جفرسون (توماس)
Jefferson (Thomas-) - Jefferson (Thomas-)
جفرسون (توماس ـ)
(1743ـ1826)
توماس جفرسون Thomas Jefferson، سياسي ودبلوماسي أمريكي والرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية. وُلد في فِرجينيا Virginia، أبوه الكولونيل بيتر جفرسون Peter Jefferson، كان من أصل متواضع، لذلك بنى نفسه بجهده وفرض احترامه على الآخرين، وكان هذا مما علم توماس الاعتماد على النفس، رغم أن أمه كانت من أصل أرستقراطي. وكان عمره عند وفاة والده 14 عاماً، يركب الخيل ويجيد الرماية ويحسن الزراعة ويعرف أساليب التجارة، درس الحقوق في فرجينيا، وبعد تخرجه بدأ حياته العملية محامياً منذ الرابعة والعشرين من عمره، ولكن شغفه بالدراسة والمطالعة جعله موسوعي المعرفة.
انتُخب عام 1769 عضواً في مجلس فرجينيا، وفي 1770 عُين حاكماً لإحدى المقاطعات، وفي 1775 مثّل فرجينيا في مؤتمر فيلادلفيا القاري، ووقع عليه الخيار لإعداد «إعلان الاستقلال» Declaration of Independence الذي أُقر في 4/7/1776، وكان مدعاة فخره طيلة حياته، كما وضع للأمريكيين جملة من المثل العليا، منها المساواة أمام القانون وحرية العقيدة والفكر، ونصحهم باتخاذ الدولار وأجزائه وحدة نقدية وصممه لهم.
وفي عام 1785، عُين جفرسون سفيراً لبلاده بفرنسة، أعز أصدقاء الولايات المتحدة آنئذ، وكان سفيراً ناجحاً مع أن البلاط الفرنسي كان ينظر إليه بتحفظ، وعندما اندلعت الثورة الفرنسية، استدعاه الرئيس جورج واشنطن[ر]، وعينه أول وزير خارجية أمريكي نظراً لخبرته الدبلوماسية (1789-1793)، وبعدها استقال وعاد إلى مزرعته، ولكنه أصبح نائباً للرئيس جون آدَمْزْ John Adams بين 1797-1800، وكان جفرسون من أنصار تقليص سلطات الحكومة المركزية. وفي سنة 1800، انتُخب جفرسون رئيساً ثالثاً للولايات المتحدة، وكان أول من زاول هذا المنصب في واشنطن التي أصبحت العاصمة الجديدة (بعد أن كانت العاصمة فيلادلفيا)، وأقسم اليمين عام 1801، وتعهد بالسير حسب إرادة الشعب والدفاع عن حريته وجمع شمل الأمة. وتجلت سياسته المالية في إلغاء الضرائب التي تذمر منها الشعب، وتقليص نفقات المؤسسات العسكرية، كما عارض المظاهر الأرستقراطية للرئاسة كالاستقبال الرسمي الأسبوعي، وألقاب الشرف، وكان يرى ضرورة المحافظة على صداقة الدول الأخرى، دون التورط في اتفاقيات قد تجر بلاده إلى الحرب.
عمل على شراء منطقة لويزيانا[ر] من فرنسة، وتمت اتفاقية البيع في عام 1803 لقاء خمسة عشر مليون دولار، وهكذا اتسعت مساحة الولايات المتحدة إلى أكثر من الضعف، ثم عمل جفرسون على توسيع حدودها حتى المحيط الهادئ. وكان أمراء المغرب العربي يتقاضون مبالغ سنوية لقاء عدم تعرضهم للسفن الأوربية والأمريكية، فلما تولى جفرسون الرئاسة، وبالغ المغاربة في الطلب، أرسل حملة حربية ضدهم، فاضطر باشا طرابلس إلى طلب الصلح، وكانت تلك الحملات البحرية من أسباب اهتمام الولايات المتحدة بأسطولها وتدريب بحارتها.
وقد جُددت رئاسة توماس جفرسون مدة أخرى حتى 1809، اعتزل السياسة بعدها، وأنشأ جامعة فرجينيا سنة 1819، وقد صمم بناءها بنفسه وكان أول رئيس لها، وبلغت منه الفاقة في أواخر أيامه درجة اضطر معها إلى بيع مكتبته القيّمة إلى الكونغرس.
