الساذج بأن المسرح والسينما هما وجهان لنفس الفن وأن الاختلاف الرئيسي بينهما هو أن الدراما «حية» بينما السينما «مسجلة». بالتأكيد هنالك أوجه شبه لا يمكن نكرانها بين الفنين. أوضحها ربما كان أنهما يستخدمان الفعل كأسلوب رئيسي، إن ما يفعله الناس هو المصدر الرئيسي للمعنى .
كما أن المسرح والسينما هما من الفنون الجماعية التي تتعلق بالتنسيق بين الكتاب والمخرجين والممثلين والفنيين الدراما والسينما كلاهما من الفنون الاجتماعية تؤدى أمام مجموعة من الناس ويتم التفاعل معها بصورة جماعية وفردية .
الزمن والسرعة واللغة
الأفلام ليست مجرد تسجيل للمسرحيات إن لغة ومادة الوسطين تختلفان في الأساس وخاصة في معالجتهما للزمان والمكان. إن وحدة البناء الرئيسية في المسرح هي المشهد وكمية الزمن الدرامي الذي ينصرم خلال المشهد يوازي تقريباً طول الزمن الذي يستغرقه الأداء. حقاً إن بعض المسرحيات يمتد عدة سنين إلا إنها عموماً تمضي بين ستارتين». ويتم إخبارنا أنه قد مضت سبع سنوات إما إخراجياً أو عن طريق الحوار. وحدة البناء الرئيسية في السينما هي اللقطة التي تستطيع إطالة الزمن أو تقصيره بدقة أكبر ما دام متوسط اللقطة يستغرق عشرة ثوانٍ أو خمس عشرة ثانية فقط . على الدراما أن تقتطع كتلاً ضخمة من الزمان بين المشاهد والفصول القليلة نسبياً. يستطيع الفلم أن يمدد أو يقلص الزمن بين المئات العديدة من اللقطات.
المكان في المسرح يعتمد أيضاً على الوحدة الأساسية للمشهد. المكان المسرحي متواصل الفعل يجري في مكان موحد له حدود معينة تعرف عادة بفتحة المسرح (۱،۷) . المسرح باعتباره فناً مركباً يقتصر على جميع المعاني المهمة ضمن هذه المساحة المعلومة الدراما إذا تتعامل دائما تقريباً المغلقة. إذ إننا لا نتخيل بأن الفعل مستمر في الأجنحة وغرف الملابس في المسرح فتحة المسرح في الفلم هي الإطار وهو وسيلة حجب يعزل الأشياء والأشخاص آنياً فقط. السينما باعتبارها فناً تحليلياً يتعامل مع المكان (۷ ، ۲) رغم أن اللقطات تستطيع أن تكون مفتوحة أو مغلقة الشكل، إلا أن الصورة المغلقة الشكل تبقى مجرد قطعة مؤقتة من كل أوسع. خارج إطار لقطة معينة هنالك جانب آخر من الفعل ينتظر أن يكتمل تصويره. لقطة قريبة لشيء ما مثلاً بصورة عامة جزء تفصيلي من سلسلة من لقطة بعيدة تالية سوف تعطينا الإطار الأكبر للقطة القريبة . في المسرح من الصعب جداً حجب المعلومات بهذه الطريقة .
العلاقة بين الجمهور والعمل الفني تختلف أيضاً في هذين الوسطين. حقاً يبقى المشاهد في المسرح في موقع ثابت والمسافة بينه وبين المسرح ثابتة . إن الممثل يستطيع الإقتراب من الجمهور إلا إنه بالمقارنة السينما فإن التغيير في المسافة في المسرح الرسمي لا يؤبه له. المشاهد في السينما من الناحية الأخرى يشخص نظره مع عدسة آلة التصوير التي تسمح له أن يتحرك في أي اتجاه ومن أية مسافة. إن لقطة كبيرة جداً تسمح له بأن يعد مشعر الجفون. ولقطة بعيدة جداً تمكنه من الرؤية أميالاً في كل اتجاه. باختصار تمتاز السينما على المسرح بالمونتاج وآلة التصوير المتحركة. أغلب الوسائل المسرحية المماثلة لهذه التقنيات كانت خاماً في أحسن أحوالها .
هذه الاختلافات المكانية لا تفضل بالضرورة وسطاً تعبيرياً على آخر. في المسرح المكان ثلاثي الأبعاد مشغول بأشخاص وأشياء ملموسة ولذا فهو أكثر واقعية طالما أن إدراكنا للمكان والحجم هو في جوهره مماثل في الحياة الحقيقية. إن الحضور الحي للممثلين يستحيل تقليده في السينما. تقدم لنا السينما صورة ذات بعدين للمكان والأشياء ولا يوجد تفاعل بين ممثلي الشاشة والجمهور لهذا السبب لا يكون التعري مسألة مثيرة للجدل على الحال في المسرح لأن الناس بدون لباس على المسرح حقيقيون في حين أنهم في الفلم مجرد صور الممثل المسرحي يتفاعل مع مشاهديه، يجب أن يكون الممثل المسرحي تلاحماً دقيقاً المختلفة . الممثل الجماهير مع السينمائي من الناحية الثانية ثبت على السليلويد بلا إمكانية تغيير، لا يسعه التكيف لكل جمهور لأن عوالم الشاشة والمشاهد ليست متواصلة أو مربوطة . الأفلام السينمائية تبدو قديمة لأن طرز التمثيل لا يمكن أن تتكيف الجماهير جديدة ممثلو المسرح من الناحية الثانية يمكنهم أن يجعلوا حتى من مسرحية عمرها أربعمائة عام تبدو جديدة وذات مضمون إذ رغم أن الكلمات تبقى ذاتها إلا أن تفسيرها وأداءها يمكن دائما أن يتغير لكي يلائم الأذواق المعاصرة.
بسبب هذه الاختلافات المكانية تكون مساهمة المشاهد مختلفة مع وسط. في المسرح يجب على الجمهور عموماً أن يكون أكثر فعالية. طالما أن كل العناصر المرئية تقدم ضمن مكان معين فإن على المشاهد أن يفرز ما هو جوهري عما هو آني. وإذا ما أغفلنا الآن أهمية اللغة في المسرح فإن الدراما وسط قليل التشبع الصوري أي أن الجمهور يجب أن يملأ معان معينة في غياب التفاصيل الصورية. جمهور السينما من الناحية الثانية أكثر استرخاء عموماً. كل التفاصيل الضرورية تقدم عن طريق اللقطات الكبيرة والتجاور المونتاجي. الفلم إذا وسط ذو قابلية إشباع صوري عالية. أي أن الصور كثيفة التفاصيل بمعلومات تتطلب القليل من الحشو أو لا تتطلب أبداً (۷-۳) هذه التعميمات مهمة بالطبع. المخرجون السينمائيون الواقعيون يميلون إلى مسرحية أكبر في معالجتهم للمكان ويجبرون جماهيرهم على المساهمة بشكل أكبر مما يفعلون عند مشاهدتهم فلما إنطباعياً أو فلما كثير التجزئة .
رغم ان كلا من السينما والدراما فن اختيار، إلا أن المسرح وسط أضيق متخصص في اللغة المنطوقة . أي أن أغلب المعاني في المسرح نجدها في التي تكون عادة كثيفة الاشباع بالمعلومات. لهذا السبب تعتبر الدراما عموماً وسيلة تعبير للكاتب أولوية النص هي التي نجعل الدراما نوعاً .
تعليق