علي حسين (زين عابدين)
Ali ibn al-Hussein (Zayn al-Abidin-) - Ali ibn al-Hussein (Zayn al-Abidin-)
علي بن الحسين (زين العابدين ـ)
(38 ـ 94هـ/656ـ 712م)
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، وهو علي الأصغر، أما علي الأكبر فإنه قتل مع أبيه الحسين في كربلاء.
كان علي مع أبيه في كربلاء وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، وكان مريضاً نائماً على فراشه، فلما قتل الحسين وأهله كُفَ عنه بسبب مرضه.
وكان الذكر الوحيد الذي نجا من القتل في تلك الوقعة وليس للحسين عقب إلا من ولد علي هذا، وهو أحد الأئمة الاثني عشر عند الإمامية الاثني عشرية. ويُكنى بأبي الحسين أو بأبي محمد. أمه اسمها شهر بانو أو شهربانويه بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه آخر ملوك الفرس، وصار اسمها عند العرب غزالة أو سلافة أو خولة، وكانت بين سبي الفتح مع أختين لها في خلافة عمر بن الخطاب، فاختارت الحسين ودُفعت أختاها إحداهما إلى عبد الله بن عمر والثانية إلى محمد بن أبي بكر ربيب علي بن أبي طالب. وقد ماتت في نفاسها بعلي فكفلته بعض أمهات ولد أبيه، ونشأ لايعرف أماً غير حاضنته التي كانت مولاته.
كان علي بن الحسين من أفضل الناس وأشدهم عبادة، فسمّي لذلك زين العابدين والسجّاد وذا النفثات لما كان في وجهه من أثر السجود. وكان من أفضل أهل زمانه علماً وفقهاً وورعاً وكرماً وحلماً وصبراً وحُسن خُلُق، باراً بأمه كثير الصدقة رؤوفاً بالفقراء ناصحاً للمسلمين مُعظمّاً مهيباً شجاعاً، جابه الخليفة الأموي يزيد بن معاوية وواليه على العراق عبيد الله بن زياد. قدره خلفاء بني أمية وعاصر منهم يزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك.
ومناقب علي بن الحسين كثيرة جداً، البارز منها كرمه وحرصه على التصدق سراً، إذ كان يحمل الصدقات على كتفيه متكتماً ليلاً يوزعها على الفقراء، ويعول عشرات الأسر سراً لايعرف أصحابها مصدر عونهم، ويقول للسائل مرحباً بمن يحمل زادي إلى الآخرة. وكان يقال لزين العابدين: ابن الخيّرتين من العرب والعجم. وعندما اجتاح جيش يزيد بن معاوية المدينة في وقعة الحرة بقيادة مسلم بن عقبة، عال علي بن الحسين أربعمئة امرأة وبعولهن من بني عبد مناف حتى تفرق الجيش، وكذلك فعل في إيواء بني أمية المطرودين زمن عبد الله بن الزبير.
كان زين العابدين يحسن معاملة الرقيق ويطيب له إعتاقهم، وقد أعتق مولاه مطرفاً، وكان أعطي به ألف دينار وظلت هذه عادته وما استخدم خادماً فوق حول واحد.
كان علي بن الحسين صدوقاً لا يماري: أتاه نفر من أهل العراق فوقعوا في أبي بكر وعمر وعثمان فلما فرغوا قال: ألا تخبروني: أنتم المهاجرون الأولون )الذين أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِم وأمْوَالِهِم يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ ورضْوَاناً ويَنْصُرُونَ اللهَ ورَسُولَه أُولِئكَ هُمُ الصَّادِقُون( (الحشر 8) قالوا: لا. قال: فأنتم )الذِينَ تَبَوَّؤا الدَّارَ والإيمَانَ مِن قَبْلِهم يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِليهِم وَلايَجِدُون في صُدُورِهِم حَاجَة مِمَّا أُوتُوا ويُؤثِرونَ عَلَى أنفُسِهِم وَلَو كَانَ بِهِم خَصَاصَةٌ( (الحشر 9). قالوا: لا. قال: أما أنتم فقد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، فإني أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل: )والذِين جَاؤُوا مِن بَعْدِهِم يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِر لَنَا ولإِخْوانِنَا الذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمانِ ولاتَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلذِين آمَنُوا( (الحشر10) اخرجوا فعل الله بكم.
