مولد أمة عصره. يتفجر الفلم بالمعية صورية في كل لقطة تقريباً ويتميز بمجرى صوتي مركب إلى درجة أن العالم السينمائي فغر فاه عجباً. يعزى إلى ولز غالباً كما عزي إلى كريفيث قبله شرف ابتكار العديد من المؤثرات حيث كان في الواقع يقوم بالدرجة الرئيسية بالتوحيد لكنه مثل كريفيث أيضاً. كانت عبقرية ويلز تتكون من قدرته الخارقة في جمع وتوسيع إنجازات سابقيه بأجمعها. رغم شبابه إذ كان في الخامسة والعشرين عندما صنع المواطن كين فإن ويلز كان قد أمضى عدة سنوات في التمثيل والكتابة والإنتاج وإخراج المسرحيات الإذاعية. لقد خدمته جيداً الدروس التي تعلمها في الوسط التعبيري السمعي .
الأصوات في الاذاعة يجب أن تثير الصور الممثل الذي يتكلم من خلال غرفة الصدى يوحي بمضمون مرئي يمكن أن يكون ذلك قاعة مسرح ضخمة مثلاً. صافرة قطار «بعيد» توحي بمنظر واسع كبير وهكذا. لقد طبق ويلز ببساطة هذا المبدأ السمعي على المجرى الصوتي السينمائي وكانت النتائج ولا تزال مذهلة اكتشف ويلز بالتعاون مع مساعده الفني في الصوت جيمس جي ستيوارت بأن كل أسلوب صوري تقريباً له معادل صوتي. كل اللقطات مثلا لها نوعية صوتية تشمل الضخامة ودرجة الوضوح والنسيج .
أصوات اللقطات البعيدة جداً نائية وغالباً «بعيدة» وأصوات اللقطة القريبة واضحة مجسدة وعموماً عالية اللقطات الثنائية يزداد تأثيرها عند وجود مجريين صوتيين يرافقانها. إذا أظهرنا صراعاً مثلاً يمكن أن يقوم خطان الحنيان متضاربان من الموسيقى بتعميق الصدام الدرامي والصوري. اللقطات ذات الزاوية العالية تقدم غالباً مؤثرات صوتية وموسيقى ذات ذبذبة عالية تصاحب الصورة الزوايا الواطئة ترافقها أصوات هادئة وذات ذبذبة واطئة. القطع المفاجيء يمكن أن ينقط بانتقالات صوتية مفاجئة مماثلة في المواطن كين يقطع ويلز من مشهد هادىء واطىء الإنارة إلى عودة عنيفة تبدأ بصرخة نافذة الببغاء في لقطة كبيرة. يمكن للأصوات أن تظهر تدريجياً وأن تختفي تدريجياً مثلما تفعل الصورة الأصوات يمكن أن تتداخل وأن تتشابك كما يجري للصور في مشهد تمت منتجته الأصوات يمكن أيضاً أن توحي بحركة مرفوعة رشيقة مع مقطع موسيقي متصاعد (كليسندو) الاهتزازات في اللقطة المحمولة باليد يمكن مضاعفة أثرها بجملة موسيقية منقطة (ستاكاتو). الإمكانيات تكاد تكون غير محدودة .
ذلك ومع فلم المواطن كين عمل شامخ في كل مجالات الصوت في اللغة كتب النص ويلز مشاركة مع هيرمان جي مانكيويكز والموسيقى ألفها برنارد هيرمان والمؤثرات الصوتية الحوار حرفي ودقيق مسرحي بفضفاضيته. بينما تقفز آلة التصوير فوق الفترات الزمنية والمواقع المختلفة يكون المجرى الصوتي استمرارية لمشاهد بأكملها من المشاهد المشهورة مثلاً ترينا كين وهو يستمع لأغنية تغنيها سوزان الكسندر وهي فتاة التقى بها قبل قليل وسوف تصبح في النهاية عشيقة له ثم تصبح زوجته الثانية. المشهد يدور في شقتها القذرة. بينما تستمر الأغنية في المجرى الصوتي تتداخل الصورة تدريجياً إلى لقطة موازية تظهر كين في شقة فخمة حيث نرى سوزان وقد لبست بشكل مبالغ فيه وهي تنهي أغنيتها إلى جانب آلة بيانو ضخمة خلال ثوان معدودة يحقق ويلز العلاقة بين كين وعشيقته باستخدام الأغنية لوصل الفجوة الهائلة في الزمان والمكان في حدث آخر يستخدم ويلز مشهداً ممنتجاً لسوزان في جولتها الأوبرالية التي تنتهي بكارثة يمكن سماع مقطع الآريا من الأوبرا على المجرى الصوتي وهو يتشوه إلى عويل حاد مكفهر .
