عودة (حسين-)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عودة (حسين-)

    عوده (حسين)

    Odeh (Hussien-) - Odeh (Hussien-)

    عودة (حسين ـ)
    (نحو1252 ـ 1331هـ/1836ـ 1913م)

    حسين بن مصطفى عودة، طبيب دمشقي، ولد في دمشق وعاش فيها، وقضى أواخر حياته في صيدا وتوفي بها، عُرف والده باسم مصطفى عودة الدمشقي أو بمصطفى أبي عودة الحكيم. وكان يطبب على الطب القديم يقصده أهل القرى وبعض من أهل دمشق الفقراء للتداوي والعلاج معاً، وقد أعقب ثلاثة أولاد سلكوا مسلكه في الطب، ولازموا خدمة المرضى في مستشفى البيمارستان النوري، وهم سعيد وعبد القادر وحسين.
    ذهب حسين الابن الأصغر إلى القاهرة سنة 1285هـ/1867ـ 1868م بعد وفاة أبيه ونال شهادة الطب من مدرستها سنة 1291هـ/1874، وكان محمد علي والي مصر قد أنشأ مدرسة للطب سنة 1242هـ/1826ـ1827م، وأوكل إلى «كلوت» الفرنسي طبيبه الخاص الإشراف عليها، وأراد أن تكون العربية لغة التدريس فيها، وهكذا أُسِّست أول مدرسة للطب في العصر الحديث تدرس العلوم الصحية باللغة العربية، وبقي التعليم فيها نحو سبعين عاماً، وفي سنة 1247هـ/1831ـ1832م، أرسل محمد علي حملة إلى بلاد الشام بقيادة ابنه إبراهيم، واصطحب إبراهيم معه «كلوت» الذي أقام مدة في دمشق. ومن شدة فخر الطبيب الفرنسي بالمدرسة التي عمل جاهداً على إرساء قواعدها جلب معه عدداً من المصنفات الطبية العربية التي تم إنجازها بالقاهرة، والتف الأطباء الدمشقيون حول «كلوت» ليأخذوا عنه ما لم يدركوه من صناعة الطب وفنه. وأطلعهم على الكتب التي اصطحبها معه، حتى إن بعضهم طلب إليه أن يرجو والي مصر تأسيس مدرسة في دمشق، صنو مدرسة القاهرة، يعلِّم فيها أطباء أتموا علومهم هناك، وكتب «كلوت» إلى محمد علي يخبره بطلب أطباء دمشق، فكانت الإجابة أن أمر باختيار عشرة أفراد من بلاد الشام لإرسالهم إلى القاهرة ليتعلموا على نفقة الحكومة المصرية، وبقيت مدرسة طب القاهرة تستقبل هذا العدد حتى أصبح إسماعيل خديوياً لمصر سنة 1863 فجعله خمسة وعشرين.
    ومن بين الذين اجتمعوا بكلوت في دمشق الطبيب مصطفى أبو عودة الحكيم، الذي ذهب ابنه الأصغر حسين بعد أكثر من ثلاثة عقود إلى القاهرة ودرس الطب فيها، وكان في أثناء دراسته مثال الجد والنشاط والسلوك الحسن، انكب بشغف على الدراسة والعمل، وقد وصفه أبو الحسن الحسيني في «الجوهرة السنية» بأنه «من عائلة كريمة في دمشق الشام مشهورة بفن الطب… سلك في أثناء تلمذته أعظم سلوك وتخلق بأخلاق الملوك، ومع كونه محافظاً على دروسه كان حريصاً على الاجتماع بكثير من الفضلاء والمصريين مع خفة الوطأة وعدم الثقلة…».
    وضع حسين في أثناء حياته مصنفات عدة، أولها فهرسة لكتاب «عمدة المحتاج في علمي الأدوية والعلاج» لأحمد الرشيدي ويتألف من جزأين وطبع في بولاق سنة 1288هـ/1871م، وقد أنجزه في أثناء دراسته. وله «الدرة البهية في مآثر الدكتور محمد رضوان»، وفيه يصف حياة هذا الأستاذ ومؤلفاته ومكافحته لوباء الهيضة (الكوليرا) في مصر، وطُبع في المطبعة الكستلية سنة 1292هـ/1875م. ونَشَر في مجلة «روضة المدارس» مقالته «المرشدة العودية في إثبات الكيميا الطبية»، كما علّق على مؤلفات عدة؛ الأول منها «رسائل في الطب الباطني والعلاج» لسالم سالم، والثاني «الطب المحكمي» لإبراهيم حسن، والثالث «الرحلة النيازية إلى البلاد السودانية» لمحمد نيازي، والرابع «حسن الصناعة في فن الزراعة» لأحمد ندى، وكل هؤلاء من أساتذة مدرسة الطب. كما ألف كتاب «المرشد الأمين في النصيحة في الدين» إضافة إلى رسالة «نبذة من الرحلة العودية إلى الديار المصرية» وطُبعت بطريقة الحجر سنة 1291هـ/1874م، في القاهرة، وتعدّ دليلاً جامعياً لمدرسة الطب في القاهرة، ذكر فيها تاريخ إنشائها والأسباب التي أتاحت لبعض سكان بلاد الشام الدراسة فيها على نفقة الحكومة المصرية، وشروط الانتساب إليها والنظم والمناهج المتبعة فيها من مقررات درسية ودوام وامتحانات وعطلات مدرسية؛ إذ على الرغم من وفرة ما نُشِرَ عن مدرسة الطب التي أسَّسها محمد علي والمؤلفات والمترجمات التي صدرت عنها، والأساتذة الذين علموا فيها، فليس هناك ما يوضح على نحو مفصل أنظمتها ومناهجها كما جاء في هذه الرسالة، ولعل هذه النبذة هي الوحيدة التي اتخذت هذا المنحى وجاءت على ذكر ما لم يرد في كتب أخرى.
    اتبع المؤلف في كتبه أسلوب السجع والزخرف اللغوي، واستعان في كتابته بألفاظ تركية وأعجمية أخرى محرَّفة كانت كلها شائعة التداول في أيامه. كما نهج منهج الإطراء والتفخيم في إنشائه لمن أتى على ذكرهم.
    عدنان تكريتي
يعمل...
X