سارتر (جان بول ـ)
(1905 ـ 1980)
جان بول سارتر Jean-Paul Sartre أديب وعَلَم الفلسفة الوجودية[ر]، ومن أبرز الشخصيات في الحياة الفكرية الفرنسية والعالمية في القرن العشرين. ولد في باريس، وبسبب وفاة والده المبكرة وزواج أمه، عاش في كنف جده كارل شفايتزر Carl Schweitzer. درس في دار المعلمين العليا École normale supérieure، وتخرج فيها عام 1929، وتعرف هناك، وفي السوربون، كثيرين ممن صاروا لاحقاً كتّاباً بارزين، من أمثال موريس ميرلو ـ بونتي[ر] وكلود ليفي شتراوس[ر]. عمل أستاذاً في مدينة الهافر Le Havre حتى نشوب الحرب العالمية الثانية، واعتقله الألمان عام 1940 وأطلق سراحه في العام التالي، فالتحق بالمقاومة السرية الفرنسية ضد الاحتلال، ونظّم في ذلك العام خلية مقاومة سرية باسم «الاشتراكية والحرية»Socialisme et liberté لم يتقبلها الشيوعيون، لكونها مؤلفة من مثقفين معزولين وعديمي الخبرة في المقاومة مما دعاه إلى حلها بعد عامين، وانضم إلى الجناح الثقافي من الجبهة الوطنية التي كان يرأس اجتماعاتها أديب آخر هو بول إيلوار[ر].
ترك سارتر التدريس عام 1945 مع ازدياد نشاطه السياسي، وأسس المجلة السياسية الأدبية «الأزمنة الحديثة» Les Temps modernes التي أضحت لسان حاله في انتقاده للسلطة ودفاعه عن حركات التحرير العالمية في وجه الطغيان في فييتنام والجزائر، وعن حق الهنغاريين في الحرية عام 1956، وانتقاده الشديد لغزو دول حلف وارسو لتشيكوسلوفاكيا عام1968. ترأس سارتر أيضاً محكمة رَسلTribunal Russel [ر. رَسل] التي حاكمت الولايات المتحدة الأمريكية على جرائمها في فييتنام، ووقف في صف ثورة الطلاب عام 1968، ثم صار رئيساً لصحيفة «قضية الشعب» La Cause du peuple، التي كانت في بداية السبعينيات من الصحف الخاضعة لملاحقة الحكومة الفرنسية اليمينية بسبب سياستها اليسارية، ثم أسس الصحيفة اليومية «ليبراسيون» Libération عام 1973، وكان بذلك أبرز مفكّر محرّض في العصر الحديث.
كان للصحبة والتعاون الطويلين مع الكاتبة سيمون دي بوفوار[ر]، على الصعيدين الشخصي والمهني، أثر أغنى حياة سارتر، فقد كانت صديقته ومرافقته الدائمة، وكتبت الكثير عن حياتهما معاً. مُنح جائزة نوبل للأدب عام 1964، إلا انه رفض قبولها احتجاجاً على القيم البرجوازية التي تمثلها والمصالح الاقتصادية والسياسية التي تهيمن عليها.
فقَدَ سارتر بصره، وساءت صحته مع تقدمه في السن، وتوفي في باريس بسبب ورم خبيث في الرئة. وفي جنازة مهيبة سار فيها أكثر من 25000 من أقرانه ومن عامة الناس الذين دافع عن حقوقهم في حياته شُيّع إلى مثواه الأخير، كما شُيّع قبله فكتور هوغو[ر]، واحداً من أبرز عباقرة فرنسا.
فكره السياسي
أعلن سارتر عام 1936 أنه «مفكر حر في جمهورية كوّنها أساتذة»، وقد أراد بذلك دمج الفلسفة بالسياسة، فكان للفلسفة الوجودية دور سياسي عبّر عنه بالعمل. رفض القيم المطلقة، ورأى أن الالتزام السياسي مسؤولية، واختيار الانتماء مسؤولية أيضاً. وعن الحرية قدّم سارتر نظرية تنطبق على الفرد والمجتمع تتلخص بكلمة واحدة هي «الوعي» conscience. لكنه رأى عند اندلاع الحرب العالمية الثانية أنه لم يعد لهذه الحرية معنى، إذ إن هناك حياة جماعية، كل واحد فيها مسؤول، وإن ابتعد عن السياسة، حتى عن أفعال لم يرتكبها. وقد انتقد في مجلة «الأزمنة الحديثة» الموقف اللامبالي للمثقفين الذي وجد فيه شيئاً من التواطؤ.
حاول سارتر بعد الحرب أن يجمع اليساريين في تنظيم أطلق عليه اسم التجمع الديمقراطي الثوري Rassemblement démocratique et révolutionnaire (R.D.R)، لكن هذا «التجمع» لم يجد له مكاناً مع بداية الحرب الباردة التي مزقته، فتخلى سارتر عنه، إلى أن تلاشى عام 1949.