في مقطع افتتاحي من الفلم يقدم الحوار من خلال غرفة الصدى للإيحاء بالفخفخة الفارغة لمن كان في وقت ما ولي أمر كين حيث يخزنة اوراقه في مخزن لحفظ الأوراق كالقبر ولإظهار تغرب كين التدريجي عن زوجته الأولى يقدم ويلز سلسلة من مشاهد تناول الفطور في حين أن المجرى الصوتي يسمعنا سلسلة المشادات بين كين وزوجته ابتداءً بكلام شهر العسل الحلو وانتهاء بشجار عاصف المقطع بكامله لا يحتوي إلا على ثلاثين سطراً أو ما يقاربها من الحوار بناء الفلم ذاته يستند إلى سلسلة من الرجعات الصورية يتكلم خلالها خمسة من المخبرين عن رأيهم المعاصر بشخصية كين المتناقضة . خلال الفلم يجاور ويلز الكلمات والمؤثرات الصوتية والموسيقى مع الصور بدرجة من التعقيد يصل معها العديد من المعاني في وقت واحد .
في فلمه آل امبرسونز الرائعون نجد ويلز قد حسن أسلوبه في المونتاج الصوتي حيث يشابك الحوار بين عدة مجاميع من الشخصيات ٥ اللغة هنا ليست مهمة لما تعبر عنه من الناحية الذهنية بل الأصح أنها مثل التأليف الموسيقي تقصد كصوت بحت للإثارة العاطفية أحد أبرز الأحداث التي تستخدم هذا الأسلوب هو مشهد المغادرة في آخر حفلة لعائلة امبرسون صور المشهد بشكل جميل المصور السينمائي ستانلي كورتيز بالتصوير العميق الواضح مع تباينات تعبيرية في الإنارة وضعت أكثر الشخصيات في الظل حوار كل مجموعة من الشخصيات يتداخل بهدوء مع المجموعة الأخرى ثم يتداخل حوار هذه المجموعة بدوره مع المجموعة الثانية. التأثير الساحر شاعري رغم البساطة النسبية للكلمات ذاتها. كل مجموعة يشخصها نسيج صوتي خاص الشباب يتكلمون بسرعة وبشدة صوتية اعتيادية عالية والزوجان الكهلان يهمسان ببطء وتقارب . صرخات اعضاء العائلة المختلفين الآخرين تنقط هذه المقاطع الحوارية في انفجارات مفاجئة. المشهد بكامله يبدو مصمم الحركة سمعياً وصورياً. الاجسام في الظل تنساب خارج الإطار وداخله كاشباح رشيقة وحوارهم يطفوا متموجاً في الظل الخصومات بين عائلة أمبرسون مسجلة غالباً بطريقة مماثلة . ممثلو ويلز لا ينتظرون بفارغ الصبر إشارة البدء . الاتهامات والتنديدات تنهال في آن واحد كما يجري في الحياة الحقيقية. الكلمات العنيفة غير المربوطة وغير المنطقية غالباً تنطلق في دفقات عفوية من الغضب والهوان وكما في الخصومات العائلية الكل يصرخ لكن الكل لا ينصت.
استخدم روبرت آلتمان أسلوباً مونتاجياً مماثلاً في صوت أفلامه (أم . أي أس. ج) و(ماكيب والسيدة ميللر) و(ناشفيل). في الواقع انتقدت أفلام التمان بقسوة العدم وضوح المجاري الصوتية - التمان مثل ويلز يستخدم اللغة غالباً كصوت بحت وخاصة في بعض المشاهد من فلم (ماكيب والسيدة ميللر) حيث تم مزج قرابة عشرين مجرى صوتياً. في مثل هذه المشاهد يتم «استبعاد العديد من السطور عن قصد باستطاعتنا فقط اصطياد عبارة عابرة هنا وهناك إلا أن هذه العبارات تكفي لإعطائنا فكرة عما يجري حقيقة في المشهد الأهم من كل ذلك أن هذه العبارات تعطينا الإحساس بالكيفية التي تسمع فيها اللغة والأصوات حقيقة في الواقع غموض ولف ودوران وامتلاء بالغرائب المضحكة .
