فن التصوير . . المباديء والمنهاج الدرس -٢١- مشاهدة السلبيات الطريق الصحيح لطبعات ناجحة
عندما تمعن النظر بسلبيتك المظهرة ، قد تجدها محيرة أول الأمر فالتدرجات اللونية معكوسة كلها ، ما كان فاتحاً هو معتم والعكس بالعكس . تستطيع مشاهدة الحدود العامة لموضوعك ، ولكن ما الذي تعنيه .. ما الذي تستطيع أن تتعلمه من سلبيتك قبل طبعها ؟ .
تستطيع أن تتعلم الكثير ، إذ تحتوي السلبية على ، منجم ذهبي ، من المعلـومـات حـول إضاءتك ، وتعريضك الضوئي ، وتظهيرك . هذه العناصر تجتمع لتنتج ثلاث صفات أساسية في سلبية ما
١ - كثافة ، يضبطها التعريض الضوئي في الدرجة الأولى .
۲ - تباين ضوئي ، يضبطه التظهير في الدرجة الأولى .
۳ - تنقيط او تبرغل ، يضبطه نوع الفيلم المستعمل والتظهير في الدرجة الأولى ، ثم مقدار التعريض الضوئي بدرجة أقل .
مع الممارسة ، تستطيع أن تتعلم كيف - تقرأ ، سلبية ـ أي تفحصها وتقيم نسبياً كلا من كثافتها وتباينهـا الضوئي وتبرغلها .
افضل طريقة تعتمدها لمشاهدة سلبيتك حتى تستطيع قراءتها بدقة ان تنظر من خلالها نحو ضوء ناعم متناسق ، ليس معنى هذا أن تمسكها عالية في مواجهة اشعة شمس براقة أو النور المباشر لمصباح بل عكس هذا تماماً .
يكفي أن تشاهد سلبيتك من خلال ضوء منعكس بالتساوي عن كرتونة بيضاء أو شريحة من الورق الأبيض أو جدار أو سقف أبيض اللون . هذا النور الناعم المتساوي يجعل قراءة السلبية سهلة
الأفضل هو صندوقة ضوئية فيها النور يشع ناعماً من خلال زجاج أو بلاستيك ابيض شبه شفاف . هذا ، وتباع الصناديق الضوئية في المتاجـر الفوتوغرافية ، مع ذلك لا تحتاج إلى شراء واحدة الآن بسبب وجود طريقة ابسط .
يكفي أن تشاهد سلبيتك من خلال ضوء منعكس بالتساوي عن كرتونة بيضاء أو شريحة من الورق الأبيض أو جدار أو سقف أبيض اللون . هذا النور الناعم المتساوي يجعل قراءة السلبية سهلة .
- عـلاقـات : فيلم وإضـاءة وتعريض ضوئي وتظهير .
بينما تدرس الكثافة والتباين الضوئي في سلبيتك ، سترى بسرعة كيف أن إضـاءتـك وتعريضك الضوئي وتظهيرك تمازجت لتنتج سلبيتك . أشرنا الى هذا سابقاً في الدرس عن . التعريض الضوئي ، عندما قلنا أن التعريض الضوئي والتظهير هما وجهان لعملة واحدة .
إضافة إلى هذا ، نقول أن نوع الفيلم الذي تستعمله ونوع إضاءتك لهما الأهمية ذاتها .
تصبح طريقة تمازج هذه العناصر واضحة عندما تراجع ما يحدث اثناء صنعـك لصـورة فوتوغرافية .
١ - ينصـب الضـوء فـوق بللورات هالايد القضة الموجودة على الفيلم داخل الكاميرا ويحدث
تأثيراً لا مرئياً في تلك البللورات ، اما شكل وقوة هذا التغيير فيتحددان بمقدار الضوء الذي يضرب كل نقطة على الفيلم ، وهذا بدوره يتحدد بتنوير الموضوع وشكل الموضوع مع أنظمـة الضوء والتعتيم فيه ، وطبيعة الفيلم ، والتعريض الضوئي الذي تختاره .
۲ - الصورة التي تتشكل بهذه البللورات المتغيرة لا تلبث أن تتحـول الـى صـورة دائمة بالتظهير . اذ بتظهير الفيلم أكثر أو أقل ، تستطيع التحكم بعدد البللورات التي تتعرض للضوء وتتحول الى فضة معدنية سوداء والنتيجة أنك من خلال التظهير ، تستطيع أن تتحكم بالتباين الضوئي ثم بالكثافة والتبرغل بنسبة أقل في سلبيتك المنتهية .
- الكثافة :
تشير الكثافة إلى المقدار النسبي للفضة المترسبة في منطقة معينة من سلبية ما فاذا بحرية ، تكون هذه المنطقة رقيقة . وقد يتراوح مجال الكثافات في سلبية ما بين مناطق شفافة تماماً ذات كثافة دنيا ومناطق لا تواجد ترسب كبير ، أي منطقة معتمة لا يستطيع الا القليل من النور أن يمر من خلالها ، تكون هذه المنطقة كثيفة وإذا تواجد ترسب ضئيل للغاية ، أي منطقة شفافة يمر الضوء من خلالها شفافة على الإطلاق ذات كثافة كبيرة جدا . وحيث ان السلبية هي عكس الصورة النهـائيـة في الطبعة ، فالمناطق الشفافة ذات الكثافة الضئيلة في السلبية تصبح سوداء في الطبعة ، بينما تصبح المناطق السوداء الكثيفة في السلبية بيضاء في الطبعة .
المناطق الشفافة في السلبية هي مناطق حدث فيها لقليل جداً فقط من بللورات الفضة أن تحول الى فضة معدنية سوداء ، بينما المناطق اللاشفافة فيها هي مناطق حدث لمعظم بللورات الفضة فيها ان تحولت إلى فضة معدنية سوداء ، وبين هذا الحد الأقصى وذاك . تحتوي السلبية على سلسلة من الكثافات الأخرى وسلسلة الكثافات هذه هي التي تنتج التفاصيل كلها في الصورة .