عاش سارتر حياة حافلة بالصراع السياسي، وجد نفسه في أثنائها قوياً وعاجزاً معاً، ونشر مقالات تعبر عن فكر بارع في الجدل يُرغم القارئ على التحرك حتى لو لم تكتمل قناعته. هاجم سارتر حزب اليمين والأحزاب التي تتصف بالاعتدال وانتقد التيار السياسي الأمريكي الذي كان ينذر بالفاشية، كما انتقد المادية الجدلية وتحدّث عن زيف الحركة الستالينية وانتهازية الحزب الشيوعي الفرنسي، فكان من الطبيعي أن يعلو صوت اليمين والحزب الشيوعي معاً ضده.
ومع أن سارتر أكد في مجموعة مقالاته «الشيوعيون والسلام» (1952) Les Communistes et la paix أن الحزب الشيوعي هو لسان حال الطبقة العاملة، إلا أنه قطع صلته به حين دخلت الدبابات السوفييتية شوارع بودابست عام 1956. واستاء سارتر أيضاً من صمت الشيوعيين إزاء ممارسات الجيش الفرنسي القمعية إبان الثورة الجزائرية، ومع انتهاء الحرب في الجزائر فقد أمله في رؤية أي تطور إيجابي للسياسة الفرنسية. وكانت القطيعة نهائية بين سارتر والحزب الشيوعي مع اجتياح القوات السوفييتية تشيكوسلوفاكيا ومع ثورة الطلاب في فرنسا وبعض دول أوربا عام 1968، إلا أنه ظل متضامناً مع أقصى اليسار المدافع عن قضايا تحرر الشعوب وراغباً في رؤية تجمع سياسي لجميع التيارات بعيداً عن أي انتماء طبقي.
فلسفته
كان الإنسان عند أرسطو[ر] «الناطق» و«المفكر». وفي العصور الحديثة قامت فلسفة ديكارت[ر] على مقولته المعروفة «أنا أفكر، إذاً أنا موجود»، أي إن الفكر الواعي هو الشرط الأساس للوجود الإنساني. كذلك جعلت الفلسفة التجريبية الوعي أو الشعور قوام المعرفة الإنسانية. وبعد أن ربطت الفرويدية [ر. فرويد] الوجود باللاوعي أو اللاشعور، عاد سارتر وربطه بالوعي أو الشعور.
كانت مقالة سارتر «تعالي الأنا» La Transcendance de l’ego من أولى كتاباته المهمة التي اعتمد فيها مبدأ الظاهراتية[ر]phénoménologie الذي أخذه عن الفلاسفة الألمان هيغل[ر]، من حيث دائرية الوجود وارتباط هذا الوجود بالعدم، وعن هوسرل[ر] وهايديغر[ر] من حيث كون الوجود ظاهرة حسية واستحالة الانطولوجيا[ر] أو علم الوجود من دون فنومنولوجيا أو علم الظواهر، مما يفتح الباب على مصراعيه للفلسفة الوجودية. إلا أن سارتر أشار مراراً إلى مؤلفات عالم النفس الفرنسي بيير جانيهPierre Janet حول النّهَك النفسانيpsychasthénie. وقد رأى أنه من أجل أن يعي الشعورُ ذاتَه عليه الخروج عن هذه الذات. والوجود هو في الوقت ذاته نقيضه؛ مما لا يختلف كثيراً عن حالة مرضية نفسية، وهو ما يطلق عليه الروائي التشيكي كونديراKundera «سهولة الوجود الصعبة». كذلك نظر سارتر إلى الأنا على أنها تمثل مركزاً مفترضاً للأفعال والحالات والصفات الشعورية، وهي نقطة التقاء بين العقل والانفعال، وتشمل الشعور الداخلي، وأيضاً العالم الخارجي. ويشكل هذا كله خطوة هائلة نحو التحليل النفسي الوجودي الذي يأخذ منحى مختلفاً تماماً عن التحليل النفسي التقليدي. حلل سارتر العلاقة بين الإنسان والآخر، ورأى أن السبب الرئيس للصراع بينهما على المستوى الإدراكي هو قمع الإنسان للإنسان، وأن «الجحيم هو الآخرون». وبما أن هناك، بحسب هوسرل، ازدواجية للأنا فالصراع قائم أيضاً داخل الإنسان. إلا أن سارتر ينفي هذه الازدواجية كما ينفي أي وجود لأنا صافية، ويرى بأنها مزيج متداخل، وبأن الصراع قائم بين الأحاسيس والدوافع المتضاربة داخل هذه الأنا.
