توجيه الموديل خبرة واحتراف
تصوير الموديل ، أو النموذج من المرافق الفوتوغرافية الأكثر شهرة ، كما هي الحال قديما مع رسامي « الموديل » .. وإذا كانت العملية لدى البعض تكاد تكون جلسة تصوير عادية ، فإنها في الحقيقة بحاجة إلى خبرة واسعة في مجال التعامل مع النموذج الذي نعمل على تصويره ، وكلما كان هذا التعامل سلسا وطبيعياً كلما إلتقطنا صوراً أفضل و أكثر جمالا .
التعامل مع - الموديل » أو النموذج للحصول على صور ناجحة مسألة يعتبرها البعض بديهية ولا تحتاج لتفكير مسبق ، بينما في الحقيقة فإنه ليس بالأمر اليسير أن تطلب إلى فتاة ، الموديل ، التحرك من وضع إلى آخر وما يحتاج ذلك من ملاحظات وكلمات من أمثال . إبتسمي قليلا ، أو إرفعـي شعرك بيدك ، وما إلى ذلك من عبـارات قد تزعج النمـوذج فينعكس ذلك سلباً على اللقطات الناتجة ، او تريحها فنعود باحلى اللقطات وانجحها طبعاً ليس هناك من كلمـة سحرية ثقال . فتشعر النموذج بعدها بالإطمئنان والإسترخاء ، لكن هناك مقومات يجب أن يتحلى بها المصور بطبيعته ودون تصنع ، للوصول إلى الصيغة المطلوبة
من السهل عادة معرفة ما إذا كان الوئام متوفراً بين المصور والنموذج ، وذلك من مجرد النظر الـى شـريـحـة التـلامس او السلايدات الناتجة عن جلسة العمل التي انجزاها فالنموذج مسترخية في الأوضاع التي تتخذها لنفسها وهي تخضع للتصوير والصور متميزة بمظهر طبيعي لهذه الأوضاع . فإذا تعرض المصور الفوتوغرافي للمصاعب اثناء جلسة العمل كثيراً ما يتضح هذا من النتائج كذلك ، حيث ثاني الصور مصطنعة وتبدو النموذج متوترة تفتقر الى الراحة ، بحيث يتضح أن التفاهم بين المصور والموضوع كان قليلاً جدا .
قد يكون الشيء الأكثر أهمية بين ما ينبغي ان تعرفه قبل بدء جلسة العمل هو نوع الصور التي نريدها . علينا تسجيل أكبر قدر من المعلومات المتعلقة بكل صورة مع ملاحظة بنوع الإضاءة التي نريد إستعمالها ، والموقع الذي يجول في خاطرنا ، والجو العام للصورة المنتهية ، إذ عندما تكون لدينا فكرة واضحة عما نريده .
نستطيع شرح خطتنا للنموذج باختصار وثقة . فإذا كانت الأفكار بحد ذاتها غير واضحة لدى المصور ، ستكون توجيهاته للنمـوذج غير واضحة هي الأخرى .
علينا أولا أن نناقش مع النموذج نوع الثياب التي نحتاجها للصور ويستحسن ان تتوفر ثياب بديلة في متناول اليد اذا كان هذا مستطاعاً وذلك لإضفاء عنصر التنويع ، ولنفكر ايضا باشياء تمسكها النموذج بحيث نستطيع توفير الثقة لنمـوذج متـوتـرة الأعصاب .
فالنماذج التي تدخن على وجه الخصوص ، تجد صعوبة في معرفة اين تضع كفها إذا لم تكن ممسكة بسيحارة ، كما أن الإمساك بمظلة يستطيع إعطاء النموذج شيئا لتفعله ، وتخليصها من الإحساس بوجود أكثر من عشرة اصابع في كفيها .
ثم على الفور ، وقبل ملاقاة النموذج لالتقاط الصور ، علينا التأكد من توفر كل ما نحتاجه في متناولنا بل وأكثر مما نحتاجه من الافلام على وجه الخصوص قد يبدو هذا واضحاً الا ان البحث المتوتر في حقيبة معداتنا عن عدسة تركتها في البيت سرعان ما سيفقد النموذج تركيزها ، كما ان إنتهاء الأفلام المتوفرة يضع نهاية مفاجئة لجلسة العمل .
