سابور بن سهل
(…ـ 255هـ/… ـ 869م)
سابور بن سهل، طبيب متقدم. تعلم الطب في بيمارستان جنديسابور ومارسه فيها، وتولى رئاستها.والتحق بخدمة الخليفة المتوكل وتوفى في خلافة المهتدى بالله.
والده سهل الكوسج، ولقب بذلك على سبيل التضاد «حيث لحيته على ذقنه لا على العارضين».
جاء سهل إلى بغداد من منطقة الأحواز (الأهواز) وبقيت على لسانه لكنة خوزية (نسبةً إلى أهل خوزستان)،وكان عالماً في الطب إلا أنه دون ابنه في العلم.
كان معظم الأطباء في بغداد منذ تأسيسها وحتى أيام الخليفة هارون الرشيد من السريان الذين درسوا الطب في جنديسابور ومن بينهم سهل الكوسج وابنه سابور بن سهل، ولقد دخل عدد من الأطباء الفرس إلى بغداد بصحبة البرامكة، أما الأطباء الهنود فالأرجح أنهم دخلوا بغداد في أيام الخليفة هارون الرشيد، وكان الأطباء السريان يعتمدون على الطب اليوناني وقواعده حصراً.
جرت العادة عند الأطباء السريان أن يقوم كل واحد منهم بوضع كتيب، يكون بمثابة دفتر مذكرات خاص به، يذكر فيه أسماء الأمراض التي تصيب جسم الإنسان من الرأس إلى القدم، إلى جانب كل مرض يذكر أسماء الأدوية المفردة والمركبة الناجحة فيه. لما أنشئ بيمارستان جنديسابور أصبحت الحاجة تستدعي فصل عمل الصيدلاني عن عمل الطبيب، وأصبح من الضروري أيضاً أن يكون لكل من الطبيب والصيدلاني كتاب خاص يكون مرجعاً له عند الحاجة، وهكذا أصبح الكناش كتاب الأطباء والأقرباذين كتاب الصيادلة.
الأقرباذين أو الأقربازين، مصطلح معرب عن السريانية (كرافاذين) أو اليونانية مباشرةً ومعناه الحرفي، كما قيل إن المصطلح يعني رسم الأدوية وقيل أيضاً أنها تطلق على الأدوية المركبة وطريقة صنعها، أما الصيدلة، هي فن تحضير الأدوية بالدقة التي يقتضيها كيل مفرداتها الطبية بحسب وصفة الطبيب، فتكون الصيدلة بهذا المعنى هي الأقرباذين.
كان ابن ماسويه (ت 243هـ) أول من ألف في الصيدلة. ثم وضع سابور بن سهل كتاب (الأقرباذين الكبير) في سبعة عشر فصلاً، فاعتمده العرب دليلاً في هذا العلم.
إن فصول الأقرباذين الكبير بحسب أشكالها الصيدلية هي:
الأقراص، الحبوب، السفوفات، المعاجين، الجوارشنات، اللعوقات، الأشربة، المربيات، المطبوخات، الأكحال، الأدهان، المراهم، الضمادات، الحقن، الأدوية اليابسة، السعوطات وأدوية الرعاف وما يدر العرق ويحبسه.
كان كتاب الأقرباذين لسابور بن سهل، يومئذ أشهر كتب هذا الاختصاص في أقطارالمشرق الإسلامي، وأكثرها تداولاً بأيدي الأطباء، وفي البيمارستانات، ودكاكين الصيادلة في بغداد، وبقى هذا الأقرباذين يتمتع بهذه المكانة الواسعة مدى نيف وثلاثة قرون قبل صدور كتاب الأقرباذين لأمين الدولة بن التلميذ البغدادي المتوفى سنة 560هـ/1164م.
ومن مؤلفات سابور بن سهل أيضاً: كتاب «قوى الأطعمة ومضارها ومنافعها»، كتاب «الرد على حنين بن اسحاق في كلامه في الفرق بين الأغذية والدواء المسهل»، كتاب «صناعة الأدوية المركبة»، «القول في النوم واليقظة»، كتاب «إبدال الأدوية»، كتاب «الأشربة ومنافعها ومضارها».