طبق سارتر المنهج الوصفي الظاهراتي في دراساته حول الخيال[ر] والخيالي. ففي «الخيال» (1936) L’Imagination و«الخيالي: علم نفس الخيال الظاهراتي» (1940)L’Imaginaire:Psychologie phénoménologique de l’imagination نقد النظريات الفلسفية السابقة كافة من ديكارت ولايبنتز[ر] إلى هيوم[ر] وتين[ر] وبرغسون[ر]، وقال بوجود هدف أو قصد وراء الوعي intentionnalité de la conscience. وطبق المنهج ذاته في دراسة بعنوان «مشروع نظرية في الانفعالات»(1939) Esquisse d’une théorie des émotions، وفي كتابه الأهم «الوجود والعدم»(1943) L’Être et le Néant، الذي ضم بصيصاً من الأمل، على ما بين دفتيه من تشاؤم.
قامت فلسفة سارتر على الحرية، إلا أن الإنسان مسؤول عن كل أعماله، ولاشيء يخرج عن إرادته سوى الموت. ومع أنه عالج موضوع الحرية في رواية «الغثيان»(1938) La Nausée ومسرحية «الذباب»(1943) Les Mouches كظاهرة مرضية، إلا أنه نادى بحرية الذات وحرية الآخر، بحرية فردية وأخرى جماعية. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انبرى سارتر للدفاع عن الحرية في وجه خصومها التاريخيين: الطغاة؛ ملوكاً كانوا أم دولاً أم أفكاراً. وفي محاضرة «الوجودية فلســفة إنسـانية»(1945) L’Existentialisme est un humanismeوفي روايات «دروب الحرية»(1945ـ1947) Les Chemins de la liberté أضحت الحرية مسؤولية إنسانية، وذلك ضمن توجه سارتر الماركسي، إلا أنه ما لبث أن عاد إلى منطلقه الأساس القائل بعبث الوجود. ومع أن موضوع «نقد العقل الجدلي» (1960) Critique de la raison dialectique هو ارتباط حرية الفرد بالتاريخ والصراع الطبقي، إلا أنه في الوقت ذاته محاولة للتوفيق بين الماركسية[ر] والوجودية.
أدبه ونقده
يعكس نتاج سارتر الأدبي الغزير تطور الكاتب فكرياً وفنياً في آن معاً، إذ يصير الأدب أداة للتعبير عن مواقفه الفلسفية والسياسية، فيحقق لها تأثيراً أكبر في دائرة أوسع من القراء والمشاهدين. ففي أولى قصصه «الجدار» (1937) Le Mur، التي تعرض الليلة الأخيرة من حياة مناضل إسباني محكوم بالإعدام في أثناء الحرب الأهلية الإسبانية، يلمس القارئ ملامح الموقف الوجودي من جدوى حياة الفرد والجماعة؛ فشعور المناضل هنا بثقل الوجود، يجد تعبيره في الغثيان الذي ينتابه حيال كل ما حولـه في المعتقل وخارجه. لكن القصة تنتهي من دون أية إحالة إلى احتمال خلاص عن طريق اختيار حر. والحالة نفسها تنتاب بطل رواية «الغثيان» الذي يقطع دراسته للتاريخ، ويقيم لثلاث سنوات في مدينة صغيرة مملة لتقصي تاريخية أحد المغامرين. هنا يتبدى بجلاء موقف الوجودية من موقع الإنسان حيال التاريخ، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وشعوره حول إمكانية اتخاذ قراراته الحرة حياله، وتحمله مسؤولية القرار ونتائجه. أما في الرباعية الروائية غير المكتملة «دروب الحرية» التي لم ينشر منها سوى ثلاثة أجزاء ضخمة، فقد خطا سارتر خطوات واسعة على طريق تبلوره الفكري الذي رافق تجاربه الشخصية، قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها، ولاسيما في المعتقل النازي، ومن ثم في صفوف المقاومة؛ فهو يزج شخصيات روايته في مواقف وجودية لابد لهم فيها من أن يختاروا خلاصهم بملء إرادتهم وبكامل مسؤوليتهم عما تستتبعه قراراتهم، فالحرية هنا التزام حياتي وفكري معاً ينبع من الذات الحرة الواعية بمسؤوليتها. ومن هنا اعتبر النقاد روايته هذه رداً غير مباشر على أدباء الحداثة[ر] من مثل إزرا باوند[ر] وجيمس جويس[ر]. وهذا ما أكد عليه في كتابه «ماهو الأدب» (1947)Qu’est-ce que la littérature إذ ميز سارتر بين الشعر بوصفه إبداعاً لذاته بقصد التمرد على المجتمع، وبين النثر بوصفه فعلاً واعياً يهدف إلى التغيير. إلا أن أثر الفعل هذا لا يتحقق إلا بوصوله إلى القارئ (المجتمع)؛ لهذا يعيد سارتر الصلة بين الأدب (النثر) وبين المجتمع نتيجة تأثره