عفلق (ميشيل) Aflak (Michel

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عفلق (ميشيل) Aflak (Michel

    عفلق (ميشيل)

    Aflak (Michel-) - Aflak (Michel-)

    عفلق (ميشيل ـ)
    (1910 ـ 1989)
    ميشيل عفلق مفكر وسياسي سوري، وأحد مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي[ر] الذي انعقد مؤتمره التأسيسي الأول في دمشق في 7 نيسان 1947، وتولى ميشيل عفلق أمانته العامة حتى عام 1966. ولد في حي الميدان بدمشق لعائلة متوسطة من الطائفة الأرثوذكسية، وتلقّى تعليمه في مدارسها. نال شهادة الدراسة الثانوية من مدرسة «التجهيز»، وحصل على منحة لدراسة التاريخ في جامعة السوربون بباريس (1929ـ 1933) حيث تبلورت أفكاره السياسية بتأثير الاشتراكيين الفرنسيين، ولاسيما (أندريه جيد ورومان رولان) اللذين كانا يصوران المجتمع الإنساني المنشود وقد زال منه الظلم والاستعباد والبؤس والفساد، وتحررت فيه الشعوب والأفراد من كل القيود والعوائق المصطنعة التي تعوقها عن إطلاق مواهبها وقواها الكامنة. وتوصل مع صديقه وزميله في الدراسة صلاح البيطار[ر]، إلى حصر مشكلات بلدهما في مشكلتين: مشكلة قومية ناتجة من تجزئة الوطن العربي وخضوعه للسيطرة الأجنبية، ومشكلة اجتماعية أهم أسبابها الاستغلال والتخلف والجهل والفقر.
    عمل، بعد عودته من فرنسا، مدرساً في الثانوية التي تخرج فيها، وأسهم مع كامل عياد وصلاح الدين المحايري في تأسيس مجلة «الطليعة» التقدمية، ونشر فيها قصص ومقالات عدة، وكان يشارك في تحرير هذه المجلة كل من يوسف إبراهيم يزبك ورشوان عيسى ورئيف خوري، وهم من الأعضاء الأوائل في الحزب الشيوعي السوري، ومع ذلك كان من أشد نقاد الشيوعية، ومن أشد نقاد الحزب الشيوعي، ولاسيما بعد عام 1936، حين قامت حكومة «الجبهة الشعبية» في فرنسا بزعامة ليون بلوم ولم تستجب لمطلب السوريين في الاستقلال، ونشر في جريدة «الأيام» التي كان يغلب عليها الطابع الشيوعي أيضاً مقالات عدة وقصصاً قصيرة عدة («الرجل الجديد» و«الصفعة» و«رأس سعيد أفندي» و«موت السندباد»، ونشر الأخيرة في مجلة الطليعة). وفي عام 1938 تعرف إلى المفكر السوري زكي الأرسوزي[ر]، أحد قادة «عصبة العمل القومي» وأحد مفكريها ومؤسس نادي العروبة (1937) ومكتبته «البعث العربي»، في أنطاكية، بعد انفراط عقد العصبة، وكانت تتحلق حوله مجموعة من الطلاب والمثقفين منهم وهيب الغانم وجمال الأتاسي وأنطون مقدسي وعلي حيدر وعبد الحليم قدور وسامي الجندي وجلال السيد وصدقي إسماعيل وسليمان العيسى وغيرهم ممن صاروا من المؤسسين الأوائل لحركة البعث العربي. انخرط ميشيل عفلق وصلاح البيطار في أوساط المثقفين القوميين، لإنشاء حركة سياسية موحدة، وإذ لم ينجحا في ذلك، بادرا إلى تأسيس ندوة يغلب عليها الطابع الأدبي أسمياها «شباب الإحياء العربي». وفي عام 1941 قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق، وكان لها صدى وتأييد واسعان في سورية، فاندمجت هذه الندوة بمجموعة الأرسوزي، وتألفت منهما حركة «نصرة العراق». وفي عام 1942 قدم وصديقه البيطار استقالتهما من التعليم احتجاجاً على قمع طلابهما، واتجها بعد ذلك نحو تشكيل حركة «شباب البعث العربي» التي حملت لواء الدعوة القومية والوحدة العربية. ترشح عفلق للانتخابات التشريعية عام 1943 في سبيل نشر أفكار الحركة وبرنامجها، وكان البرنامج الانتخابي الذي تقدم به أول محاولة لتحديد معالم الرؤية الأيديولوجية والسياسية التي تمخضت عن حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد توحيد حركة البعث العربي وحركة الاشتراكيين العرب التي أسسها وتزعمها أكرم الحوراني[ر].
    وفي عام 1949 عُين وزيراً للتربية والتعليم ولم يمكث في منصبه سوى مدة وجيزة، وتعرض للسجن والملاحقة مرات عدة في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات، وفرَّ في عام 1952 من سورية هرباً من الاضطهاد السياسي، وعاد إليها عام 1954 وقام بنشاط مهم في تحقيق الوحدة مع مصر عام 1958. غادر سورية إلى بيروت بعد انقلاب 23 شباط 1966، ثم قصد بغداد 1968، حيث تقلد منصب الأمين العام لحزب البعث العراقي حتى وفاته في إحدى مستشفيات باريس، ونُقِلَ جثمانه إلى بغداد، حيث تمت مراسم دفنه وتأبينه فيها.
    يعد ميشيل عفلق في رواد الفكر القومي المعاصر إلى جانب ساطع الحصري وقسطنطين زريق وزكي الأرسوزي وعصمت سيف الدولة ونديم البيطار وغيرهم، وإن لم يبلغ شأوهم في البحث والتنقيب والتأليف، وينفرد بشدة إعجابه بالرسالة الحضارية للإسلام وبسيرة الرسول العربي محمد بن عبد اللهr، واعتقاده أن الحركة القومية يمكن أن تستلهم تلك التجربة الإنسانية الفذة، لبعث الأمة العربية. اتسم فكره بنزعة إنسانية مثالية أقرب إلى الصوفية، وحاول التوفيق بين القومية العربية والاشتراكية والعلمانية والإسلام. وكان شديد الحرص على حرية الرأي والتعبير وشديد الاهتمام بمعاناة الفقراء والكادحين.
    جاد الكريم الجباعي
يعمل...
X