السينما الأردنية تسارع خطى الانتشار
أولى محاولات السينما الأردنية الجادة كانت عام 1958 بفيلم "صراع في جرش".
الأحد 2023/04/16
ShareWhatsAppTwitterFacebook
جني الجوائز
لم يعد غريباً حصول أحد الأفلام أو السينما الأردنية على جائزة في أي مهرجان دولي، فمن جهة شهد هذا القطاع في السنوات القليلة الماضية حراكاً فنياً مهماً، وكرس حضوراً لافتاً له على خارطة المهرجانات العربية والعالمية، ومنافسته وفوزه بالجوائز والأعمال العربية.
عمّان - على امتداد السنوات الثلاث الأخيرة، حظيت أفلام مثل “بنات عبدالرحمن”، و”فرحة “، و”الحارة” و”بيت سلمى” باهتمام عربي ودولي على صعيد المهرجانات، وأسهمت النقلة النوعية للمؤثرات البصرية، وجودة التصوير وتوظيف مواقعه بفنيات عالية تتماشى مع سياق حكاية الفيلم، وموضوعات القصة، علاوةً على الأداء التمثيلي، في تقدم أنتاج الفيلم الأردني بخطوات واعدة لترسيخ حضوره عربياً ودولياً، ولم يعد ينظر إلى الإنجاز الكبير الذي حققه فيلم “ذيب” لمخرجه ناجي أبونوار بالوصول إلى المرحلة النهائية (اللائحة القصيرة) للتنافس على جائزة أوسكار لفئة أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية عام 2016، باعتباره طفرة لا تتكرر.
وحصد فيلم “بنات عبدالرحمن” لمخرجه زيد أبوحمدان جائزة الجمهور في مهرجان القاهرة السينمائي عام 2021، وحصل فيلم “الحارة” لمخرجه باسل غندور على ذات الجائزة في مهرجان مالمو للسينما العربية عام 2022، وكذلك فيلم “بيت سلمى” لمخرجته هنادي عليان في مهرجان أوستن للأفلام عام 2022، وهي الأفلام التي عرضت تجارياً في دور السينما الأردنية والعربية والأميركية تالياً، فيما نال فيلم “فرحة” لمخرجته دارين سلام جائزة أفضل فيلم طويل شبابي في جوائز الأوسكار الآسيوية عام 2022.
ويؤرخ الناقد السينمائي الأردني ناجح حسن للسينما الأردنية في حديثه لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) بأن أولى محاولات السينما الأردنية الجادة كانت عام 1958 بفيلم “صراع في جرش”، وفيلم “حكاية شرقية” عام 1991، إلا أنه يستدرك بقوله “بين تلك التجربتين وما تلاهما، ظلت المحاولات لإنتاج فيلم أردني بمفهوم السينما التجارية خجولة، وبقيت أسيرة العروض المحلية القليلة والمشاركة في المهرجانات، بينما بقيت الأفلام التسجيلية والوثائقية هي التي تطبع تجربة السينما الأردنية عموماً”، مبيناً أن الفترة التي سبقت وصول فيلم “ذيب” إلى التنافس في جوائز الأوسكار، مهدت للحراك السينمائي الأردني من خلال عدة أفلام أسهمت في وضع مداميك وأساسات للسينما الأردنية، من خلال أفلام “كابتن أبورائد” لمخرجه أمين مطالقة (2007)، و”الشاطر حسن” (2009) لمخرجهما محمود مساد و”الجمعة الأخيرة” لمخرجه يحيى العبدالله (2011).
وتابع “تلك التجارب السابقة وغيرها، كانت أساسية للوصول إلى تجربة إنتاج أردنية ناضجة من خلال فيلم ‘ذيب’، بعد أن استوعبت الساحة السينمائية الأردنية وجود حركة نشطة تقودها الهيئة الملكية الأردنية للأفلام من خلال صندوق دعم الأفلام، إضافةً إلى الدور الذي تقوم به بعض الجهات المنتجة رغم قلتها”، مؤكداً أن السينما الأردنية ما زالت بحاجة إلى وجود صناعة سينمائية راسخة، من خلال إيجاد بنية تحتية سينمائية لإنتاج الأفلام مثل الأستوديوهات والطاقات الإبداعية والتعليمية، التي يمكن أن ترفد الساحة الفنية بأنواع جديدة من الإبداع السينمائي.