بالفكر الماركسي، فهو يقول بأن الأدب والنتاج الفني عامة لا يوجد إلا من أجل المجتمع وعبره، ولا يصل الأدب إلى كامل جوهره وحريته إلا إلى جانب الطبقة الاجتماعية المضطهدة. إنها نظرية جديدة في الأدب تمد جسراً بين الوجودية والماركسية. وانطلاقاً منها قدم سارتر أربع دراسات نقدية تحليلية مهمة شكلت منحىً جديداً في النقد الأدبي، هي «بودلير» (1947) Baudelaire و«القديس جينيه، مرائياً وشهيداً» (1952) Saint Genet, comédien et martyr التي قدّم فيها أيضاً مدخلاً للتحليل النفسي الوجودي، و«مالارميه» (1953) Mallarmé، و«معتوه العائلة» (1971ـ 1972) L’Idiot de la famille. وتعد هذه الأعمال مزاوجة ما بين السيرة والتناول النقدي للأديب وأعماله، من منظور التحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي والجمالي عبر الشرط (الوضع) الإنسانيcondition humaine وعبر ممارسة الذات الواعية لحريتها. وأصدر سارتر كتاب «الكلمات» (1964) Les Mots وهو جزء من سيرته الذاتية يرصد فيه إرهاصات تكوينه كاتباً بين والدته وجده، إلا أنه لم يتم كتابة الأجزاء التي كان قد خطط لها. وعلى خلاف بقية أعماله النثرية تميز أسلوبه هنا بصراحة متناهية وفكاهة ساخرة لاذعة.
أما مسرحيات سارتر فهي سياسية ملتزمة بامتياز، زاوج فيها بين أفكاره الفلسفية الوجودية، كما تبلورت في كتابه «الوجود والعدم»، وبين مواقفه السياسية والاجتماعية ضد الاحتلال النازي لفرنسا وحكومة ڤيشي، ولمصلحة المقاومة المسلحة المشروعة، ففي «الذباب» عالج موضوعة أورست Orest الإغريقية، وفي «جلسة مغلقة» (1945) Huis clos رأى أن الجحيم الحقيقي ليس ذاك الذي يصوره المعتقد الديني، بل الوسط الاجتماعي حيث يخضع الإنسان لتقويمات الآخرين وأحكامهم. وبعد سنتين عاد سارتر إلى موضوعة المقاومة والخيار الحر في مسرحية «موتى بلا قبور»(1946) Morts sans sépulture التي قدّم فيها تصويراً بارعاً للشخصيات على مختلف أطيافها. أما مسرحية «الأيدي القذرة»(1948) Les Mains sales، التي فُهمت خطأً على أنها مناوئة للحزب الشيوعي، فهي أكثر مسرحيات سارتر تسييساً للمواقف الفلسفية الوجودية، وهي أقواها من حيث البنية الفنية وتصوير الشخصيات. وفي مسرحية «الشــيطان والرحمــن» (1951) Le Diable et le Bon Dieu عاد سارتر إلى شخصية القائد العسكري الألماني غوتس Götz من مطلع القرن الخامس عشر، وهي شخصية بالغة التعقيد، وأدخله في صراع بين الخير والشر المطلقين، إلى أن يقطع غوتس علاقته بالدين وبالنظام الإقطاعي المسيطر، ويقبل أن يصير قائداً للفلاحين المتمردين على واقعهم. وفي أثناء الحرب الباردة كتب سارتر مسرحيته الكوميدية الوحيدة «نيكراسوف» (1955)Nekrassov التي سخر فيها من موجة معاداة الماركسية في الغرب. أما في مسرحية «سجناء ألطونا» (1960) Les Séquestrés d’Altona فقد أراد طرح قضية الاستعمار الفرنسي في الجزائر، لكن عندما منعت الرقابة الفرنسية عرض مسرحية جان جينيه[ر] «الستائر» (1959) Les Paravents، اضطر سارتر لنقل مسرح الأحداث إلى ألمانيا، ومع ذلك لم يغب عن ذهن الجمهور الفرنسي قصده الحقيقي، ولاسيما أن النص ينطوي على تنويهات كثيرة يمكن عدّها مفتاحاً لتفسير صحيح للحدث.
زار سارتر الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1945، فكان من نتائجها حسبما يتكهن النقاد، مسرحية «البغي الفاضلة»(1946) La Putain respectueuse تناول فيها مسألة التفرقة العنصرية وضياع العدالة والقانون، وتعد أكثر مسرحياته شهرة ونجاحاً عالمياً.
إن ما يلفت النظر في معظم مسرحيات سارتر هو اعتماده، من حيث الشكل الفني، على ما يسمى بدراما الحالة المغلقة وعلى الحوار الفعال، أي حصر الشخصيات في مكان لا مخرج منه، مما يولد بالضرورة صراعاً في ما بينها يؤدي إلى بوحٍ وإقرار، أو عجز وانهيار، أو إلى صمود واختيار حر، يمهد إلى شكل من أشكال الخلاص عبر تحرير الذات.