- مسـاعـدة النمـوذج على الاسترخاء
تتمتع النماذج - المحترفات بخبرة في الظهور براحة وهدوء أمام الكاميرا ولكن التقاط صورة لاشخاص غير معتادين على ذلك يمكنه أن يكون عمملية . تعذيب » بكل معنى الكلمة . من هنا يصبح علينا القيام بكل ما نستطيعه حتى نوفر مشـاعـر الإستـرخـاء للموضوع فلدي العمل في استديو ، إحترافي أو مرتجـل حجب التاكد من انه دافيء ومربح إلى حد معقول والموسيقى تساعد كثيراً تملا اي صمت مزعج اثناء تغيير الفيلم أو الانوار .
و إذا بدت النموذج متوترة الأعصاب عند قدومها يستحسن تاجيل الإلتقاط وترك الكثير من الوقت حتى تستعيد استرخاءها .
هذا ولدى العمل مع نموذج لا خبرة لديها ، يستحسن في بعض الأحيان ان نقترح عليها جلب
صـديقـة أو قريبة معها فباستطاعة ذلك دعمها بثقة ذاتية كبيرة نحتاجها ، كما أن الصديقة أو القريبة تستطيع ان تساعد بمسك العاكسات او تجميـل النموذج هذا على ان نحاول التخلص من كل الاشخاص الآخرين ، إذ يصعب على أي كان ان يبدو مسترخياً وطبيعياً إذا كان محاطاً بحشد يعتريه الفضول مع ذلك ، ينغي من النمـاذج المحترفين ان يكونوا معتادين على استديو كثير الاعمال .
من الضروري إجراء أكبر قدر ممكن من التحضيرات قبل بدء جلسة العمل . كتركيب الأنوار بعيدة إلى اقصى حد ممكن واخذ قراءات عداد ضوئي من الموقع المحدد للنموذج . فإذا لم تتغير الإضاءة ، يجب ان نتمكن من الاحتفاظ بالقراءة ذاتها طوال جلسة العمل بأكملها فيتخطيط وتحضير مناسبين ، نستطيع التركيز على التقاط الصور دون القلق من الأمور التقنية .
ثم حالما نبدأ الالتقاط علينا إبقاء النموذج مشغولة طيلة الوقت . فـالتـدفق المستمـر للمحادثة والتشجيع يساعـداه كثيراً ـ الجميع بحاجة لمن يقول لهم انهم يحسنون العمل - يجب بذل المحاولة وتقديم هذا الدعم الذي يعيد الثقة الى النفس حتى ولو لم تكن مقتنعين بان الصور جيدة . وعلينا العمل بسرعة دون الاقتصاد في الأفلام . إذ يميل الناس الى توتير انفسهم قبل إنطلاق المغلاق ثم يسترخون عندما يسمعون نكتة من هنا فإن سلسلة التعريضات الضوئية التي تتم بتتال سريع غالباً ما تكون أفضل من اطار يلتقط على حدة ، لأن الوقت لا يتوفر للنموذج حتى تعتمد تعبيراً ثابتاً قبـل إلتقاط كل صورة . هذا هو احد الأسباب الذي يدفع بالعديد من المصورين الفوتوغرافيين المحترفين إلى التقاط عدة لفات افلام والی استعمال محرك دفع حتى يستطيعوا العمل بسرعة .
هذا ، ويحل الاسترخاء بمعظم النماذج مع تقدم جلسة العمل ، مما يعني انه إذا بدأت الأمور سيئة ، لا داع للقلق - فهي لا تلبث أن نتحس فيما بعد عادة - من هنا غالباً ما نجد ان الصور الأفضل لجلسة عمل غالباً ما تكون الدزينة الأخيرة تقريباً في آخر لفة تم إستعمالها ، أما اللقطـات الأسبق ففقيرة عموما .