كذلك تستعمل كلمة كثافة لوصف سلبية ككل . فالسلبية الكثيفة هي تلك التي يحدث فيها لسلسلة الكثافات كلها ان تقترب من اللاشفافية . وبينما بعض المناطق في سلبية كثيفة هي كثيفة أكثر من مناطق أخرى ، ليس بينها ما هو . رقيق . . هنالك ترسب كبير للفضة المعدنية في كل مكان في الصورة .
وما يعاكس السلبية الكثيفة هو سلبية رقيقة ، فيها الكثافات جميعها شفافة نسبيا . وبينما بعض المناطق في سلبية رقيقة هي كثيفة أكثر من مناطق أخرى . تبقى المناطق جميعها شفافة بجوهرها لعدم وجود الكثير من الفضة المعدنية في آية منطقة .
انت على وجه العموم ، تحاول انتاج سلبية ليست كثيفة جداً ولا رقيقة جدا ، بل بين هذه وتلك . وهذا هو ما نطلق عليه اسم كثافة عادية .
دعنا ننظر الى سلبيات بكثافات مختلفة ونناقش كيفية التعامل بها .
- سلبية بكثافة عادية :
عندما تعرض الفيلم ضوئياً بشكل عادي ، وتظهره ، بشكل عادي . . ينبغي أن تحصل على سلبية عادية ، توجد هنا سلسلة واسعة من الكثافات ولكن لا وجود لمناطق كثيفة جدا أو رقيقة جدا تفقد التفاصيل القـابلـة للطبع ومن هكذا سلبية ، تحصل على طبعة فيها التفاصيل مرئية بوضوح في كل من مناطق الاشراق الأشد بريقا والظلال الأكثر تعتيماً وهذا هو هدفك المعتاد - سلبية عادية .
- سلبية كثيفة للغاية :
لاحظ كيف أن هذه السلبية تختلف عن السلبية العادية إذ تكاد تكون معتمة بمجملها لذلك فإن طبع سلبية من هذا النوع يحتاج إلى تعريضات ضوئية اطول بكثير من التعريض الضوئي العادي لتعطي طبعة تبدو عادية أضف إلى هذا وجود بضعة تاثيرات جانبية لا مرغوبة أمثال الإزدياد في التبرغل المرئي وفقدان الفصل النظيف للتدرجات اللونية ، ذلك الذي تتميز به سلبية تعرضت ضوئياً بشكل عادي صحيح . أكثر من ذلك ان التعريضات الضوئية بالغة الطول والتي تحتاجها لتأمين الحصول على طبعة عادية ، تزيد كذلك من خطر التواء السلبيات في الحامل بسبب إزدياد الحرارة تراكمياً .
نشير هنا الى ان السلبية الكثيفة أكثر مما ينبغي عادة ما تنتج عن تعريض ضوئي بالغ . واحياناً عن التظهير ، وغالباً عن الاثنين - فإذا كانت سلبياتك بالغة الكثافة على الدوام ، راجع ما يلي :
هل عداد تعريضك الضوئي سليم وصحيح . ؟ .. وهل أنت تستعمله بشكل سليم وصحيح . ؟ .
هل تمارس التظهير لفترة زمنية صحيحـة تحت درجـة حـرارة صحيحة .. ذلك أن اي ازدياد يطرا على درجة الحرارة يجعل المظهر أكثر فعالية ونشاطاً .
هنالك مشكلة إضافية تنشأ نتيجة كثافة تزيد كثيراً عما ينبغي هي أن التبرغل يزداد مع الكثافة . خصوصاً إذا عادت الكثافة بمعظم أسبابها الى المبالغة في التظهير فالفيلم الذي بولغ جدا بتعريضه ضوئياً يبقى بتبرغل معقول النعومة إلا إذا ترافق التعريض الضوئي البالغ مع تظهير بالغ .
- سلبية رقيقة للغاية :
لاحظ الآن كيف أن هذه السلبية الرقيقة تختلف عن العـاديـة والكثيفة . إذ توجد شفـافيـة شاملة والطبعـة خـاليـة من التفاصيل داخل الظلال مع قليل من التفاصيل فقط في المستويات الوسطى . وهناك إفتقار الى سلسلة التدرج اللوني الواضح النظيف الذي يميز سلبية عادية .
تنتج السلبية الرقيقة عن تعريض ضوئي لا كافي أو عن تظهير لا كافي او عن الاثنين .
والتباين الضوئي السلبيـة يساعد على معرفة العلة التي تسببت بذلك .
يشير التباين الضوئي إلى سلسلة الكثافات داخل السلبية أساساً ـ أي السلسلة من مناطق الظـل الأرق الى المشـرقـات الأكثف - فالسلبية ذات السلسلة الكبيرة فيها تباين ضوئي كبير والسلبية ذات السلسلة الصغيرة فيها تباين ضوئي ضئيل : ويقال عنها خفيفة ( Soft ) أو باهتة ( Flat ) .
- ما الذي يحدد التبـاين الضوئي ؟
أولا . التباين الضوئي في الموضوع -
قيمه الضوئية الحقيقية ، فلو عرضت فيلما ما ضونيا بسلام لموضوع ذي سلسلة تدرجات لونية تمتد من مشرقات براقة الى ظلال عميقة ، حينذاك ستكون السلبية عادية التظهير متباينة ضوئيا . والمثال على هذا انك اذا صورت متزلجين على الثلج ببذلات تزلج سوداء .
تشاهدهم مقابل حقل ثلجي تغطيه أشعة شمس براقة ، فعادة ما ستنتج سلبية تباين ضوئي .
والعكس أن لقطة التعريض الضوئي العادي لمنارة في جو ضبابي ملبد بالغيوم ، ستنتج سلبية باهتة قليلة التباين الضوئي عندما يتظهر الفيلم عادياً .
