وحيدا
تحت شجرة صفصاف جميلة
وارفة الظل جنباتها كثيفة
بلابلها تشدو بسيمفونية حزينة
جلست وحيداً أستجدي طيف أمي
علي ألتقط صورتها في ذاكرتي الدفينة
استجمعت قواي ونهضت أصرخ
من أعماق قلبي أمي أمي
أيطول الهجر أيطول الهجر
ردت بلبلةٌ عجباً لك
تنادي من تنادي من يا صغيري
اصمتي اصمتي إني أرى مالاترين
أرى طيف أمي يناديني يعانقني
في يقظتي و منامي وحلي وترحالي
ردت بلبلةٌ أخرى ما عساه هذا المسكين
هائماً على وجهه لا يهدأ ولا يستكين
اهدأ اهدأ سنبتهلُ لرب العالمين
بأن تلقى حبيبتك وتطفئ نار الحنين
نعم نعم أيتها البلبلة الجميلةٌ
سيتحقق حلمي وسألتقي بالحبيبة
وستنتهي لوعة الفراق المريرة
أمي أمي أيطول الهجر
أمي أمي اقترب بزوغ الْفجر
لأكتحل برؤياك يا مهجة العمر
أمي أمي عودي عودة المنتصر
لتدثريني و لتحميني من كل غدر
تعانقيني وتقشعي من قلبي كل قهر
تعاهديني ألا تتركيني وحيداً لظلم البشر
يا حسرتاه عليك يا صغيري
لقد فارقت أمك حياة البشر
بجوار ربها ولمن غفر
وستلتقيان بإذنه في جنات ونهر
في مقعد صدقٍ عند مليك مُقتدر.
إهداء لكل من فقد أمه.. رحم الله الأمهات المتوفيات وحفظ الله الأحياء منهن
كلمات /أهناء الشبراوي فلسطين