تغيّر حرف واحد فقط من الشفرة الوراثية يؤدي للشعر الأشقر

تغيّر في حرف واحد فقط من الشفرة الوراثية يؤدي للشعر الأشقر:


لطالما احتار العلماء في الجينات التي تتحكم في لون الشعر، و الآن اكتشف فريق من جامعة ستانفورد المتغيرات الوراثية المسؤولة عن الشعر الأشقر. الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية Nature Genetics تشير إلى أن تحول في حرف واحد من الشفرة الوراثية – A ( الأدنين ) يتغيّر إلى G ( جوانين ) في الكروموسوم البشري 12- هي المسؤولة عن الشعر الأشقر.

أثبت الفريق الذي يقوده الباحث ديفيد كينجسلي من معهد هوارد هيوز الطبي وجامعة ستانفورد أن هذا التغيير الجيني المحدد يؤثر فقط على بصيلات الشعر و لا يؤثر على أنواع أخرى من الخلايا، على سبيل المثال خلايا المخ، على الرغم من التعبير عن هذا الجين في هذا النوع من الخلايا. هذا يعني أن الشعر الأشقر هو فقط صفة “لا تتعدى الجلد.”








الفريق كان لديه أدلة سابقة على أنّ هذه المنطقة من الحمض النووي قد تكون مسؤولة عن لون الشعر من دراسات وراثية سابقة. هذه الدراسات أجريت على أناس من آيسلندا وهولندا. في الدراسة الجديدة، حدد الفريق تغيراً جينياً معيّن، ثم استخدموا الفئران لاختبار نظريتهم: و ثبت أن الفئران التي كانت لديها التغيرات الوراثية المحدّدة، كانت فرائهم ذات لون أفتح.

ما هو مثير للاهتمام، أن هذا الجين الذي يتأثر التعبير عنه بهذا التغيّر، يرمز لبروتين يسمى KITLG أو Kit ligand، والذي يعرف أيضا باسم عامل الخلايا الجذعية، وهو مسؤول عن مجموعة من الوظائف المختلفة تبعا لنوع الخلايا الذي يتم التعبير عنه فيها. عند حدوث “التبديل” الوراثي المسؤول عن لون الشعر الأشقر، فإنه يؤثر على بصيلات الشعر فقط – وليس كيفية التعبير عن الجين في أي مكان آخر في الجسم. فهم كيفية تأثير تغيّر صغير في منطقة من الحمض النووي لا ترمز لبروتين على الصفات المختلفة، قد تعطي الباحثين فكرة عن دور هذه المناطق في الحالات المرضية.





تؤكد النتائج أيضا أن التغيّر الجيني وراء الشعر الأشقر لا يمكن ربطه بسمات أخرى مثل لون البشرة أو لون العين. الأهم من ذلك أن ذكاء الشقراوات الذي كان هدفا للنكات على مر السنين، بالتأكيد ليس مرتبط بهذه التغيّرات الجينية. في حالة أخرى – ربما تحت تأثير منطقة تنظيمية مختلفة – ربما يؤثر على انقسام الخلايا الجذعية.

تغيير التعبير الجيني لعامل من عوامل النمو الأساسية صعودا وهبوطا، قد يكون الآلية المشتركة التي تكمن وراء العديد من الصفات المختلفة. هذا ليس شيئا قد يؤثر على سمات مثل الذكاء أو شخصية، التغيير الوراثي الذي يسبّب الشعر الاشقر هو، حرفيا “لا يتعدى الجلد”.