أبو علي يحيى بن عيسى بن جزلة Ibn Jazlah، البغدادي.من أشهر أطباء عصره

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو علي يحيى بن عيسى بن جزلة Ibn Jazlah، البغدادي.من أشهر أطباء عصره

    جزله

    Ibn Jazlah - Ibn Jazlah

    جزلة بن ـ)
    (...ـ493هـ/...ـ1100م)

    أبو علي يحيى بن عيسى بن جزلة، البغدادي، قرأ الطب على نصارى الكرخ وصار من أشهر أطباء عصره. كان زميلاً لأبي الحسن سعيد بن هبة الله طبيب الخليفة المقتدي بأمر الله، وعن طريقه اتصل بالخليفة العباسي، وأهدى إليه بعض مؤلفاته. درس المنطق على يد أبي علي بن الوليد شيخ المعتزلة، وعلى يده اعتنق الإسلام سنة 466هـ.
    كان ابن جزلة يقطن في محلة الكرخ ببغداد. وكان يطبِّبُ أهل محلَّته، ومعارفه بغير أجر، ويحمل الأشربة والأدوية للفقراء منهم من غير عوض، وكان أديباً ينظم الشعر، ويكتب خطاً جيداً منسوباً. ويقول ابن أبي أصيبعة إنه رأى بخطه عدة كتب من تصانيفه، وهي تدل على فضله، وتعرب عن معرفته. ولما علم بإسلامه قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني، قرّبه إليه، واستخدمه في كتابة السجلات.
    صنّف ابن جزلة عدداً من الرسائل والكتب، منها رسالة ألّفها في الرد على من طعن عليه من النصارى، بعد أن أعلن إسلامه، وأرسلها إلى «إليَّا» القس. وله رسالة أخرى في مدح الطب وموافقته للشرع، والردّ على من طعن عليه. أما الكتب التي ألفها فكان من أشهرها:
    1- كتاب «تقويم الأبدان في تدبير الإنسان» أهداه ابن جزلة إلى خزانة الخليفة المقتدر بالله، وقال في مقدمته: «الحمد لله الذي خلق فسوّى، وقدّر فهدى، وأمرض فشفى». وجعله على شكل الجداول الفلكية، فرتّب فيه أسماء الأمراض، كما ترتب أسماء الكواكب، ووضع أمام اسم كل مرض اثني عشر جدولاً، ذكر فيها على الترتيب: مزاج المريض، مسكنه، الزمن، البلد، هل المرض سليم أم خطر، سببه، علامته، هل يصلح فيه الاستفراغ؟ هل يصلح الفصد؟ عمر المريض، حالته، الغذاء الملائم، الدواء الملائم.
    اقتبس ابن جزلة، عند تأليفه كتاب «تقويم الأبدان»، الطريقة التي سار عليها، من قبله الطبيب مختار بن الحسن المعروف بابن بطلان (ت1068م)، عندما ألَّف كتابه «تقويم الصحة». وسار على هذه الطريقة العملية، لدراسة الأمراض والأدوية والأغذية النافعة في شفائها، عدَّة أطباء بعد ابن جزلة، وكان من أشهرهم إبراهيم بن أبي سعيد المغربي العلائي، الذي صنف كتاب «الفتح في التداوي لجميع الأمراض والشكاوي»، وجعله في ستة عشر جدولاً.
    2- كتاب «منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان» يقول ابن جزلة في مقدمته: «الحمد لله الذي ظهرت بدائع مصنوعاته، وبهرت غرائب مبتدعاته، وعمر البرايا بأنواع النبات والثمار المختلفة المنافع، تُسقى بماء واحد، وتفضّل بعضها على بعض في الأكل، فتبارك الله، أحسن الخالقين». ثم يقول إنه بعد أن ألّف كتاب «تقويم الأبدان» بادر إلى تأليف كتاب ثانٍ وهو «منهاج البيان»، ضمنّه ذكر جميع الأدوية والأغذية، والعقاقير الداخلة في تركيبها، عدا المجهول غير المتداول. ورتّب أسماءها على حروف المعجم، ذاكراً الشيء وماهيته، وأجوده وردّيه، وغشه، ومزاجه، ومرتبته ومنافعه، ومقدار ما يتناول منه وكيفية استعماله ومضاره، وإصلاحه وإبداله.
    كما ذكر أيضاً أسماء جميع من اقتبس من مؤلفاتهم، بدءاً من أبقراط وديسقوريدس وجالينوس إلى حنين والرازي والمجوسي.
    انتقد ابن البيطار كتاب «منهاج البيان» في كتاب دعاه «الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام» وبين ما وقع فيه من أخطاء وتحريف وتصحيف، في أسماء أو صفات أو منافع كثير من الأدوية المفردة.
    استخرج ابن البيطار من كتاب «المنهاج» المواد التي تضمنت أنواع الأخطاء المذكورة، ورتبها على حروف المعجم، فبلغ عددها (131) مادة، وبيّن الخطأ الموجود في كل مادة معتمداً على ما جاء في كتاب ديسقوريدس وجالينوس، إضافة إلى ملاحظاته الخاصة.
    3- كتاب «الإشارة في تلخيص العبارة»، فيما يستعمل من القوانين الطبية في تدبير الصحة وحفظ البدن. لخصه ابن جزلة من كتاب «تقويم الأبدان في تدبير الإنسان».
    زهير البابا
يعمل...
X