الكامل للمؤثرات الخاصة المتيسرة لمخرج الفلم الخيالي في أفلامه الخاصة نجد الروعة التكنيكية مذهلة في تنوعها يستخدم فيرتوف لقطات تمر طولها إطاراً أو إطارين ومادة ملونة للتأكيد العاطفي وكل نوع تقريباً من العدسات والمرشحات والتصوير السريع والبطيء والحركة المعكوسة والأطر الجامدة والتعريض المتعدد والشاشة المنقسمة وحتى الرسوم المتحركة .
رحب فيرتوف بمجيء الصوت إلى السينما وتنبأ بإمكانيات عظيمة جديدة لتجاور الصوت والصورة. فلمه ثلاثة أغنيات إلى لينين (١٩٣٤) مثلا قفزة عبر الزمان والمكان ليس في صوره وحدها ولكن في مجراه الصوتي أيضاً. لقطات لينين من الأرشيف ربطت بنشرات أخبار قديمة ومشاهد مقابلات معاصرة بسرعة تقطع الأنفاس. المجرى الصوتي يجاور تسجيلات لكلمات لينين أغان سوفيتيه ومجموعة واسعة من المؤثرات الصوتية المتزامنة وغير مع المتزامنة. منذ عام ۱۹۲۲ كان فيرتوف ينتظر باشتياق مجيء التصوير الملون وحتى المجسم. كل شيء كان ممكناً في هذا الوسط التعبيري غير العادي وفقاً لما أعلنه فيرتوف بحماس.
في الواقع كان فيرتوف متحمساً لإمكانيات السينما لدرجة أن بعض أفلامه كانت ترحيباً مرحاً بعملية صناعة الفلم بقدر ما هي وثائق عن الواقع. يسجل فيرتوف في (الرجل ذو الكاميرا السينمائية) أحداثاً مختلفة تجري في موسكو ضمن مدة يوم واحد كما يسجل كيف تستخدم هذه الأحداث كمادة خام من قبل صانع الفلم يقدم المشهد الافتتاحي لقطة خادعة ترينا آلة تصوير على مسند موجهة نحونا بواسطة أسلوب التعريض المزدوج يمشي مصور صغير» فوق آلة التصوير. ثم نرى أناساً يصطفون للدخول إلى مسرح ليشاهدوا فلما ثم يبدأ فلم فيرتوف الأساسي يرينا فيرتوف ضمن العمل نفسه حدثاً ثم مصوراً يقوم بتصوير الحدث ثم مونتيراً يقوم بتقطيع أشرطة الفلم التي تم تسجيل الحدث عليها ثم لقطة للجمهور ينظر إلى صورة الحدث ربما لم يسر مخرج في تاريخ السينما باستثناء کودار قدر سرور فيرتوف الذكي بتذكير الجمهور بأن ما يرونه ليس الحقيقة ولكن صورة الحقيقة التي تدخل فيها فنانون وفنيون (٦- ١٧).
مات فيرتوف عام ١٩٥٤ إلا أن عمله قتل قبل ذلك بقليل أي في منتصف الثلاثينات. انتقد فيرتوف كما انتقد آیزنشتاين وعدد آخر من الفنانين السوفييت كما أدينوا في النهاية على الشكلية» في عملهم أو الانشغال المتردي بالشكل والتقنيات على حساب المضمون. بمجيء عام ١٩٣٢ توقف الكثير من التجريب الذي ميز سابقاً الفن السوفييتي. بعد عام ١٩٣٤ ثبتت الواقعية الإشتراكية أسلوباً رسمياً للفن السوفييتي. الواقعية الإشتراكية التي تعرف أحياناً بمدرسة ستالين كانت محافظة من الناحية التقنية وقياسية من ناحية تنوع المواضيع والأفكار على الأقل حتى موت ستالين. أدين فيرتوف مثل آیزنشتاين من قبل الحكومة. وقضى بقية عمره مونتيراً لنشرات الأخبار الحكومية .