بعد مغادرة ويلز للولايات المتحدة إلى أوروبا تدهورت نوعية صوته أفلامه الأوروبية مذهلة من الناحية الصورية كما كانت إلا أن أغلب هذه الأفلام تعاني من التسجيل الصوتي الضعيف بسبب القصور المالي كما يبدو (٥ ، ٧ ) في فلم (فولستاف) ويعرف أيضاً باسم دقات منتصف الليل يستخدم في الأغلب لقطات بعيدة وبعيدة جداً في حين أن الحوار يبدو وكأنه في لقطة قريبة المدى. جزء من مشكلته كان ببساطة عدم وجود الوقت (والمال) الكافي لتصوير كل الأقدام المطلوبة. إذ إن العديد من ممثليه نجوم ذور أجور عالية لا يمكنهم إلا العمل أسابيع قليلة معه كل مرة ويجبر ويلز على استخدام الممثلين البدلاء ولأنهم بدلاء عليه أن يصورهم من مسافات بعيدة حتى لا يميز الجمهور تلك الحيلة عندما يدمج الحوار المسجل قبل التصوير من قبل الممثل الأصلي مع هذه الصور البعيدة يجد الكثير من المشاهدين الإختلاف مشوشاً .
إلا أن ويلز يستطيع أيضاً أن يخلق بعض المؤثرات الشاعرية بهذا الأسلوب مما ساخراً بالابتعاد والقرب في الوقت نفسه وأحياناً بنوع من الانفصام السايكولوجي بين اللغة والفعل منذ أواخر الخمسينات أصبح هذا الاختلاف بين الصوت والصورة شائعاً أكثر ، حتى وإن لم تكن هنالك مشاكل خاصة في الميزانية المالية. جون شليسنكر مثلاً استخدم اللقطات البعيدة والصوت القريب في فلمه راعي بقر منتصف الليل لكي يؤكد تفاهة بطليه في مدينة نيويورك وكونهما مثل حشرات. الصوت في مثل هذه الأحوال يؤدي وظيفة وسيلة الاستمرارية في حين يجبر الجمهور على مسح الصورة لكي يعثر على مصدر الحوار.
الأصوات في الاذاعة يجب أن تثير الصور الممثل الذي يتكلم من خلال غرفة الصدى يوحي بمضمون مرئي يمكن أن يكون ذلك قاعة مسرح ضخمة مثلاً. صافرة قطار «بعيد» توحي بمنظر واسع كبير وهكذا. لقد طبق ويلز ببساطة هذا المبدأ السمعي على المجرى الصوتي السينمائي وكانت النتائج ولا تزال مذهلة اكتشف ويلز بالتعاون مع مساعده الفني في الصوت جيمس جي ستيوارت بأن كل أسلوب صوري تقريباً له معادل صوتي. كل اللقطات مثلا لها نوعية صوتية تشمل الضخامة ودرجة الوضوح والنسيج .
أصوات اللقطات البعيدة جداً نائية وغالباً «بعيدة» وأصوات اللقطة القريبة واضحة مجسدة وعموماً عالية اللقطات الثنائية يزداد تأثيرها عند وجود مجريين صوتيين يرافقانها. إذا أظهرنا صراعاً مثلاً يمكن أن يقوم خطان الحنيان متضاربان من الموسيقى بتعميق الصدام الدرامي والصوري. اللقطات ذات الزاوية العالية تقدم غالباً مؤثرات صوتية وموسيقى ذات ذبذبة عالية تصاحب الصورة الزوايا الواطئة ترافقها أصوات هادئة وذات ذبذبة واطئة. القطع المفاجيء يمكن أن ينقط بانتقالات صوتية مفاجئة مماثلة في المواطن كين يقطع ويلز من مشهد هادىء واطىء الإنارة إلى عودة عنيفة تبدأ بصرخة نافذة الببغاء في لقطة كبيرة. يمكن للأصوات أن تظهر تدريجياً وأن تختفي تدريجياً مثلما تفعل الصورة الأصوات يمكن أن تتداخل وأن تتشابك كما يجري للصور في مشهد تمت منتجته الأصوات يمكن أيضاً أن توحي بحركة مرفوعة رشيقة مع مقطع موسيقي متصاعد (كليسندو) الاهتزازات في اللقطة المحمولة باليد يمكن مضاعفة أثرها بجملة موسيقية منقطة (ستاكاتو). الإمكانيات تكاد تكون غير محدودة .
