الدرامي للمخرج بتهيأة الجمهور لحدث ما هتشكوك مثلاً يجعل مشهداً عابراً ظاهرياً يرافق في الأغلب موسيقى «قلقة» كتحذير للمشاهد لكي يأخذ حذره. بعض الأحيان تكون هذه التحذيرات الموسيقية إنذاراً وهمياً. وفي أحيان أخرى تنفجر هذه التحذيرات في تصاعد مخيف. كذلك نجد أنه عند الطلب من الممثلين أن يجسدوا تعبيراً مكبوتاً أو محايداً فإن الموسيقى يمكن أن توحي بعواطفهم الباطنية المخفية موسيقى برنارد هيرمان تقوم بوظيفتها في هذين الطريقين في فلم هتشكوك (سايكو) وفلم ويلز المواطن كين .
الموسيقى المعاصرة اللانغمية والمخالفة للفواصل الموسيقية المألوفة تستحضر عموماً القلق لدى المستمعين تبدو مثل هذه الموسيقى في الغالب وكأن ليس لها خط لحني ويمكن حتى أن تشبه سلسلة من الأصوات المتحركة الضوضائية . موسيقى جيوفاني فوسكو في العديد من أفلام أنطونيوني لافنتورا
والصحراء الحمراء وكسوف وغيرها تؤدي هذه الوظيفة بالضبط أي وظيفة إثارة الإحساس بالعصابية وفقدان الإتجاه والشعور بالاضطهاد. موسيقى فوسكو تقوم بمثل هذه الوظيفة في أفلام آلان رينيه (هيروشيما حبيبتي) والحرب انتهت .
يمكن للموسيقى أن تعبر عن التحول العاطفي السريع ضمن المشهد المتواصل الواحد في فلم جون هيوستن شارة الشجاعة الحمراء مثلاً يخطف البطل أودي مورفي وهو في حالة غير معقولة من الاندفاع البطولي العلم من رفيق ينازع ثم يهجم متقدماً إلى ميدان المعركة المشتعل. لتأكيد الموجة المفاجئة من الروح الوطنية يصاحب المشهد أغاني ذات معنويات عالية رغم أنها تبدو ساخرة بعض الشيء من أغاني اليانكي القتالية. فجأة يعثر الفتى الشاب المهاجم ساقطاً إلى جانب حامل راية جريح من الجيش الكونفدرالي مثلوياً على الأرض وقد تمزق علمه. تتحول الموسيقى فجأة مع هذه الصورة إلى أغنية حزينة مأساوية ثم تتحول تدريجياً إلى لحن ممسوخ مضحك لأغاني الدكسي السريعة إن الاستثارة «البطولية» لهجوم البطل كان يمكن أن تعرفنا مسبقاً وبسهولة بشدة الم الجندي الكونفدرالي إلا أنه بمساعدة الموسيقى تم إيصال الجمهور والبطل أيضاً بصورة مفاجئة إلى وقفة صعبة .
الموسيقى يمكن أن تقوم بوظيفة التباين الساخر في مشهد. في الواقع في عدة حالات يمكن للجو الطاغي في المشهد أن يحيد وحتى أن يعكس إتجاهه باستخدام موسيقى مضادة في فلم بوني (وكلايد) ترافق مشاهد السرقة في الأغلب موسيقى بانجو منشرحة معطية هذه المشاهد إحساساً فرحاً بالمتعة. وبسخرية أكبر نرى في فلم كنيث أنكر قيام العقارب أحد راكبي الدراجات النارية من مجموعة ملاك جهنم وهو يرتدي لباسه المعقد الخاص به. يكاد المشهد أن يكون ذا طقوس مهيبة إلا أن الحساسية الزائدة للشاب تنتقد بتقديم لحن عمل «المخمل الأزرق على المجرى الصوتي. والدلالات الخفية لطراز حياته المخنث تؤكد بهذا السطر من الأغنية: «لقد لبست هي نحملا أزرق .... الموسيقى المضادة لا تكون دائما ساخرة. في فلم بين (مطعم أليس) نجد الأشعار المرحة في أغنية العنوان تستطيع أن تحصل على كل ما تريد في مطعم أليس قد اقترنت بصورة ساخرة بلقطة متابعة بعيدة وبطيئة لأليس وهي تحلق وحيدة عبر آلة التصوير.