إلى جانب هذه الأعمال أسهم سارتر، على صعيد الفن السينمائي، بكتابة أربعة سيناريوهات نجحت على المستوى العالمي، وهي «انتهت اللعبة» (1947) Les Jeux sont faits، و«فرويد» (1948) Freud، و«بين العجلات المسننة» (1952) L’Engrenage, و«ساحرات سالم» (1957) Les Sorcières de Salem.
زبيدة القاضي، طارق علوش
(1905 ـ 1980)
جان بول سارتر Jean-Paul Sartre أديب وعَلَم الفلسفة الوجودية[ر]، ومن أبرز الشخصيات في الحياة الفكرية الفرنسية والعالمية في القرن العشرين. ولد في باريس، وبسبب وفاة والده المبكرة وزواج أمه، عاش في كنف جده كارل شفايتزر Carl Schweitzer. درس في دار المعلمين العليا École normale supérieure، وتخرج فيها عام 1929، وتعرف هناك، وفي السوربون، كثيرين ممن صاروا لاحقاً كتّاباً بارزين، من أمثال موريس ميرلو ـ بونتي[ر] وكلود ليفي شتراوس[ر]. عمل أستاذاً في مدينة الهافر Le Havre حتى نشوب الحرب العالمية الثانية، واعتقله الألمان عام 1940 وأطلق سراحه في العام التالي، فالتحق بالمقاومة السرية الفرنسية ضد الاحتلال، ونظّم في ذلك العام خلية مقاومة سرية باسم «الاشتراكية والحرية»Socialisme et liberté لم يتقبلها الشيوعيون، لكونها مؤلفة من مثقفين معزولين وعديمي الخبرة في المقاومة مما دعاه إلى حلها بعد عامين، وانضم إلى الجناح الثقافي من الجبهة الوطنية التي كان يرأس اجتماعاتها أديب آخر هو بول إيلوار[ر].
كان للصحبة والتعاون الطويلين مع الكاتبة سيمون دي بوفوار[ر]، على الصعيدين الشخصي والمهني، أثر أغنى حياة سارتر، فقد كانت صديقته ومرافقته الدائمة، وكتبت الكثير عن حياتهما معاً. مُنح جائزة نوبل للأدب عام 1964، إلا انه رفض قبولها احتجاجاً على القيم البرجوازية التي تمثلها والمصالح الاقتصادية والسياسية التي تهيمن عليها.
فقَدَ سارتر بصره، وساءت صحته مع تقدمه في السن، وتوفي في باريس بسبب ورم خبيث في الرئة. وفي جنازة مهيبة سار فيها أكثر من 25000 من أقرانه ومن عامة الناس الذين دافع عن حقوقهم في حياته شُيّع إلى مثواه الأخير، كما شُيّع قبله فكتور هوغو[ر]، واحداً من أبرز عباقرة فرنسا.
فكره السياسي
أعلن سارتر عام 1936 أنه «مفكر حر في جمهورية كوّنها أساتذة»، وقد أراد بذلك دمج الفلسفة بالسياسة، فكان للفلسفة الوجودية دور سياسي عبّر عنه بالعمل. رفض القيم المطلقة، ورأى أن الالتزام السياسي مسؤولية، واختيار الانتماء مسؤولية أيضاً. وعن الحرية قدّم سارتر نظرية تنطبق على الفرد والمجتمع تتلخص بكلمة واحدة هي «الوعي» conscience. لكنه رأى عند اندلاع الحرب العالمية الثانية أنه لم يعد لهذه الحرية معنى، إذ إن هناك حياة جماعية، كل واحد فيها مسؤول، وإن ابتعد عن السياسة، حتى عن أفعال لم يرتكبها. وقد انتقد في مجلة «الأزمنة الحديثة» الموقف اللامبالي للمثقفين الذي وجد فيه شيئاً من التواطؤ.
حاول سارتر بعد الحرب أن يجمع اليساريين في تنظيم أطلق عليه اسم التجمع الديمقراطي الثوري Rassemblement démocratique et révolutionnaire (R.D.R)، لكن هذا «التجمع» لم يجد له مكاناً مع بداية الحرب الباردة التي مزقته، فتخلى سارتر عنه، إلى أن تلاشى عام 1949.
عاش سارتر حياة حافلة بالصراع السياسي، وجد نفسه في أثنائها قوياً وعاجزاً معاً، ونشر مقالات تعبر عن فكر بارع في الجدل يُرغم القارئ على التحرك حتى لو لم تكتمل قناعته. هاجم سارتر حزب اليمين والأحزاب التي تتصف بالاعتدال وانتقد التيار السياسي الأمريكي الذي كان ينذر بالفاشية، كما انتقد المادية الجدلية وتحدّث عن زيف الحركة الستالينية وانتهازية الحزب الشيوعي الفرنسي، فكان من الطبيعي أن يعلو صوت اليمين والحزب الشيوعي معاً ضده.