- التباين الضوئي والتعريض الضوئي .
العامل الثاني من التباين الضوئي هو التعريض الضوئي حتى مع تظهير عادي إذا بالغت جدأ بتعريض فيلمك ضوئياً ، ستقلل التباين الضوئي .
- القانون العام :
تأثير التعريض الضوئي على الكثافة والتباين الضوئي هو كما يلي :
- كلما ازداد التعريض الضوئي ، إزدادت الكثافة .
- التعريض الضوئي اللاكافي يزيد التباين الضوئي .
- التعريض الضوئي البالغ يقلل التباين الضوئي .
- تاثير التظهير على الكثافة والتباين الضوئي هو كما يلي :
- كلما ازداد التظهير ، ازدادت الكثافة .
- كلما ازداد التظهير ، ازداد التباين الضوئي .
هذا بسيط جدا بالفعل .
والآن كيف نستعمل هذه النظرية لإنتاج صور افضل . ؟
نمزجها متحولة إلى قانون عام تكرس مع الزمن خلال تاريخ التصوير الفوتوغرافي .
- تعريض ضوئي للظـلال وتظهير المشرقات :
دعنا نرى سبب فعالية هذا القانون .
واضح انك عندما تعطي تعريضاً ضوئياً كافياً لانتاج تفاصيل في الظلال انت كذلك تعطي تعريضاً ضوئياً كافياً لتسجيل المشرقات . الحقيقة انك تبـالـغ بـالتعريض الضوئي للمشرقات ربما ، ولكن كما تعلم ، يعطي الفيلم مجـالا واسعاً للتعريض الضوئي البالغ ، كما أن التعريض الضوئي البالغ كما أشرنا منذ لحظات ، يقلل التباين الضوئي ، خصوصاً إذا كانت المبالغة بالتعريض الضوئي كبيرة جدا .
والآن ، تريد خلال التظهير أن تعيد التباين الضوئي إلى مجال وحتى تحصل على تباين ضوئي سلیم تظهر حتى فترة تكفي للحصول على مناطق إشـراق ستنطبع كتدرجات لونية خفيفة عادي اكثر , فبتظهير كاف لإنتاج تفاصيل في المشرقات ، تنتـج تفاصيل في الظلال أيضاً لذلك ، براقة فالتظهير الأطول سيجعل المشـرقات اكثر كثافة من أن تنطبـع . لذلك تجنبه .
وكلما ازداد طول تظهيرك ازداد التباين الضوئي ثـم بـالـتـعـريض الضوئي - الكـافي - للظـلال والتظـهيـر - المتـوسط - للمشرقات ، تؤكد الحصول على سلبية باقصى قدر من التفاصيل وتباين ضوئي سليم في كل من الظلال والمشرقات .
هنالك تاثير آخـر للتظهير الأطول هو ان التظهير الزائد في الأيام القديمة عندما كان معظم المصورين الفـوتـوغـرافيين يستعملون فيلم شريحة ويستطيعون تظهير شريحة إفرادية في حوض مفتوح ومراقبة السلبية بينما تتظهر في الغرفة المظلمة . أما اليوم ، فمعظمنا تلتقط لفات ذات ۱۲ او ٣٦ تعريضاً ضوئياً ثم نحفضها معا . مما يعني أنه ليس عمليا ان نضبط التظهير لكل إطار وحده .
على أن هذه الفرصة ما زالت متوفرة للمحترف الذي يلتقط فيلم شريحة بكاميرا استديو ، وما يزال الكثيرون من كبار المحترفين يبذلون عناية كبيرة في التظهير الدقيق للشريحة الافرادية . للمزيد من الايضاح حول هذه النقطة ، نقول أنه قد تكون هناك أوقات يحدث فيها أن تلتقط تحت ظروف ضوئية صعبة جدا - مشهد شاطيء ذو تباين ضوئي كبير جدا على سبيل المثال ـ فاذا كنت على علم بضرورة تعريضك ضوئياً يساعد على تشابك بللورات القضة معاً متسبباً هكذا بحدوث تبرغل . لذلك كلما ازدادت فترة التظهير كلما كان التبرغل في سلبيتك أكثر خشونة . وباختصار نقول ؛
- كلما إزدادت فترة التظهير - حتى غاما اللانهاية - كلما إزداد التباين الضوئي وأصبح التبرغل أخشن . وكلما قصرت فترة التظهير كلما إنخفض التباين الضوئي وأصبـح التبرغل انعم .
- سوف نأتي لاحقاً إلى شرح معنى غاما اللانهاية -
- ضبط التظهير :
لماذا نقول تظهير للمشرقات والعمل بفترة تظهير وبحرارة عاديتين . ؟ .
كان لمفهوم تظهير كل فيلم لتحقيق تاثير معین صدئ رائعاً للظلال . تاركاً نفسك مع تعريض ضوئي بالغ جداً على المشرقات إلتقط لغة كاملة بهذه الطريقة . ثم ، لتبعث بالتباين الضوئي اللازم في السلبية ، افسح المجال لما هو مناسب من التظهير اللاكافي -
- غاما اللانهاية :
محتمل أنك الآن تتساءل ، ما الذي يحدث إذا ثابرت على التظهير لفترة طويلة جدا ؟ تصل الى نقطة تكون فيها قد ظهرت كل بللورات الفضة التي تأثرت بالضوء . تعرف هذه النقطة باسم غاما اللانهاية ( gamma infinity) . غاما كما تعلم هي قياس تباين ضوئي واللانهاية مستعملة هنا لتعني . اقصى ، وبالتالي فإن غاما اللانهاية تمثل أقصى قدر من التباين الضوئي يمكن تحقيقه .
إنها نقطة اللارجوع ، حيث لا يمكن للمزيد من التظهير أن يأتي الا باخبار سيئة طالما انه مهما كانت الصورة التي تم انتاجها بالضوء فقد تحولت الى فضة كلياً الآن .
