عين زربي (ابو نصر عدنان)
Al-Ain Zarbi (Adnan-) - Al-Ain Zarbi (Adnan-)
العين زربي (أبو نصر عدنان ـ)
(…ـ 548هـ/… ـ 1153م)
الشيخ موفق الدين أبو نصر عدنان ابن نصر بن منصور العين زربي، وعين زربة أو زربى (بلدة في تركيا حالياً تُعرف باسم ناورزا)، إحدى ثغور بلاد الشام من نواحي المصيصة (مدينة على شاطئ جيحان قرب طرسوس).
غادر أبو نصر بلدته وهو شاب يافع، ثم حلّ في بغداد زمناً، لذلك عرف أيضاً بالبغدادي. وفي بغداد تعلم ومارس مهنة التنجيم والطب، ثم انتقل بعد ذلك إلى الديار المصرية، حيث ذاعت شهرته وفضله وسعة علمه، فقربه الخلفاء الفاطميون، وكان آخرهم الخليفة الظافر بأمر الله إسماعيل (544 ـ 549هـ/1149 ـ 1154م).
خدم أبو النصر الفاطميين طبيباً ومنجماً وأخلص لهم، فحظي بمكانة واحترام لديهم، وتميز وتكسب في دولتهم. وأصبح من أجلِّ المشايخ وأكثرهم علماً بمهنة الطب، وكانت له فراسة حسنة وإنذارات صائبة في معالجاته. وكان له مجلس يجتمع فيه كثير من طلاب العلم، فيستمعون إلى أحاديثه وأقواله في مجالات العلوم الطبية والاجتماعية والفلسفية. وكان حسن الخط، ومجيداً للغة العربية. من أهم مؤلفاته: رسالة في «تعذّر وجود الطبيب الفاضل ونفاق الجاهل»، صوّر فيها إقبال الناس في مصر على جهلاء المتطببين، شرح كتاب «الصناعة الصغرى» لجالينوس، وله مقالة في «مرض الحصى وعلاجه». «كتاب في المنطق»، مقتبس من مؤلفات العالمين الفارابي وابن سينا، وكتاب عنوانه «مجرّبات في الطب» جمعها ورتبها ظافر بن تميم بمصر، بعد وفاة المؤلف، ومقالة في «مرض السعفة»، وهو مرض جلدي يعرض في أكثر البلاد، كالشام والعراق وخراسان ومصر والمغرب، حيث يسمى بالشقفة أو الإسفنجة. وهو ورم حار مائل للصلابة، يغور في عمق اللحم، وأكثر عروضه في الظهر، وخاصة بين الكتفين، يبتدئ صغيراً ثم يكبر كالدُّمَّل، ويتقشَّر وينفلق، وقد يكون هذا الورم خبيثاً قاتلاً، وعلامته أن يكون مائلاً للسواد، وإذا انفجر تبرز منه مادة صديدية من فتحات متعددة، وربما قتل في الابتداء؛ وهو أكثر ما يعرض لأصحاب الأمزجة السوداوية، وكثيري الهمّ، وفي الكهولة، ولم يلاحظ في الأطفال، وتتم معالجته بالفصد، وتناول الأغذية الملطِّفة، ويحذّر أبو نصر العين زربي الطبيب أو المريض بقوله: «إياك أن تعتمد (استعمال مزيج) الحنطة المطبوخ بالماء والزيت لشفاء تلك البثرة؛ لأنه إذا ضمد به العضو انصبت إليه مادة تسد مسامه و تمنع ما يتفشى فيه من الحار الغريزي، وهو الذي يساعد على الإنضاج»، وله «رسالة في السياسة»، وكتاب «الكافي في الطب»؛ وهو أهم مؤلفاته، بدأه سنة510هـ/1115م، وأتمه سنة 547هـ/1152م أي قبل وفاته بسنة، ويقول في مقدمته: «لما كان الطب ينقسم إلى قسمين؛ علم فقط وعلم عمل، وكانت الغاية منه حفظ الصحة موجودة، وردها مفقودة، وكان غرضنا في هذا الكتاب إثبات ما يخفى على الناظر في الطب، و يسهل عليه بحيث يقدر منه على الإطلاع على صناعة الطب، وينتفع في العمل بها… ويكون تذكرة للكاملين، وحاثاً ومفيداً للمتعلمين به… فنقول: إن حفظ الصحة يتم بتعديل الأسباب الستة الضرورية لأبداننا وهي: وصول الهواء المحيط بأبدان الناس، ما يؤكل وما يشرب، النوم واليقظة، الحركة والسكون، الأحداث النفسانية، تدبير الملابس والمساكن، الاستحمام و الجماع».
