الحقيقة المجردة بالنسبة للكثير من التسجيليين تمتلك جمالاً يفوق الجودة الشكلية البحتة العديد من صانعي الأفلام الخيالية من الجانب الثاني يرون أن للجمال حقيقة رمزية تفوق التوثيق الواقعي المجرد الجدل حول ذلك قديم ومقيت هنالك أفلام وثائقية عظيمة وأفلام خيالية عظيمة رغم اختلاف التفنن في كل منهما. ربما أجاد التعبير عن ذلك هو جان لوك كودار الذي صنع هذين النوعين من الأفلام :
للجمال وهو روعة الحقيقة قطبان. هنالك مخرج يبحث عن الحقيقة وما أن يجدها فإنها ستكون بالضرورة جميلة، وآخر يبحث عن الجمال وما أن يجده فإنه سيكون حقيقياً يجد المرء هذين القطبين في الخيالي والوثائقي .
التسجيلي يؤمن بأنه لا يخلق العالم بقدر ما يقوم بملاحظة العالم الموجود أصلا. إلا إنه ليس مجرد مسجل للحقيقة الخارجية إذ إنه مثل صانع الفلم الخيالي يجب أن يصوغ هذه المادة الخام عبر اختياره للتفاصيل. تنظم هذه التفاصيل في نموذج فني متماسك رغم أن العديد من التسجيليين يبقون بناء أفلامهم بسيطاً وغير بارز عن قصد إنهم يريدون أفلامهم أن توحي بالسعة والعشوائية الظاهرة للحياة ذاتها. يتم استغلال التفاصيل في الأفلام الوثائقية والخيالية بطرق مختلفة في أغلب الأفلام الخيالية يبتكر المخرج تفاصيل محددة لتعميق القناعة بالشخصيات والقصة التي قد تشابه أولاً تشابه إناس وأحداث العالم الحقيقي. المشكلة الكبرى لصانع الفلم الخيالي إذا ليس الإخلاص للحقيقة الخارجية وإنما الاحتمال والاتزان الداخلي. بعبارة أخرى كيف يحتمل أن تستجيب الشخصية الفلانية في موقف معلوم .
الفنان التسجيلي بميل إلى إيقاف حكمه حتى يراقب كيفية تصرف الشخص في الواقع. ومهما كان رد الفعل متزناً أو محتملاً فإن الفنان التسجيلي يفضل الأمر الحقيقي على المحتمل. على سبيل المثال يتوقع المرء في فلم تسجيلي يدور حول حياة الشاعر روبرت فروست حدثاً واحداً على الأقل للشاعر وهو يتأمل منظراً طبيعياً على طريق منعزلة. إلا أن المخرج أن روبرت هيوز في فلمه روبرت فروست خصام محب مع العالم تجنب المحتمل وركز على ما كان عليه روبرت فروست فعلا رجلاً لاذعاً ليس لطيفاً تماماً شارد الذهن ومعاصراً تماماً. الصورة النهائية للفلم ليست الشاعر مشهور مفكر وهو يسير في طريق ريفية وإنما لمحترف منهك في سيارة ستيشن) يسوق باتجاه التزام خطابي متعب يقوم به .
أغلب الأفلام الخيالية تتحدث عن قصة في حين أن التسجيليين يهتمون أولاً بالحقائق الكاشفة التي تكون عادة ضمن أطر غير سردية. الأفلام الخيالية تتناول الصراعات التي تدور في الأغلب بين البطل والشخصية المضادة للبطل. اختيار ووضع اللقطات والمشاهد يتقرر بالدرجة الأولى في ضوء هذه الاعتبارات للشخصية والحبكة. إن نموذج السبب والنتيجة ظاهر عموماً بوضوح في الأفلام الخيالية ما أن يتقرر الصراع فإن كل مشهد تال يمثل تكثيفاً مستمراً حتى نصل الذروة ويحل الصراع إن نموذج السبب والنتيجة في تطوير الحدث في أكثر الأفلام الخيالية يعني أن تسلسل المشاهد يثبت في ضوء حاجات البناء السردي القصصي. لا يستطيع المرء أن يعيد ترتيب هذه المشاهد بدون إتلاف منطق الفعل المتصاعد بالطبع بعض الأفلام الخيالية أقوى اتجاهاً للقصة من أفلام أخرى إنها مسألة اختلاف بالدرجة أغلب أفلام هتشكوك مثلاً مبنية على أسس قصصية تماماً. أفلام رنوار من الناحية الثانية فيها أبنية عابرة متأنية .