مثابرة التظهير الى ما يتجاوز غاما اللانهاية سيدفع بمعدل ملحوظ من بللورات الفضة التي لم تتأثر بالضوء للبدء بالتحول الى فضة معدنية سوداء . وبالتالي سوف يبدأ تدرج لوني رمادي شامل يدعي ضباب ( fog ) بتغطية سلبيتك كلها . فاذا أعطى تظهيراً كافياً ، سوف يصبح الضباب
اسود ولن تظهر صورة على سلبيتك ، بل مجرد فوضی سوداء واحدة ، متساوية .
- مقارنة التباين الضوئي :
الآن ، بعدما إستكشفنا نظرية التباين الضوئي بتفصيل ، دعنا نتحول الى النواحي العملية دعنا ننظر في سلبيات ذات مستويات تباين ضوئي مختلفة .
١ - سلبية تباين ضوئي عادي :
هذا هو ما نطلق عليه اسم سلبية , عادية . - انها سلبية ذات مجال كامل من التدرجات اللونية التي تتراوح بين الفاتحة والداكنة مع تخليل رائع بينهما التفاصيل مرئية بوضوح في كل من الظلال والمشرفات . وهي ننتج طبعة جميلة على ورقة تباين ضوئي عادي . حتى تحصل على هكذا سلبيات باستمرار ، كل ما تحتاجه هو تعريض ضوئي صحيح وتظهير صحيح ، وهو ما سندرسه هنا ونتدرب على انتاجه .
۲ - سلبية باهته :
قارن هذه السلبية مع السلبية العادية ، لاحظ كيف أن مناطق الإشراق الأكثر بريقاً لم تعد سوداء تقريباً ، بل رمادية أفتح بكثير . لاحظ كيف أن مناطق الظل الأكثر رقة لم تعد مليئة بالصفات
المميزة والتفاصيل ، بل أصبحت أكثر رقة واقل تبايناً ضوئياً معاً أمـا الطبعة الناتجة ففيها بـالـتـالـي تـدرجـات لـونيـة رمـادية شاملة وضعيفة ، دون مناطق أسود عميق ولا أبيض متالق .
ما الذي جعل هذه السلبية باهتة .. فحيث ان الموضوع والإضاءة سمحا بتبـايـن ضوئي كبير يصبح علينا أن نبحث عن السبب في مكان آخر . يمكن للمبـالـغـة الكبيرة بالتعريض الضوئي ان تكون السبب ، وذلك أن التعريض الضوئي البالغ لا يزيد الكثافة فقط ، بل وقد يتسبب بخسارة في التباين الضوئي ايضاً عندما تحصل المناطق الظلية على مقدار كبير من التعريض الضوئي .
على انه يحتمل أكثر للتظهير اللاكافي أن يكون السبب . فكما تعلم ، يؤدي التظهير اللاكافي إلى إنتاج تباين ضوئي منخفض .
وبينما يحتاج الأمر الى مبالغة هائلة في التعريض الضوئي لخفض التباين الضوئي ، يكفي لقليل من الخفض يطـرا على التظهير اللازم ان يقلل التباين الضوئي .
۳ - سلبية تباين ضوئي :
قارن هذه السلبية مع السلبية العادية مناطق الإشراق سوداء ، ومناطق الظل العميق رقيقة . ولكن ماذا بشان التدرجات اللونية الوسطى ؟ تختلف هذه عن بعضها البعض بحدة بدلا من ان تكون لطيفة التظليل ، والطبعة الناتجة متباينة ضوئياً بمشرقات « منصولة اللون ، ، وظلال أسود عميق ، وتغييرات بالغة للتدرجات اللونية في المستويات الوسطى اما التفاصيل الرمادية فواضحة ، ولكن التفاصيل الداكنة والفاتحة مفقودة .
التظهير المبالغ به هو السبب ربما . فكما تعلم ، يؤدي التظهير البـالـغ إلى زيادة التباين الضوئي ، فاذا كانت سلبيتك كثيفة ، يكون التظهير البالغ هو السبب المحتمل .
تقييم سلبياتك
سبق وإطلعنا على مدى الأهمية في إمكانية الحكم على سلبياتك بدقة وبالعين المجردة حتى تستطيع أن تفهم وتصحح اية اخطاء في التعريض الضوئي
والتظهير ، وبالتالي تستطيع التعويض للسلبيات الـلاعـاديـة اثناء بالطبع .
دعنا نراجع الاحتمالات كلها .
سوف نختصر بحيث يصبح إستيعابك وتذكرك لها أسهل :
عندما تصنع تعريضاً ضوئيا ، تكون هناك ثلاث مجالات واسعة فقط يمكن لتعريض ضوئي معين ان يقع فيها : فهو إما تعريض ضوني عادي ، او تعريض ضوئي يقل عما ينبغي ، أو تعـريض ضوئي مبالغ به .
وعندما تظهر سلبية . كذلك تكون هناك ثلاث مجالات واسعة يمكن لتظهيرك ان يقع فيها ـ إما التظهير العادي ، او تظهير يقل عما ينبغي ، او تظهیر مبالغ به - وحيث أن مزيج التعريض الضـوئـي والنظـهيـر يحـدد الحسابية البسيطة - ۳ × ۳ - تطلعنا على وجود مجرد تسعة انواع محتملة للنتائج . دعنا ننظر في التسعة معاً .
إدرس هذه السلبيات ، وإسال نفسك مع كل واحدة عن السبب الذي أدى بالمزيج المعين من تعريض ضوئي وتظهير إلى إعطاء هذه النتيجة .
