ثنائيّة الجنس، أصولٌ عامّة وشواذ: كيف من الممكن أن يكون لدى بعض أنواع الفطريّات أكثر من 28,000 جنس؟!
يبدو أنّ التنوّع في آليّات التّكاثر والتّناسل في عالم الأحياء لا يتوقّف على أساليب الإتّصال الجنسي، الحمل، وضع البيض، أو حتّى نثر اللّقاح عند النّباتات.
الفطريّات، تلك المملكة المذهلة والغامضة من الكائنات الحيّة، حطّمت كلّ ما نعرف عن ثنائيّة الجنس عند غالبيّة الأنواع الحيّة.
كلّنا يعرف أنّ الغالبيّة السّاحقة من الكائنات الحيّة تتكاثر إمّا تكاثرًا جنسيًّا يشترك فيه طرفان (ذكر وأنثى)، أو تكاثرًا لاجنسيًّا يشترك فيه طرفٌ واحد.
يعتقد العلماء أنّ أسلوب التّكاثر اللاّجنسي هو الأقدم لأنّه لا يتطلّب وجود آليّات معقّدة للإخصاب أو لخلط وتجميع المادّة الوراثيّة التّابعة لفردين أو أكثر.
ولهذا، التّكاثر اللاجنسي (الذي قد يحدث بالإنقسام أو بآليّات أخرى) يُنتج نسخًا مطابقة وراثيًّا عن الخليّة أو الكائن الحيّ الأصلي.
هذا بالطّبع سيعني أنّ التنوّع والإختلاف عند الأنواع التي تتكاثر لاجنسيًّا سيكون ضئيلاً، ممّا يؤدّي لعرضتها للإنقراض أو التضرّر بشدّة إذا ما تغيّرت بيئتها الحيّة.
وهنا تأتي الفائدة المركزيّة للتّكاثر الجنسي: الإختلاط الدّائم بين الموادّ الوراثيّة لأكثر من فرد بمزايا مختلفة يؤدّي إلى تنوّع مذهل عند الأنواع الحيّة، ممّا يزيد من حصانتها ضدّ الإنقراض والمهدّدات الوجوديّة.
ولكن مع ذلك، السّؤال الذي حيّر الكثير من العلماء هو لماذا توقّفت العجلة على جنسين؟ لماذا لا يكون هنالك ثلاثة، أربعة، أو حتّى خمسة أجناس كلّها صالحة للتّكاثر مع بعضها البعض؟ وهل من الممكن فعليًّا أن تشذّ بعض الكائنات الحيّة عن هذه القاعدة العامّة التي نلحظها في الطّبيعة؟
مع أنّ بعض الدّراسات العلميّة النّظريّة أظهرت أنّ ثنائيّة الجنس تعود بالنّتائج المثلى على الأنواع الحيّة غالبًا، إلاّ أنّ هنالك بالفعل بعض الكائنات الحيّة التي تشذّ عن هذه القاعدة.
مثالنا المركزي في هذه المقالة هو نوعيّة من الفطريّات التي تُعرف بإسم “إسكايزفيلوم كوميوني – Schizophyllum commune”.
هذه النّوعيّة من الفطريّات تنتمي إلى شعبة الفطريّات الدّعاميّة (Basidiomycota) ومنتشرة في كلّ قارّات العالم بإستثناء أنتاركتيكا – وهذا الإنتشار المذهل يعود في نهاية المطاف لنظامها التّكاثريّ المعقّد.
تتكاثر الفطريّات عامّة عن طريق إنتاج نوعيّة خاصّة من الخلايا التي تُعرف بالـ”بَوْغ – Spores”، والتي يتمّ نثرها في الهواء كما تنثر الأزهار لقاحها.
عند الكثير من سلالات الفطريّات، الخيوط الفطريّة (Hypha) من الممكن أن تنقسم إلى أنواع تزاوجيّة كثيرة ومختلفة.
بدلاً من وجود تقسيم واضح للنّوع إلى ذكور وإناث، تبدو جميع الخيوط الفطريّة مماثلة تمامًا.. ولكن هنالك آليّات تمنع من تخصيب الخلايا الجنسيّة لنوعٍ تزاوجيّ ما عن طريق خلايا جنسيّة من نفس النّوع التّزاوجيّ.
وهذا في المحصّلة يجعل من هذه الأنواع التّزاوجيّة المختلفة أجناسًا مستقلّة.
وعندما يتعلّق الأمر بالفطريّات، فالأنواع التّزاوجيّة، أو الاجناس، قد تُقدّر بالآلاف أو عشرات الآلاف عند النّوع الواحد. يُقدّر العلماء، على سبيل المثال، أنّه يوجد لدى فطريّة الـ”إسكايزفيلوم كوميوني” أكثر من 28,000 جنس منفصل ومستقلّ!