ومع أن سارتر أكد في مجموعة مقالاته «الشيوعيون والسلام» (1952) Les Communistes et la paix أن الحزب الشيوعي هو لسان حال الطبقة العاملة، إلا أنه قطع صلته به حين دخلت الدبابات السوفييتية شوارع بودابست عام 1956. واستاء سارتر أيضاً من صمت الشيوعيين إزاء ممارسات الجيش الفرنسي القمعية إبان الثورة الجزائرية، ومع انتهاء الحرب في الجزائر فقد أمله في رؤية أي تطور إيجابي للسياسة الفرنسية. وكانت القطيعة نهائية بين سارتر والحزب الشيوعي مع اجتياح القوات السوفييتية تشيكوسلوفاكيا ومع ثورة الطلاب في فرنسا وبعض دول أوربا عام 1968، إلا أنه ظل متضامناً مع أقصى اليسار المدافع عن قضايا تحرر الشعوب وراغباً في رؤية تجمع سياسي لجميع التيارات بعيداً عن أي انتماء طبقي.
فلسفته
كان الإنسان عند أرسطو[ر] «الناطق» و«المفكر». وفي العصور الحديثة قامت فلسفة ديكارت[ر] على مقولته المعروفة «أنا أفكر، إذاً أنا موجود»، أي إن الفكر الواعي هو الشرط الأساس للوجود الإنساني. كذلك جعلت الفلسفة التجريبية الوعي أو الشعور قوام المعرفة الإنسانية. وبعد أن ربطت الفرويدية [ر. فرويد] الوجود باللاوعي أو اللاشعور، عاد سارتر وربطه بالوعي أو الشعور.
كانت مقالة سارتر «تعالي الأنا» La Transcendance de l’ego من أولى كتاباته المهمة التي اعتمد فيها مبدأ الظاهراتية[ر]phénoménologie الذي أخذه عن الفلاسفة الألمان هيغل[ر]، من حيث دائرية الوجود وارتباط هذا الوجود بالعدم، وعن هوسرل[ر] وهايديغر[ر] من حيث كون الوجود ظاهرة حسية واستحالة الانطولوجيا[ر] أو علم الوجود من دون فنومنولوجيا أو علم الظواهر، مما يفتح الباب على مصراعيه للفلسفة الوجودية. إلا أن سارتر أشار مراراً إلى مؤلفات عالم النفس الفرنسي بيير جانيهPierre Janet حول النّهَك النفسانيpsychasthénie. وقد رأى أنه من أجل أن يعي الشعورُ ذاتَه عليه الخروج عن هذه الذات. والوجود هو في الوقت ذاته نقيضه؛ مما لا يختلف كثيراً عن حالة مرضية نفسية، وهو ما يطلق عليه الروائي التشيكي كونديراKundera «سهولة الوجود الصعبة». كذلك نظر سارتر إلى الأنا على أنها تمثل مركزاً مفترضاً للأفعال والحالات والصفات الشعورية، وهي نقطة التقاء بين العقل والانفعال، وتشمل الشعور الداخلي، وأيضاً العالم الخارجي. ويشكل هذا كله خطوة هائلة نحو التحليل النفسي الوجودي الذي يأخذ منحى مختلفاً تماماً عن التحليل النفسي التقليدي. حلل سارتر العلاقة بين الإنسان والآخر، ورأى أن السبب الرئيس للصراع بينهما على المستوى الإدراكي هو قمع الإنسان للإنسان، وأن «الجحيم هو الآخرون». وبما أن هناك، بحسب هوسرل، ازدواجية للأنا فالصراع قائم أيضاً داخل الإنسان. إلا أن سارتر ينفي هذه الازدواجية كما ينفي أي وجود لأنا صافية، ويرى بأنها مزيج متداخل، وبأن الصراع قائم بين الأحاسيس والدوافع المتضاربة داخل هذه الأنا.
طبق سارتر المنهج الوصفي الظاهراتي في دراساته حول الخيال[ر] والخيالي. ففي «الخيال» (1936) L’Imagination و«الخيالي: علم نفس الخيال الظاهراتي» (1940)L’Imaginaire:Psychologie phénoménologique de l’imagination نقد النظريات الفلسفية السابقة كافة من ديكارت ولايبنتز[ر] إلى هيوم[ر] وتين[ر] وبرغسون[ر]، وقال بوجود هدف أو قصد وراء الوعي intentionnalité de la conscience. وطبق المنهج ذاته في دراسة بعنوان «مشروع نظرية في الانفعالات»(1939) Esquisse d’une théorie des émotions، وفي كتابه الأهم «الوجود والعدم»(1943) L’Être et le Néant، الذي ضم بصيصاً من الأمل، على ما بين دفتيه من تشاؤم.