تحديد معالم الشخصية يمكن أن يتم الإيحاء به من خلال الألحان الموسيقية المكررة. في فلم فلليني (الشارع) تتجسد بساطة البطلة النقية والحزينة (جولييتا ماسينا) من خلال لحن حزين تعزفه على آلة التروميت. هذا اللحن يتنوع ويتعقد من خلال المؤلف الرقيق لينوروتا موحياً بأنها حتى بعد موتها بوقت طويل لا يزال تأثيرها الروحي سائداً. مؤلف هيرمان في فلم (المواطن كين) يستخدم الحاناً مكررة بشكل فضفاض وبأسلوب أكثر تعقيداً. فقد استخدم عبارات موسيقية محددة لتشخيص الشخصيات الرئيسية. هذه الألحان المكررة تسقط ثم تلتقط ثانية ثم تحاك في مجمعات معقدة. اللحن المكرر للزحافة المسماة (البرعم) مثلاً تقدم في بداية الفلم مع موت (كين). يعاد هذا اللحن كلما سأل الصحفي عدداً من أقران كين السابقين عن أهمية كلمة «البرعم في المشهد الختامي تنتضح العبارة الموسيقية بأبهة إلى حجم مسيطر في الوقت الذي يكتشف أخيراً فيه الجمهور (وليس الشخصيات) سر البرعم .
تحديد معالم الشخصية يمكن أن يكون أكثر تحديداً عندما تضاف أشعار الأغاني إلى الموسيقى في فلم بيتر بوكدانوفتش (عرض الصور الأخير مثلاً استخدمت أغاني شعبية من فترة الخمسينات مع ظهور شخصيات معينة (٥- ١٥). في فلم جورج لوكاس الفساد الأمريكي يستخدم المخرج الألحان الشعبية بطريقة مماثلة (٥ -١٦) . إثنان من المحبين تخاصما لتوهما نراهما يرقصان على لحن الدخان يدخل في عينيك ونسمع الكلمات ذلك لقد طار مع بعيداً التي خاصاً حاداً بالنسبة للفتاة إذ أن الفتى أخبرها لتوه بأنه ينوي أن يخرج مع أخريات عندما يذهب إلى الكلية. يتصالح الحبيبان في نهاية الفلم عندما يقرر الفتى ألا يغادر في المجرى الصوتي نسمع أغنية أنت وحدك في مكانها المناسب وأغانيها الحلوة تؤكد حتمية الحب».
ستانلي كوبريك واحد من أجرأ المجددين في استخدام موسيقى الأفلام وكذلك أكثرهم إثارة للجدل في فلمه الدكتور سترنيج لاف وضع كوبريك بطريقة غريبة صوراً من القرن الحادي والعشرين لسفن فضاء تنساب عبر .
الموسيقى المعاصرة اللانغمية والمخالفة للفواصل الموسيقية المألوفة تستحضر عموماً القلق لدى المستمعين تبدو مثل هذه الموسيقى في الغالب وكأن ليس لها خط لحني ويمكن حتى أن تشبه سلسلة من الأصوات المتحركة الضوضائية . موسيقى جيوفاني فوسكو في العديد من أفلام أنطونيوني لافنتورا
والصحراء الحمراء وكسوف وغيرها تؤدي هذه الوظيفة بالضبط أي وظيفة إثارة الإحساس بالعصابية وفقدان الإتجاه والشعور بالاضطهاد. موسيقى فوسكو تقوم بمثل هذه الوظيفة في أفلام آلان رينيه (هيروشيما حبيبتي) والحرب انتهت .
يمكن للموسيقى أن تعبر عن التحول العاطفي السريع ضمن المشهد المتواصل الواحد في فلم جون هيوستن شارة الشجاعة الحمراء مثلاً يخطف البطل أودي مورفي وهو في حالة غير معقولة من الاندفاع البطولي العلم من رفيق ينازع ثم يهجم متقدماً إلى ميدان المعركة المشتعل. لتأكيد الموجة المفاجئة من الروح الوطنية يصاحب المشهد أغاني ذات معنويات عالية رغم أنها تبدو ساخرة بعض الشيء من أغاني اليانكي القتالية. فجأة يعثر الفتى الشاب المهاجم ساقطاً إلى جانب حامل راية جريح من الجيش الكونفدرالي مثلوياً على الأرض وقد تمزق علمه. تتحول الموسيقى فجأة مع هذه الصورة إلى أغنية حزينة مأساوية ثم تتحول تدريجياً إلى لحن ممسوخ مضحك لأغاني الدكسي السريعة إن الاستثارة «البطولية» لهجوم البطل كان يمكن أن تعرفنا مسبقاً وبسهولة بشدة الم الجندي الكونفدرالي إلا أنه بمساعدة الموسيقى تم إيصال الجمهور والبطل أيضاً بصورة مفاجئة إلى وقفة صعبة .