يميل التسجيليون إلى أن يبنوا حول موضوع وليس حول قصة. صانع الفلم أكثر اهتماماً بتقديم مشكلة أو نقاش منه برواية قصة. لذا فإن التسجيلي في النهاية يكون عموماً أكثر حرية في تنظيم وبناء مواده. في أحوال عدة تسلسل اللقطات وحتى المشاهد يمكن أن يعاد ترتيبه بخسارة قليلة نسبياً للفهم والمنطق (٦ - ٤) . كثيراً ما لا نجد صراعاً درامياً في الفلم الوثائقي وإنما مجرد موقف معلوم الذرى في الأفلام الحقيقية ليست مكشوفة عادة، أقوى المناقشات تأثيراً وأقوى المشاهد تعبيراً توفر عادة حتى نهاية الفلم إلا إنه لا يوجد ذلك الإحساس بالحتمية والذي يميز الذرى الخيالية. القليل من الأفلام التسجيلية نسبياً يهتم بتعقيدات «الشخصية بالمفهوم الخيالي في الواقع أن من أكثر الملاحظات النقدية تكرراً للفلم التسجيلي هي أنه منشغل بالشؤون الاجتماعية والأفكار التجريدية وليس الناس الحقيقيين. عموماً لم يبدأ العديد من الأفلام الوثائقية بالكشف عن غموض الشخصية الإنسانية بعمق حتى الستينات (٦- ٥). ربما كان ذلك لأن أياً من أنواع الأفلام لا يناسب تحليل المشاكل الاجتماعية مثل الفلم التسجيلي العديد من الأفلام الواقعية تهتم بالكشف عن الأمراض الاجتماعية الآنية ولهذا السبب فإن الأفلام التسجيلية تميل إلى الظهور قديمة ما أن تحل المشكلة الأفلام العظيمة فقط من النوع غير الخيالي يحتفظ بشموليته مدة طويلة بعد تاريخ ظهوره، رغم أن هنالك العديد من الأفلام الوثائقية المرتبطة بمواضيع ذات تاريخ محدد والتي لا تزال رائعة من الناحية التقنية طالما أن الأفلام التسجيلية تميل إلى الوجهة الاجتماعية فإن التأكيد في الأغلب يكون حول العلاقة بين الإنسان وبيئته . هنالك تأكيد خاص على النظم السياسية ودرجة استجابتها لحاجات المواطنين. ليس من الغريب أن عدداً كبيراً من الأفلام التسجيلية ترعاه الحكومات وأنه يقصد بالدرجة الأولى لأغراض ثقافية ودعائية. نجد مثلاً في الولايات المتحدة خلال الثلاثينات أفلاماً تسجيلية مثل فلم بيرلورنتز (النهر) الذي يتحدث عن عمل مؤسسة tva ومنافعها المختلفة .
لا تكتفي الأفلام التسجيلية بمجرد تحليل المشاكل الاجتماعية وإنما يقدم العديد منها حلولاً محددة.
في الثلاثينات كانت الرغبة في فضح الإساءات واقتراح الاصلاحات .
للجمال وهو روعة الحقيقة قطبان. هنالك مخرج يبحث عن الحقيقة وما أن يجدها فإنها ستكون بالضرورة جميلة، وآخر يبحث عن الجمال وما أن يجده فإنه سيكون حقيقياً يجد المرء هذين القطبين في الخيالي والوثائقي .
التسجيلي يؤمن بأنه لا يخلق العالم بقدر ما يقوم بملاحظة العالم الموجود أصلا. إلا إنه ليس مجرد مسجل للحقيقة الخارجية إذ إنه مثل صانع الفلم الخيالي يجب أن يصوغ هذه المادة الخام عبر اختياره للتفاصيل. تنظم هذه التفاصيل في نموذج فني متماسك رغم أن العديد من التسجيليين يبقون بناء أفلامهم بسيطاً وغير بارز عن قصد إنهم يريدون أفلامهم أن توحي بالسعة والعشوائية الظاهرة للحياة ذاتها. يتم استغلال التفاصيل في الأفلام الوثائقية والخيالية بطرق مختلفة في أغلب الأفلام الخيالية يبتكر المخرج تفاصيل محددة لتعميق القناعة بالشخصيات والقصة التي قد تشابه أولاً تشابه إناس وأحداث العالم الحقيقي. المشكلة الكبرى لصانع الفلم الخيالي إذا ليس الإخلاص للحقيقة الخارجية وإنما الاحتمال والاتزان الداخلي. بعبارة أخرى كيف يحتمل أن تستجيب الشخصية الفلانية في موقف معلوم .
الفنان التسجيلي بميل إلى إيقاف حكمه حتى يراقب كيفية تصرف الشخص في الواقع. ومهما كان رد الفعل متزناً أو محتملاً فإن الفنان التسجيلي يفضل الأمر الحقيقي على المحتمل. على سبيل المثال يتوقع المرء في فلم تسجيلي يدور حول حياة الشاعر روبرت فروست حدثاً واحداً على الأقل للشاعر وهو يتأمل منظراً طبيعياً على طريق منعزلة. إلا أن المخرج أن روبرت هيوز في فلمه روبرت فروست خصام محب مع العالم تجنب المحتمل وركز على ما كان عليه روبرت فروست فعلا رجلاً لاذعاً ليس لطيفاً تماماً شارد الذهن ومعاصراً تماماً. الصورة النهائية للفلم ليست الشاعر مشهور مفكر وهو يسير في طريق ريفية وإنما لمحترف منهك في سيارة ستيشن) يسوق باتجاه التزام خطابي متعب يقوم به .
