عجلاني (منير)
Al-’Ejlani (Mounir-) - Al-’Ejlani (Mounir-)
العجلاني (منير ـ)
(1908 ـ 2004)
سياسي سوري، ورجل قانون من الطراز الفريد، وأديب من المستوى الرفيع، ولد في دمشق عام 1908، وبدأ تعليمه في دور الكتاتيب، ثم التحق بالكلية العلمية الوطنية ونال الشهادة الثانوية في سن مبكرة، ثم نال شهادة الحقوق من معهد الحقوق العربي بدمشق (كلية الحقوق حاليّاً) وسافر إلى باريس حيث نال دكتوراه دولة في الحقوق العامة والخاصة، وشهادةً في الصحافة من معهد العلوم الاجتماعية العليا، وشهادةً في فقه اللغة وفي علم الاجتماع من السوربون. ومارس في العاصمة الفرنسية أنشطة سياسية متنوعة بصفته أميناً للجمعية العربية ولجمعية الثقافة العربية؛ فقد أصدر مجلة الحياة الأدبية لتكون أول خطوة في مشواره الصحفي، كما نشر مقالات في صحيفة «لوسوار» انتقد فيها السياسة الفرنسية في سورية، مما دعا السلطات الفرنسية لإبعاده، فتوجه إلى جنيڤ حتى سمح له بالعودة لإتمام تخصصاته.
عاد إلى دمشق عام 1933 حيث بدأ العمل السياسي مع الكتلة الوطنية مع مناضلين آخرين، منهم عبد الرحمن الشهبندر وسامي كبارة، كما ألف مع بعض الشباب جمعية أدبية باسم: «المجمع الأدبي»، وفي عام 1939 أصدر مع سامي كبارة جريدة «النضال» في دمشق وهي سياسية يومية، وكان هدفه مساعدة الوطن على إصلاح الوضع السوري سياسيّاً واجتماعيّاً.
انتخب نائباً عن دمشق أربع مرات، وكان حين انتخابه أصغر عضو نيابي سوري، واعتقل عدة مرات بسبب مواقفه المعادية للفرنسيين. وقد أُسندت العجلاني وزارة الشباب والدعاية، كما تولى منصب وزارة التربية الوطنية مراراً، ووزارة العدل ورئاسة الوزارة بالنيابة كما كان عضواً في اللجنة التي وضعت مسودة دستور عام 1936 وألَّف عنه كتاباً باللغة الفرنسية. وانتخب عضواً في المجمع العلمي العربي، وقد حافظ على مقعده النيابي حتى عام 1956، كما درّس في جامعة دمشق (الجامعة السورية) سنوات عديدة وتخرج على يديه آلاف الحقوقيين العرب.
حوكم عدة مرات بقضايا سياسية لتهمٍ تتعلق بتوجهاته السياسية وسُجن من أجلها حتى عام 1961 حيث أفرج عنه، فانتقل إلى تركيا ومنها إلى السعودية بدعوة من الملك فيصل بن عبد العزيز، وعُيِّن في منصب كبير المستشارين في وزارة المعارف والتعليم العالي، ورئيساً لتحرير صحيفتي «الجزيرة» و«القبس» و«المجلة العربية» التي جعلها في خدمة الأدب العربي. فأسهم في تطوير التعليم في كل مراحله: من الابتدائي حتى العالي منه، وأصدر سلسلة من المؤلفات التاريخية في البلاد السعودية. والكتب التي ألفها منير العجلاني عن تاريخ المملكة العربية السعودية والمعروفة بأجزائها الخمسة تعكس أسلوباً خاصّاً انتهجه مؤلفها باستخدام الحس التاريخي والسياسي وتجربته القانونية.
للعجلاني الكثير من المؤلفات في القانون من أهمها: «الحقوق الدستورية» و«عبقرية الإسلام في أصول الحكم» و«القضاء في الإسلام» ومن مؤلفاته أيضاً ما هو أدبي مثل: «أوراق» و«قصص». وللعجلاني أيضاً كتب عديدة لم تطبع بعد مثل ديوان شعر «أزهار الألم»، و«ابن خلدون»، و«عجائب الدنيا»، و«الكيمياء عند العرب القدامى»، وكذلك العديد من المقالات الأدبية والاجتماعية. وقد عُرف عنه تواضعه وبساطته حيث كانت تربيته إسلامية نقية، متسامحة، وكانت مدرسته الأولى في بيت الأسرة وهي مدرسة والده الشيخ علي العجلاني، ومدرسته الثانية كانت دراساته ومتابعته للفقه الإسلامي، لذلك حافظ على طهارة تربيته وأخلاقه مدافعاً عن عقيدته ومبادئه مهما اختلف الناس في تقويمها.
رحل العجلاني عن عمر يناهز 96 عاماً إذ توفي في الرياض ودُفن فيها بعد أن أقعده المرض أربع سنوات، وكان في حياته شعلة في الحركة والتنقل المتواصل، وهو يكتب ويؤرخ للعرب وللإسلام.