إحتفظ بهذه الخـارطـة في متناول اليد للعودة اليها في المستقبل عندما تقرا سلبياتك الذاتية . فسوف تجدها مفيدة⏹
الدرس المقبل
المعضلات .. أسبابها وطرق معالجاتها
عندما تمعن النظر بسلبيتك المظهرة ، قد تجدها محيرة أول الأمر فالتدرجات اللونية معكوسة كلها ، ما كان فاتحاً هو معتم والعكس بالعكس . تستطيع مشاهدة الحدود العامة لموضوعك ، ولكن ما الذي تعنيه .. ما الذي تستطيع أن تتعلمه من سلبيتك قبل طبعها ؟ .
تستطيع أن تتعلم الكثير ، إذ تحتوي السلبية على ، منجم ذهبي ، من المعلـومـات حـول إضاءتك ، وتعريضك الضوئي ، وتظهيرك . هذه العناصر تجتمع لتنتج ثلاث صفات أساسية في سلبية ما
١ - كثافة ، يضبطها التعريض الضوئي في الدرجة الأولى .
۲ - تباين ضوئي ، يضبطه التظهير في الدرجة الأولى .
۳ - تنقيط او تبرغل ، يضبطه نوع الفيلم المستعمل والتظهير في الدرجة الأولى ، ثم مقدار التعريض الضوئي بدرجة أقل .
مع الممارسة ، تستطيع أن تتعلم كيف - تقرأ ، سلبية ـ أي تفحصها وتقيم نسبياً كلا من كثافتها وتباينهـا الضوئي وتبرغلها .
افضل طريقة تعتمدها لمشاهدة سلبيتك حتى تستطيع قراءتها بدقة ان تنظر من خلالها نحو ضوء ناعم متناسق ، ليس معنى هذا أن تمسكها عالية في مواجهة اشعة شمس براقة أو النور المباشر لمصباح بل عكس هذا تماماً .
يكفي أن تشاهد سلبيتك من خلال ضوء منعكس بالتساوي عن كرتونة بيضاء أو شريحة من الورق الأبيض أو جدار أو سقف أبيض اللون . هذا النور الناعم المتساوي يجعل قراءة السلبية سهلة
الأفضل هو صندوقة ضوئية فيها النور يشع ناعماً من خلال زجاج أو بلاستيك ابيض شبه شفاف . هذا ، وتباع الصناديق الضوئية في المتاجـر الفوتوغرافية ، مع ذلك لا تحتاج إلى شراء واحدة الآن بسبب وجود طريقة ابسط .
يكفي أن تشاهد سلبيتك من خلال ضوء منعكس بالتساوي عن كرتونة بيضاء أو شريحة من الورق الأبيض أو جدار أو سقف أبيض اللون . هذا النور الناعم المتساوي يجعل قراءة السلبية سهلة .
- عـلاقـات : فيلم وإضـاءة وتعريض ضوئي وتظهير .
بينما تدرس الكثافة والتباين الضوئي في سلبيتك ، سترى بسرعة كيف أن إضـاءتـك وتعريضك الضوئي وتظهيرك تمازجت لتنتج سلبيتك . أشرنا الى هذا سابقاً في الدرس عن . التعريض الضوئي ، عندما قلنا أن التعريض الضوئي والتظهير هما وجهان لعملة واحدة .
إضافة إلى هذا ، نقول أن نوع الفيلم الذي تستعمله ونوع إضاءتك لهما الأهمية ذاتها .
تصبح طريقة تمازج هذه العناصر واضحة عندما تراجع ما يحدث اثناء صنعـك لصـورة فوتوغرافية .
١ - ينصـب الضـوء فـوق بللورات هالايد القضة الموجودة على الفيلم داخل الكاميرا ويحدث
تأثيراً لا مرئياً في تلك البللورات ، اما شكل وقوة هذا التغيير فيتحددان بمقدار الضوء الذي يضرب كل نقطة على الفيلم ، وهذا بدوره يتحدد بتنوير الموضوع وشكل الموضوع مع أنظمـة الضوء والتعتيم فيه ، وطبيعة الفيلم ، والتعريض الضوئي الذي تختاره .
۲ - الصورة التي تتشكل بهذه البللورات المتغيرة لا تلبث أن تتحـول الـى صـورة دائمة بالتظهير . اذ بتظهير الفيلم أكثر أو أقل ، تستطيع التحكم بعدد البللورات التي تتعرض للضوء وتتحول الى فضة معدنية سوداء والنتيجة أنك من خلال التظهير ، تستطيع أن تتحكم بالتباين الضوئي ثم بالكثافة والتبرغل بنسبة أقل في سلبيتك المنتهية .
- الكثافة :
تشير الكثافة إلى المقدار النسبي للفضة المترسبة في منطقة معينة من سلبية ما فاذا بحرية ، تكون هذه المنطقة رقيقة . وقد يتراوح مجال الكثافات في سلبية ما بين مناطق شفافة تماماً ذات كثافة دنيا ومناطق لا تواجد ترسب كبير ، أي منطقة معتمة لا يستطيع الا القليل من النور أن يمر من خلالها ، تكون هذه المنطقة كثيفة وإذا تواجد ترسب ضئيل للغاية ، أي منطقة شفافة يمر الضوء من خلالها شفافة على الإطلاق ذات كثافة كبيرة جدا . وحيث ان السلبية هي عكس الصورة النهـائيـة في الطبعة ، فالمناطق الشفافة ذات الكثافة الضئيلة في السلبية تصبح سوداء في الطبعة ، بينما تصبح المناطق السوداء الكثيفة في السلبية بيضاء في الطبعة .
المناطق الشفافة في السلبية هي مناطق حدث فيها لقليل جداً فقط من بللورات الفضة أن تحول الى فضة معدنية سوداء ، بينما المناطق اللاشفافة فيها هي مناطق حدث لمعظم بللورات الفضة فيها ان تحولت إلى فضة معدنية سوداء ، وبين هذا الحد الأقصى وذاك . تحتوي السلبية على سلسلة من الكثافات الأخرى وسلسلة الكثافات هذه هي التي تنتج التفاصيل كلها في الصورة .
