جرابلس
Jarablus - Jarablos
جرابلس
جرابلس مدينة في وادي الفرات الأعلى في الجمهورية العربية السورية، وهي مركز منطقة بحسب التقسيمات الإدارية في سورية، وتتبع إدارياً لمحافظة حلب. تقع في أقصى شمالي سورية على الضفة اليمنى لنهر الفرات عند دخوله الأراضي السورية، وهي مدينة حدودية، إذ تقع إلى الجنوب مباشرة من الحدود السورية التركية عند الطرف الشرقي لمرتفع كلسي، يدعى جبل علي، الذي يرتفع إلى 400م، في حين يبلغ ارتفاع المدينة 367م فوق سطح البحر، وتحيط بالمدينة من الشمال والجنوب مسيلات مائية تنحدر نحو الشرق باتجاه نهر الفرات.
تبعد جرابلس 18كم شمال شرقي مدينة حلب، يصل معدل الأمطار السنوية فيها إلى 300مم تقريباً، ويبلغ متوسط درجة حرارتها السنوي 17.8 درجة مئوية (كانون الثاني 8.5 ْم، آب 30 ْم).
تعد جرابلس في التجمعات السكنية المهمة في شمالي سورية، فهي تقع في مقدمة السهل الفيضي لنهر الفرات من جهة الشمال، في منطقة زراعية ذات تربة خصبة، وهذا الموقع أهلها لتكون حاضرة شاهدة على ماضي عريق لمدينة أثرية قديمة كانت عاصمة للدولة الحثية في الألف الأول قبل الميلاد، إذ تلامس أطراف المدينة الشمالية المقدمات الجنوبية لمدينة كركميش التاريخية الجاثمة أطلالها في الأراضي التابعة لتركية، إذ تُشاهد هذه الأطلال بوضوح من مدينة جرابلس، ومن جسرها الذي يقع بالقرب من مدخل الفرات للأراضي السورية، والذي يبلغ طوله 300م وعرضه 4م، ويقوم على ركائز حديدية وأرضية خشبية، ويعد هذا الجسر أحد أهم ستة جسور مقامة على نهر الفرات في الأراضي السورية.
إلى الجنوب من جرابلس لمسافة 7كم، تتدفق مياه نهر الساجور الذي يشكل الرافد الأيمن الوحيد لنهر الفرات في الأراضي السورية، وليس بعيداً عن مدينة جرابلس، يقع تل الغنيمة الأثري المعروف بتل العمارنة إذ يرتفع لنحو 30م، وتجري فيه تنقيبات أثرية منذ عام 1993. وإلى الشرق من مدينة جرابلس الحالية بنحو كيلومترين، تقع قرية جرابلس تحتاني ذات البيوت الطينية المتواضعة، وإلى الشمال من هذه القرية (بينها وبين مدينة جرابلس ونهر الفرات) يقع تل أثري على الضفة الغربية للنهر يدعى تل جريبيس التحتاني، ويناظره على الضفة الشرقية من النهر تل أثري يدعى تل شيوخ فوقاني.
تطورت جرابلس من بلدة صغيرة عام 1908 إلى مدينة، إذ لم يكن يتجاوز عدد سكانها بضع مئات عندما أُنشئت سكة حديد حلب ـ بغداد، وكانت منازلها لا تتعدى بيوت القائمين على المحطة ومن يقوم على خدمتهم، وبعد الاستقلال، ونتيجة لاستخدام المضخات المائية وسحب المياه من نهر الفرات وانتشار زراعة القطن وتوسعها في تلك المنطقة، شهدت المدينة هجرات كبيرة متعاقبة إليها، وأصبحت مركز ناحية إدارية تابعة لمدينة منبج أولاً، ثم أصبحت فيما بعد مركز منطقة إدارية، وأصبح عدد سكان المدينة يقارب 6آلاف نسمة، ووصل عدد سكانها إلى 8053 نسمة بحسب تعداد 1994، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 11716نسمة عام 2005. يتبع منطقة جرابلس، عدا ناحية المركز، ناحية غندورة التي يبلغ عدد سكانها مع قراها 13967 نسمة عام 1994.
وعقب الحرب العالمية الثانية واستقلال سورية توسعت المدينة عمرانياً، ووضع لها مخطط تنظيمي حديث، ومما زاد في أهميتها وساعد على توسعها وازدهارها موقعها الجغرافي ووجودها في سهل خصب من ناحية، وجسرها الذي يربط منطقة الجزيرة شرقاً بسهول حلب غرباً من ناحية ثانية.
