سانت ـ بوف (شارل أوغستان ـ)
(1804 ـ 1869)
شارل أوغستان سانت ـ بوف Charles Augustin Sainte-Beuve، كاتب وناقد فرنسي، كتب العديد من الدراسات التي كان لها تأثير مهم في تاريخ النقد الأدبي. ولد في بولونيْ ـ سور ـ مير Boulogne-Sur-Mer، ثم تابع دراسته في باريس، فدرس البلاغة والفلسفة، ثم بدأ بدراسة الطب لكنه لم ينهِها. عمل صحفياً في صحيفة «غلوب» Globe ونشر نصوصاً نقدية. ربطته صداقة بفكتور هوغو، ثم انضم إلى مجموعة «سيناكل» Cénacleالتي كانت مهد الحركة الإبداعية (الرومانسية) الفرنسية. وفي عام 1828 نشر كتابه الأول «اللوحة التاريخية والنقدية للشعر والمسرح الفرنسي في القرن السادس عشر» Tableau historique et critique de la poésie et du théâtre français au XVIe siècle . ثم تبعه كتاب آخر، مزيج من الشعر والنثر، بعنوان «حياة وأشعار وأفكار جوزيف ديلورم» (1829) Vie, poésies et pensées de Joseph Delorme، وديوان شعر بعنوان «المواساة» (1830) Les Consolations لم يلق نجاحاً يُذكر. وحين أخفق إخفاقاً جديداً في سيرته الذاتية «اللذة» (1834) Voluptéقرر التفرغ للنقد الأدبي.
بدأ سانت ـ بوف بنشر دراسة واسعة عن كتّاب الجانسينية «بور روايال» (1840ـ1859) Port Royal، تبعتها دراسة عن «شاتوبريان ومجموعته الأدبية في الحقبة الإمبراطورية» (1861) Chateaubriand et son groupe littéraire sous l’Empire. ولم يتوقف عن كتابة مقالاته النقدية التي جمعت في سلسلة «دراسات نقدية وصور أدبية»(1836ـ1839) Critiques et portraits littéraires؛ وفي «أحاديث الاثنين» (1851ـ1862) Causeries du Lundi؛ ثم في «أحاديث الاثنين الجديدة» (1863ـ1873)Nouveaux Lundis. كتب أيضاً «مراسلات»Correspondance، و«دفاتر حميمية» (1926)Cahiers intimes، نُشرت منها بعد وفاته مجموعة بعنوان «سمومي» Mes poisons.
صار سانت ـ بوف أستاذاً في لوزان ( 1837 ـ 1838)، وفي لييج (1848 ـ 1849)، وفي كوليج دي فرانس (1855)، وأخيراً في دار المعلمين العليا (1857ـ1861). وكان قد انتُخب عضواً في الأكاديمية الفرنسية عام 1844.
كان النقد الأدبي عند سانت ـ بوف «علماً أدبياً مبنياً على «التاريخ الطبيعي للفكر». وقد ميز الباحث جان ـ بيير ريشار في منهج سانت ـ بوف النقدي ثلاثة مستويات هي: الأنا المبدعة (الشخص)، والإبداع (العمل الأدبي)، والسيرة الذاتية (البعد التاريخي للأنا والعمل الأدبي). ولقد تعرّض للنقد لأحكامه المتسرعة الواخزة التي وجهها لفكتور هوغو وشاتوبريان. أما النقد الثاني فقد وجهه إليه مارسيل بروست في «ضد سانت ـ بوف» Contre Sainte-Beuve، عندما بين أن العمل الأدبي هو «نتاج أنا أخرى غير التي نظهرها في عاداتنا ومجتمعنا وحياتنا».
إن منهج سانت ـ بوف وصفي تحليلي، يهدف إلى فهم عميق للكاتب وحقبته، فقد نجح في التأريخ للمؤسسات الأدبية، ولدور الأجيال الفنية، وكيفية تشكيل صورة الكاتب في علم اجتماع الأدب. أسلوبه دقيق وراقٍ وجميل ومليئ بالتلميحات. عَدَّه أندريه جيد أحد أهم الشخصيات في عصره.
