جبله
Jablah - Jablah
جبلة
جبلة Jable مدينة ساحلية سورية قديمة، وتُلفظ في كتب التراث «جَبَلَة»، دعاها الحثيون «جيبالا»، والأغاريتيون «جبلة» والرومان «جبالا»، وسماها الصليبيون «زيبيل»، وقد جاء ذكرها في أغاريت.
تقع على الساحل الشرقي للبحر المتوسط على ارتفاع لا يزيد على خمسة أمتار، مساحتها 462.25كم2. تتصف بمناخ متوسطي معتدل، أمطارها شتوية، وصيفها جاف، تتميز بسهلٍ عريض تحف به الهضاب والجبال التي تطل على البحر، وتتبع إدارياً محافظة اللاذقية. تتميز بتنوع تضاريسها من سهول وهضاب وجبال ووديان، أعلى قمة فيها جبل الشعرة الذي يصل ارتفاعه إلى 1430م. سهولها تمتد ما بين شاطئ البحر غرباً، والمرتفعات والهضاب المجاورة لها شرقاً، تتميز هذه السهول باستواء شديد، يتدرج ببطء في الارتفاع باتجاه الشرق. تجري فيها عدة أنهار أهمها:
نهر السن: ويقع منبعه على بعد ثلاثة كيلومترات من البحر، تصريفه السنوي 451 مليون/م3، تراوح غزارته بين 12ـ22م3/ثا، يسلك طريقاً متعرجاً طوله خمسة كيلومترات، ويصب عند بلدة عرب الملك، شُيد عليه سد صغير، وأقيمت عليه محطة كهرمائية، تضخ المياه في أقنية لتروي 9000 هكتار من الأراضي الزراعية الخصبة، ويوفر مياه الشرب للمدن الساحلية.
نهر الرميلة: يصب شمال جبلة، أُقيم عليه سد بيت ريحان، ويُستخدم لأغراض الري.
نهر البرغل: يصب جنوب جبلة، يتكون من ثلاثة فروع رئيسة، هي: زيرود (سيانو)، المجرى الرئيسي (البرغل)، والسخابة.
تعد جبلة من أقدم المدن على الشاطئ الشرقي للمتوسط، حكمها حمورابي، ولم تكن في تلك الفترة مركزاً هاماً بل مرفأً صغيراً لمدينة سيانو Syannou، ومالبثت أن قامت هنا مملكة ضمت جبلة وتل سوكاس وعرب الملك، ثم خضعت للآشوريين عام 723ق.م، والفرس واليونانيين في القرنين الخامس والرابع ق.م، ثم أصبحت جزءاً من الدولة السلوقية، وبعد ذلك أصبحت رومانيّة على يد القائد الشهير بومبيوس عام 64ق.م، وأولتها روما اهتماماً كبيراً، وبنت فيها مدرجها الشهير الذي يعد الثاني في سورية بعد مدرج بصرى، ومنذ القرن الميلادي الأول تبعت جبلة بطريركية أنطاكية، وازدهرت نوعاً ما. دمرتها الزلازل عدة مرات في الأعوام 476 و859 و865 و1157م.
بقيت جبلة مدينة مسيحية حتى الفتح العربي الإسلامي، حيث أرسل أبو عبيدة عامر بن الجراح عبادة بن الصامت الأنصاري، ففتحها من دون قتال عام 17هـ/687م. ازدهرت في العصر الأموي والعباسي، حيث أمر معاوية بتجديد مدرجها وترميم ما تعرض منه للخراب، وبنى خارجه قلعة منيعة، وأمر أبو جعفر المنصور ببناء الجامع الجديد المدفون إلى جانبه السلطان إبراهيم (أحد الأولياء الصوفيين، وأمير بلخ الفارسية). احتلها الصليبيون عام 1098، وغيروا اسمها إلى «زيبيل»، وأضحت مركزاً لأسقفية تابعة لأنطاكية، كما كانت من قبل، وبقيت تحت نير الصليبيين حتى جاء صلاح الدين وحررها دون قتال عام 1188، لكن الصليبيين احتلوها ثانية عام 1219، وحررها الملك قلاوون عام 1285. احتلها العثمانيون عام 1516، وأصبحت مركزاً تابعاً لطرابلس، داهمها الطاعون عام 1875 وفتك بسكانها، وظلت عثمانية حتى جاء الاستعمار الفرنسي، ثم اندلعت ثورة الشيخ صالح العلي على الفرنسيين، وبعد جلاء القوات الفرنسية أصبحت جبلة تابعة إلى محافظة اللاذقية.
