العلماء يكتشفون أخيراً كيف تستدلّ خنافس الروث بالملاحة الفلكية للعودة إلى بيوتها
ربما يصعب علينا تصديق أنّ مخلوقًا يقضي جُلَّ وقته بحثًا عن الروث ليصنع منه كرات جاهزة للعشاء؛ يعتبر هو نفسه سيّدَ السّماء، وذلك لاستخدامه نظام ملاحة فلكيّة بدائي للاستدلال على طريقه إلى المنزل بعد يوم شاقّ من جمع الروث.
لطالما عُرف عن استخدام هذه الكائنات لتقنيات ملاحة فلكية فريدة بين أوساط العلم، دون أن تُكتشف الكيفية الدقيقة لاستخدام هذه التقنيات مسبقًا، بيدَ أنّ دراسةً جديدة في هذا الشأن يبدو وكأنّها اخترقت شيفرة هذه الخنافس، وبينت أن قدراتها في التحديق نحو السماء أكثر إدهاشًا مما توقعنا سابقًا، إنّها تلتقط صورة للسماء ليلًا وتخزّنها في أدمغتها ثمّ تستخدمها لاحقًا لإيجاد طريقها.
يوضح رئيس الباحثين في جامعة لُند في السويد باسل الجندي أنّهم أوّل من كشف عن عملية التقاط خنافس الروث مقاطعَ صوريةً للسماء، كما أنّهم أول من أوضح كيفية تخزينها واستخدامها لهذه الصور داخل أدمغتها الصغيرة.
في هذه الدراسة وضع الفريق خنافس الروث داخل مُنشأة تحاكي السماء ليلًا، ووجدوا أن الخنافس عادة ما تنفذ رقصة صغيرة، نعم، إنها رقصة فوق كرات الروث الخاصة بها، وأثناء ذلك تلتقط ذهنيًا صورًا مكوّنة من نجوم وقمر وشمس تدلّ على موقعها الحالي.
تخزّن خنافس الرّوث هذه اللقطات الفوتوغرافية الذهنية بأمان داخل أدمغتها، ثمّ تعود بعد ذلك إلى ممارسة حياتها اليوميّة.
حين تضّل هذه الخنافس طريقها، تستخرج تلك الصور من أدمغتها وتستدل بها على الطريق، وبذلك تستطيع إيجاد الموقع المطلوب استنادًا إلى الصورة التي تطابق مواقع كل من القمر والشمس والنجوم، وهذا شيء لا يصدق مقارنةً بكونها مجرد حشرات بسيطة لاتعرف حتى ما معنى النجوم.
تلتقط الخنافس هذه الصور أثناء تأدية رقصتها، وتخزّنها في دماغها، وحينما تبدأ الخنفساء بتكوير الروث؛ تكون قادرةً على الملاحة مباشرةً من خلال مطابقة الصور المأخوذة للسماء مع الموقع الحالي.
لاختبار هذه الخاصية صنعَ الفريق سماء اصطناعية لرؤية كيفية تغيير الخنفساء لطريقها اعتمادًا على تصورها عن السماء، وفقًا لها الاختبار، وجد العلماء أنّ بإمكان خنفساء الرّوث رؤية العديد من الأشياء التي لا نستطيع نحن البشر أن نراها، مثل التدرج الطيفي للسماء واستقطاب الضوء وهي تستخدم هذه الطرق لإيجاد طريقها.
في حين تفسّر هذه النتائج كيفية تحرك خنافس الروث؛ يعتقد الفريق أنّ فهم نظام الملاحة الفلكية ربما سيساعد في تطوير القيادة الذاتية في المستقبل.
يمكن استنادًا على هذه النتائج صنعَ روبوت أو تصميم خوارزميات قابلة للدمج في سيارات ذاتية القيادة بإمكانها الملاحة دون أن يبرمجها البشر بدلائل وإشارات، يقول الجندي.