محسن الخيّر
(…ـ 255هـ/… ـ 869م)
سابور بن سهل، طبيب متقدم. تعلم الطب في بيمارستان جنديسابور ومارسه فيها، وتولى رئاستها.والتحق بخدمة الخليفة المتوكل وتوفى في خلافة المهتدى بالله.
والده سهل الكوسج، ولقب بذلك على سبيل التضاد «حيث لحيته على ذقنه لا على العارضين».
جاء سهل إلى بغداد من منطقة الأحواز (الأهواز) وبقيت على لسانه لكنة خوزية (نسبةً إلى أهل خوزستان)،وكان عالماً في الطب إلا أنه دون ابنه في العلم.
كان معظم الأطباء في بغداد منذ تأسيسها وحتى أيام الخليفة هارون الرشيد من السريان الذين درسوا الطب في جنديسابور ومن بينهم سهل الكوسج وابنه سابور بن سهل، ولقد دخل عدد من الأطباء الفرس إلى بغداد بصحبة البرامكة، أما الأطباء الهنود فالأرجح أنهم دخلوا بغداد في أيام الخليفة هارون الرشيد، وكان الأطباء السريان يعتمدون على الطب اليوناني وقواعده حصراً.
جرت العادة عند الأطباء السريان أن يقوم كل واحد منهم بوضع كتيب، يكون بمثابة دفتر مذكرات خاص به، يذكر فيه أسماء الأمراض التي تصيب جسم الإنسان من الرأس إلى القدم، إلى جانب كل مرض يذكر أسماء الأدوية المفردة والمركبة الناجحة فيه. لما أنشئ بيمارستان جنديسابور أصبحت الحاجة تستدعي فصل عمل الصيدلاني عن عمل الطبيب، وأصبح من الضروري أيضاً أن يكون لكل من الطبيب والصيدلاني كتاب خاص يكون مرجعاً له عند الحاجة، وهكذا أصبح الكناش كتاب الأطباء والأقرباذين كتاب الصيادلة.
الأقرباذين أو الأقربازين، مصطلح معرب عن السريانية (كرافاذين) أو اليونانية مباشرةً ومعناه الحرفي، كما قيل إن المصطلح يعني رسم الأدوية وقيل أيضاً أنها تطلق على الأدوية المركبة وطريقة صنعها، أما الصيدلة، هي فن تحضير الأدوية بالدقة التي يقتضيها كيل مفرداتها الطبية بحسب وصفة الطبيب، فتكون الصيدلة بهذا المعنى هي الأقرباذين.
كان ابن ماسويه (ت 243هـ) أول من ألف في الصيدلة. ثم وضع سابور بن سهل كتاب (الأقرباذين الكبير) في سبعة عشر فصلاً، فاعتمده العرب دليلاً في هذا العلم.
إن فصول الأقرباذين الكبير بحسب أشكالها الصيدلية هي:
الأقراص، الحبوب، السفوفات، المعاجين، الجوارشنات، اللعوقات، الأشربة، المربيات، المطبوخات، الأكحال، الأدهان، المراهم، الضمادات، الحقن، الأدوية اليابسة، السعوطات وأدوية الرعاف وما يدر العرق ويحبسه.
كان كتاب الأقرباذين لسابور بن سهل، يومئذ أشهر كتب هذا الاختصاص في أقطارالمشرق الإسلامي، وأكثرها تداولاً بأيدي الأطباء، وفي البيمارستانات، ودكاكين الصيادلة في بغداد، وبقى هذا الأقرباذين يتمتع بهذه المكانة الواسعة مدى نيف وثلاثة قرون قبل صدور كتاب الأقرباذين لأمين الدولة بن التلميذ البغدادي المتوفى سنة 560هـ/1164م.
ومن مؤلفات سابور بن سهل أيضاً: كتاب «قوى الأطعمة ومضارها ومنافعها»، كتاب «الرد على حنين بن اسحاق في كلامه في الفرق بين الأغذية والدواء المسهل»، كتاب «صناعة الأدوية المركبة»، «القول في النوم واليقظة»، كتاب «إبدال الأدوية»، كتاب «الأشربة ومنافعها ومضارها».
محسن الخيّر