قامت فلسفة سارتر على الحرية، إلا أن الإنسان مسؤول عن كل أعماله، ولاشيء يخرج عن إرادته سوى الموت. ومع أنه عالج موضوع الحرية في رواية «الغثيان»(1938) La Nausée ومسرحية «الذباب»(1943) Les Mouches كظاهرة مرضية، إلا أنه نادى بحرية الذات وحرية الآخر، بحرية فردية وأخرى جماعية. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انبرى سارتر للدفاع عن الحرية في وجه خصومها التاريخيين: الطغاة؛ ملوكاً كانوا أم دولاً أم أفكاراً. وفي محاضرة «الوجودية فلســفة إنسـانية»(1945) L’Existentialisme est un humanismeوفي روايات «دروب الحرية»(1945ـ1947) Les Chemins de la liberté أضحت الحرية مسؤولية إنسانية، وذلك ضمن توجه سارتر الماركسي، إلا أنه ما لبث أن عاد إلى منطلقه الأساس القائل بعبث الوجود. ومع أن موضوع «نقد العقل الجدلي» (1960) Critique de la raison dialectique هو ارتباط حرية الفرد بالتاريخ والصراع الطبقي، إلا أنه في الوقت ذاته محاولة للتوفيق بين الماركسية[ر] والوجودية.
أدبه ونقده
يعكس نتاج سارتر الأدبي الغزير تطور الكاتب فكرياً وفنياً في آن معاً، إذ يصير الأدب أداة للتعبير عن مواقفه الفلسفية والسياسية، فيحقق لها تأثيراً أكبر في دائرة أوسع من القراء والمشاهدين. ففي أولى قصصه «الجدار» (1937) Le Mur، التي تعرض الليلة الأخيرة من حياة مناضل إسباني محكوم بالإعدام في أثناء الحرب الأهلية الإسبانية، يلمس القارئ ملامح الموقف الوجودي من جدوى حياة الفرد والجماعة؛ فشعور المناضل هنا بثقل الوجود، يجد تعبيره في الغثيان الذي ينتابه حيال كل ما حولـه في المعتقل وخارجه. لكن القصة تنتهي من دون أية إحالة إلى احتمال خلاص عن طريق اختيار حر. والحالة نفسها تنتاب بطل رواية «الغثيان» الذي يقطع دراسته للتاريخ، ويقيم لثلاث سنوات في مدينة صغيرة مملة لتقصي تاريخية أحد المغامرين. هنا يتبدى بجلاء موقف الوجودية من موقع الإنسان حيال التاريخ، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وشعوره حول إمكانية اتخاذ قراراته الحرة حياله، وتحمله مسؤولية القرار ونتائجه. أما في الرباعية الروائية غير المكتملة «دروب الحرية» التي لم ينشر منها سوى ثلاثة أجزاء ضخمة، فقد خطا سارتر خطوات واسعة على طريق تبلوره الفكري الذي رافق تجاربه الشخصية، قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها، ولاسيما في المعتقل النازي، ومن ثم في صفوف المقاومة؛ فهو يزج شخصيات روايته في مواقف وجودية لابد لهم فيها من أن يختاروا خلاصهم بملء إرادتهم وبكامل مسؤوليتهم عما تستتبعه قراراتهم، فالحرية هنا التزام حياتي وفكري معاً ينبع من الذات الحرة الواعية بمسؤوليتها. ومن هنا اعتبر النقاد روايته هذه رداً غير مباشر على أدباء الحداثة[ر] من مثل إزرا باوند[ر] وجيمس جويس[ر]. وهذا ما أكد عليه في كتابه «ماهو الأدب» (1947)Qu’est-ce que la littérature إذ ميز سارتر بين الشعر بوصفه إبداعاً لذاته بقصد التمرد على المجتمع، وبين النثر بوصفه فعلاً واعياً يهدف إلى التغيير. إلا أن أثر الفعل هذا لا يتحقق إلا بوصوله إلى القارئ (المجتمع)؛ لهذا يعيد سارتر الصلة بين الأدب (النثر) وبين المجتمع نتيجة تأثره بالفكر الماركسي، فهو يقول بأن الأدب والنتاج الفني عامة لا يوجد إلا من أجل المجتمع وعبره، ولا يصل الأدب إلى كامل جوهره وحريته إلا إلى جانب الطبقة الاجتماعية المضطهدة. إنها نظرية جديدة في الأدب تمد جسراً بين الوجودية والماركسية. وانطلاقاً منها قدم سارتر أربع دراسات نقدية تحليلية مهمة شكلت منحىً جديداً في النقد الأدبي، هي «بودلير» (1947) Baudelaire و«القديس جينيه، مرائياً وشهيداً» (1952) Saint Genet, comédien et martyr التي قدّم فيها أيضاً مدخلاً للتحليل النفسي الوجودي، و«مالارميه» (1953) Mallarmé، و«معتوه العائلة» (1971ـ 1972) L’Idiot de la famille. وتعد هذه الأعمال مزاوجة ما بين السيرة والتناول النقدي للأديب وأعماله، من منظور التحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي والجمالي عبر الشرط (الوضع) الإنسانيcondition humaine وعبر ممارسة الذات الواعية لحريتها. وأصدر سارتر كتاب «الكلمات» (1964) Les Mots وهو جزء من سيرته الذاتية يرصد فيه إرهاصات تكوينه كاتباً بين والدته وجده، إلا أنه لم يتم كتابة الأجزاء التي كان قد خطط لها. وعلى خلاف بقية أعماله النثرية تميز أسلوبه هنا بصراحة متناهية وفكاهة ساخرة لاذعة.
