تصویر الابنية من الداخل
تطرقنا كثيراً إلى تصوير الأبنية ، علماً منا أن العديد من المصورين يحبون هذا الاتجاه ، لكن الآن سنقدم جانباً آخر هو التصوير الداخلي لهذه الأبنية ، والذي سنعود معه بلقطات مهمة ورائعة ، خصوصاً من المتاحف والكنائس والمساجد ، أو أية أبنية أخرى ذات تصاميم هندسية وفنية مما هو منتشر كثيراً عندنا ، حيث النقوش والزخرفة الإسلامية الرائعة .
كثيراً جداً ما ينظر الى التصوير الفوتوغرافي على أنه نشاط يمـارس في الخارج ، حتى ان العديد من الهواة يغضون النظر عن الإمكانات الفوتوغرافية التي يمكن العثور عليها في الداخل ، اذ يميل هؤلاء للاكتفاء باستعمال المناطق الداخلية المغلقة كمجرد مواقع لعمل الإستديو . فيفوتهم أن بلاحظوا المـواضيـع المثيرة الممتعة التي تستطيع الغرف بحد ذاتها ان تؤمنها .
ومع ذلك يحتوي العالم على غرف كثيرة . قديمة وجديدة ، فخمة ومتواضعة ، كبيرة وصغيرة ، ويحتمل لكل منها ان تكشف القليل عن المياه التي يعيشها الناس أو تؤمن مشهداً فيه من الجاذبية ما لأي منظر طبيعي .
كثيراً جداً أيضاً ما يحدث للمصورين الفـوتـوغـرافيين العاملين في الداخل ان يكفوا عن ذلك بسبب المعضلات التقنية كـالاضـاءة ، والتـعـريضـات الضوئية الطويلة ، والفشل التبادلي ( * ) والتي تحتاج الى عناية دقيقة بالفعل ، ولكن من السهل الانشغال عنها بالاسلوب . يركز العديد من المصورين الفوتوغرافيين ببساطة على تنوير كل زاوية من الغرفة والتأكيد على ان الاضاءة متساوية - من هنا كثيراً ما تاتي صورهم كتيبة لا حياة فيها - فعلى الرغم من أن بعض اللقطات قد تتطلب أسلوباً ماهراً وإضاءة منمقة ، تبقي المناطق الداخليـة القـويـة والفعالية ممكنة الإلتقاط بذات الجودة مع أقل قدر من المعدات والانارة .
الطريقة الأفضل لترسيخ المعالجة المناسبة ربما هي بتحليل نوعية الغرفة وتحديد اکثر مزاياها اهمية ، كما هي الحال مع آية ميزة معمارية واضحة .
فغالباً ما يكون قد سبق للمهندس المعماري او مصمم الأبنية العامة ان يتعمد تنظيم الغرفة حول نقطة ارتكاز بصرية معينة ، قد تكون هناك أعمدة مثلا هدفها لفت انتباه العين نحو سقف مقبب ، حيث لا يمكن مشاهدة الغرفة على أفضل
احوالها الا من وجهة نظر معينة .
ولكن قد لا تكون المسالة ملموسة بهذا القدر قد تكون الغرفة إنعكاساً لشخصيـة قاطنيها ، ففي منزل او في قصر . يكون التأثير الأكثر ديمومة نابعاً من وفره وتنميق الديكور مهما كانت الميزة الأكثر أهمية فباستطاعتها تأمين المفتاح لمنهج العمل ، لذا يجب التركيز على هذه الميزة والإستعـائـة بـالـنـور والمحتوي لعرضها بافضل تأثير ممکن .
وفي حال إستطاعتنا ، يكون من الأفضل تحديد المحتوى قبـل إتخاذ قرار بخصوص الإضاءة والمؤسف انه غالباً ما يستحيل إتخاذ قرار منفصل طالما ان موقع النوافذ والمصابيح يؤثر على المحتوى في تصميم الغرفة أما في الابنية الأضخم ، فيجب الاستفادة من آية وجهات نظر عادية ومتوفرة . فإذا كان متاحاً تسلق السلالم او الوقوف على شرفة عليا ، فسيتم الحصول على بعض اللقطات اللاعـاديـة من الأعلى إلى الأسفل .