تجنب أكثر التسجيليين البذخ الذي يصاحب تقنيات فيرتوف. بالنظر لذاتية أفلام فيرتوف المكشوفة فإن أفلامه مؤثرة فقط أولئك الذين يتفقون مسبقاً مع نظرة المخرج ذلك ما قرره نقاده لكي نقنع مشاهداً محايداً يجب أن تكون ممارستنا لتقديم المادة الحقيقة «موضوعياً، تقديماً يأخذ جانبي المناقشةفي اعتباره القليل من التسجيليين السياسيين اتبعوا طرائق فيرتوف وخاصة تقنياته في المونتاج وميله إلى تذكير الجمهور بأن ما يرونه هو صورة مرتبة للواقع في أفلام جان لوك كودار الوثائقية «الماوية» مثل (رياح من الشرق) و(أراك عند ماو) وفلاديمير وروزا تبنى المخرج بشكل واع . عدداً فيرتوف الذاتية رغم أنها لم تكن دائما ناجحة تماماً. تقنيات من
ربما كان أكثر التسجيليين الفيرتوفيين تأثيراً هو الأمريكي اميل دي أنطونيو الذي تمتاز أفلامه (مسألة أمر) و(في عام الخنزير) و(أسرع إلى الحكم) و(الطاحونة) بأنها زاخرة وذات جانب واحد بلا حياء (٦ - ١٨). ربما كان ذات وهي أفضلها (في عام الخنزير) وهو هجوم مؤذ للتورط الأمريكي في فيتنام الكثير من أقدام دي أنطونيوني مأخوذ من الأرشيف من نشرات أخبار قديمة وأشرطة فلمية من التلفزيون وحتى صوراً فوتوغرافية قطعت هذه الأقدام وقع سافر عال عادة - مع مشاهد مقابلات تقدم اختصاصيين عسكريين وسياسيين ضد الحرب. الأقدام الخاصة بمعركة المذابح المدنية في فيتنام تتجاور مع مقابلات القادة الأمريكيين من الحزبين يبررون بكل ورع دوافعهم لإشراك الولايات المتحدة في المعركة من أجل أفكار الناس وأرواحهم». التجاور في أفلام أنطونيو لا يقتصر على المرئيات. في مشهد واحد مثلاً نرى الجيش الفرنسي يستسلم بلا خجل إلى الجنرال جياب في دیان بيان فو. في المجرى الصوتي نستمع إلى أداء مستشرق بذكاء لنشيد «المارسيليز» النشيد الوطني الفرنسي .
في الختام كان تأثير فيرتوف في السينما أعظم من صانعي الأفلام الخيالية خاصة أولئك الذين يعملون في الموجة الطليعية. لقد أثرت نظريات المونتاج التي جاء بها المخرج السوفييتي العظيم بشكل مخفف تأثيراً عميقاً على الحركة التسجيلية في الثلاثينات والأربعينات خاصة في أوربا الغربية والأقطار الناطقة بالإنكليزية .
رحب فيرتوف بمجيء الصوت إلى السينما وتنبأ بإمكانيات عظيمة جديدة لتجاور الصوت والصورة. فلمه ثلاثة أغنيات إلى لينين (١٩٣٤) مثلا قفزة عبر الزمان والمكان ليس في صوره وحدها ولكن في مجراه الصوتي أيضاً. لقطات لينين من الأرشيف ربطت بنشرات أخبار قديمة ومشاهد مقابلات معاصرة بسرعة تقطع الأنفاس. المجرى الصوتي يجاور تسجيلات لكلمات لينين أغان سوفيتيه ومجموعة واسعة من المؤثرات الصوتية المتزامنة وغير مع المتزامنة. منذ عام ۱۹۲۲ كان فيرتوف ينتظر باشتياق مجيء التصوير الملون وحتى المجسم. كل شيء كان ممكناً في هذا الوسط التعبيري غير العادي وفقاً لما أعلنه فيرتوف بحماس.
في الواقع كان فيرتوف متحمساً لإمكانيات السينما لدرجة أن بعض أفلامه كانت ترحيباً مرحاً بعملية صناعة الفلم بقدر ما هي وثائق عن الواقع. يسجل فيرتوف في (الرجل ذو الكاميرا السينمائية) أحداثاً مختلفة تجري في موسكو ضمن مدة يوم واحد كما يسجل كيف تستخدم هذه الأحداث كمادة خام من قبل صانع الفلم يقدم المشهد الافتتاحي لقطة خادعة ترينا آلة تصوير على مسند موجهة نحونا بواسطة أسلوب التعريض المزدوج يمشي مصور صغير» فوق آلة التصوير. ثم نرى أناساً يصطفون للدخول إلى مسرح ليشاهدوا فلما ثم يبدأ فلم فيرتوف الأساسي يرينا فيرتوف ضمن العمل نفسه حدثاً ثم مصوراً يقوم بتصوير الحدث ثم مونتيراً يقوم بتقطيع أشرطة الفلم التي تم تسجيل الحدث عليها ثم لقطة للجمهور ينظر إلى صورة الحدث ربما لم يسر مخرج في تاريخ السينما باستثناء کودار قدر سرور فيرتوف الذكي بتذكير الجمهور بأن ما يرونه ليس الحقيقة ولكن صورة الحقيقة التي تدخل فيها فنانون وفنيون (٦- ١٧).