ومن ناحية أخرى ، يجب عدم دفع النموذج إلى حدود الارهاق فحالما يبدأ انتباهها بالتراجع . ناخذ فرصة إستراحة لتناول قدح قهوة ، أو تضع حدا لجلسة العمل . إن باستطاعة العمل كنموذج ان يكون مرهقاً جداً . ومن السهل نسيان ذلك ، خصوصا إذا بدا ان الجلسة تسير على ما يرام .
- استعمال ركيزة ثلاثية الأرجل :
يشعر العديد من المصورين الفوتوغرافيين ان تركيب الكاميرا على ركيزة ثلاثية الأرجل ينتج نوعاً من الصور الصارمة والتي تفتقر إلى المرونة ، قد يكون هذا صحيحاً بالنسبة لأنواع معينة من التصوير الفوتوغرافي ، ولكن يمكن للركيزة ثلاثية الارجل أن تمثل عوناً كبيراً اثناء العمل مع نموذج . ذلك أنها تسمح بتجهيز الكاميرا معدة للعمل عند نقطة ثابتة تثابر على التحديق من خلال محدد النظر باستمرار . نستطيع هكذا فتلتقط الصور دون ان ان نقف إلى جانب الكاميرا ، أو وراءها مباشرة بدلا من الانحناء وإخفاء راسنا وراء العدسة ، كما ان استعمال سلك إطلاق طويل ولفاف اوتوماتيكي يسمحـان بالاقتراب أكثر مما يزيد من سهولة تنمية علاقة مع النموذج التي تستطيع مراقبة ردود الفعل تجاه التغيير في وقفتها او تعابيرها فإذا لم تكن واثقين من صنع إطار الصورة . علينا تحديد الخلفية بشريط لاصق او خيط ، بحيث نستطيع مشاهدة موقع حافة إطار محدد النظر ، دونما حاجة للتطلع من خلال الكاميرا .
- إعداد وقفة النموذج :
نادرات من النماذج اللواتي يستطعن إتخاذ سلسلة أوضاع طبيعية مختلفة لا نهاية لها ، بل وحتى النموذج ذات الخبرة تحتاج إلى نوع ما من التوجيه ياتيها من المصور ، فإذا واجهتنا المصاعب بمعرفة من اين تبدأ ، علينا البحث عن أمثلة لنوع الصور التي تسعى لتحقيقها ، وقصها من مجلات او صحف لا ينبغي التقليـد الكلي لكتـاب قصاصات الصور رغم أن هذا يؤمن نقطة إنطلاق جيدة ونستطيع الاستفادة من الكتاب بعرضه على النموذج لتشاهد نوع الصور التي نريد تحقيقها في جلسة العمل المعنية ، أو اختيار بعض اعمالنا الناجحة لموديلات سابقة من الالبوم الخاص بنا . ويجب الا ننسى أن بعض الوقفات هي اسهل على النموذج لتتعامل معها بالمقارنة مع وقفات اخرى . فالوقوف في فسحة فارغة دون وجود ما تفعله النموذج ، قد يكون مهمة صعبة من وجهة نظرها بينما أوضاع الجلوس او الإستلقاء أسهل بكثير - على كرسي او مقعد طويل يؤمن للنموذج على وجه العمـوم أوضاعاً اكثر حيوية - وغالباً ما نجد مكاناً نضع عليه كفيها هكذا .
في الخارج ، يجب البحث عن اي شيء تستطيع النموذج أن ترتكز عليه أو تجلس عليه .
وهكذا لنجد أن المقاعد الطويلة والاشجـار والجدران وسيـاج الأدراج مفيدة جميعها لهذا الغرض ، وفي الداخل ، يمكن لأية قطعة مفروشات ان تساعد النموذج حتى تعثر لنفسها على وقفة مبتكرة .
نلفت النظر هنا إلى أنه رغم بدء جلسة العمل ويوجود افكار جاهزة حول الأوضاع التي تريد للنموذج ان تتخذها ، يبقى من الأهم تجربة تنبعث تلقائياً اية افكار اخرى خلال جلسة العمل ، وإذا بدا من وقفة ما انها ناجحة بشكل خاص .
علينا الا نفقد الصبر ونتسرع بالتحول الى غيرها ، بل نثابر عليها مدخلين بعض التغييرات الصغيرة على الوضع والتعبير مع المحافظة على الصورة الأساسية ذاتها .