يبدو أنّ التنوّع في آليّات التّكاثر والتّناسل في عالم الأحياء لا يتوقّف على أساليب الإتّصال الجنسي، الحمل، وضع البيض، أو حتّى نثر اللّقاح عند النّباتات.
الفطريّات، تلك المملكة المذهلة والغامضة من الكائنات الحيّة، حطّمت كلّ ما نعرف عن ثنائيّة الجنس عند غالبيّة الأنواع الحيّة.
كلّنا يعرف أنّ الغالبيّة السّاحقة من الكائنات الحيّة تتكاثر إمّا تكاثرًا جنسيًّا يشترك فيه طرفان (ذكر وأنثى)، أو تكاثرًا لاجنسيًّا يشترك فيه طرفٌ واحد.
يعتقد العلماء أنّ أسلوب التّكاثر اللاّجنسي هو الأقدم لأنّه لا يتطلّب وجود آليّات معقّدة للإخصاب أو لخلط وتجميع المادّة الوراثيّة التّابعة لفردين أو أكثر.
ولهذا، التّكاثر اللاجنسي (الذي قد يحدث بالإنقسام أو بآليّات أخرى) يُنتج نسخًا مطابقة وراثيًّا عن الخليّة أو الكائن الحيّ الأصلي.
هذا بالطّبع سيعني أنّ التنوّع والإختلاف عند الأنواع التي تتكاثر لاجنسيًّا سيكون ضئيلاً، ممّا يؤدّي لعرضتها للإنقراض أو التضرّر بشدّة إذا ما تغيّرت بيئتها الحيّة.
وهنا تأتي الفائدة المركزيّة للتّكاثر الجنسي: الإختلاط الدّائم بين الموادّ الوراثيّة لأكثر من فرد بمزايا مختلفة يؤدّي إلى تنوّع مذهل عند الأنواع الحيّة، ممّا يزيد من حصانتها ضدّ الإنقراض والمهدّدات الوجوديّة.
ولكن مع ذلك، السّؤال الذي حيّر الكثير من العلماء هو لماذا توقّفت العجلة على جنسين؟ لماذا لا يكون هنالك ثلاثة، أربعة، أو حتّى خمسة أجناس كلّها صالحة للتّكاثر مع بعضها البعض؟ وهل من الممكن فعليًّا أن تشذّ بعض الكائنات الحيّة عن هذه القاعدة العامّة التي نلحظها في الطّبيعة؟
مع أنّ بعض الدّراسات العلميّة النّظريّة أظهرت أنّ ثنائيّة الجنس تعود بالنّتائج المثلى على الأنواع الحيّة غالبًا، إلاّ أنّ هنالك بالفعل بعض الكائنات الحيّة التي تشذّ عن هذه القاعدة.
مثالنا المركزي في هذه المقالة هو نوعيّة من الفطريّات التي تُعرف بإسم “إسكايزفيلوم كوميوني – Schizophyllum commune”.
هذه النّوعيّة من الفطريّات تنتمي إلى شعبة الفطريّات الدّعاميّة (Basidiomycota) ومنتشرة في كلّ قارّات العالم بإستثناء أنتاركتيكا – وهذا الإنتشار المذهل يعود في نهاية المطاف لنظامها التّكاثريّ المعقّد.
تتكاثر الفطريّات عامّة عن طريق إنتاج نوعيّة خاصّة من الخلايا التي تُعرف بالـ”بَوْغ – Spores”، والتي يتمّ نثرها في الهواء كما تنثر الأزهار لقاحها.
عند الكثير من سلالات الفطريّات، الخيوط الفطريّة (Hypha) من الممكن أن تنقسم إلى أنواع تزاوجيّة كثيرة ومختلفة.
بدلاً من وجود تقسيم واضح للنّوع إلى ذكور وإناث، تبدو جميع الخيوط الفطريّة مماثلة تمامًا.. ولكن هنالك آليّات تمنع من تخصيب الخلايا الجنسيّة لنوعٍ تزاوجيّ ما عن طريق خلايا جنسيّة من نفس النّوع التّزاوجيّ.
وهذا في المحصّلة يجعل من هذه الأنواع التّزاوجيّة المختلفة أجناسًا مستقلّة.
وعندما يتعلّق الأمر بالفطريّات، فالأنواع التّزاوجيّة، أو الاجناس، قد تُقدّر بالآلاف أو عشرات الآلاف عند النّوع الواحد. يُقدّر العلماء، على سبيل المثال، أنّه يوجد لدى فطريّة الـ”إسكايزفيلوم كوميوني” أكثر من 28,000 جنس منفصل ومستقلّ!