السفاقسي (إبراهيم بن محمد-)Al-Safaqissi المعروف بصاحب إعراب القرآن لشهرة إعرابه.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السفاقسي (إبراهيم بن محمد-)Al-Safaqissi المعروف بصاحب إعراب القرآن لشهرة إعرابه.

    السفاقسي (إبراهيم بن محمد ـ)
    (697 ـ 742هـ /1298 ـ 1342م)

    إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم القيسي المالكي، العلامة برهان الدين، أبو إسحاق السفاقسي النحوي، المعروف بصاحب إعراب القرآن لشهرة إعرابه.
    سمع ببجاية في الأندلس من شيخها ناصر الدين، ثم حجّ، وأخذ عن أبي حيان الأندلسي، وقدم دمشق هو وأخوه سنة ثمان وثلاثين وسبعمئة؛ فسمعا من زينب بنت الكمال، وأبي بكر ابن عنتر، وأبي بكر بن الرضي، والمزي وغيرهم. وهذا يعني أن السفاقسي قد أخذ عن علماء مصر والشام.
    وقد كان هو وأخوه شمس الدين محمد من كبار المالكية، وهو فقيه مالكي أفتى ودرّس سنين.
    قال الصفدي عنه في كتاب «أعيان العصر»: كان هذا برهان الدين قائماً بالعربيه، شائماً بروق غوامضها اللامعة بما عنده من الألمعية … ولم يزل يشتغل ويدأب، ويشغب صدع العلم ويرأب؛ إلى أن وافاه حينه، وقضى من الأجل دينه.
    من أهم مؤلفات السفاقسي كتاب «المُجيد في إعراب القرآن المَجيد» وهو من أفضل كتب إعراب القرآن الكريم.
    قال الصفدي في «أعيان العصر» مبيّناً أهمية هذا الكتاب: «أعرب القرآن العظيم في أربعة أسفار كبار، أعاد بها لهذا الفن ما كان قد خمل وبار، تكلم فيها على كل غامض، وحسده عليها غيره ممن لم يصل إلى ذلك وقال : عنقودها حامض».
    فكلام الصفدي وغيره ممن ترجم للسفاقسي يفيد بأن إعرابه هو من أعلى أعاريب القرآن الكريم، وذلك يعود إلى أن السفاقسي بنى هذا الكتاب على تفسير البحر المحيط لشيخه أبي حيان الأندلسي، فلخّص منه إعراباً، والذي دعاه إلى ذلك أن أبا حيان جمع في تفسيره بين التفسير والإعراب، وهو مما يسبب العناء لمن أراد الوقوف على إعراب القرآن الكريم في ذلك التفسير الجليل. يقول السفاقسي في مقدمة كتابه معترفاً بذلك، رادّاً الفضل إلى ذويه «ولا أقول إني اخترعت؛ بل جمعت ولخّصت، ولا أقول إني أغربت؛ بل بيّنت وأعربت».
    وقد زاد على كلام شيخه أبي حيان من مصادر أخرى كثيرة، أهمها كتاب «التبيان في إعراب القرآن» لأبي البقاء العكبري، وجعل (م) علامة لما زاده على البحر، يقول: «ولمّا كان كتاب أبي البقاء المسمى بـالتبيان في إعراب القرآن» كتاباً قد عكف الناس عليه، ومالت نفوسهم إليه جمعت ما بقي فيه من إعرابه مما لم يضمه الشيخ إلى كتابه، وضممت إليه من غيره، مما ستقف عليه - إن شاء الله - عند ذكره؛ ليكتفي الطالب لهذا الفن بضيائه، ولا يسير إلا تحت لوائه.... وجعلت علامة ما زدت على كتاب الشيخ (م)».
    والسفاقسي في إعرابه للقرآن الكريم لم يكن مجرد ناقل عن شيخه وغيره من أهل العلم؛ بل أضاف إلى إعرابه تعليقات واستدراكات ومناقشات أتت بعد قوله: «قلت».
    وكتابه يعدّ أيضاً موسوعة في القراءات القرآنية، فهو لا يكاد يغادر قراءة إلاّ عزاها إلى أصحابها، وقد أعرب القرآن الكريم كاملاً، بدأ بالفاتحة وانتهى بالناس، وساق ما دار حوله من خلاف بين النحاة والمعربين، وهو لم يكرر الكلام على لفظ سلف أو آية أعربها؛ بل كان يحيل على موضعه، محدداً ذلك على نحو دقيق.
    ومن هنا كان «المُجيد في إعراب القرآن المجَيد» موسوعة في بابه، فكان من أجود الكتب وأعلاها؛ لأنه تضمن مادة زاخرة بأقوال العلماء في إعراب الآيات، ومما يزيد في قيمته أيضاً أنّ فيه نقولاً عن كتب فقدت ولم يبقَ سوى أسمائها مثل كتاب «معاني القرآن» للكسائي، و«إعراب القرآن» للمبرد وغير ذلك.
    ومن كتبه التي أشار إليها الصفدي وغيره أيضاً شرحه كتاب ابن الحاجب في الفروع، وهو «المختصر في فروع المالكية»، قال الصفدي: «وشرح كتاب ابن الحاجب في الفروع، وأتى فيه بفوائد من حسنها تروق، ومن جزالتها تروع؛ إلاّ أنه لم يكمله، فنقص يسيراً، وجعل طرف التطلع لتمامه حسيراً».
    محمد موعد

يعمل...
X