ومن ناحية أخرى ، يجب الا نتجه نحو الحد الأقصى المقابل مع إبقاء النموذج في وضع واحد طيلة ساعات على التوالي ، بل نحافظ على وجود بعض الحياة والنشاط في الصور ، ولو دون زخرفة ـ اذا كانت الفسحة كافية .
ندع للنموذج حرية التجول قليلا - ونستطيع التركيز مسبقاً على نقطة ثابتة . ونطلب من النموذج ان تسير نحونا ، أو في دوائر حول الكاميرا . هذا على ان نتجنب اللقطات التقليدية التي تكررت الى حد انها فقدت معناها .
امـا في الـداخـل ، فتجنب الوقفات الثابتة هو اكثر صعوبة ، إلا أننا نستطيع بعث الحركة في شعر النموذج وثيابها عن طريق الإستعانة بمروحة أو مجفف للشعر او بتحريك شريحة من الكرتون ، و إذا كان شعر النموذج طويلا ، فهزها لرأسها ينفذ المهمة على ما يرام . هذه جميعها الاعيب تبعث شيئاً من الحركة في صورة ستاتي متصلبة لولاها .
والجدير بالذكر أن الصور الوجهية للرأس والكتفين قد تُرعب النموذج أكثر مما ترعبها صور لطولها بكامله ، لأن الكاميرا تكون اقرب اليها بكثيـر من هنا يستحسن العمل بعدسة طويلة إذا كانت هناك فسحة كافيـة للتراجع إلى الوراء ـ حتى عدسة ال ۲۰۰ ملم ليست طويلة أكثر مما ينبغي ، ولكن أي شيء يزيد عن طول بؤري مقداره ۱۰۰ ملم هو بجودة كافية - وبالنسبة للقطات رأس من هذا القبيل ، فوضع مرآة إلى جانب النموذج يفيد لكشف سريع على التعابير والشعـر والتجميل يجب وضع المرأة عالية بحيث تستطيع النموذج مشاهدة الانعكاس دون أن تدير راسها .
هنالك عدد قليل من مصوري الازياء يستعملون مرآة الوقفة على هذا الشكل في الخارج وبينما هي مثبتة على قمة حامل إضاءة ، توضع إلى جانب النموذج ، خارج مجال اللقطة مباشرة .
إذا بدا للنموذج من اية وقفة انها ليست طبيعية ، لن تظهر هذه جيدة على الفيلم ، لذلك ، يجب أن نلجا إلى وقفات أخرى أكثـر إسترخاءاً لتؤمن مشاعر الراحة والثقة للنموذج ، وإذا قالت فتاة الموديل لا تلتقط من هذا الجانب ، جانبي الآخر أفضل او . انا لا اجلس هكذا ابدأ ، لأنني قد ابدو حمقاء ، ، فالاحتمال انها محقة فيما تقول ، وعليك تجربة شيء آخر دون تردد .
- بعد جلسة العمل :
عرض الصور التي تلتقطها على النمـوذج مسـالـة لطف وتهذيب ، إلا إذا كانت النموذج محترفة ، وتتقاضی اجرها كاملا وهو اجر كبير اما اذا كانت غير محترفة وتعمـل دون أجر فإهداؤها مجموعة من الطبعات سيكون تصرفأ له تقديره الكبير عندها وإذا جاءت الصور كافية الجودة ، قد نتمكن من الحصول على فيض دائم من المتفرجين بهذه الطريقة ، لأن المصورين الفوتوغرافيين المحترفين يطلبون اجراً كبيراً مقابل إنتاج مجموعة طبعات لنموذج ملهمه - على هذا ان يكون مكافاة عادلة لجهد ووقت النموذج .
- باختصار
لا يوجد سر حقيقي للعمل بنجاح مع نموذج ، انها مسالة خبرة اكثر من أي شيء آخر .