معظم مساكنها القديمة مبنية من الحجارة والقليل منها مبني من الطين، ذات سقوف خشبية مستوية، أما أبنيتها الحديثة فمعظمها مبني من الحجارة الكلسية مع قليل من الإسمنت، وهي بهية المنظر لرتابة بنائها ومخططها الهندسي وللخضرة التي تطل عليها، ويضفي على منظرها الخلاب تدفق نهر الفرات إلى الشرق منها، كما يعطيها التاريخ شيئاً من بهائه، بجوارها لكركميش الأثرية من جهتها الشمالية، ومعظم أبنيتها تتألف من طابق أرضي، وتندر الأبنية ذات الطوابق المتعددة فيها، وهي في معظمها من نموذج بناء الفيلات الحديثة، وهناك الأبنية القديمة نسبياً المنتشرة بالقرب من السوق القديمة.
تعد جرابلس مركزاً تجارياً وزراعياً مهماً، إذ تعتمد على الزراعة، وتزرع في أراضيها البعلية الحبوب والبقول وأشجار الفستق الحلبي والزيتون والكرمة، وتقوم فيها الزراعة المروية باستخدام المضخات من نهر الفرات من ناحية، وبوساطة الآبار الارتوازية من ناحية ثانية، إذ تبلغ مساحة الأراضي المروية فيها نحو 234 هكتاراً. ومن أهم محصولاتها الزراعية القطن والحبوب والسمسم والخضار، كما تُزرع الأشجار المثمرة كالمشمش والتفاح والخوخ، وتقوم تربية المواشي في المنطقة، ولكن في نطاق ضيق ومحدود.
تتنوع الأعمال غير الزراعية في مدينة جرابلس، إذ يعمل كثير من سكانها بورشات إصلاح الآلات الزراعية وورشات إصلاح الأدوات المنزلية، وهناك من يعمل بالوظائف الخدمية وفي الدوائر الحكومية المتعددة، والتجارة والخدمات الأخرى إضافة إلى العمل الزراعي الذي يعد المهنة الأساسية للكثير من سكان المدينة.
توجد في مدينة جرابلس جميع الدوائر الحكومية التي يتطلب وجودها في مراكز المناطق، وتتوافر فيها الخدمات كالمدارس بمختلف مراحلها، والمستوصف الصحي والمركز الثقافي والوحدات الإرشادية لصنع السجاد اليدوي وفرع للمصرف الزراعي ومركز للبريد ومركز هاتف وبرق ومحطة للأرصاد الجوية، كما أن المدينة مزودة بالمرافق الضرورية كالكهرباء والمياه، إذ تشرب من شبكة تستمد مياهها من عدة آبار حول المدينة، وفيها أيضاً سرب (فجارة) للمياه. وتتصل مع مراكز المناطق الإدارية الأخرى والنواحي بشبكة جيدة من الطرق المعبدة، إضافة إلى اتصالها بمركز المحافظة بطريق معبدة وبخط من السكك الحديدية.
محمد صافيتا
Jarablus - Jarablos
جرابلس
جرابلس مدينة في وادي الفرات الأعلى في الجمهورية العربية السورية، وهي مركز منطقة بحسب التقسيمات الإدارية في سورية، وتتبع إدارياً لمحافظة حلب. تقع في أقصى شمالي سورية على الضفة اليمنى لنهر الفرات عند دخوله الأراضي السورية، وهي مدينة حدودية، إذ تقع إلى الجنوب مباشرة من الحدود السورية التركية عند الطرف الشرقي لمرتفع كلسي، يدعى جبل علي، الذي يرتفع إلى 400م، في حين يبلغ ارتفاع المدينة 367م فوق سطح البحر، وتحيط بالمدينة من الشمال والجنوب مسيلات مائية تنحدر نحو الشرق باتجاه نهر الفرات.
تعد جرابلس في التجمعات السكنية المهمة في شمالي سورية، فهي تقع في مقدمة السهل الفيضي لنهر الفرات من جهة الشمال، في منطقة زراعية ذات تربة خصبة، وهذا الموقع أهلها لتكون حاضرة شاهدة على ماضي عريق لمدينة أثرية قديمة كانت عاصمة للدولة الحثية في الألف الأول قبل الميلاد، إذ تلامس أطراف المدينة الشمالية المقدمات الجنوبية لمدينة كركميش التاريخية الجاثمة أطلالها في الأراضي التابعة لتركية، إذ تُشاهد هذه الأطلال بوضوح من مدينة جرابلس، ومن جسرها الذي يقع بالقرب من مدخل الفرات للأراضي السورية، والذي يبلغ طوله 300م وعرضه 4م، ويقوم على ركائز حديدية وأرضية خشبية، ويعد هذا الجسر أحد أهم ستة جسور مقامة على نهر الفرات في الأراضي السورية.
إلى الجنوب من جرابلس لمسافة 7كم، تتدفق مياه نهر الساجور الذي يشكل الرافد الأيمن الوحيد لنهر الفرات في الأراضي السورية، وليس بعيداً عن مدينة جرابلس، يقع تل الغنيمة الأثري المعروف بتل العمارنة إذ يرتفع لنحو 30م، وتجري فيه تنقيبات أثرية منذ عام 1993. وإلى الشرق من مدينة جرابلس الحالية بنحو كيلومترين، تقع قرية جرابلس تحتاني ذات البيوت الطينية المتواضعة، وإلى الشمال من هذه القرية (بينها وبين مدينة جرابلس ونهر الفرات) يقع تل أثري على الضفة الغربية للنهر يدعى تل جريبيس التحتاني، ويناظره على الضفة الشرقية من النهر تل أثري يدعى تل شيوخ فوقاني.
