"عرفت المنزل الخالي" للسوري علي قاف قراءة بصرية للفقدان والألم
عنوان المعرض مستوحى من قصيدة للخليفة الأموي الوليد بن يزيد من وحي أدبيات الوقوف على الأطلال في الشعر العربي القديم.
وسائط متعددة تعيد قراءة مبنى قصير
عمّان - يقدم الفنان السوري علي قاف منذ الرابع عشر من مارس الجاري معرضه الجديد “عرفت المنزل الخالي” والذي يستمر حتى السابع والعشرين من يوليو المقبل، وفيه مجموعة مختارة من أعماله يعكس من خلالها الطيف الواسع للتخصصات الفنية التي يمارسها والوسائط التي يدمجها لإنتاج نصه البصري، ومن بين تلك الوسائط الرسم والتصوير الفوتوغرافي وفنون الفيديو والتركيبات متعددة الوسائط.
تظهر أعمال علي قاف المعروضة في دارة الفنون – مؤسسة خالد شومان، فضاءات بين الأسود والأبيض، أو الداخل والخارج، بتقنيات مختلفة، كالحرق والشق، لتتغير معها الأشكال بتوليفات وتقنيات استمدّها الفنان من طيف واسع من التخصصات التي يشتبك معها، لتطرح أعماله بذلك قراءات من زوايا جديدة عن الهشاشة والفقدان والألم.
و”عرفت المنزل الخالي” هو عنوان مستوحى من قصيدة للخليفة الأموي الوليد بن يزيد من وحي أدبيات الوقوف على الأطلال في الشعر العربي القديم، وهو عبارة عن تركيب مكاني/ حيّزي، يتتبّع علي من خلاله موضوع الأطلال والاهتراء، فيقوم بجرد العناصر المعمارية والبصرية لمبنى قصير الذي بناه الوليد بن يزيد في القرن الثامن الميلادي في الصحراء الشرقية للأردن، والذي سُمّي “قُصير” تصغيرا لقصر، باعتباره قد بُني بالأساس ليكون حمّاما ومرصدا ونُزلا للصيد الموسمي، لغايات المتعة والتأمل الروحاني.
علي قاف عرف بأعماله التجريدية التي تعتمد على العمارة والتاريخ والمدينة والمخطوطات التاريخية، والتقاطعات بينها
ويتبع هذا العمل التركيبي عملا سابقا للفنان بعنوان “أنا غريب الغربتين” عُرض في متحف بيرغامون ببرلين، حاول الفنان فيه تفكيك الهجرات التي تعرضت لها واجهة قصر المشتّى الأموي حتى وصلت إلى برلين.
ووفقا لدارة الفنون، يتألف المعرض من مجموعتين، الأولى بعنوان “شق” إذ يعيد علي إنتاج المساحات البصرية ويحددها مستخدما لذلك الورق والنار، إذ إن الأخيرة تعمل على خلق الشقوق بشكل تجريدي لتعبر عن ثنائيات مختلفة كالحركة والسكون، الشكل والمحيط، وعلى أطراف هذه الشوق تتخلق مساحات الفراغ بين حدين، حيث ينتج الحرق انقطاعات درامية للسطوح والحدود والطبقات، ما يدفع النص البصري إلى حالة تأمل من خلال التدمير، وفقا لوصف دارة الفنون.
وفي المجموعة الثانية “الزاوية البيزنطية”، تقول المؤسسة إن الصدوع تحدث على شكل قطع حاد في كولاج فوتوغرافي يعكس إحدى زوايا آيا صوفيا في إسطنبول، وهنا يأتي التناص مع تجارب الفنان الأولى مع العمارة التاريخية في سوريا. على النقيض من هذا، نرى “صندوق الألم” (2016) و”تسبيح” (2014)، وهما عملان فنيان بصريان (فيديو) يُعبّر من خلالهما الفنان عن مشاعره تجاه ما تمر به بلاده سوريا، وعلاقته بالإنتاج البصري والمكاني بين المنفى والوطن، من خلال لغة بصرية مكمّلة لمقولاته السابقة، ولكن بتقنيات مختلفة.
وعلي قاف هو فنان سوري مولود في الجزائر، ويقيم حاليا في برلين، تخرج من معهد الفنون الجميلة في بيروت، وفي عام 2004 نال جائزة الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي للطلاب الدوليين المتميزين. كما نال جائزة “جامعو الفنون الشباب” المقدمة من متحف الفن الحديث في روما، والجائزة الفخرية من معهد كالا للفنون في بيركلي عام 2014.
عُرف الفنان بأعماله التجريدية التي تعتمد على العمارة والتاريخ والمدينة والمخطوطات التاريخية، والتقاطعات بينها جميعا، حيث يتقصّى من خلال ممارسته الفنية أساليب غير اعتيادية في النظر إلى المادة والفراغ، كما تحضر المدن التي عاش فيها في أعماله لتترك أثرها واضحا، ومن بينها دمشق وبيروت وبرلين، إلى جانب تأثر الفنان بتراث المتصوّفة والتراث الفلسفي الإسلامي.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
عنوان المعرض مستوحى من قصيدة للخليفة الأموي الوليد بن يزيد من وحي أدبيات الوقوف على الأطلال في الشعر العربي القديم.