وترى الناقدة السينمائية رانية عقلة حداد أن فترة كورونا عادت على السينما الأردنية بمخرجات إيجابية، إذ زاد فيها معدل إنتاج الأفلام سنوياً إلى ثلاثة، موضحة أن فترة جائحة كورونا أسهمت في جعل منتجي الأفلام والفنيين يشتغلون على تطوير أدواتهم الفنية والتقنية، علاوةً على أن مساحات الفراغ التي نتجت عن حظر التجول وفرت للمخرجين فضاءات لتطوير أفلامهم المصورة مسبقًا من خلال استخدام تقنيات رقمية متطورة.
وترجع الناقدة السينمائية حداد أسباب الطفرة الإنتاجية السينمائية في الأردن إلى ثورة “الديجتال” التي سهلت على الكثير من منتجي الأفلام الأردنيين العمل ضمن أجواء إنتاجية تقترب من نوعية الأفلام التي تقدمها الدول الأخرى، وأسهمت في تقليص تكاليف ميزانية إنتاج الأفلام، بعد أن أصبحت الكاميرات وبرامج المونتاج متاحة بأسعار مقبولة.
من جهته أشار منتج وموزع الأفلام طارق أبولغد إلى عدة عناصر خدمت وصول الفيلم الأردني إلى المهرجانات السينمائية العالمية ودور العرض التجارية، ومنها تقبل الجمهور العالمي فكرة حضور أفلام بلغات مختلفة عما تعودوا عليه، حيث إنها تروي قصصاً من بيئات مختلفة عنهم.
وقال أبولغد “الظروف المواتية والنجاحات في تقديم أفلام عالمية لاقت اهتماماً لدى الكثير من منتجي وموزعي الأفلام العالمية للإسهام في إنتاج أعمال أردنية عززت حضور الفيلم المحلي وقدمته بصورة تنافس نظيره العالمي، وهو الأمر الذي وجد اهتماماً من المهرجانات الكبرى التي وجدت أن الفيلم الأردني لا يختلف عن غيره من ناحية فنيات الصورة والإخراج والتقنيات المستخدمة، وهي شروط أساسية لقبول عرض الأفلام”.
أولى محاولات السينما الأردنية الجادة كانت عام 1958 بفيلم "صراع في جرش".
الأحد 2023/04/16
ShareWhatsAppTwitterFacebook
جني الجوائز
لم يعد غريباً حصول أحد الأفلام أو السينما الأردنية على جائزة في أي مهرجان دولي، فمن جهة شهد هذا القطاع في السنوات القليلة الماضية حراكاً فنياً مهماً، وكرس حضوراً لافتاً له على خارطة المهرجانات العربية والعالمية، ومنافسته وفوزه بالجوائز والأعمال العربية.
عمّان - على امتداد السنوات الثلاث الأخيرة، حظيت أفلام مثل “بنات عبدالرحمن”، و”فرحة “، و”الحارة” و”بيت سلمى” باهتمام عربي ودولي على صعيد المهرجانات، وأسهمت النقلة النوعية للمؤثرات البصرية، وجودة التصوير وتوظيف مواقعه بفنيات عالية تتماشى مع سياق حكاية الفيلم، وموضوعات القصة، علاوةً على الأداء التمثيلي، في تقدم أنتاج الفيلم الأردني بخطوات واعدة لترسيخ حضوره عربياً ودولياً، ولم يعد ينظر إلى الإنجاز الكبير الذي حققه فيلم “ذيب” لمخرجه ناجي أبونوار بالوصول إلى المرحلة النهائية (اللائحة القصيرة) للتنافس على جائزة أوسكار لفئة أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية عام 2016، باعتباره طفرة لا تتكرر.
وحصد فيلم “بنات عبدالرحمن” لمخرجه زيد أبوحمدان جائزة الجمهور في مهرجان القاهرة السينمائي عام 2021، وحصل فيلم “الحارة” لمخرجه باسل غندور على ذات الجائزة في مهرجان مالمو للسينما العربية عام 2022، وكذلك فيلم “بيت سلمى” لمخرجته هنادي عليان في مهرجان أوستن للأفلام عام 2022، وهي الأفلام التي عرضت تجارياً في دور السينما الأردنية والعربية والأميركية تالياً، فيما نال فيلم “فرحة” لمخرجته دارين سلام جائزة أفضل فيلم طويل شبابي في جوائز الأوسكار الآسيوية عام 2022.