كذلك تستعمل كلمة كثافة لوصف سلبية ككل . فالسلبية الكثيفة هي تلك التي يحدث فيها لسلسلة الكثافات كلها ان تقترب من اللاشفافية . وبينما بعض المناطق في سلبية كثيفة هي كثيفة أكثر من مناطق أخرى ، ليس بينها ما هو . رقيق . . هنالك ترسب كبير للفضة المعدنية في كل مكان في الصورة .
وما يعاكس السلبية الكثيفة هو سلبية رقيقة ، فيها الكثافات جميعها شفافة نسبيا . وبينما بعض المناطق في سلبية رقيقة هي كثيفة أكثر من مناطق أخرى . تبقى المناطق جميعها شفافة بجوهرها لعدم وجود الكثير من الفضة المعدنية في آية منطقة .
انت على وجه العموم ، تحاول انتاج سلبية ليست كثيفة جداً ولا رقيقة جدا ، بل بين هذه وتلك . وهذا هو ما نطلق عليه اسم كثافة عادية .
دعنا ننظر الى سلبيات بكثافات مختلفة ونناقش كيفية التعامل بها .
- سلبية بكثافة عادية :
عندما تعرض الفيلم ضوئياً بشكل عادي ، وتظهره ، بشكل عادي . . ينبغي أن تحصل على سلبية عادية ، توجد هنا سلسلة واسعة من الكثافات ولكن لا وجود لمناطق كثيفة جدا أو رقيقة جدا تفقد التفاصيل القـابلـة للطبع ومن هكذا سلبية ، تحصل على طبعة فيها التفاصيل مرئية بوضوح في كل من مناطق الاشراق الأشد بريقا والظلال الأكثر تعتيماً وهذا هو هدفك المعتاد - سلبية عادية .
- سلبية كثيفة للغاية :
لاحظ كيف أن هذه السلبية تختلف عن السلبية العادية إذ تكاد تكون معتمة بمجملها لذلك فإن طبع سلبية من هذا النوع يحتاج إلى تعريضات ضوئية اطول بكثير من التعريض الضوئي العادي لتعطي طبعة تبدو عادية أضف إلى هذا وجود بضعة تاثيرات جانبية لا مرغوبة أمثال الإزدياد في التبرغل المرئي وفقدان الفصل النظيف للتدرجات اللونية ، ذلك الذي تتميز به سلبية تعرضت ضوئياً بشكل عادي صحيح . أكثر من ذلك ان التعريضات الضوئية بالغة الطول والتي تحتاجها لتأمين الحصول على طبعة عادية ، تزيد كذلك من خطر التواء السلبيات في الحامل بسبب إزدياد الحرارة تراكمياً .
نشير هنا الى ان السلبية الكثيفة أكثر مما ينبغي عادة ما تنتج عن تعريض ضوئي بالغ . واحياناً عن التظهير ، وغالباً عن الاثنين - فإذا كانت سلبياتك بالغة الكثافة على الدوام ، راجع ما يلي :
هل عداد تعريضك الضوئي سليم وصحيح . ؟ .. وهل أنت تستعمله بشكل سليم وصحيح . ؟ .
هل تمارس التظهير لفترة زمنية صحيحـة تحت درجـة حـرارة صحيحة .. ذلك أن اي ازدياد يطرا على درجة الحرارة يجعل المظهر أكثر فعالية ونشاطاً .
هنالك مشكلة إضافية تنشأ نتيجة كثافة تزيد كثيراً عما ينبغي هي أن التبرغل يزداد مع الكثافة . خصوصاً إذا عادت الكثافة بمعظم أسبابها الى المبالغة في التظهير فالفيلم الذي بولغ جدا بتعريضه ضوئياً يبقى بتبرغل معقول النعومة إلا إذا ترافق التعريض الضوئي البالغ مع تظهير بالغ .
- سلبية رقيقة للغاية :
لاحظ الآن كيف أن هذه السلبية الرقيقة تختلف عن العـاديـة والكثيفة . إذ توجد شفـافيـة شاملة والطبعـة خـاليـة من التفاصيل داخل الظلال مع قليل من التفاصيل فقط في المستويات الوسطى . وهناك إفتقار الى سلسلة التدرج اللوني الواضح النظيف الذي يميز سلبية عادية .
تنتج السلبية الرقيقة عن تعريض ضوئي لا كافي أو عن تظهير لا كافي او عن الاثنين .
والتباين الضوئي السلبيـة يساعد على معرفة العلة التي تسببت بذلك .
يشير التباين الضوئي إلى سلسلة الكثافات داخل السلبية أساساً ـ أي السلسلة من مناطق الظـل الأرق الى المشـرقـات الأكثف - فالسلبية ذات السلسلة الكبيرة فيها تباين ضوئي كبير والسلبية ذات السلسلة الصغيرة فيها تباين ضوئي ضئيل : ويقال عنها خفيفة ( Soft ) أو باهتة ( Flat ) .
- ما الذي يحدد التبـاين الضوئي ؟
أولا . التباين الضوئي في الموضوع -
قيمه الضوئية الحقيقية ، فلو عرضت فيلما ما ضونيا بسلام لموضوع ذي سلسلة تدرجات لونية تمتد من مشرقات براقة الى ظلال عميقة ، حينذاك ستكون السلبية عادية التظهير متباينة ضوئيا . والمثال على هذا انك اذا صورت متزلجين على الثلج ببذلات تزلج سوداء .
تشاهدهم مقابل حقل ثلجي تغطيه أشعة شمس براقة ، فعادة ما ستنتج سلبية تباين ضوئي .
والعكس أن لقطة التعريض الضوئي العادي لمنارة في جو ضبابي ملبد بالغيوم ، ستنتج سلبية باهتة قليلة التباين الضوئي عندما يتظهر الفيلم عادياً .