ومع تزايد عملنا على تصوير النماذج اكثر فاكثر ، سوف تزداد ثقتنا بانفسنا وعلى النتائج ان تظهر في التحسن التدريجي للصور الفوتوغرافية⏹
تصوير الموديل ، أو النموذج من المرافق الفوتوغرافية الأكثر شهرة ، كما هي الحال قديما مع رسامي « الموديل » .. وإذا كانت العملية لدى البعض تكاد تكون جلسة تصوير عادية ، فإنها في الحقيقة بحاجة إلى خبرة واسعة في مجال التعامل مع النموذج الذي نعمل على تصويره ، وكلما كان هذا التعامل سلسا وطبيعياً كلما إلتقطنا صوراً أفضل و أكثر جمالا .
التعامل مع - الموديل » أو النموذج للحصول على صور ناجحة مسألة يعتبرها البعض بديهية ولا تحتاج لتفكير مسبق ، بينما في الحقيقة فإنه ليس بالأمر اليسير أن تطلب إلى فتاة ، الموديل ، التحرك من وضع إلى آخر وما يحتاج ذلك من ملاحظات وكلمات من أمثال . إبتسمي قليلا ، أو إرفعـي شعرك بيدك ، وما إلى ذلك من عبـارات قد تزعج النمـوذج فينعكس ذلك سلباً على اللقطات الناتجة ، او تريحها فنعود باحلى اللقطات وانجحها طبعاً ليس هناك من كلمـة سحرية ثقال . فتشعر النموذج بعدها بالإطمئنان والإسترخاء ، لكن هناك مقومات يجب أن يتحلى بها المصور بطبيعته ودون تصنع ، للوصول إلى الصيغة المطلوبة
من السهل عادة معرفة ما إذا كان الوئام متوفراً بين المصور والنموذج ، وذلك من مجرد النظر الـى شـريـحـة التـلامس او السلايدات الناتجة عن جلسة العمل التي انجزاها فالنموذج مسترخية في الأوضاع التي تتخذها لنفسها وهي تخضع للتصوير والصور متميزة بمظهر طبيعي لهذه الأوضاع . فإذا تعرض المصور الفوتوغرافي للمصاعب اثناء جلسة العمل كثيراً ما يتضح هذا من النتائج كذلك ، حيث ثاني الصور مصطنعة وتبدو النموذج متوترة تفتقر الى الراحة ، بحيث يتضح أن التفاهم بين المصور والموضوع كان قليلاً جدا .
قد يكون الشيء الأكثر أهمية بين ما ينبغي ان تعرفه قبل بدء جلسة العمل هو نوع الصور التي نريدها . علينا تسجيل أكبر قدر من المعلومات المتعلقة بكل صورة مع ملاحظة بنوع الإضاءة التي نريد إستعمالها ، والموقع الذي يجول في خاطرنا ، والجو العام للصورة المنتهية ، إذ عندما تكون لدينا فكرة واضحة عما نريده .
نستطيع شرح خطتنا للنموذج باختصار وثقة . فإذا كانت الأفكار بحد ذاتها غير واضحة لدى المصور ، ستكون توجيهاته للنمـوذج غير واضحة هي الأخرى .
علينا أولا أن نناقش مع النموذج نوع الثياب التي نحتاجها للصور ويستحسن ان تتوفر ثياب بديلة في متناول اليد اذا كان هذا مستطاعاً وذلك لإضفاء عنصر التنويع ، ولنفكر ايضا باشياء تمسكها النموذج بحيث نستطيع توفير الثقة لنمـوذج متـوتـرة الأعصاب .
فالنماذج التي تدخن على وجه الخصوص ، تجد صعوبة في معرفة اين تضع كفها إذا لم تكن ممسكة بسيحارة ، كما أن الإمساك بمظلة يستطيع إعطاء النموذج شيئا لتفعله ، وتخليصها من الإحساس بوجود أكثر من عشرة اصابع في كفيها .
ثم على الفور ، وقبل ملاقاة النموذج لالتقاط الصور ، علينا التأكد من توفر كل ما نحتاجه في متناولنا بل وأكثر مما نحتاجه من الافلام على وجه الخصوص قد يبدو هذا واضحاً الا ان البحث المتوتر في حقيبة معداتنا عن عدسة تركتها في البيت سرعان ما سيفقد النموذج تركيزها ، كما ان إنتهاء الأفلام المتوفرة يضع نهاية مفاجئة لجلسة العمل .