اما الصعوبة الرئيسية في تشکیل مشهد داخلي فهي عدم إمكانية انتاج تاثيـر الـوجـود الفعلي داخل الغرفة . حقيقة الأمر انه رغم إحتمال تركيز العينين على منطقة إهتمـام صغيرة نسبياً ، فالمصور مع ذلك يبقى متنبها للمحيط باكمله ، وبالتالي يشعر بالغرفة على مستويين . أما الغـرفـة من ناحية اخرى فباستطاعتها عرض منطقـة محدودة ، حتى مع عدسة واسعة الزاوية ، بحيث أن الضرورة قد تستدعي ترك اجزاء مهمة من الغرفة خارج اللقطة ، ففي منظر معياري على سبيل المثال لا وجود لطريقة مقبولة يجري معها شمول السقف .
الحل الشائع هنا ان نهدف إلى أوسع تغطية ممكنة ، واضعين الكاميرا في زاوية مع استعمال عدسة واسعة الزاوية ذات مجال لا يقل عن ٧٥ درجة ، أي عدسة ٢٤ ملم أو اقصر على كاميرا
٣٥ ملم ، او ٤٠ ملم او اقصر مع نموذج فيلم لغة ، إنه تدبير يعمل جيداً في معظم الأوضاع ، ولكن يجب الحذر من العمل بعد زاوية اوسع دون تفكير ، فالتغطية الواسعة ليست الحل الأفضل دائماً وهناك مناسبات يمكن فيها التقاط الميزة الرئيسية لمنطقة داخلية ما على أفضل ما يرام بطول بؤري اكثر اعتدالا . واذا لم يتم استعمال العدسة واسعة الزاوية بعناية ، كثيراً ما تعطي تاثير تغطية قد لا يناسب طبيعة كل موقع داخلي .
هذا ، ومن المعضلات التقنية المرتبطة مع وجهة النظر والتي تستفحل مع استعمال عدسة
واسعة الزاوية ، نذكر التقارب الذي يحدث للخطوط العمودية . وعلى الرغم من ان هذا التقارب هو ميزة ابعاد عادية تماماً ، تشبه تقارب الخطوط الأفقية التي يمكن مشاهدتها في صف منازل تمتد الى الوراء ، يبقى ان العين لا تتقبلها بذلك القدر عندما تظهر في صورة فوتوغرافية .
ثم على الرغم من ان معضلة العموديات المتقاربة كثيراً ما يبالغ في التشديد عليها على حساب اعتبارات اخرى جمالية اكثر ، يبقى انها جديرة بمحاولة حلها عادة وكمبدا ارشادي ، نشير هنا إلى أن التقارب البسيط هو أكثر ما تنصب الاعتراضات عليـه طالما أنه ولأسبـاب وجيهة عادة - يعطي الانطباع بانه ليس متعمداً وانه ناتج عن قلة إتقان للمهنة . اما التقارب الشديد المتعمد ، ذلك الذي ينشأ عن تمييل الكاميرا الى الأعلى بزاوية حادة فهو ناجح على الأغلب بالمقارنة ، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمواقع داخلية ذات تفاصيل سقوف غنية المثير هنا هو ان التقارب باتجاه الاسفل ذلك الذي يمكن مشاهدته عند تصویر موقع داخلي من شرفة عالية ، هو مقبول عموماً ربما لأن وجهة النظر هذه نادرة عندنا بحيث لا تكون لدينا فكرة مسبقة بخصوص ، صحة الابعـاد المعنية .
على أن الحـل الأبسط هو تشكيل فعال ، يشمـل عناصر امامية لموازنة المنظر وتعبئة الفسحـة الفارغة في أسفل الصورة . ففي المواقع الداخلية للمنازل أو القصور يمكن تحريك المفروشات في الأرجاء لتناسب التشكيل ، أما في الابنية العامة فيجب الانتقال بالكاميرا من هذا المكان إلى ذلك عادة ، ومع عدسة واسعة الزاوية ، باستطـاعـة تغییرات بسيطة نسبياً ـ تطرا على موقع الكاميرا ان تؤثر بشكل ملحوظ على الصورة . خصوصاً فيما يتعلق باشياء قريبة من العدسة .