محمد عزيز شكري
Al-’Ejlani (Mounir-) - Al-’Ejlani (Mounir-)
العجلاني (منير ـ)
(1908 ـ 2004)
سياسي سوري، ورجل قانون من الطراز الفريد، وأديب من المستوى الرفيع، ولد في دمشق عام 1908، وبدأ تعليمه في دور الكتاتيب، ثم التحق بالكلية العلمية الوطنية ونال الشهادة الثانوية في سن مبكرة، ثم نال شهادة الحقوق من معهد الحقوق العربي بدمشق (كلية الحقوق حاليّاً) وسافر إلى باريس حيث نال دكتوراه دولة في الحقوق العامة والخاصة، وشهادةً في الصحافة من معهد العلوم الاجتماعية العليا، وشهادةً في فقه اللغة وفي علم الاجتماع من السوربون. ومارس في العاصمة الفرنسية أنشطة سياسية متنوعة بصفته أميناً للجمعية العربية ولجمعية الثقافة العربية؛ فقد أصدر مجلة الحياة الأدبية لتكون أول خطوة في مشواره الصحفي، كما نشر مقالات في صحيفة «لوسوار» انتقد فيها السياسة الفرنسية في سورية، مما دعا السلطات الفرنسية لإبعاده، فتوجه إلى جنيڤ حتى سمح له بالعودة لإتمام تخصصاته.
عاد إلى دمشق عام 1933 حيث بدأ العمل السياسي مع الكتلة الوطنية مع مناضلين آخرين، منهم عبد الرحمن الشهبندر وسامي كبارة، كما ألف مع بعض الشباب جمعية أدبية باسم: «المجمع الأدبي»، وفي عام 1939 أصدر مع سامي كبارة جريدة «النضال» في دمشق وهي سياسية يومية، وكان هدفه مساعدة الوطن على إصلاح الوضع السوري سياسيّاً واجتماعيّاً.
انتخب نائباً عن دمشق أربع مرات، وكان حين انتخابه أصغر عضو نيابي سوري، واعتقل عدة مرات بسبب مواقفه المعادية للفرنسيين. وقد أُسندت العجلاني وزارة الشباب والدعاية، كما تولى منصب وزارة التربية الوطنية مراراً، ووزارة العدل ورئاسة الوزارة بالنيابة كما كان عضواً في اللجنة التي وضعت مسودة دستور عام 1936 وألَّف عنه كتاباً باللغة الفرنسية. وانتخب عضواً في المجمع العلمي العربي، وقد حافظ على مقعده النيابي حتى عام 1956، كما درّس في جامعة دمشق (الجامعة السورية) سنوات عديدة وتخرج على يديه آلاف الحقوقيين العرب.
حوكم عدة مرات بقضايا سياسية لتهمٍ تتعلق بتوجهاته السياسية وسُجن من أجلها حتى عام 1961 حيث أفرج عنه، فانتقل إلى تركيا ومنها إلى السعودية بدعوة من الملك فيصل بن عبد العزيز، وعُيِّن في منصب كبير المستشارين في وزارة المعارف والتعليم العالي، ورئيساً لتحرير صحيفتي «الجزيرة» و«القبس» و«المجلة العربية» التي جعلها في خدمة الأدب العربي. فأسهم في تطوير التعليم في كل مراحله: من الابتدائي حتى العالي منه، وأصدر سلسلة من المؤلفات التاريخية في البلاد السعودية. والكتب التي ألفها منير العجلاني عن تاريخ المملكة العربية السعودية والمعروفة بأجزائها الخمسة تعكس أسلوباً خاصّاً انتهجه مؤلفها باستخدام الحس التاريخي والسياسي وتجربته القانونية.
للعجلاني الكثير من المؤلفات في القانون من أهمها: «الحقوق الدستورية» و«عبقرية الإسلام في أصول الحكم» و«القضاء في الإسلام» ومن مؤلفاته أيضاً ما هو أدبي مثل: «أوراق» و«قصص». وللعجلاني أيضاً كتب عديدة لم تطبع بعد مثل ديوان شعر «أزهار الألم»، و«ابن خلدون»، و«عجائب الدنيا»، و«الكيمياء عند العرب القدامى»، وكذلك العديد من المقالات الأدبية والاجتماعية. وقد عُرف عنه تواضعه وبساطته حيث كانت تربيته إسلامية نقية، متسامحة، وكانت مدرسته الأولى في بيت الأسرة وهي مدرسة والده الشيخ علي العجلاني، ومدرسته الثانية كانت دراساته ومتابعته للفقه الإسلامي، لذلك حافظ على طهارة تربيته وأخلاقه مدافعاً عن عقيدته ومبادئه مهما اختلف الناس في تقويمها.
رحل العجلاني عن عمر يناهز 96 عاماً إذ توفي في الرياض ودُفن فيها بعد أن أقعده المرض أربع سنوات، وكان في حياته شعلة في الحركة والتنقل المتواصل، وهو يكتب ويؤرخ للعرب وللإسلام.
محمد عزيز شكري