- التباين الضوئي والتعريض الضوئي .
العامل الثاني من التباين الضوئي هو التعريض الضوئي حتى مع تظهير عادي إذا بالغت جدأ بتعريض فيلمك ضوئياً ، ستقلل التباين الضوئي .
- القانون العام :
تأثير التعريض الضوئي على الكثافة والتباين الضوئي هو كما يلي :
- كلما ازداد التعريض الضوئي ، إزدادت الكثافة .
- التعريض الضوئي اللاكافي يزيد التباين الضوئي .
- التعريض الضوئي البالغ يقلل التباين الضوئي .
- تاثير التظهير على الكثافة والتباين الضوئي هو كما يلي :
- كلما ازداد التظهير ، ازدادت الكثافة .
- كلما ازداد التظهير ، ازداد التباين الضوئي .
هذا بسيط جدا بالفعل .
والآن كيف نستعمل هذه النظرية لإنتاج صور افضل . ؟
نمزجها متحولة إلى قانون عام تكرس مع الزمن خلال تاريخ التصوير الفوتوغرافي .
- تعريض ضوئي للظـلال وتظهير المشرقات :
دعنا نرى سبب فعالية هذا القانون .
واضح انك عندما تعطي تعريضاً ضوئياً كافياً لانتاج تفاصيل في الظلال انت كذلك تعطي تعريضاً ضوئياً كافياً لتسجيل المشرقات . الحقيقة انك تبـالـغ بـالتعريض الضوئي للمشرقات ربما ، ولكن كما تعلم ، يعطي الفيلم مجـالا واسعاً للتعريض الضوئي البالغ ، كما أن التعريض الضوئي البالغ كما أشرنا منذ لحظات ، يقلل التباين الضوئي ، خصوصاً إذا كانت المبالغة بالتعريض الضوئي كبيرة جدا .
والآن ، تريد خلال التظهير أن تعيد التباين الضوئي إلى مجال وحتى تحصل على تباين ضوئي سلیم تظهر حتى فترة تكفي للحصول على مناطق إشـراق ستنطبع كتدرجات لونية خفيفة عادي اكثر , فبتظهير كاف لإنتاج تفاصيل في المشرقات ، تنتـج تفاصيل في الظلال أيضاً لذلك ، براقة فالتظهير الأطول سيجعل المشـرقات اكثر كثافة من أن تنطبـع . لذلك تجنبه .
وكلما ازداد طول تظهيرك ازداد التباين الضوئي ثـم بـالـتـعـريض الضوئي - الكـافي - للظـلال والتظـهيـر - المتـوسط - للمشرقات ، تؤكد الحصول على سلبية باقصى قدر من التفاصيل وتباين ضوئي سليم في كل من الظلال والمشرقات .
هنالك تاثير آخـر للتظهير الأطول هو ان التظهير الزائد في الأيام القديمة عندما كان معظم المصورين الفـوتـوغـرافيين يستعملون فيلم شريحة ويستطيعون تظهير شريحة إفرادية في حوض مفتوح ومراقبة السلبية بينما تتظهر في الغرفة المظلمة . أما اليوم ، فمعظمنا تلتقط لفات ذات ۱۲ او ٣٦ تعريضاً ضوئياً ثم نحفضها معا . مما يعني أنه ليس عمليا ان نضبط التظهير لكل إطار وحده .
على أن هذه الفرصة ما زالت متوفرة للمحترف الذي يلتقط فيلم شريحة بكاميرا استديو ، وما يزال الكثيرون من كبار المحترفين يبذلون عناية كبيرة في التظهير الدقيق للشريحة الافرادية . للمزيد من الايضاح حول هذه النقطة ، نقول أنه قد تكون هناك أوقات يحدث فيها أن تلتقط تحت ظروف ضوئية صعبة جدا - مشهد شاطيء ذو تباين ضوئي كبير جدا على سبيل المثال ـ فاذا كنت على علم بضرورة تعريضك ضوئياً يساعد على تشابك بللورات القضة معاً متسبباً هكذا بحدوث تبرغل . لذلك كلما ازدادت فترة التظهير كلما كان التبرغل في سلبيتك أكثر خشونة . وباختصار نقول ؛
- كلما إزدادت فترة التظهير - حتى غاما اللانهاية - كلما إزداد التباين الضوئي وأصبح التبرغل أخشن . وكلما قصرت فترة التظهير كلما إنخفض التباين الضوئي وأصبـح التبرغل انعم .
- سوف نأتي لاحقاً إلى شرح معنى غاما اللانهاية -
- ضبط التظهير :
لماذا نقول تظهير للمشرقات والعمل بفترة تظهير وبحرارة عاديتين . ؟ .
كان لمفهوم تظهير كل فيلم لتحقيق تاثير معین صدئ رائعاً للظلال . تاركاً نفسك مع تعريض ضوئي بالغ جداً على المشرقات إلتقط لغة كاملة بهذه الطريقة . ثم ، لتبعث بالتباين الضوئي اللازم في السلبية ، افسح المجال لما هو مناسب من التظهير اللاكافي -
- غاما اللانهاية :
محتمل أنك الآن تتساءل ، ما الذي يحدث إذا ثابرت على التظهير لفترة طويلة جدا ؟ تصل الى نقطة تكون فيها قد ظهرت كل بللورات الفضة التي تأثرت بالضوء . تعرف هذه النقطة باسم غاما اللانهاية ( gamma infinity) . غاما كما تعلم هي قياس تباين ضوئي واللانهاية مستعملة هنا لتعني . اقصى ، وبالتالي فإن غاما اللانهاية تمثل أقصى قدر من التباين الضوئي يمكن تحقيقه .
إنها نقطة اللارجوع ، حيث لا يمكن للمزيد من التظهير أن يأتي الا باخبار سيئة طالما انه مهما كانت الصورة التي تم انتاجها بالضوء فقد تحولت الى فضة كلياً الآن .