أغلب الأفلام الخيالية تتحدث عن قصة في حين أن التسجيليين يهتمون أولاً بالحقائق الكاشفة التي تكون عادة ضمن أطر غير سردية. الأفلام الخيالية تتناول الصراعات التي تدور في الأغلب بين البطل والشخصية المضادة للبطل. اختيار ووضع اللقطات والمشاهد يتقرر بالدرجة الأولى في ضوء هذه الاعتبارات للشخصية والحبكة. إن نموذج السبب والنتيجة ظاهر عموماً بوضوح في الأفلام الخيالية ما أن يتقرر الصراع فإن كل مشهد تال يمثل تكثيفاً مستمراً حتى نصل الذروة ويحل الصراع إن نموذج السبب والنتيجة في تطوير الحدث في أكثر الأفلام الخيالية يعني أن تسلسل المشاهد يثبت في ضوء حاجات البناء السردي القصصي. لا يستطيع المرء أن يعيد ترتيب هذه المشاهد بدون إتلاف منطق الفعل المتصاعد بالطبع بعض الأفلام الخيالية أقوى اتجاهاً للقصة من أفلام أخرى إنها مسألة اختلاف بالدرجة أغلب أفلام هتشكوك مثلاً مبنية على أسس قصصية تماماً. أفلام رنوار من الناحية الثانية فيها أبنية عابرة متأنية .
يميل التسجيليون إلى أن يبنوا حول موضوع وليس حول قصة. صانع الفلم أكثر اهتماماً بتقديم مشكلة أو نقاش منه برواية قصة. لذا فإن التسجيلي في النهاية يكون عموماً أكثر حرية في تنظيم وبناء مواده. في أحوال عدة تسلسل اللقطات وحتى المشاهد يمكن أن يعاد ترتيبه بخسارة قليلة نسبياً للفهم والمنطق (٦ - ٤) . كثيراً ما لا نجد صراعاً درامياً في الفلم الوثائقي وإنما مجرد موقف معلوم الذرى في الأفلام الحقيقية ليست مكشوفة عادة، أقوى المناقشات تأثيراً وأقوى المشاهد تعبيراً توفر عادة حتى نهاية الفلم إلا إنه لا يوجد ذلك الإحساس بالحتمية والذي يميز الذرى الخيالية. القليل من الأفلام التسجيلية نسبياً يهتم بتعقيدات «الشخصية بالمفهوم الخيالي في الواقع أن من أكثر الملاحظات النقدية تكرراً للفلم التسجيلي هي أنه منشغل بالشؤون الاجتماعية والأفكار التجريدية وليس الناس الحقيقيين. عموماً لم يبدأ العديد من الأفلام الوثائقية بالكشف عن غموض الشخصية الإنسانية بعمق حتى الستينات (٦- ٥). ربما كان ذلك لأن أياً من أنواع الأفلام لا يناسب تحليل المشاكل الاجتماعية مثل الفلم التسجيلي العديد من الأفلام الواقعية تهتم بالكشف عن الأمراض الاجتماعية الآنية ولهذا السبب فإن الأفلام التسجيلية تميل إلى الظهور قديمة ما أن تحل المشكلة الأفلام العظيمة فقط من النوع غير الخيالي يحتفظ بشموليته مدة طويلة بعد تاريخ ظهوره، رغم أن هنالك العديد من الأفلام الوثائقية المرتبطة بمواضيع ذات تاريخ محدد والتي لا تزال رائعة من الناحية التقنية طالما أن الأفلام التسجيلية تميل إلى الوجهة الاجتماعية فإن التأكيد في الأغلب يكون حول العلاقة بين الإنسان وبيئته . هنالك تأكيد خاص على النظم السياسية ودرجة استجابتها لحاجات المواطنين. ليس من الغريب أن عدداً كبيراً من الأفلام التسجيلية ترعاه الحكومات وأنه يقصد بالدرجة الأولى لأغراض ثقافية ودعائية. نجد مثلاً في الولايات المتحدة خلال الثلاثينات أفلاماً تسجيلية مثل فلم بيرلورنتز (النهر) الذي يتحدث عن عمل مؤسسة tva ومنافعها المختلفة .
لا تكتفي الأفلام التسجيلية بمجرد تحليل المشاكل الاجتماعية وإنما يقدم العديد منها حلولاً محددة.
في الثلاثينات كانت الرغبة في فضح الإساءات واقتراح الاصلاحات .
تعليق