كان علي بن الحسين حليماً صبوراً على الأذى يقابل الإساءة بالإحسان افترى عليه رجل فقال: إن كنا كما قلت فنستغفر الله، وإن لم نكن فغفر الله لك، فقام إليه الرجل وقبل رأسه وقال: جعلت فداك ليس كما قلت أنا فاغفر لي قال: غفر الله لك. وكان حلمه مدهشاً: فلما عزل والي المدينة هشام بن إسماعيل وأوقف للناس، حذر علي أهله من التعرض له، وكان هشام قد أذاهم، وكذلك فعل هو فلما مر بهشام ناداه هشام: الله أعلم حيث يجعل رسالاته، ومن حلمه أن كان عنده قوم فاستعجل خادماً له بشواء كان في التنور. فأقبل به الخادم مسرعاً وسقط السفود من يده على بني لعلي أسفل الدرجة فأصاب رأسه فقتله فقال للغلام: لم تعمده (لم تضربه بعمود) أنت حر وأخذ في جهاز ابنه. وكانت جارية له تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة، فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجه، فرفع رأسه إليها فقالت الجارية: إن الله يقول: «والكاظمين الغيظ» قال: قد كظمت غيظي قالت: « والعافين عن الناس» قال: عفا الله عنك، قالت: «والله يحب المحسنين» قال: اذهبي فأنت حرة لوجه الله.
نقش على خاتم زين العابدين: القوة لله جميعاً. وقال سعيد بن المسيب: ما رأيت أورع منه.
وكان متواضعاً في مسلكه ومشيته، وينهى عن القتال، ويبذل النصيحة وله حكم مأثورة ومن أقواله: التارك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ كتاب الله وراء ظهره إلا أن يتقي تقاه. وقال: من عف عن محارم الله كان عابداً ومن رضي بقسم الله كان غنياً، ومن أحسن مجاورة من جاوره كان مسلماً، ومن صاحب الناس بما يحب أن يصاحبوه كان عدلاً. وقال: إن قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار، وقوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار. وقال: إن المعرفة بكمال المرء تركه الكلام فيما لا يعنيه وقلة مرائه وصبره وحسن خلقه. وقال: كلكم سيصير حديثاً فمن استطاع أن يكون حديثاً حسناً فليفعل. ومن كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا. وقال يوصي ابنه محمداً: لاتصحبنّ خمسة ولا ترافقهم في طريق: فاسقاً يبيعك بأكلة فما دونها، وبخيلاً يقطع بك ماله أحوج ما كنت إليه، وكذاباً هو بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد، وأحمق يريد أن ينفعك فيضرك، وقاطع رحم فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع.
كان مهيباً يجله الناس ويعظمونه. يروى أن هشاماً بن عبد الملك حج قبل أن يلي الخلافة، فاجتهد أن يستلم الحجر الأسود فلم يمكنه بسبب الزحام، وجاء علي بن الحسين فوقف له الناس وتنحوا حتى استلمه، فقال أهل الشام: من هذا أيها الأمير؟ قال: لاأعرفه. فقال الفرزدق وكان حاضراً: لكنني أعرفه؛ هذا علي بن الحسين وأنشد قصيدة طويلة مشهورة، منها:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحــل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلــهم
هذا التقي النقي الطــاهر العلمُ
إذا رأته قريش قال قائلـــها
إلى مكـــارم هذا ينتهي الكرم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله
بجده أنبيـــاء الله قد ختـموا
ما قال لا قطّ إلا في تشـــهده
لولا التشــهد كانـت لاءه نعم
وليس قولك من هذا بضــائره
العرب تعرف من أنكرت والعجم
يغضي حياء ويُفْضَى من مهابته
ولايُكلـم إلا حيـن يبتـــسم
روى علي بن الحسين عن أبيه وابن عباس وجابر بن عبد الله وصفية وأم سلمة وغيرهم من أصحاب الرسولr وعن آخرين من التابعين. وروى عنه الزهري وسفيان بن عيينة ونافع والأوزاعي والواقدي وابن إسحاق، وبالواسطة الطبري وأحمد بن حنبل وأبو داود وأصحاب الحلية والأغاني. من مؤلفاته: رسالة الحقوق والصحيفة السجّادية. يقال إن أولاده خمسة عشر ذكراً وأربع بنات، منهم أبو جعفر محمد، والحسين وعبد الله ـ أمهم أم عبد الله بنت الحسن بن علي ـ وعلي والحسن والحسين الأصغر وزيد.
توفى في المدينة وعمره ثمان وخمسون سنة، واختلف في سنة ولادته وسنة وفاته وفي تقدير عمره، ودفن في البقيع مع عمه الحسن بن علي في القبة التي فيها قبر العباس بن عبد المطلب.