يقدر عدد سكان جبلة بنحو 52238 نسمة عام 2000، تضم ثلاث نواحٍ، هي على التوالي: ناحية القطيلبية وناحية عين الشرقية وناحية المركز. تمتد المدينة على شكل شريط طولي يحاذي البحر، وتنمو باتجاه الشمال والجنوب، أما امتدادها إلى الشرق فهو بطيء نوعاً ما، تقسم إلى مدينة قديمة تتميز بتلاصق مساكنها وضيق شوارعها وأزقتها. أهم الأحياء القديمة: حي العزة وحي الدريبة، أما المدينة الحديثة التي تتميز باتساع شوارعها وارتفاع أبنيتها فقد امتدت باتجاه الشمال على طريق اللاذقية، وأهم الأحياء فيها حي الجبيبات، أهم شوارعها طريق الكورنيش.
تبلغ نسبة مساحة الأراضي القابلة للزراعة 29.8% والأراضي المروية 43.2% من مجموع المساحة الكلية لمنطقة جبلة، لذلك فهي تقوم بدور مهم في الزراعة التي تعد الحرفة الأساسية لسكانها، حيث تنمو فيها الخضار المختلفة، والأشجار المثمرة وأهمها الزيتون والحمضيات. عدا عن ذلك تعد مركزاً تجارياً مهماً لتسويق منتجاتها المتنوعة، إضافة إلى ذلك، تعد أهم مدن الساحل صناعياً، ومن أهم الصناعات فيها صناعة عصر الزيتون، ففيها خمسة معامل لاستخراج زيت الزيتون، وهناك شركة الساحل للكونسروة، ومعمل لصناعة التبغ والتنباك، ومعمل غزل القطن، ومعمل النسيج الذي يعد من أحدث المعامل في بلاد الشام، وقد شُيد بالتعاون مع جمهورية الصين الشعبية، عدا عن ذلك، هناك شركة النورس لصناعة العصير الطبيعي والمشروبات، وشركة أوغاريت في ناحية القطيلبية.
تعد جبلة مدينة سياحية مهمة على ساحل البحر المتوسط، لما تتميز به من طبيعة جميلة وآثار قديمة، فتتميز بمدرجها الروماني، الذي يضم المسرح الروماني الذي شيده الإمبراطور جستنيان، وهو أجمل أثر روماني على شاطئ فينيقية، كما وصفه المؤرخ والكاتب الفرنسي رينان Renann، يتسع لنحو 1800 شخص، قطره 90م، ويتميز بقناطر جميلة و27 مدخلاً. عدا ذلك، تحتوي جبلة على العديد من الأضرحة الفينيقية الموجودة شمال مرفأ جبلة، ومدفن السلطان إبراهيم، والجامع الكبير الذي بُني في عهد أبي جعفر المنصور، والمرفأ الفينيقي، وبعض التلول الأثرية المهمة، كتل سوكاس الذي يتوسط المسافة بين جبلة وعرب الملك، تحيط به دعائم جدران قوية، تؤلف جزءاً من تحصينات قوية كانت تحيط بالتل وتحمي ساكنيه، وتظهر في الطوابق الدنيا من التل آثار تعود إلى الألف السادس والخامس ق.م. تل الصليب ارتفاعه 17.4م فوق مستوى سطح البحر، يقع شرق عرب الملك، ثم عرب الملك وتدعى بالاطوس أو بلد الملك، تقع على بعد 11كم من جبلة، تعود إلى القرنين الأخيرين من حضارة أغاريت، وغيرها.
صفية عيد
Jablah - Jablah
جبلة
جبلة Jable مدينة ساحلية سورية قديمة، وتُلفظ في كتب التراث «جَبَلَة»، دعاها الحثيون «جيبالا»، والأغاريتيون «جبلة» والرومان «جبالا»، وسماها الصليبيون «زيبيل»، وقد جاء ذكرها في أغاريت.
نهر السن: ويقع منبعه على بعد ثلاثة كيلومترات من البحر، تصريفه السنوي 451 مليون/م3، تراوح غزارته بين 12ـ22م3/ثا، يسلك طريقاً متعرجاً طوله خمسة كيلومترات، ويصب عند بلدة عرب الملك، شُيد عليه سد صغير، وأقيمت عليه محطة كهرمائية، تضخ المياه في أقنية لتروي 9000 هكتار من الأراضي الزراعية الخصبة، ويوفر مياه الشرب للمدن الساحلية.
نهر الرميلة: يصب شمال جبلة، أُقيم عليه سد بيت ريحان، ويُستخدم لأغراض الري.
نهر البرغل: يصب جنوب جبلة، يتكون من ثلاثة فروع رئيسة، هي: زيرود (سيانو)، المجرى الرئيسي (البرغل)، والسخابة.