مثابرة التظهير الى ما يتجاوز غاما اللانهاية سيدفع بمعدل ملحوظ من بللورات الفضة التي لم تتأثر بالضوء للبدء بالتحول الى فضة معدنية سوداء . وبالتالي سوف يبدأ تدرج لوني رمادي شامل يدعي ضباب ( fog ) بتغطية سلبيتك كلها . فاذا أعطى تظهيراً كافياً ، سوف يصبح الضباب
اسود ولن تظهر صورة على سلبيتك ، بل مجرد فوضی سوداء واحدة ، متساوية .
- مقارنة التباين الضوئي :
الآن ، بعدما إستكشفنا نظرية التباين الضوئي بتفصيل ، دعنا نتحول الى النواحي العملية دعنا ننظر في سلبيات ذات مستويات تباين ضوئي مختلفة .
١ - سلبية تباين ضوئي عادي :
هذا هو ما نطلق عليه اسم سلبية , عادية . - انها سلبية ذات مجال كامل من التدرجات اللونية التي تتراوح بين الفاتحة والداكنة مع تخليل رائع بينهما التفاصيل مرئية بوضوح في كل من الظلال والمشرفات . وهي ننتج طبعة جميلة على ورقة تباين ضوئي عادي . حتى تحصل على هكذا سلبيات باستمرار ، كل ما تحتاجه هو تعريض ضوئي صحيح وتظهير صحيح ، وهو ما سندرسه هنا ونتدرب على انتاجه .
۲ - سلبية باهته :
قارن هذه السلبية مع السلبية العادية ، لاحظ كيف أن مناطق الإشراق الأكثر بريقاً لم تعد سوداء تقريباً ، بل رمادية أفتح بكثير . لاحظ كيف أن مناطق الظل الأكثر رقة لم تعد مليئة بالصفات
المميزة والتفاصيل ، بل أصبحت أكثر رقة واقل تبايناً ضوئياً معاً أمـا الطبعة الناتجة ففيها بـالـتـالـي تـدرجـات لـونيـة رمـادية شاملة وضعيفة ، دون مناطق أسود عميق ولا أبيض متالق .
ما الذي جعل هذه السلبية باهتة .. فحيث ان الموضوع والإضاءة سمحا بتبـايـن ضوئي كبير يصبح علينا أن نبحث عن السبب في مكان آخر . يمكن للمبـالـغـة الكبيرة بالتعريض الضوئي ان تكون السبب ، وذلك أن التعريض الضوئي البالغ لا يزيد الكثافة فقط ، بل وقد يتسبب بخسارة في التباين الضوئي ايضاً عندما تحصل المناطق الظلية على مقدار كبير من التعريض الضوئي .
على انه يحتمل أكثر للتظهير اللاكافي أن يكون السبب . فكما تعلم ، يؤدي التظهير اللاكافي إلى إنتاج تباين ضوئي منخفض .
وبينما يحتاج الأمر الى مبالغة هائلة في التعريض الضوئي لخفض التباين الضوئي ، يكفي لقليل من الخفض يطـرا على التظهير اللازم ان يقلل التباين الضوئي .
۳ - سلبية تباين ضوئي :
قارن هذه السلبية مع السلبية العادية مناطق الإشراق سوداء ، ومناطق الظل العميق رقيقة . ولكن ماذا بشان التدرجات اللونية الوسطى ؟ تختلف هذه عن بعضها البعض بحدة بدلا من ان تكون لطيفة التظليل ، والطبعة الناتجة متباينة ضوئياً بمشرقات « منصولة اللون ، ، وظلال أسود عميق ، وتغييرات بالغة للتدرجات اللونية في المستويات الوسطى اما التفاصيل الرمادية فواضحة ، ولكن التفاصيل الداكنة والفاتحة مفقودة .
التظهير المبالغ به هو السبب ربما . فكما تعلم ، يؤدي التظهير البـالـغ إلى زيادة التباين الضوئي ، فاذا كانت سلبيتك كثيفة ، يكون التظهير البالغ هو السبب المحتمل .
تقييم سلبياتك
سبق وإطلعنا على مدى الأهمية في إمكانية الحكم على سلبياتك بدقة وبالعين المجردة حتى تستطيع أن تفهم وتصحح اية اخطاء في التعريض الضوئي
والتظهير ، وبالتالي تستطيع التعويض للسلبيات الـلاعـاديـة اثناء بالطبع .
دعنا نراجع الاحتمالات كلها .
سوف نختصر بحيث يصبح إستيعابك وتذكرك لها أسهل :
عندما تصنع تعريضاً ضوئيا ، تكون هناك ثلاث مجالات واسعة فقط يمكن لتعريض ضوئي معين ان يقع فيها : فهو إما تعريض ضوني عادي ، او تعريض ضوئي يقل عما ينبغي ، أو تعـريض ضوئي مبالغ به .
وعندما تظهر سلبية . كذلك تكون هناك ثلاث مجالات واسعة يمكن لتظهيرك ان يقع فيها ـ إما التظهير العادي ، او تظهير يقل عما ينبغي ، او تظهیر مبالغ به - وحيث أن مزيج التعريض الضـوئـي والنظـهيـر يحـدد الحسابية البسيطة - ۳ × ۳ - تطلعنا على وجود مجرد تسعة انواع محتملة للنتائج . دعنا ننظر في التسعة معاً .
إدرس هذه السلبيات ، وإسال نفسك مع كل واحدة عن السبب الذي أدى بالمزيج المعين من تعريض ضوئي وتظهير إلى إعطاء هذه النتيجة .
إحتفظ بهذه الخـارطـة في متناول اليد للعودة اليها في المستقبل عندما تقرا سلبياتك الذاتية . فسوف تجدها مفيدة⏹
الدرس المقبل
المعضلات .. أسبابها وطرق معالجاتها
تعليق