زبيدة القاضي
(1804 ـ 1869)
شارل أوغستان سانت ـ بوف Charles Augustin Sainte-Beuve، كاتب وناقد فرنسي، كتب العديد من الدراسات التي كان لها تأثير مهم في تاريخ النقد الأدبي. ولد في بولونيْ ـ سور ـ مير Boulogne-Sur-Mer، ثم تابع دراسته في باريس، فدرس البلاغة والفلسفة، ثم بدأ بدراسة الطب لكنه لم ينهِها. عمل صحفياً في صحيفة «غلوب» Globe ونشر نصوصاً نقدية. ربطته صداقة بفكتور هوغو، ثم انضم إلى مجموعة «سيناكل» Cénacleالتي كانت مهد الحركة الإبداعية (الرومانسية) الفرنسية. وفي عام 1828 نشر كتابه الأول «اللوحة التاريخية والنقدية للشعر والمسرح الفرنسي في القرن السادس عشر» Tableau historique et critique de la poésie et du théâtre français au XVIe siècle . ثم تبعه كتاب آخر، مزيج من الشعر والنثر، بعنوان «حياة وأشعار وأفكار جوزيف ديلورم» (1829) Vie, poésies et pensées de Joseph Delorme، وديوان شعر بعنوان «المواساة» (1830) Les Consolations لم يلق نجاحاً يُذكر. وحين أخفق إخفاقاً جديداً في سيرته الذاتية «اللذة» (1834) Voluptéقرر التفرغ للنقد الأدبي.
بدأ سانت ـ بوف بنشر دراسة واسعة عن كتّاب الجانسينية «بور روايال» (1840ـ1859) Port Royal، تبعتها دراسة عن «شاتوبريان ومجموعته الأدبية في الحقبة الإمبراطورية» (1861) Chateaubriand et son groupe littéraire sous l’Empire. ولم يتوقف عن كتابة مقالاته النقدية التي جمعت في سلسلة «دراسات نقدية وصور أدبية»(1836ـ1839) Critiques et portraits littéraires؛ وفي «أحاديث الاثنين» (1851ـ1862) Causeries du Lundi؛ ثم في «أحاديث الاثنين الجديدة» (1863ـ1873)Nouveaux Lundis. كتب أيضاً «مراسلات»Correspondance، و«دفاتر حميمية» (1926)Cahiers intimes، نُشرت منها بعد وفاته مجموعة بعنوان «سمومي» Mes poisons.
صار سانت ـ بوف أستاذاً في لوزان ( 1837 ـ 1838)، وفي لييج (1848 ـ 1849)، وفي كوليج دي فرانس (1855)، وأخيراً في دار المعلمين العليا (1857ـ1861). وكان قد انتُخب عضواً في الأكاديمية الفرنسية عام 1844.
كان النقد الأدبي عند سانت ـ بوف «علماً أدبياً مبنياً على «التاريخ الطبيعي للفكر». وقد ميز الباحث جان ـ بيير ريشار في منهج سانت ـ بوف النقدي ثلاثة مستويات هي: الأنا المبدعة (الشخص)، والإبداع (العمل الأدبي)، والسيرة الذاتية (البعد التاريخي للأنا والعمل الأدبي). ولقد تعرّض للنقد لأحكامه المتسرعة الواخزة التي وجهها لفكتور هوغو وشاتوبريان. أما النقد الثاني فقد وجهه إليه مارسيل بروست في «ضد سانت ـ بوف» Contre Sainte-Beuve، عندما بين أن العمل الأدبي هو «نتاج أنا أخرى غير التي نظهرها في عاداتنا ومجتمعنا وحياتنا».
إن منهج سانت ـ بوف وصفي تحليلي، يهدف إلى فهم عميق للكاتب وحقبته، فقد نجح في التأريخ للمؤسسات الأدبية، ولدور الأجيال الفنية، وكيفية تشكيل صورة الكاتب في علم اجتماع الأدب. أسلوبه دقيق وراقٍ وجميل ومليئ بالتلميحات. عَدَّه أندريه جيد أحد أهم الشخصيات في عصره.
زبيدة القاضي