- مسـاعـدة النمـوذج على الاسترخاء
تتمتع النماذج - المحترفات بخبرة في الظهور براحة وهدوء أمام الكاميرا ولكن التقاط صورة لاشخاص غير معتادين على ذلك يمكنه أن يكون عمملية . تعذيب » بكل معنى الكلمة . من هنا يصبح علينا القيام بكل ما نستطيعه حتى نوفر مشـاعـر الإستـرخـاء للموضوع فلدي العمل في استديو ، إحترافي أو مرتجـل حجب التاكد من انه دافيء ومربح إلى حد معقول والموسيقى تساعد كثيراً تملا اي صمت مزعج اثناء تغيير الفيلم أو الانوار .
و إذا بدت النموذج متوترة الأعصاب عند قدومها يستحسن تاجيل الإلتقاط وترك الكثير من الوقت حتى تستعيد استرخاءها .
هذا ولدى العمل مع نموذج لا خبرة لديها ، يستحسن في بعض الأحيان ان نقترح عليها جلب
صـديقـة أو قريبة معها فباستطاعة ذلك دعمها بثقة ذاتية كبيرة نحتاجها ، كما أن الصديقة أو القريبة تستطيع ان تساعد بمسك العاكسات او تجميـل النموذج هذا على ان نحاول التخلص من كل الاشخاص الآخرين ، إذ يصعب على أي كان ان يبدو مسترخياً وطبيعياً إذا كان محاطاً بحشد يعتريه الفضول مع ذلك ، ينغي من النمـاذج المحترفين ان يكونوا معتادين على استديو كثير الاعمال .
من الضروري إجراء أكبر قدر ممكن من التحضيرات قبل بدء جلسة العمل . كتركيب الأنوار بعيدة إلى اقصى حد ممكن واخذ قراءات عداد ضوئي من الموقع المحدد للنموذج . فإذا لم تتغير الإضاءة ، يجب ان نتمكن من الاحتفاظ بالقراءة ذاتها طوال جلسة العمل بأكملها فيتخطيط وتحضير مناسبين ، نستطيع التركيز على التقاط الصور دون القلق من الأمور التقنية .
ثم حالما نبدأ الالتقاط علينا إبقاء النموذج مشغولة طيلة الوقت . فـالتـدفق المستمـر للمحادثة والتشجيع يساعـداه كثيراً ـ الجميع بحاجة لمن يقول لهم انهم يحسنون العمل - يجب بذل المحاولة وتقديم هذا الدعم الذي يعيد الثقة الى النفس حتى ولو لم تكن مقتنعين بان الصور جيدة . وعلينا العمل بسرعة دون الاقتصاد في الأفلام . إذ يميل الناس الى توتير انفسهم قبل إنطلاق المغلاق ثم يسترخون عندما يسمعون نكتة من هنا فإن سلسلة التعريضات الضوئية التي تتم بتتال سريع غالباً ما تكون أفضل من اطار يلتقط على حدة ، لأن الوقت لا يتوفر للنموذج حتى تعتمد تعبيراً ثابتاً قبـل إلتقاط كل صورة . هذا هو احد الأسباب الذي يدفع بالعديد من المصورين الفوتوغرافيين المحترفين إلى التقاط عدة لفات افلام والی استعمال محرك دفع حتى يستطيعوا العمل بسرعة .
هذا ، ويحل الاسترخاء بمعظم النماذج مع تقدم جلسة العمل ، مما يعني انه إذا بدأت الأمور سيئة ، لا داع للقلق - فهي لا تلبث أن نتحس فيما بعد عادة - من هنا غالباً ما نجد ان الصور الأفضل لجلسة عمل غالباً ما تكون الدزينة الأخيرة تقريباً في آخر لفة تم إستعمالها ، أما اللقطـات الأسبق ففقيرة عموما .