يوسف الأمير علي
Ali ibn al-Hussein (Zayn al-Abidin-) - Ali ibn al-Hussein (Zayn al-Abidin-)
علي بن الحسين (زين العابدين ـ)
(38 ـ 94هـ/656ـ 712م)
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، وهو علي الأصغر، أما علي الأكبر فإنه قتل مع أبيه الحسين في كربلاء.
كان علي مع أبيه في كربلاء وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، وكان مريضاً نائماً على فراشه، فلما قتل الحسين وأهله كُفَ عنه بسبب مرضه.
وكان الذكر الوحيد الذي نجا من القتل في تلك الوقعة وليس للحسين عقب إلا من ولد علي هذا، وهو أحد الأئمة الاثني عشر عند الإمامية الاثني عشرية. ويُكنى بأبي الحسين أو بأبي محمد. أمه اسمها شهر بانو أو شهربانويه بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه آخر ملوك الفرس، وصار اسمها عند العرب غزالة أو سلافة أو خولة، وكانت بين سبي الفتح مع أختين لها في خلافة عمر بن الخطاب، فاختارت الحسين ودُفعت أختاها إحداهما إلى عبد الله بن عمر والثانية إلى محمد بن أبي بكر ربيب علي بن أبي طالب. وقد ماتت في نفاسها بعلي فكفلته بعض أمهات ولد أبيه، ونشأ لايعرف أماً غير حاضنته التي كانت مولاته.
كان علي بن الحسين من أفضل الناس وأشدهم عبادة، فسمّي لذلك زين العابدين والسجّاد وذا النفثات لما كان في وجهه من أثر السجود. وكان من أفضل أهل زمانه علماً وفقهاً وورعاً وكرماً وحلماً وصبراً وحُسن خُلُق، باراً بأمه كثير الصدقة رؤوفاً بالفقراء ناصحاً للمسلمين مُعظمّاً مهيباً شجاعاً، جابه الخليفة الأموي يزيد بن معاوية وواليه على العراق عبيد الله بن زياد. قدره خلفاء بني أمية وعاصر منهم يزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك.
ومناقب علي بن الحسين كثيرة جداً، البارز منها كرمه وحرصه على التصدق سراً، إذ كان يحمل الصدقات على كتفيه متكتماً ليلاً يوزعها على الفقراء، ويعول عشرات الأسر سراً لايعرف أصحابها مصدر عونهم، ويقول للسائل مرحباً بمن يحمل زادي إلى الآخرة. وكان يقال لزين العابدين: ابن الخيّرتين من العرب والعجم. وعندما اجتاح جيش يزيد بن معاوية المدينة في وقعة الحرة بقيادة مسلم بن عقبة، عال علي بن الحسين أربعمئة امرأة وبعولهن من بني عبد مناف حتى تفرق الجيش، وكذلك فعل في إيواء بني أمية المطرودين زمن عبد الله بن الزبير.
كان زين العابدين يحسن معاملة الرقيق ويطيب له إعتاقهم، وقد أعتق مولاه مطرفاً، وكان أعطي به ألف دينار وظلت هذه عادته وما استخدم خادماً فوق حول واحد.
كان علي بن الحسين صدوقاً لا يماري: أتاه نفر من أهل العراق فوقعوا في أبي بكر وعمر وعثمان فلما فرغوا قال: ألا تخبروني: أنتم المهاجرون الأولون )الذين أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِم وأمْوَالِهِم يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ ورضْوَاناً ويَنْصُرُونَ اللهَ ورَسُولَه أُولِئكَ هُمُ الصَّادِقُون( (الحشر 8) قالوا: لا. قال: فأنتم )الذِينَ تَبَوَّؤا الدَّارَ والإيمَانَ مِن قَبْلِهم يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِليهِم وَلايَجِدُون في صُدُورِهِم حَاجَة مِمَّا أُوتُوا ويُؤثِرونَ عَلَى أنفُسِهِم وَلَو كَانَ بِهِم خَصَاصَةٌ( (الحشر 9). قالوا: لا. قال: أما أنتم فقد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، فإني أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل: )والذِين جَاؤُوا مِن بَعْدِهِم يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِر لَنَا ولإِخْوانِنَا الذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمانِ ولاتَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلذِين آمَنُوا( (الحشر10) اخرجوا فعل الله بكم.