ويؤرخ الناقد السينمائي الأردني ناجح حسن للسينما الأردنية في حديثه لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) بأن أولى محاولات السينما الأردنية الجادة كانت عام 1958 بفيلم “صراع في جرش”، وفيلم “حكاية شرقية” عام 1991، إلا أنه يستدرك بقوله “بين تلك التجربتين وما تلاهما، ظلت المحاولات لإنتاج فيلم أردني بمفهوم السينما التجارية خجولة، وبقيت أسيرة العروض المحلية القليلة والمشاركة في المهرجانات، بينما بقيت الأفلام التسجيلية والوثائقية هي التي تطبع تجربة السينما الأردنية عموماً”، مبيناً أن الفترة التي سبقت وصول فيلم “ذيب” إلى التنافس في جوائز الأوسكار، مهدت للحراك السينمائي الأردني من خلال عدة أفلام أسهمت في وضع مداميك وأساسات للسينما الأردنية، من خلال أفلام “كابتن أبورائد” لمخرجه أمين مطالقة (2007)، و”الشاطر حسن” (2009) لمخرجهما محمود مساد و”الجمعة الأخيرة” لمخرجه يحيى العبدالله (2011).
وتابع “تلك التجارب السابقة وغيرها، كانت أساسية للوصول إلى تجربة إنتاج أردنية ناضجة من خلال فيلم ‘ذيب’، بعد أن استوعبت الساحة السينمائية الأردنية وجود حركة نشطة تقودها الهيئة الملكية الأردنية للأفلام من خلال صندوق دعم الأفلام، إضافةً إلى الدور الذي تقوم به بعض الجهات المنتجة رغم قلتها”، مؤكداً أن السينما الأردنية ما زالت بحاجة إلى وجود صناعة سينمائية راسخة، من خلال إيجاد بنية تحتية سينمائية لإنتاج الأفلام مثل الأستوديوهات والطاقات الإبداعية والتعليمية، التي يمكن أن ترفد الساحة الفنية بأنواع جديدة من الإبداع السينمائي.
وترى الناقدة السينمائية رانية عقلة حداد أن فترة كورونا عادت على السينما الأردنية بمخرجات إيجابية، إذ زاد فيها معدل إنتاج الأفلام سنوياً إلى ثلاثة، موضحة أن فترة جائحة كورونا أسهمت في جعل منتجي الأفلام والفنيين يشتغلون على تطوير أدواتهم الفنية والتقنية، علاوةً على أن مساحات الفراغ التي نتجت عن حظر التجول وفرت للمخرجين فضاءات لتطوير أفلامهم المصورة مسبقًا من خلال استخدام تقنيات رقمية متطورة.
وترجع الناقدة السينمائية حداد أسباب الطفرة الإنتاجية السينمائية في الأردن إلى ثورة “الديجتال” التي سهلت على الكثير من منتجي الأفلام الأردنيين العمل ضمن أجواء إنتاجية تقترب من نوعية الأفلام التي تقدمها الدول الأخرى، وأسهمت في تقليص تكاليف ميزانية إنتاج الأفلام، بعد أن أصبحت الكاميرات وبرامج المونتاج متاحة بأسعار مقبولة.
من جهته أشار منتج وموزع الأفلام طارق أبولغد إلى عدة عناصر خدمت وصول الفيلم الأردني إلى المهرجانات السينمائية العالمية ودور العرض التجارية، ومنها تقبل الجمهور العالمي فكرة حضور أفلام بلغات مختلفة عما تعودوا عليه، حيث إنها تروي قصصاً من بيئات مختلفة عنهم.
وقال أبولغد “الظروف المواتية والنجاحات في تقديم أفلام عالمية لاقت اهتماماً لدى الكثير من منتجي وموزعي الأفلام العالمية للإسهام في إنتاج أعمال أردنية عززت حضور الفيلم المحلي وقدمته بصورة تنافس نظيره العالمي، وهو الأمر الذي وجد اهتماماً من المهرجانات الكبرى التي وجدت أن الفيلم الأردني لا يختلف عن غيره من ناحية فنيات الصورة والإخراج والتقنيات المستخدمة، وهي شروط أساسية لقبول عرض الأفلام”.