ذلك ومع فلم المواطن كين عمل شامخ في كل مجالات الصوت في اللغة كتب النص ويلز مشاركة مع هيرمان جي مانكيويكز والموسيقى ألفها برنارد هيرمان والمؤثرات الصوتية الحوار حرفي ودقيق مسرحي بفضفاضيته. بينما تقفز آلة التصوير فوق الفترات الزمنية والمواقع المختلفة يكون المجرى الصوتي استمرارية لمشاهد بأكملها من المشاهد المشهورة مثلاً ترينا كين وهو يستمع لأغنية تغنيها سوزان الكسندر وهي فتاة التقى بها قبل قليل وسوف تصبح في النهاية عشيقة له ثم تصبح زوجته الثانية. المشهد يدور في شقتها القذرة. بينما تستمر الأغنية في المجرى الصوتي تتداخل الصورة تدريجياً إلى لقطة موازية تظهر كين في شقة فخمة حيث نرى سوزان وقد لبست بشكل مبالغ فيه وهي تنهي أغنيتها إلى جانب آلة بيانو ضخمة خلال ثوان معدودة يحقق ويلز العلاقة بين كين وعشيقته باستخدام الأغنية لوصل الفجوة الهائلة في الزمان والمكان في حدث آخر يستخدم ويلز مشهداً ممنتجاً لسوزان في جولتها الأوبرالية التي تنتهي بكارثة يمكن سماع مقطع الآريا من الأوبرا على المجرى الصوتي وهو يتشوه إلى عويل حاد مكفهر .
في مقطع افتتاحي من الفلم يقدم الحوار من خلال غرفة الصدى للإيحاء بالفخفخة الفارغة لمن كان في وقت ما ولي أمر كين حيث يخزنة اوراقه في مخزن لحفظ الأوراق كالقبر ولإظهار تغرب كين التدريجي عن زوجته الأولى يقدم ويلز سلسلة من مشاهد تناول الفطور في حين أن المجرى الصوتي يسمعنا سلسلة المشادات بين كين وزوجته ابتداءً بكلام شهر العسل الحلو وانتهاء بشجار عاصف المقطع بكامله لا يحتوي إلا على ثلاثين سطراً أو ما يقاربها من الحوار بناء الفلم ذاته يستند إلى سلسلة من الرجعات الصورية يتكلم خلالها خمسة من المخبرين عن رأيهم المعاصر بشخصية كين المتناقضة . خلال الفلم يجاور ويلز الكلمات والمؤثرات الصوتية والموسيقى مع الصور بدرجة من التعقيد يصل معها العديد من المعاني في وقت واحد .