وقد أمر جفرسون على أن يُكتب على شاهدة قبره «هنا يرقد صاحب إعلان الاستقلال وواضع قانون فرجينيا لحرية العقيدة ووالد جامعة فرجينيا، لأن أكثر ما أُحب أن يذكرني الناس به هو هذه الأدلة على أنني عشت بحق».
محمد نادر العطار
Jefferson (Thomas-) - Jefferson (Thomas-)
جفرسون (توماس ـ)
(1743ـ1826)
توماس جفرسون Thomas Jefferson، سياسي ودبلوماسي أمريكي والرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية. وُلد في فِرجينيا Virginia، أبوه الكولونيل بيتر جفرسون Peter Jefferson، كان من أصل متواضع، لذلك بنى نفسه بجهده وفرض احترامه على الآخرين، وكان هذا مما علم توماس الاعتماد على النفس، رغم أن أمه كانت من أصل أرستقراطي. وكان عمره عند وفاة والده 14 عاماً، يركب الخيل ويجيد الرماية ويحسن الزراعة ويعرف أساليب التجارة، درس الحقوق في فرجينيا، وبعد تخرجه بدأ حياته العملية محامياً منذ الرابعة والعشرين من عمره، ولكن شغفه بالدراسة والمطالعة جعله موسوعي المعرفة.
وفي عام 1785، عُين جفرسون سفيراً لبلاده بفرنسة، أعز أصدقاء الولايات المتحدة آنئذ، وكان سفيراً ناجحاً مع أن البلاط الفرنسي كان ينظر إليه بتحفظ، وعندما اندلعت الثورة الفرنسية، استدعاه الرئيس جورج واشنطن[ر]، وعينه أول وزير خارجية أمريكي نظراً لخبرته الدبلوماسية (1789-1793)، وبعدها استقال وعاد إلى مزرعته، ولكنه أصبح نائباً للرئيس جون آدَمْزْ John Adams بين 1797-1800، وكان جفرسون من أنصار تقليص سلطات الحكومة المركزية. وفي سنة 1800، انتُخب جفرسون رئيساً ثالثاً للولايات المتحدة، وكان أول من زاول هذا المنصب في واشنطن التي أصبحت العاصمة الجديدة (بعد أن كانت العاصمة فيلادلفيا)، وأقسم اليمين عام 1801، وتعهد بالسير حسب إرادة الشعب والدفاع عن حريته وجمع شمل الأمة. وتجلت سياسته المالية في إلغاء الضرائب التي تذمر منها الشعب، وتقليص نفقات المؤسسات العسكرية، كما عارض المظاهر الأرستقراطية للرئاسة كالاستقبال الرسمي الأسبوعي، وألقاب الشرف، وكان يرى ضرورة المحافظة على صداقة الدول الأخرى، دون التورط في اتفاقيات قد تجر بلاده إلى الحرب.
عمل على شراء منطقة لويزيانا[ر] من فرنسة، وتمت اتفاقية البيع في عام 1803 لقاء خمسة عشر مليون دولار، وهكذا اتسعت مساحة الولايات المتحدة إلى أكثر من الضعف، ثم عمل جفرسون على توسيع حدودها حتى المحيط الهادئ. وكان أمراء المغرب العربي يتقاضون مبالغ سنوية لقاء عدم تعرضهم للسفن الأوربية والأمريكية، فلما تولى جفرسون الرئاسة، وبالغ المغاربة في الطلب، أرسل حملة حربية ضدهم، فاضطر باشا طرابلس إلى طلب الصلح، وكانت تلك الحملات البحرية من أسباب اهتمام الولايات المتحدة بأسطولها وتدريب بحارتها.
وقد جُددت رئاسة توماس جفرسون مدة أخرى حتى 1809، اعتزل السياسة بعدها، وأنشأ جامعة فرجينيا سنة 1819، وقد صمم بناءها بنفسه وكان أول رئيس لها، وبلغت منه الفاقة في أواخر أيامه درجة اضطر معها إلى بيع مكتبته القيّمة إلى الكونغرس.
وقد أمر جفرسون على أن يُكتب على شاهدة قبره «هنا يرقد صاحب إعلان الاستقلال وواضع قانون فرجينيا لحرية العقيدة ووالد جامعة فرجينيا، لأن أكثر ما أُحب أن يذكرني الناس به هو هذه الأدلة على أنني عشت بحق».
محمد نادر العطار