الفلم التسجيلي
التسجيليون من ممارسين ومنظرين لا يتفقون على تعريف للفلم الوثائقي. إن مصطلح «وثائقي» ذاته مختلف عليه. بعض المعلقين يفضل التعبير العام «فلم غير خيالي بينما يعارض آخرون ويقدمون مصطلح «الفلم الحقائقي». طبقاً لبعض هؤلاء النقاد يجب أن يستخدم مصطلح «وثائقي» لوصف فقط تلك الأفلام التي تحتوي على تفسير خلاق للمواد الواقعية. إن مجرد تقديم المعلومات كما في الأفلام الصناعية وأفلام السفرات والأفلام التدريبية يجب أن يصنف تحت مصطلح أقل اعتباراً. مصطلح «وثائقي». إذا بالنسبة للبعض نوعي يوحي على الأقل بدرجة من الامتياز الفني. إلا أن هذا التمييز فيه مشكلة أكثر منها قيمة أكثر الأفلام الخيالية وتحت هذا العنوان المسرحيات والروايات والرسوم الزيتية يمكن إغفالها من الناحية الفنية إلا أن أحداً لا يمكن أن يفكر بتمييزهم بواسطة تسميتهم بمصطلح آخر، كما في الفنون الأخرى هنالك نماذج جيدة ورديئة من الوثائقيات وفي الصفحات التالية سوف يستخدم المصطلح بالمعنى النوعي وليس بالنوعية .
خلفية نظرية
التمييز بين الأفلام الخيالية والأفلام الوثائقية صعب في بعض الأحيان. فقد جادل النقاد مثلاً حول تصنيف أفلام مثل (عشرة أيام هزت العالم) لأيزنشتاين و(معركة الجزائر) لبونتيكورفو ونشوء لويس الرابع عشر لروسيليني وروما فلليني على ذكر القليل (٦ - ۱) ما أن يبدأ المرء بوصف السمات الرئيسية للفلم الوثائقي حتى نتذكر عدداً من الاستثناءات البارزة. رغم الاستثناءات الفردية هنالك على أية حال بعض الخصائص العامة المحددة التي تشترك فيها أمثلة هذا النوع.
أوضح هذه الأمثلة بالطبع هو أن الوثائقيات تعالج الواقعي وليس الخيالي والناس والأماكن والأحداث الحقيقية وليس المتخيلة (٦- ٢). هذا التوثيق هو أعظم مجد وأكبر مصدر كامن للجدل في الفلم غير الخيالي. في الأفلام الخيالية . «التوثيق يعرف عموماً بأنه داخلي ضمن «عالم» الفلم. إلا إنه مهما كان «واقع» الفلم الخيالي مقنعاً فإننا في مؤخرة أذهاننا نعلم دائما بأنه مجرد فلم وإن الأحداث مصنوعة. لذلك بإمكاننا مراقبة المشاهد شديدة العنف كما في فلم سام بكنبا كلاب من القش مثلاً بدون أن نفقد الإحساس بالعالم خارج الفلم إننا نوقف إيماننا لكي نستجيب للفلم الخيالي إلا إننا في الوقت نفسه نمتلك ما يكفي من البعد الجمالي لكي ندرك بأن أحداث الشاشة قد نسقت من أجلنا. الأفلام الخيالية مزيفة على الأقل بهذا المستوى الحرفي. إن رغبة صانع الفلم الخيالي أو أي فنان يقوم بخلق عالم متخيل هو أن يتقبل الجمهور الحقيقة الرمزية لشخصياته ومواقفه. لقد فضل أرسطو الفن على التاريخ بالذات لأنه كان يؤمن بعالمية الفن الأشمل . التاريخ يتناول الأحداث والناس الحقيقيين ولذا قد يكون محدوداً جداً وخاصاً جداً مما يبعده عن الأهمية العالمية .
التسجيليون مثل المؤرخين يحتمل أن يرفضوا هذه الأراء، إذ إننا نصل إلى الحقيقة عن طريق الوقائع الموثقة وليس «المزيفات الفنية كما يعتقدون . ولأن التوثيق هو الورقة الفنية الرابحة لديه فإن الفنان الوثائقي حساس في الواقع لاتهامات مثل عدم الدقة والتشويه والتزييف والإدانة الأخيرة للفلم التسجيلي هو أن نتهمه بكونه «خيالياً» أي بأنه منمق ومفتعل ومصعد عاطفياً لكي يلبي رغبة جمهور «بالدراما» التي لا لها حقاً الناحية المادية . لهذه الأسباب يشك العديد من التسجيليين باللقطة الجميلة إذ إنها توحي بالتدخل والتنسيق من قبل صانع الفلم الخيالي إن اللقطة المهتزة المشوشة الجريمة قتل حقيقية تثيرنا عاطفياً أكثر بكثير من الإعادة الملمحة للحدث هذا ما يؤمن به العديد من التسجيليين حتى وإن حاول صانع الفلم إعادة بناء الحدث قدر ما يستطيع من التوثيق. (٦-٣) .