ومن ناحية أخرى ، يجب عدم دفع النموذج إلى حدود الارهاق فحالما يبدأ انتباهها بالتراجع . ناخذ فرصة إستراحة لتناول قدح قهوة ، أو تضع حدا لجلسة العمل . إن باستطاعة العمل كنموذج ان يكون مرهقاً جداً . ومن السهل نسيان ذلك ، خصوصا إذا بدا ان الجلسة تسير على ما يرام .
- استعمال ركيزة ثلاثية الأرجل :
يشعر العديد من المصورين الفوتوغرافيين ان تركيب الكاميرا على ركيزة ثلاثية الأرجل ينتج نوعاً من الصور الصارمة والتي تفتقر إلى المرونة ، قد يكون هذا صحيحاً بالنسبة لأنواع معينة من التصوير الفوتوغرافي ، ولكن يمكن للركيزة ثلاثية الارجل أن تمثل عوناً كبيراً اثناء العمل مع نموذج . ذلك أنها تسمح بتجهيز الكاميرا معدة للعمل عند نقطة ثابتة تثابر على التحديق من خلال محدد النظر باستمرار . نستطيع هكذا فتلتقط الصور دون ان ان نقف إلى جانب الكاميرا ، أو وراءها مباشرة بدلا من الانحناء وإخفاء راسنا وراء العدسة ، كما ان استعمال سلك إطلاق طويل ولفاف اوتوماتيكي يسمحـان بالاقتراب أكثر مما يزيد من سهولة تنمية علاقة مع النموذج التي تستطيع مراقبة ردود الفعل تجاه التغيير في وقفتها او تعابيرها فإذا لم تكن واثقين من صنع إطار الصورة . علينا تحديد الخلفية بشريط لاصق او خيط ، بحيث نستطيع مشاهدة موقع حافة إطار محدد النظر ، دونما حاجة للتطلع من خلال الكاميرا .
- إعداد وقفة النموذج :
نادرات من النماذج اللواتي يستطعن إتخاذ سلسلة أوضاع طبيعية مختلفة لا نهاية لها ، بل وحتى النموذج ذات الخبرة تحتاج إلى نوع ما من التوجيه ياتيها من المصور ، فإذا واجهتنا المصاعب بمعرفة من اين تبدأ ، علينا البحث عن أمثلة لنوع الصور التي تسعى لتحقيقها ، وقصها من مجلات او صحف لا ينبغي التقليـد الكلي لكتـاب قصاصات الصور رغم أن هذا يؤمن نقطة إنطلاق جيدة ونستطيع الاستفادة من الكتاب بعرضه على النموذج لتشاهد نوع الصور التي نريد تحقيقها في جلسة العمل المعنية ، أو اختيار بعض اعمالنا الناجحة لموديلات سابقة من الالبوم الخاص بنا . ويجب الا ننسى أن بعض الوقفات هي اسهل على النموذج لتتعامل معها بالمقارنة مع وقفات اخرى . فالوقوف في فسحة فارغة دون وجود ما تفعله النموذج ، قد يكون مهمة صعبة من وجهة نظرها بينما أوضاع الجلوس او الإستلقاء أسهل بكثير - على كرسي او مقعد طويل يؤمن للنموذج على وجه العمـوم أوضاعاً اكثر حيوية - وغالباً ما نجد مكاناً نضع عليه كفيها هكذا .
في الخارج ، يجب البحث عن اي شيء تستطيع النموذج أن ترتكز عليه أو تجلس عليه .
وهكذا لنجد أن المقاعد الطويلة والاشجـار والجدران وسيـاج الأدراج مفيدة جميعها لهذا الغرض ، وفي الداخل ، يمكن لأية قطعة مفروشات ان تساعد النموذج حتى تعثر لنفسها على وقفة مبتكرة .
نلفت النظر هنا إلى أنه رغم بدء جلسة العمل ويوجود افكار جاهزة حول الأوضاع التي تريد للنموذج ان تتخذها ، يبقى من الأهم تجربة تنبعث تلقائياً اية افكار اخرى خلال جلسة العمل ، وإذا بدا من وقفة ما انها ناجحة بشكل خاص .
علينا الا نفقد الصبر ونتسرع بالتحول الى غيرها ، بل نثابر عليها مدخلين بعض التغييرات الصغيرة على الوضع والتعبير مع المحافظة على الصورة الأساسية ذاتها .