تطورت جرابلس من بلدة صغيرة عام 1908 إلى مدينة، إذ لم يكن يتجاوز عدد سكانها بضع مئات عندما أُنشئت سكة حديد حلب ـ بغداد، وكانت منازلها لا تتعدى بيوت القائمين على المحطة ومن يقوم على خدمتهم، وبعد الاستقلال، ونتيجة لاستخدام المضخات المائية وسحب المياه من نهر الفرات وانتشار زراعة القطن وتوسعها في تلك المنطقة، شهدت المدينة هجرات كبيرة متعاقبة إليها، وأصبحت مركز ناحية إدارية تابعة لمدينة منبج أولاً، ثم أصبحت فيما بعد مركز منطقة إدارية، وأصبح عدد سكان المدينة يقارب 6آلاف نسمة، ووصل عدد سكانها إلى 8053 نسمة بحسب تعداد 1994، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 11716نسمة عام 2005. يتبع منطقة جرابلس، عدا ناحية المركز، ناحية غندورة التي يبلغ عدد سكانها مع قراها 13967 نسمة عام 1994.
وعقب الحرب العالمية الثانية واستقلال سورية توسعت المدينة عمرانياً، ووضع لها مخطط تنظيمي حديث، ومما زاد في أهميتها وساعد على توسعها وازدهارها موقعها الجغرافي ووجودها في سهل خصب من ناحية، وجسرها الذي يربط منطقة الجزيرة شرقاً بسهول حلب غرباً من ناحية ثانية.
معظم مساكنها القديمة مبنية من الحجارة والقليل منها مبني من الطين، ذات سقوف خشبية مستوية، أما أبنيتها الحديثة فمعظمها مبني من الحجارة الكلسية مع قليل من الإسمنت، وهي بهية المنظر لرتابة بنائها ومخططها الهندسي وللخضرة التي تطل عليها، ويضفي على منظرها الخلاب تدفق نهر الفرات إلى الشرق منها، كما يعطيها التاريخ شيئاً من بهائه، بجوارها لكركميش الأثرية من جهتها الشمالية، ومعظم أبنيتها تتألف من طابق أرضي، وتندر الأبنية ذات الطوابق المتعددة فيها، وهي في معظمها من نموذج بناء الفيلات الحديثة، وهناك الأبنية القديمة نسبياً المنتشرة بالقرب من السوق القديمة.
تعد جرابلس مركزاً تجارياً وزراعياً مهماً، إذ تعتمد على الزراعة، وتزرع في أراضيها البعلية الحبوب والبقول وأشجار الفستق الحلبي والزيتون والكرمة، وتقوم فيها الزراعة المروية باستخدام المضخات من نهر الفرات من ناحية، وبوساطة الآبار الارتوازية من ناحية ثانية، إذ تبلغ مساحة الأراضي المروية فيها نحو 234 هكتاراً. ومن أهم محصولاتها الزراعية القطن والحبوب والسمسم والخضار، كما تُزرع الأشجار المثمرة كالمشمش والتفاح والخوخ، وتقوم تربية المواشي في المنطقة، ولكن في نطاق ضيق ومحدود.
تتنوع الأعمال غير الزراعية في مدينة جرابلس، إذ يعمل كثير من سكانها بورشات إصلاح الآلات الزراعية وورشات إصلاح الأدوات المنزلية، وهناك من يعمل بالوظائف الخدمية وفي الدوائر الحكومية المتعددة، والتجارة والخدمات الأخرى إضافة إلى العمل الزراعي الذي يعد المهنة الأساسية للكثير من سكان المدينة.
توجد في مدينة جرابلس جميع الدوائر الحكومية التي يتطلب وجودها في مراكز المناطق، وتتوافر فيها الخدمات كالمدارس بمختلف مراحلها، والمستوصف الصحي والمركز الثقافي والوحدات الإرشادية لصنع السجاد اليدوي وفرع للمصرف الزراعي ومركز للبريد ومركز هاتف وبرق ومحطة للأرصاد الجوية، كما أن المدينة مزودة بالمرافق الضرورية كالكهرباء والمياه، إذ تشرب من شبكة تستمد مياهها من عدة آبار حول المدينة، وفيها أيضاً سرب (فجارة) للمياه. وتتصل مع مراكز المناطق الإدارية الأخرى والنواحي بشبكة جيدة من الطرق المعبدة، إضافة إلى اتصالها بمركز المحافظة بطريق معبدة وبخط من السكك الحديدية.
محمد صافيتا