وسائط متعددة تعيد قراءة مبنى قصير
عمّان - يقدم الفنان السوري علي قاف منذ الرابع عشر من مارس الجاري معرضه الجديد “عرفت المنزل الخالي” والذي يستمر حتى السابع والعشرين من يوليو المقبل، وفيه مجموعة مختارة من أعماله يعكس من خلالها الطيف الواسع للتخصصات الفنية التي يمارسها والوسائط التي يدمجها لإنتاج نصه البصري، ومن بين تلك الوسائط الرسم والتصوير الفوتوغرافي وفنون الفيديو والتركيبات متعددة الوسائط.
تظهر أعمال علي قاف المعروضة في دارة الفنون – مؤسسة خالد شومان، فضاءات بين الأسود والأبيض، أو الداخل والخارج، بتقنيات مختلفة، كالحرق والشق، لتتغير معها الأشكال بتوليفات وتقنيات استمدّها الفنان من طيف واسع من التخصصات التي يشتبك معها، لتطرح أعماله بذلك قراءات من زوايا جديدة عن الهشاشة والفقدان والألم.
و”عرفت المنزل الخالي” هو عنوان مستوحى من قصيدة للخليفة الأموي الوليد بن يزيد من وحي أدبيات الوقوف على الأطلال في الشعر العربي القديم، وهو عبارة عن تركيب مكاني/ حيّزي، يتتبّع علي من خلاله موضوع الأطلال والاهتراء، فيقوم بجرد العناصر المعمارية والبصرية لمبنى قصير الذي بناه الوليد بن يزيد في القرن الثامن الميلادي في الصحراء الشرقية للأردن، والذي سُمّي “قُصير” تصغيرا لقصر، باعتباره قد بُني بالأساس ليكون حمّاما ومرصدا ونُزلا للصيد الموسمي، لغايات المتعة والتأمل الروحاني.
علي قاف عرف بأعماله التجريدية التي تعتمد على العمارة والتاريخ والمدينة والمخطوطات التاريخية، والتقاطعات بينها
ويتبع هذا العمل التركيبي عملا سابقا للفنان بعنوان “أنا غريب الغربتين” عُرض في متحف بيرغامون ببرلين، حاول الفنان فيه تفكيك الهجرات التي تعرضت لها واجهة قصر المشتّى الأموي حتى وصلت إلى برلين.
ووفقا لدارة الفنون، يتألف المعرض من مجموعتين، الأولى بعنوان “شق” إذ يعيد علي إنتاج المساحات البصرية ويحددها مستخدما لذلك الورق والنار، إذ إن الأخيرة تعمل على خلق الشقوق بشكل تجريدي لتعبر عن ثنائيات مختلفة كالحركة والسكون، الشكل والمحيط، وعلى أطراف هذه الشوق تتخلق مساحات الفراغ بين حدين، حيث ينتج الحرق انقطاعات درامية للسطوح والحدود والطبقات، ما يدفع النص البصري إلى حالة تأمل من خلال التدمير، وفقا لوصف دارة الفنون.
وفي المجموعة الثانية “الزاوية البيزنطية”، تقول المؤسسة إن الصدوع تحدث على شكل قطع حاد في كولاج فوتوغرافي يعكس إحدى زوايا آيا صوفيا في إسطنبول، وهنا يأتي التناص مع تجارب الفنان الأولى مع العمارة التاريخية في سوريا. على النقيض من هذا، نرى “صندوق الألم” (2016) و”تسبيح” (2014)، وهما عملان فنيان بصريان (فيديو) يُعبّر من خلالهما الفنان عن مشاعره تجاه ما تمر به بلاده سوريا، وعلاقته بالإنتاج البصري والمكاني بين المنفى والوطن، من خلال لغة بصرية مكمّلة لمقولاته السابقة، ولكن بتقنيات مختلفة.
وعلي قاف هو فنان سوري مولود في الجزائر، ويقيم حاليا في برلين، تخرج من معهد الفنون الجميلة في بيروت، وفي عام 2004 نال جائزة الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي للطلاب الدوليين المتميزين. كما نال جائزة “جامعو الفنون الشباب” المقدمة من متحف الفن الحديث في روما، والجائزة الفخرية من معهد كالا للفنون في بيركلي عام 2014.
عُرف الفنان بأعماله التجريدية التي تعتمد على العمارة والتاريخ والمدينة والمخطوطات التاريخية، والتقاطعات بينها جميعا، حيث يتقصّى من خلال ممارسته الفنية أساليب غير اعتيادية في النظر إلى المادة والفراغ، كما تحضر المدن التي عاش فيها في أعماله لتترك أثرها واضحا، ومن بينها دمشق وبيروت وبرلين، إلى جانب تأثر الفنان بتراث المتصوّفة والتراث الفلسفي الإسلامي.
انشرWhatsAppTwitterFacebook