قسم أبو النصر بقية كتابه إلى 68 فصلاً لكنه لم يذكر أرقامها واكتفى بذكر عنواناتها، أهمها: باب في الهواء، العلة في اختصاص مصر بالوباء، التدبير النافع عند الاحساس بتغير الهواء، قانون استعمال الأغذية والماء والشراب، داء الثعلب والحية، طلاء جيد خاص بالصبيان، مداواة الصداع الحار، في الفرانيطس وهو السرسام، في داء الماشر وهو ورم يعرض في الوجه، معجون لمداواة المالنخوليا، فصول في: العشق، الرعونة، فساد الذكر، أمراض الدماغ، السكتة، الفالج، اللوقة، الرعشة، الخدر، الاختلاج، علل العين والأذن والأنف واللسان والفم والأسنان والحلق والصدر، ذات الجنب، الشوصه، السحج، المغس، الإيلاوس، الديدان، البواسير، الكلى، المثانة، عسر البول، الفتق، أمراض الرحم، الثدي، المفاصل، عرق النسا، داء الفيل، شقاق العقب، الداحس، الكلف، النمش، البرش، الشرى، الحصف، الحمرة الآكلة، الجذام، ورم القولون، داء الخنازير، الخراجات، الكسر والخلع، سم الحيوانات، الحمى.
زهير البابا
Al-Ain Zarbi (Adnan-) - Al-Ain Zarbi (Adnan-)
العين زربي (أبو نصر عدنان ـ)
(…ـ 548هـ/… ـ 1153م)
الشيخ موفق الدين أبو نصر عدنان ابن نصر بن منصور العين زربي، وعين زربة أو زربى (بلدة في تركيا حالياً تُعرف باسم ناورزا)، إحدى ثغور بلاد الشام من نواحي المصيصة (مدينة على شاطئ جيحان قرب طرسوس).
غادر أبو نصر بلدته وهو شاب يافع، ثم حلّ في بغداد زمناً، لذلك عرف أيضاً بالبغدادي. وفي بغداد تعلم ومارس مهنة التنجيم والطب، ثم انتقل بعد ذلك إلى الديار المصرية، حيث ذاعت شهرته وفضله وسعة علمه، فقربه الخلفاء الفاطميون، وكان آخرهم الخليفة الظافر بأمر الله إسماعيل (544 ـ 549هـ/1149 ـ 1154م).
