ساردو (فيكتوريان ـ)
(1831ـ 1908)
فيكتوريان ساردو Victorien Sardouكاتب ومخرج مسرحي فرنسي، حقق في حياته شهرة عالمية واسعة، إذ تُرجمت وعُرضت مسرحياته في معظم المسارح الأوربية. ولد في مدينة باريس وتوفي في ضاحية مارلي لوروا Marly-le-Roi، اتجه نحو دراسة الطب، لكن الأوضاع المالية الصعبة التي كانت تمر بها عائلته اضطرته إلى التحول إلى دراسة التاريخ، وإلى السعي وراء لقمة العيش، فمارس عدة مهن منها الصحافة، وصار عضواً في الأكاديمية الفرنسية عام 1877.
وقف ساردو جل وقته على الكتابة المسرحية، لكن إخفاق مسرحيته الأولى «حانة الطلاب» la Taverne des étudiants، إضافة إلى جملة خيبات أخرى أدى إلى انهيار صحته مدة من الزمن، ولم يدخل مرحلة النقاهة إلا بعناية ممثلة تدعى دي بريكور de Brécourt التي تزوجها في عام 1858. وعن طريقها تعرَّف ساردو إلى الممثلة الشهيرة فيرجيني ديجازيه Virginie Déjazet التي أدت دور البطولة في أول نجاحاته الدرامية «بدايات فيغارو» (1859) les Premières Armes de Figaro التي كتبها بمساعدة زوجته، ثم في نجاحه الكبير الثاني بمسرحية «المقربون لنا» (1861) Nos intimes فتفرغ للمسرح. وبغزارة لافتة للنظر بدأ ساردو كتابة الملهاة، والمسرحية التاريخية التي لاقت قبولاً واسعاً لدى الجمهور، على الرغم من مآخذ النقاد على مستواها الفني، وعلى اعتماد حبكاته [ر. الحبكة] على سلفه أوجين سكريب E.Scribe وألكسندر دوما الابن[ر]. ومع أن ساردو كان بارعاً في ابتكار الحالات الدرامية، إلا أن رسمه الشخصيات لم يتجاوز السطح إلى العمق النفسي.
تندرج معظم ملاهي ساردو في جنس ما يسمى بـ «ملهاة السلوك» comédie de mœurs، ومنها «خربَشات» (1860) Pattes de mouche و«عائلة بنواتون» (1865) la Famille Benoîton و«لنطلِّّق» (1880)Divorçons. أما ملهاته التاريخية «مدام سان جين» (السيدة المنفلتة) Madame Sans-Gêne فقد ألفها بالتعاون مع إميل مورو Emile Moreau خصيصاً للمثلة ريجان Réjane. كما كتب ساردو الدراما البرجوازية والمسرحيات التاريخية المسليّة «أيها الوطن!» (1869)Patrie! و«توسكا» (1887) la Tosca التي كتبها خصيصاً للممثلة الشهيرة ساره برنارSarah Bernhardt، وحولها الموسيقار بوتشيني[ر] Puccini عام 1900 إلى أوبرا، كما كتب لها أيضاً مسرحيات «فيدورا» (1822) Fédora و«تيودورا» Théodoraو«الساحرة» la Sorcière.
يرى النقد المسرحي الحديث أن مسرحيات ساردو تتصف بالإطالة والتكلف والابتعاد عن الواقع، وتغلب على شخصياته صفة الاضطراب والهياج المستمر، كما أنه يكرر أدواته الكوميدية ذاتها. ومع ذلك فقد حظيت هذه المسرحيات بشعبية واسعة، لا في فرنسا فحسب، بل في الكثير من البلاد الأخرى، وصارت جزءاً من تاريخ المسرح.
حسان عباس
(1831ـ 1908)
فيكتوريان ساردو Victorien Sardouكاتب ومخرج مسرحي فرنسي، حقق في حياته شهرة عالمية واسعة، إذ تُرجمت وعُرضت مسرحياته في معظم المسارح الأوربية. ولد في مدينة باريس وتوفي في ضاحية مارلي لوروا Marly-le-Roi، اتجه نحو دراسة الطب، لكن الأوضاع المالية الصعبة التي كانت تمر بها عائلته اضطرته إلى التحول إلى دراسة التاريخ، وإلى السعي وراء لقمة العيش، فمارس عدة مهن منها الصحافة، وصار عضواً في الأكاديمية الفرنسية عام 1877.
وقف ساردو جل وقته على الكتابة المسرحية، لكن إخفاق مسرحيته الأولى «حانة الطلاب» la Taverne des étudiants، إضافة إلى جملة خيبات أخرى أدى إلى انهيار صحته مدة من الزمن، ولم يدخل مرحلة النقاهة إلا بعناية ممثلة تدعى دي بريكور de Brécourt التي تزوجها في عام 1858. وعن طريقها تعرَّف ساردو إلى الممثلة الشهيرة فيرجيني ديجازيه Virginie Déjazet التي أدت دور البطولة في أول نجاحاته الدرامية «بدايات فيغارو» (1859) les Premières Armes de Figaro التي كتبها بمساعدة زوجته، ثم في نجاحه الكبير الثاني بمسرحية «المقربون لنا» (1861) Nos intimes فتفرغ للمسرح. وبغزارة لافتة للنظر بدأ ساردو كتابة الملهاة، والمسرحية التاريخية التي لاقت قبولاً واسعاً لدى الجمهور، على الرغم من مآخذ النقاد على مستواها الفني، وعلى اعتماد حبكاته [ر. الحبكة] على سلفه أوجين سكريب E.Scribe وألكسندر دوما الابن[ر]. ومع أن ساردو كان بارعاً في ابتكار الحالات الدرامية، إلا أن رسمه الشخصيات لم يتجاوز السطح إلى العمق النفسي.
تندرج معظم ملاهي ساردو في جنس ما يسمى بـ «ملهاة السلوك» comédie de mœurs، ومنها «خربَشات» (1860) Pattes de mouche و«عائلة بنواتون» (1865) la Famille Benoîton و«لنطلِّّق» (1880)Divorçons. أما ملهاته التاريخية «مدام سان جين» (السيدة المنفلتة) Madame Sans-Gêne فقد ألفها بالتعاون مع إميل مورو Emile Moreau خصيصاً للمثلة ريجان Réjane. كما كتب ساردو الدراما البرجوازية والمسرحيات التاريخية المسليّة «أيها الوطن!» (1869)Patrie! و«توسكا» (1887) la Tosca التي كتبها خصيصاً للممثلة الشهيرة ساره برنارSarah Bernhardt، وحولها الموسيقار بوتشيني[ر] Puccini عام 1900 إلى أوبرا، كما كتب لها أيضاً مسرحيات «فيدورا» (1822) Fédora و«تيودورا» Théodoraو«الساحرة» la Sorcière.
يرى النقد المسرحي الحديث أن مسرحيات ساردو تتصف بالإطالة والتكلف والابتعاد عن الواقع، وتغلب على شخصياته صفة الاضطراب والهياج المستمر، كما أنه يكرر أدواته الكوميدية ذاتها. ومع ذلك فقد حظيت هذه المسرحيات بشعبية واسعة، لا في فرنسا فحسب، بل في الكثير من البلاد الأخرى، وصارت جزءاً من تاريخ المسرح.
حسان عباس