مات فيرتوف عام ١٩٥٤ إلا أن عمله قتل قبل ذلك بقليل أي في منتصف الثلاثينات. انتقد فيرتوف كما انتقد آیزنشتاين وعدد آخر من الفنانين السوفييت كما أدينوا في النهاية على الشكلية» في عملهم أو الانشغال المتردي بالشكل والتقنيات على حساب المضمون. بمجيء عام ١٩٣٢ توقف الكثير من التجريب الذي ميز سابقاً الفن السوفييتي. بعد عام ١٩٣٤ ثبتت الواقعية الإشتراكية أسلوباً رسمياً للفن السوفييتي. الواقعية الإشتراكية التي تعرف أحياناً بمدرسة ستالين كانت محافظة من الناحية التقنية وقياسية من ناحية تنوع المواضيع والأفكار على الأقل حتى موت ستالين. أدين فيرتوف مثل آیزنشتاين من قبل الحكومة. وقضى بقية عمره مونتيراً لنشرات الأخبار الحكومية .
تجنب أكثر التسجيليين البذخ الذي يصاحب تقنيات فيرتوف. بالنظر لذاتية أفلام فيرتوف المكشوفة فإن أفلامه مؤثرة فقط أولئك الذين يتفقون مسبقاً مع نظرة المخرج ذلك ما قرره نقاده لكي نقنع مشاهداً محايداً يجب أن تكون ممارستنا لتقديم المادة الحقيقة «موضوعياً، تقديماً يأخذ جانبي المناقشةفي اعتباره القليل من التسجيليين السياسيين اتبعوا طرائق فيرتوف وخاصة تقنياته في المونتاج وميله إلى تذكير الجمهور بأن ما يرونه هو صورة مرتبة للواقع في أفلام جان لوك كودار الوثائقية «الماوية» مثل (رياح من الشرق) و(أراك عند ماو) وفلاديمير وروزا تبنى المخرج بشكل واع . عدداً فيرتوف الذاتية رغم أنها لم تكن دائما ناجحة تماماً. تقنيات من
ربما كان أكثر التسجيليين الفيرتوفيين تأثيراً هو الأمريكي اميل دي أنطونيو الذي تمتاز أفلامه (مسألة أمر) و(في عام الخنزير) و(أسرع إلى الحكم) و(الطاحونة) بأنها زاخرة وذات جانب واحد بلا حياء (٦ - ١٨). ربما كان ذات وهي أفضلها (في عام الخنزير) وهو هجوم مؤذ للتورط الأمريكي في فيتنام الكثير من أقدام دي أنطونيوني مأخوذ من الأرشيف من نشرات أخبار قديمة وأشرطة فلمية من التلفزيون وحتى صوراً فوتوغرافية قطعت هذه الأقدام وقع سافر عال عادة - مع مشاهد مقابلات تقدم اختصاصيين عسكريين وسياسيين ضد الحرب. الأقدام الخاصة بمعركة المذابح المدنية في فيتنام تتجاور مع مقابلات القادة الأمريكيين من الحزبين يبررون بكل ورع دوافعهم لإشراك الولايات المتحدة في المعركة من أجل أفكار الناس وأرواحهم». التجاور في أفلام أنطونيو لا يقتصر على المرئيات. في مشهد واحد مثلاً نرى الجيش الفرنسي يستسلم بلا خجل إلى الجنرال جياب في دیان بيان فو. في المجرى الصوتي نستمع إلى أداء مستشرق بذكاء لنشيد «المارسيليز» النشيد الوطني الفرنسي .
في الختام كان تأثير فيرتوف في السينما أعظم من صانعي الأفلام الخيالية خاصة أولئك الذين يعملون في الموجة الطليعية. لقد أثرت نظريات المونتاج التي جاء بها المخرج السوفييتي العظيم بشكل مخفف تأثيراً عميقاً على الحركة التسجيلية في الثلاثينات والأربعينات خاصة في أوربا الغربية والأقطار الناطقة بالإنكليزية .
تعليق