ومن ناحية أخرى ، يجب الا نتجه نحو الحد الأقصى المقابل مع إبقاء النموذج في وضع واحد طيلة ساعات على التوالي ، بل نحافظ على وجود بعض الحياة والنشاط في الصور ، ولو دون زخرفة ـ اذا كانت الفسحة كافية .
ندع للنموذج حرية التجول قليلا - ونستطيع التركيز مسبقاً على نقطة ثابتة . ونطلب من النموذج ان تسير نحونا ، أو في دوائر حول الكاميرا . هذا على ان نتجنب اللقطات التقليدية التي تكررت الى حد انها فقدت معناها .
امـا في الـداخـل ، فتجنب الوقفات الثابتة هو اكثر صعوبة ، إلا أننا نستطيع بعث الحركة في شعر النموذج وثيابها عن طريق الإستعانة بمروحة أو مجفف للشعر او بتحريك شريحة من الكرتون ، و إذا كان شعر النموذج طويلا ، فهزها لرأسها ينفذ المهمة على ما يرام . هذه جميعها الاعيب تبعث شيئاً من الحركة في صورة ستاتي متصلبة لولاها .
والجدير بالذكر أن الصور الوجهية للرأس والكتفين قد تُرعب النموذج أكثر مما ترعبها صور لطولها بكامله ، لأن الكاميرا تكون اقرب اليها بكثيـر من هنا يستحسن العمل بعدسة طويلة إذا كانت هناك فسحة كافيـة للتراجع إلى الوراء ـ حتى عدسة ال ۲۰۰ ملم ليست طويلة أكثر مما ينبغي ، ولكن أي شيء يزيد عن طول بؤري مقداره ۱۰۰ ملم هو بجودة كافية - وبالنسبة للقطات رأس من هذا القبيل ، فوضع مرآة إلى جانب النموذج يفيد لكشف سريع على التعابير والشعـر والتجميل يجب وضع المرأة عالية بحيث تستطيع النموذج مشاهدة الانعكاس دون أن تدير راسها .
هنالك عدد قليل من مصوري الازياء يستعملون مرآة الوقفة على هذا الشكل في الخارج وبينما هي مثبتة على قمة حامل إضاءة ، توضع إلى جانب النموذج ، خارج مجال اللقطة مباشرة .
إذا بدا للنموذج من اية وقفة انها ليست طبيعية ، لن تظهر هذه جيدة على الفيلم ، لذلك ، يجب أن نلجا إلى وقفات أخرى أكثـر إسترخاءاً لتؤمن مشاعر الراحة والثقة للنموذج ، وإذا قالت فتاة الموديل لا تلتقط من هذا الجانب ، جانبي الآخر أفضل او . انا لا اجلس هكذا ابدأ ، لأنني قد ابدو حمقاء ، ، فالاحتمال انها محقة فيما تقول ، وعليك تجربة شيء آخر دون تردد .
- بعد جلسة العمل :
عرض الصور التي تلتقطها على النمـوذج مسـالـة لطف وتهذيب ، إلا إذا كانت النموذج محترفة ، وتتقاضی اجرها كاملا وهو اجر كبير اما اذا كانت غير محترفة وتعمـل دون أجر فإهداؤها مجموعة من الطبعات سيكون تصرفأ له تقديره الكبير عندها وإذا جاءت الصور كافية الجودة ، قد نتمكن من الحصول على فيض دائم من المتفرجين بهذه الطريقة ، لأن المصورين الفوتوغرافيين المحترفين يطلبون اجراً كبيراً مقابل إنتاج مجموعة طبعات لنموذج ملهمه - على هذا ان يكون مكافاة عادلة لجهد ووقت النموذج .
- باختصار
لا يوجد سر حقيقي للعمل بنجاح مع نموذج ، انها مسالة خبرة اكثر من أي شيء آخر .
ومع تزايد عملنا على تصوير النماذج اكثر فاكثر ، سوف تزداد ثقتنا بانفسنا وعلى النتائج ان تظهر في التحسن التدريجي للصور الفوتوغرافية⏹
تعليق