أما مسرحيات سارتر فهي سياسية ملتزمة بامتياز، زاوج فيها بين أفكاره الفلسفية الوجودية، كما تبلورت في كتابه «الوجود والعدم»، وبين مواقفه السياسية والاجتماعية ضد الاحتلال النازي لفرنسا وحكومة ڤيشي، ولمصلحة المقاومة المسلحة المشروعة، ففي «الذباب» عالج موضوعة أورست Orest الإغريقية، وفي «جلسة مغلقة» (1945) Huis clos رأى أن الجحيم الحقيقي ليس ذاك الذي يصوره المعتقد الديني، بل الوسط الاجتماعي حيث يخضع الإنسان لتقويمات الآخرين وأحكامهم. وبعد سنتين عاد سارتر إلى موضوعة المقاومة والخيار الحر في مسرحية «موتى بلا قبور»(1946) Morts sans sépulture التي قدّم فيها تصويراً بارعاً للشخصيات على مختلف أطيافها. أما مسرحية «الأيدي القذرة»(1948) Les Mains sales، التي فُهمت خطأً على أنها مناوئة للحزب الشيوعي، فهي أكثر مسرحيات سارتر تسييساً للمواقف الفلسفية الوجودية، وهي أقواها من حيث البنية الفنية وتصوير الشخصيات. وفي مسرحية «الشــيطان والرحمــن» (1951) Le Diable et le Bon Dieu عاد سارتر إلى شخصية القائد العسكري الألماني غوتس Götz من مطلع القرن الخامس عشر، وهي شخصية بالغة التعقيد، وأدخله في صراع بين الخير والشر المطلقين، إلى أن يقطع غوتس علاقته بالدين وبالنظام الإقطاعي المسيطر، ويقبل أن يصير قائداً للفلاحين المتمردين على واقعهم. وفي أثناء الحرب الباردة كتب سارتر مسرحيته الكوميدية الوحيدة «نيكراسوف» (1955)Nekrassov التي سخر فيها من موجة معاداة الماركسية في الغرب. أما في مسرحية «سجناء ألطونا» (1960) Les Séquestrés d’Altona فقد أراد طرح قضية الاستعمار الفرنسي في الجزائر، لكن عندما منعت الرقابة الفرنسية عرض مسرحية جان جينيه[ر] «الستائر» (1959) Les Paravents، اضطر سارتر لنقل مسرح الأحداث إلى ألمانيا، ومع ذلك لم يغب عن ذهن الجمهور الفرنسي قصده الحقيقي، ولاسيما أن النص ينطوي على تنويهات كثيرة يمكن عدّها مفتاحاً لتفسير صحيح للحدث.
زار سارتر الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1945، فكان من نتائجها حسبما يتكهن النقاد، مسرحية «البغي الفاضلة»(1946) La Putain respectueuse تناول فيها مسألة التفرقة العنصرية وضياع العدالة والقانون، وتعد أكثر مسرحياته شهرة ونجاحاً عالمياً.
إن ما يلفت النظر في معظم مسرحيات سارتر هو اعتماده، من حيث الشكل الفني، على ما يسمى بدراما الحالة المغلقة وعلى الحوار الفعال، أي حصر الشخصيات في مكان لا مخرج منه، مما يولد بالضرورة صراعاً في ما بينها يؤدي إلى بوحٍ وإقرار، أو عجز وانهيار، أو إلى صمود واختيار حر، يمهد إلى شكل من أشكال الخلاص عبر تحرير الذات.
إلى جانب هذه الأعمال أسهم سارتر، على صعيد الفن السينمائي، بكتابة أربعة سيناريوهات نجحت على المستوى العالمي، وهي «انتهت اللعبة» (1947) Les Jeux sont faits، و«فرويد» (1948) Freud، و«بين العجلات المسننة» (1952) L’Engrenage, و«ساحرات سالم» (1957) Les Sorcières de Salem.
زبيدة القاضي، طارق علوش