الموسيقى يمكن أن تقوم بوظيفة التباين الساخر في مشهد. في الواقع في عدة حالات يمكن للجو الطاغي في المشهد أن يحيد وحتى أن يعكس إتجاهه باستخدام موسيقى مضادة في فلم بوني (وكلايد) ترافق مشاهد السرقة في الأغلب موسيقى بانجو منشرحة معطية هذه المشاهد إحساساً فرحاً بالمتعة. وبسخرية أكبر نرى في فلم كنيث أنكر قيام العقارب أحد راكبي الدراجات النارية من مجموعة ملاك جهنم وهو يرتدي لباسه المعقد الخاص به. يكاد المشهد أن يكون ذا طقوس مهيبة إلا أن الحساسية الزائدة للشاب تنتقد بتقديم لحن عمل «المخمل الأزرق على المجرى الصوتي. والدلالات الخفية لطراز حياته المخنث تؤكد بهذا السطر من الأغنية: «لقد لبست هي نحملا أزرق .... الموسيقى المضادة لا تكون دائما ساخرة. في فلم بين (مطعم أليس) نجد الأشعار المرحة في أغنية العنوان تستطيع أن تحصل على كل ما تريد في مطعم أليس قد اقترنت بصورة ساخرة بلقطة متابعة بعيدة وبطيئة لأليس وهي تحلق وحيدة عبر آلة التصوير.
تحديد معالم الشخصية يمكن أن يتم الإيحاء به من خلال الألحان الموسيقية المكررة. في فلم فلليني (الشارع) تتجسد بساطة البطلة النقية والحزينة (جولييتا ماسينا) من خلال لحن حزين تعزفه على آلة التروميت. هذا اللحن يتنوع ويتعقد من خلال المؤلف الرقيق لينوروتا موحياً بأنها حتى بعد موتها بوقت طويل لا يزال تأثيرها الروحي سائداً. مؤلف هيرمان في فلم (المواطن كين) يستخدم الحاناً مكررة بشكل فضفاض وبأسلوب أكثر تعقيداً. فقد استخدم عبارات موسيقية محددة لتشخيص الشخصيات الرئيسية. هذه الألحان المكررة تسقط ثم تلتقط ثانية ثم تحاك في مجمعات معقدة. اللحن المكرر للزحافة المسماة (البرعم) مثلاً تقدم في بداية الفلم مع موت (كين). يعاد هذا اللحن كلما سأل الصحفي عدداً من أقران كين السابقين عن أهمية كلمة «البرعم في المشهد الختامي تنتضح العبارة الموسيقية بأبهة إلى حجم مسيطر في الوقت الذي يكتشف أخيراً فيه الجمهور (وليس الشخصيات) سر البرعم .
تحديد معالم الشخصية يمكن أن يكون أكثر تحديداً عندما تضاف أشعار الأغاني إلى الموسيقى في فلم بيتر بوكدانوفتش (عرض الصور الأخير مثلاً استخدمت أغاني شعبية من فترة الخمسينات مع ظهور شخصيات معينة (٥- ١٥). في فلم جورج لوكاس الفساد الأمريكي يستخدم المخرج الألحان الشعبية بطريقة مماثلة (٥ -١٦) . إثنان من المحبين تخاصما لتوهما نراهما يرقصان على لحن الدخان يدخل في عينيك ونسمع الكلمات ذلك لقد طار مع بعيداً التي خاصاً حاداً بالنسبة للفتاة إذ أن الفتى أخبرها لتوه بأنه ينوي أن يخرج مع أخريات عندما يذهب إلى الكلية. يتصالح الحبيبان في نهاية الفلم عندما يقرر الفتى ألا يغادر في المجرى الصوتي نسمع أغنية أنت وحدك في مكانها المناسب وأغانيها الحلوة تؤكد حتمية الحب».
ستانلي كوبريك واحد من أجرأ المجددين في استخدام موسيقى الأفلام وكذلك أكثرهم إثارة للجدل في فلمه الدكتور سترنيج لاف وضع كوبريك بطريقة غريبة صوراً من القرن الحادي والعشرين لسفن فضاء تنساب عبر .
تعليق