خدم أبو النصر الفاطميين طبيباً ومنجماً وأخلص لهم، فحظي بمكانة واحترام لديهم، وتميز وتكسب في دولتهم. وأصبح من أجلِّ المشايخ وأكثرهم علماً بمهنة الطب، وكانت له فراسة حسنة وإنذارات صائبة في معالجاته. وكان له مجلس يجتمع فيه كثير من طلاب العلم، فيستمعون إلى أحاديثه وأقواله في مجالات العلوم الطبية والاجتماعية والفلسفية. وكان حسن الخط، ومجيداً للغة العربية. من أهم مؤلفاته: رسالة في «تعذّر وجود الطبيب الفاضل ونفاق الجاهل»، صوّر فيها إقبال الناس في مصر على جهلاء المتطببين، شرح كتاب «الصناعة الصغرى» لجالينوس، وله مقالة في «مرض الحصى وعلاجه». «كتاب في المنطق»، مقتبس من مؤلفات العالمين الفارابي وابن سينا، وكتاب عنوانه «مجرّبات في الطب» جمعها ورتبها ظافر بن تميم بمصر، بعد وفاة المؤلف، ومقالة في «مرض السعفة»، وهو مرض جلدي يعرض في أكثر البلاد، كالشام والعراق وخراسان ومصر والمغرب، حيث يسمى بالشقفة أو الإسفنجة. وهو ورم حار مائل للصلابة، يغور في عمق اللحم، وأكثر عروضه في الظهر، وخاصة بين الكتفين، يبتدئ صغيراً ثم يكبر كالدُّمَّل، ويتقشَّر وينفلق، وقد يكون هذا الورم خبيثاً قاتلاً، وعلامته أن يكون مائلاً للسواد، وإذا انفجر تبرز منه مادة صديدية من فتحات متعددة، وربما قتل في الابتداء؛ وهو أكثر ما يعرض لأصحاب الأمزجة السوداوية، وكثيري الهمّ، وفي الكهولة، ولم يلاحظ في الأطفال، وتتم معالجته بالفصد، وتناول الأغذية الملطِّفة، ويحذّر أبو نصر العين زربي الطبيب أو المريض بقوله: «إياك أن تعتمد (استعمال مزيج) الحنطة المطبوخ بالماء والزيت لشفاء تلك البثرة؛ لأنه إذا ضمد به العضو انصبت إليه مادة تسد مسامه و تمنع ما يتفشى فيه من الحار الغريزي، وهو الذي يساعد على الإنضاج»، وله «رسالة في السياسة»، وكتاب «الكافي في الطب»؛ وهو أهم مؤلفاته، بدأه سنة510هـ/1115م، وأتمه سنة 547هـ/1152م أي قبل وفاته بسنة، ويقول في مقدمته: «لما كان الطب ينقسم إلى قسمين؛ علم فقط وعلم عمل، وكانت الغاية منه حفظ الصحة موجودة، وردها مفقودة، وكان غرضنا في هذا الكتاب إثبات ما يخفى على الناظر في الطب، و يسهل عليه بحيث يقدر منه على الإطلاع على صناعة الطب، وينتفع في العمل بها… ويكون تذكرة للكاملين، وحاثاً ومفيداً للمتعلمين به… فنقول: إن حفظ الصحة يتم بتعديل الأسباب الستة الضرورية لأبداننا وهي: وصول الهواء المحيط بأبدان الناس، ما يؤكل وما يشرب، النوم واليقظة، الحركة والسكون، الأحداث النفسانية، تدبير الملابس والمساكن، الاستحمام و الجماع».
قسم أبو النصر بقية كتابه إلى 68 فصلاً لكنه لم يذكر أرقامها واكتفى بذكر عنواناتها، أهمها: باب في الهواء، العلة في اختصاص مصر بالوباء، التدبير النافع عند الاحساس بتغير الهواء، قانون استعمال الأغذية والماء والشراب، داء الثعلب والحية، طلاء جيد خاص بالصبيان، مداواة الصداع الحار، في الفرانيطس وهو السرسام، في داء الماشر وهو ورم يعرض في الوجه، معجون لمداواة المالنخوليا، فصول في: العشق، الرعونة، فساد الذكر، أمراض الدماغ، السكتة، الفالج، اللوقة، الرعشة، الخدر، الاختلاج، علل العين والأذن والأنف واللسان والفم والأسنان والحلق والصدر، ذات الجنب، الشوصه، السحج، المغس، الإيلاوس، الديدان، البواسير، الكلى، المثانة، عسر البول، الفتق، أمراض الرحم، الثدي، المفاصل، عرق النسا، داء الفيل، شقاق العقب، الداحس، الكلف، النمش، البرش، الشرى، الحصف، الحمرة الآكلة، الجذام، ورم القولون، داء الخنازير، الخراجات، الكسر والخلع، سم الحيوانات، الحمى.
زهير البابا