كان علي بن الحسين حليماً صبوراً على الأذى يقابل الإساءة بالإحسان افترى عليه رجل فقال: إن كنا كما قلت فنستغفر الله، وإن لم نكن فغفر الله لك، فقام إليه الرجل وقبل رأسه وقال: جعلت فداك ليس كما قلت أنا فاغفر لي قال: غفر الله لك. وكان حلمه مدهشاً: فلما عزل والي المدينة هشام بن إسماعيل وأوقف للناس، حذر علي أهله من التعرض له، وكان هشام قد أذاهم، وكذلك فعل هو فلما مر بهشام ناداه هشام: الله أعلم حيث يجعل رسالاته، ومن حلمه أن كان عنده قوم فاستعجل خادماً له بشواء كان في التنور. فأقبل به الخادم مسرعاً وسقط السفود من يده على بني لعلي أسفل الدرجة فأصاب رأسه فقتله فقال للغلام: لم تعمده (لم تضربه بعمود) أنت حر وأخذ في جهاز ابنه. وكانت جارية له تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة، فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجه، فرفع رأسه إليها فقالت الجارية: إن الله يقول: «والكاظمين الغيظ» قال: قد كظمت غيظي قالت: « والعافين عن الناس» قال: عفا الله عنك، قالت: «والله يحب المحسنين» قال: اذهبي فأنت حرة لوجه الله.
نقش على خاتم زين العابدين: القوة لله جميعاً. وقال سعيد بن المسيب: ما رأيت أورع منه.
وكان متواضعاً في مسلكه ومشيته، وينهى عن القتال، ويبذل النصيحة وله حكم مأثورة ومن أقواله: التارك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ كتاب الله وراء ظهره إلا أن يتقي تقاه. وقال: من عف عن محارم الله كان عابداً ومن رضي بقسم الله كان غنياً، ومن أحسن مجاورة من جاوره كان مسلماً، ومن صاحب الناس بما يحب أن يصاحبوه كان عدلاً. وقال: إن قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار، وقوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار. وقال: إن المعرفة بكمال المرء تركه الكلام فيما لا يعنيه وقلة مرائه وصبره وحسن خلقه. وقال: كلكم سيصير حديثاً فمن استطاع أن يكون حديثاً حسناً فليفعل. ومن كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا. وقال يوصي ابنه محمداً: لاتصحبنّ خمسة ولا ترافقهم في طريق: فاسقاً يبيعك بأكلة فما دونها، وبخيلاً يقطع بك ماله أحوج ما كنت إليه، وكذاباً هو بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد، وأحمق يريد أن ينفعك فيضرك، وقاطع رحم فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع.
كان مهيباً يجله الناس ويعظمونه. يروى أن هشاماً بن عبد الملك حج قبل أن يلي الخلافة، فاجتهد أن يستلم الحجر الأسود فلم يمكنه بسبب الزحام، وجاء علي بن الحسين فوقف له الناس وتنحوا حتى استلمه، فقال أهل الشام: من هذا أيها الأمير؟ قال: لاأعرفه. فقال الفرزدق وكان حاضراً: لكنني أعرفه؛ هذا علي بن الحسين وأنشد قصيدة طويلة مشهورة، منها:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحــل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلــهم
هذا التقي النقي الطــاهر العلمُ
إذا رأته قريش قال قائلـــها
إلى مكـــارم هذا ينتهي الكرم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله
بجده أنبيـــاء الله قد ختـموا
ما قال لا قطّ إلا في تشـــهده
لولا التشــهد كانـت لاءه نعم
وليس قولك من هذا بضــائره
العرب تعرف من أنكرت والعجم
يغضي حياء ويُفْضَى من مهابته
ولايُكلـم إلا حيـن يبتـــسم
روى علي بن الحسين عن أبيه وابن عباس وجابر بن عبد الله وصفية وأم سلمة وغيرهم من أصحاب الرسولr وعن آخرين من التابعين. وروى عنه الزهري وسفيان بن عيينة ونافع والأوزاعي والواقدي وابن إسحاق، وبالواسطة الطبري وأحمد بن حنبل وأبو داود وأصحاب الحلية والأغاني. من مؤلفاته: رسالة الحقوق والصحيفة السجّادية. يقال إن أولاده خمسة عشر ذكراً وأربع بنات، منهم أبو جعفر محمد، والحسين وعبد الله ـ أمهم أم عبد الله بنت الحسن بن علي ـ وعلي والحسن والحسين الأصغر وزيد.
توفى في المدينة وعمره ثمان وخمسون سنة، واختلف في سنة ولادته وسنة وفاته وفي تقدير عمره، ودفن في البقيع مع عمه الحسن بن علي في القبة التي فيها قبر العباس بن عبد المطلب.
يوسف الأمير علي