التسجيليون من ممارسين ومنظرين لا يتفقون على تعريف للفلم الوثائقي. إن مصطلح «وثائقي» ذاته مختلف عليه. بعض المعلقين يفضل التعبير العام «فلم غير خيالي بينما يعارض آخرون ويقدمون مصطلح «الفلم الحقائقي». طبقاً لبعض هؤلاء النقاد يجب أن يستخدم مصطلح «وثائقي» لوصف فقط تلك الأفلام التي تحتوي على تفسير خلاق للمواد الواقعية. إن مجرد تقديم المعلومات كما في الأفلام الصناعية وأفلام السفرات والأفلام التدريبية يجب أن يصنف تحت مصطلح أقل اعتباراً. مصطلح «وثائقي». إذا بالنسبة للبعض نوعي يوحي على الأقل بدرجة من الامتياز الفني. إلا أن هذا التمييز فيه مشكلة أكثر منها قيمة أكثر الأفلام الخيالية وتحت هذا العنوان المسرحيات والروايات والرسوم الزيتية يمكن إغفالها من الناحية الفنية إلا أن أحداً لا يمكن أن يفكر بتمييزهم بواسطة تسميتهم بمصطلح آخر، كما في الفنون الأخرى هنالك نماذج جيدة ورديئة من الوثائقيات وفي الصفحات التالية سوف يستخدم المصطلح بالمعنى النوعي وليس بالنوعية .
خلفية نظرية
التمييز بين الأفلام الخيالية والأفلام الوثائقية صعب في بعض الأحيان. فقد جادل النقاد مثلاً حول تصنيف أفلام مثل (عشرة أيام هزت العالم) لأيزنشتاين و(معركة الجزائر) لبونتيكورفو ونشوء لويس الرابع عشر لروسيليني وروما فلليني على ذكر القليل (٦ - ۱) ما أن يبدأ المرء بوصف السمات الرئيسية للفلم الوثائقي حتى نتذكر عدداً من الاستثناءات البارزة. رغم الاستثناءات الفردية هنالك على أية حال بعض الخصائص العامة المحددة التي تشترك فيها أمثلة هذا النوع.
أوضح هذه الأمثلة بالطبع هو أن الوثائقيات تعالج الواقعي وليس الخيالي والناس والأماكن والأحداث الحقيقية وليس المتخيلة (٦- ٢). هذا التوثيق هو أعظم مجد وأكبر مصدر كامن للجدل في الفلم غير الخيالي. في الأفلام الخيالية . «التوثيق يعرف عموماً بأنه داخلي ضمن «عالم» الفلم. إلا إنه مهما كان «واقع» الفلم الخيالي مقنعاً فإننا في مؤخرة أذهاننا نعلم دائما بأنه مجرد فلم وإن الأحداث مصنوعة. لذلك بإمكاننا مراقبة المشاهد شديدة العنف كما في فلم سام بكنبا كلاب من القش مثلاً بدون أن نفقد الإحساس بالعالم خارج الفلم إننا نوقف إيماننا لكي نستجيب للفلم الخيالي إلا إننا في الوقت نفسه نمتلك ما يكفي من البعد الجمالي لكي ندرك بأن أحداث الشاشة قد نسقت من أجلنا. الأفلام الخيالية مزيفة على الأقل بهذا المستوى الحرفي. إن رغبة صانع الفلم الخيالي أو أي فنان يقوم بخلق عالم متخيل هو أن يتقبل الجمهور الحقيقة الرمزية لشخصياته ومواقفه. لقد فضل أرسطو الفن على التاريخ بالذات لأنه كان يؤمن بعالمية الفن الأشمل . التاريخ يتناول الأحداث والناس الحقيقيين ولذا قد يكون محدوداً جداً وخاصاً جداً مما يبعده عن الأهمية العالمية .
التسجيليون مثل المؤرخين يحتمل أن يرفضوا هذه الأراء، إذ إننا نصل إلى الحقيقة عن طريق الوقائع الموثقة وليس «المزيفات الفنية كما يعتقدون . ولأن التوثيق هو الورقة الفنية الرابحة لديه فإن الفنان الوثائقي حساس في الواقع لاتهامات مثل عدم الدقة والتشويه والتزييف والإدانة الأخيرة للفلم التسجيلي هو أن نتهمه بكونه «خيالياً» أي بأنه منمق ومفتعل ومصعد عاطفياً لكي يلبي رغبة جمهور «بالدراما» التي لا لها حقاً الناحية المادية . لهذه الأسباب يشك العديد من التسجيليين باللقطة الجميلة إذ إنها توحي بالتدخل والتنسيق من قبل صانع الفلم الخيالي إن اللقطة المهتزة المشوشة الجريمة قتل حقيقية تثيرنا عاطفياً أكثر بكثير من الإعادة الملمحة للحدث هذا ما يؤمن به العديد من التسجيليين حتى وإن حاول صانع الفلم إعادة بناء الحدث قدر ما يستطيع من التوثيق. (٦-٣) .
تعليق