تعد جبلة من أقدم المدن على الشاطئ الشرقي للمتوسط، حكمها حمورابي، ولم تكن في تلك الفترة مركزاً هاماً بل مرفأً صغيراً لمدينة سيانو Syannou، ومالبثت أن قامت هنا مملكة ضمت جبلة وتل سوكاس وعرب الملك، ثم خضعت للآشوريين عام 723ق.م، والفرس واليونانيين في القرنين الخامس والرابع ق.م، ثم أصبحت جزءاً من الدولة السلوقية، وبعد ذلك أصبحت رومانيّة على يد القائد الشهير بومبيوس عام 64ق.م، وأولتها روما اهتماماً كبيراً، وبنت فيها مدرجها الشهير الذي يعد الثاني في سورية بعد مدرج بصرى، ومنذ القرن الميلادي الأول تبعت جبلة بطريركية أنطاكية، وازدهرت نوعاً ما. دمرتها الزلازل عدة مرات في الأعوام 476 و859 و865 و1157م.
جامع إبراهيم بن الأدهم في مدينة جبلة |
يقدر عدد سكان جبلة بنحو 52238 نسمة عام 2000، تضم ثلاث نواحٍ، هي على التوالي: ناحية القطيلبية وناحية عين الشرقية وناحية المركز. تمتد المدينة على شكل شريط طولي يحاذي البحر، وتنمو باتجاه الشمال والجنوب، أما امتدادها إلى الشرق فهو بطيء نوعاً ما، تقسم إلى مدينة قديمة تتميز بتلاصق مساكنها وضيق شوارعها وأزقتها. أهم الأحياء القديمة: حي العزة وحي الدريبة، أما المدينة الحديثة التي تتميز باتساع شوارعها وارتفاع أبنيتها فقد امتدت باتجاه الشمال على طريق اللاذقية، وأهم الأحياء فيها حي الجبيبات، أهم شوارعها طريق الكورنيش.
تبلغ نسبة مساحة الأراضي القابلة للزراعة 29.8% والأراضي المروية 43.2% من مجموع المساحة الكلية لمنطقة جبلة، لذلك فهي تقوم بدور مهم في الزراعة التي تعد الحرفة الأساسية لسكانها، حيث تنمو فيها الخضار المختلفة، والأشجار المثمرة وأهمها الزيتون والحمضيات. عدا عن ذلك تعد مركزاً تجارياً مهماً لتسويق منتجاتها المتنوعة، إضافة إلى ذلك، تعد أهم مدن الساحل صناعياً، ومن أهم الصناعات فيها صناعة عصر الزيتون، ففيها خمسة معامل لاستخراج زيت الزيتون، وهناك شركة الساحل للكونسروة، ومعمل لصناعة التبغ والتنباك، ومعمل غزل القطن، ومعمل النسيج الذي يعد من أحدث المعامل في بلاد الشام، وقد شُيد بالتعاون مع جمهورية الصين الشعبية، عدا عن ذلك، هناك شركة النورس لصناعة العصير الطبيعي والمشروبات، وشركة أوغاريت في ناحية القطيلبية.
تعد جبلة مدينة سياحية مهمة على ساحل البحر المتوسط، لما تتميز به من طبيعة جميلة وآثار قديمة، فتتميز بمدرجها الروماني، الذي يضم المسرح الروماني الذي شيده الإمبراطور جستنيان، وهو أجمل أثر روماني على شاطئ فينيقية، كما وصفه المؤرخ والكاتب الفرنسي رينان Renann، يتسع لنحو 1800 شخص، قطره 90م، ويتميز بقناطر جميلة و27 مدخلاً. عدا ذلك، تحتوي جبلة على العديد من الأضرحة الفينيقية الموجودة شمال مرفأ جبلة، ومدفن السلطان إبراهيم، والجامع الكبير الذي بُني في عهد أبي جعفر المنصور، والمرفأ الفينيقي، وبعض التلول الأثرية المهمة، كتل سوكاس الذي يتوسط المسافة بين جبلة وعرب الملك، تحيط به دعائم جدران قوية، تؤلف جزءاً من تحصينات قوية كانت تحيط بالتل وتحمي ساكنيه، وتظهر في الطوابق الدنيا من التل آثار تعود إلى الألف السادس والخامس ق.م. تل الصليب ارتفاعه 17.4م فوق مستوى سطح البحر، يقع شرق عرب الملك، ثم عرب الملك وتدعى بالاطوس أو بلد الملك، تقع على بعد 11كم من جبلة، تعود إلى القرنين الأخيرين من حضارة أغاريت، وغيرها.
صفية عيد