في فلمه آل امبرسونز الرائعون نجد ويلز قد حسن أسلوبه في المونتاج الصوتي حيث يشابك الحوار بين عدة مجاميع من الشخصيات ٥ اللغة هنا ليست مهمة لما تعبر عنه من الناحية الذهنية بل الأصح أنها مثل التأليف الموسيقي تقصد كصوت بحت للإثارة العاطفية أحد أبرز الأحداث التي تستخدم هذا الأسلوب هو مشهد المغادرة في آخر حفلة لعائلة امبرسون صور المشهد بشكل جميل المصور السينمائي ستانلي كورتيز بالتصوير العميق الواضح مع تباينات تعبيرية في الإنارة وضعت أكثر الشخصيات في الظل حوار كل مجموعة من الشخصيات يتداخل بهدوء مع المجموعة الأخرى ثم يتداخل حوار هذه المجموعة بدوره مع المجموعة الثانية. التأثير الساحر شاعري رغم البساطة النسبية للكلمات ذاتها. كل مجموعة يشخصها نسيج صوتي خاص الشباب يتكلمون بسرعة وبشدة صوتية اعتيادية عالية والزوجان الكهلان يهمسان ببطء وتقارب . صرخات اعضاء العائلة المختلفين الآخرين تنقط هذه المقاطع الحوارية في انفجارات مفاجئة. المشهد بكامله يبدو مصمم الحركة سمعياً وصورياً. الاجسام في الظل تنساب خارج الإطار وداخله كاشباح رشيقة وحوارهم يطفوا متموجاً في الظل الخصومات بين عائلة أمبرسون مسجلة غالباً بطريقة مماثلة . ممثلو ويلز لا ينتظرون بفارغ الصبر إشارة البدء . الاتهامات والتنديدات تنهال في آن واحد كما يجري في الحياة الحقيقية. الكلمات العنيفة غير المربوطة وغير المنطقية غالباً تنطلق في دفقات عفوية من الغضب والهوان وكما في الخصومات العائلية الكل يصرخ لكن الكل لا ينصت.
استخدم روبرت آلتمان أسلوباً مونتاجياً مماثلاً في صوت أفلامه (أم . أي أس. ج) و(ماكيب والسيدة ميللر) و(ناشفيل). في الواقع انتقدت أفلام التمان بقسوة العدم وضوح المجاري الصوتية - التمان مثل ويلز يستخدم اللغة غالباً كصوت بحت وخاصة في بعض المشاهد من فلم (ماكيب والسيدة ميللر) حيث تم مزج قرابة عشرين مجرى صوتياً. في مثل هذه المشاهد يتم «استبعاد العديد من السطور عن قصد باستطاعتنا فقط اصطياد عبارة عابرة هنا وهناك إلا أن هذه العبارات تكفي لإعطائنا فكرة عما يجري حقيقة في المشهد الأهم من كل ذلك أن هذه العبارات تعطينا الإحساس بالكيفية التي تسمع فيها اللغة والأصوات حقيقة في الواقع غموض ولف ودوران وامتلاء بالغرائب المضحكة .
بعد مغادرة ويلز للولايات المتحدة إلى أوروبا تدهورت نوعية صوته أفلامه الأوروبية مذهلة من الناحية الصورية كما كانت إلا أن أغلب هذه الأفلام تعاني من التسجيل الصوتي الضعيف بسبب القصور المالي كما يبدو (٥ ، ٧ ) في فلم (فولستاف) ويعرف أيضاً باسم دقات منتصف الليل يستخدم في الأغلب لقطات بعيدة وبعيدة جداً في حين أن الحوار يبدو وكأنه في لقطة قريبة المدى. جزء من مشكلته كان ببساطة عدم وجود الوقت (والمال) الكافي لتصوير كل الأقدام المطلوبة. إذ إن العديد من ممثليه نجوم ذور أجور عالية لا يمكنهم إلا العمل أسابيع قليلة معه كل مرة ويجبر ويلز على استخدام الممثلين البدلاء ولأنهم بدلاء عليه أن يصورهم من مسافات بعيدة حتى لا يميز الجمهور تلك الحيلة عندما يدمج الحوار المسجل قبل التصوير من قبل الممثل الأصلي مع هذه الصور البعيدة يجد الكثير من المشاهدين الإختلاف مشوشاً .
إلا أن ويلز يستطيع أيضاً أن يخلق بعض المؤثرات الشاعرية بهذا الأسلوب مما ساخراً بالابتعاد والقرب في الوقت نفسه وأحياناً بنوع من الانفصام السايكولوجي بين اللغة والفعل منذ أواخر الخمسينات أصبح هذا الاختلاف بين الصوت والصورة شائعاً أكثر ، حتى وإن لم تكن هنالك مشاكل خاصة في الميزانية المالية. جون شليسنكر مثلاً استخدم اللقطات البعيدة والصوت القريب في فلمه راعي بقر منتصف الليل لكي يؤكد تفاهة بطليه في مدينة نيويورك وكونهما مثل حشرات. الصوت في مثل هذه الأحوال يؤدي وظيفة وسيلة الاستمرارية في حين يجبر الجمهور على مسح الصورة لكي يعثر على مصدر الحوار.
تعليق