الزاوية لها عدد من الخصائص الحقيقة ان العدسة واسعة الأخـرى المفيدة جداً . من حسناتها الأكثر وضوحاً إيهام قوي بالعمق يبعثه تقارب بارز للخطوط الافقية - يدعي الأبعاد الخطية ( * ) في بعض الأحيان - كما يبعثه فارق مقياس كبير بين الأمامية والخلفية . قيمة ذلك أنه بشمول اشياء صغيرة في الأمامية ، كمصباح او كتاب على طاولة ، يمكن عرض منظر شامل للغرفة وإعطاء فكرة عن محتواها في لقطة واحدة انها معالجة تستدعي الدقة والوضوح في الصورة بأكملها ، وعلى الرغم من ان العدسة واسعة الزاوية لها عمق مجال جيد ، نبقى بحاجة إلى فتحة صغيرة .
هذا ، ويحدث في بعض الأحيان ان بنيـة الصـورة الفوتوغرافية ـ أفقية او عمودية - تقترح ذاتها بشكل طبيعي تماماً . وذلك تبعاً لطبيعة الداخل ووجهة النظر ، فإذا كانت نسب الغرفة تعطي الأهمية للارتفاع ، كما في منزل او بناء للعموم ، حينذاك يكون الاطار العمودي هو الاختيار الواضح ، لكن علينا التفكير بدقة وعناية قبل إستعمال بنية عمودية . قد يكون تشكيل الامامية صعباً ، اما صنع إطار اللقطة الأفقية فأسهل ربما ، الا انه لا مفر هنا من خسارة أي شيء على السقف او قريب منه . وكثيراً ما نواجه صعوبة في تحديد شكل الإطار الأفضل ، لذلك يستحسن اخذ لقطة باطار عمودي وأخرى باطار افقي .
نصل الى الإضاءة فنجدها جزءاً مكملا لمظهر اي موقع داخلي ، لذلك ، وقبل إتخاذ أي قرار بخصوص تنوير إضافي يجب التدقيق بعناية في التنوير العادي للغرفة ، وإعطاء إهتمام خاص لتوازن المصادر الضوئية المختلفة فمعظم المـواقـع الداخلية تحصل على مقدار من نور النهار على أقل تقدير ، بحيث ان الوقت من النهار والأحـوال الجوية تستطيع إحداث فارق كبير بهذا المقدار ، ففي اليوم المشرق سوف يكون الموقع الداخلي ـ ذو المقدار الكبير من فسحـات النوافذ - مناراً بشكل جيد وإلى حد ان اضواءه الاصطناعية مصابيـح طـاولـة واضـواء فلوريسنت وغيـره - لا تبعث باسهام تنويري ملحوظ اما عند اقتراب النهار من نهايته ، فالتوازن بين نور النهار والمصادر الضوئية الإصطناعية ينقلب نحو الاتجاه المقابل ، وإذا توفر الوقت والفرصة يجب اتخاذ قرار بالتاثير الأفضل . وكثيراً ما يحدث ان إضاءة مصباح طاولة أو جدار ، قد يكون طريقة جذابة لإبراز جزء من الغرفة وبعث تعديل بارع في التشكيل ، حتى ولو لم يضف الا القليل على الإنارة الكلية .
يجب الانتباه رغم ذلك إلى أن النور الطبيعي يعرض الغرفة مثلما هي عادة ، وربما كما تم تصميمها . مثال ذلك أن المواقع الداخلية في ابنية من امثال كاتيدرائيات قديمة أو مساجد ، او متاحف قد تم تصميمها لبعث المتعة الجمالية تحت النور الطبيعي وحده ، والأقوى حتى من هذا ان سقوف وجدرانيات القصور الأوروبية العائدة للقرنين السادس عشر والسابع عشر تظهر كيف ان المهندسين المعماريين المهرة استعملوا الانارة كجزء من التصميم . وإضافة الأنـوار الخاصة دون تمييزها يستطيع تغییر شخصية الموقع الداخلي مع ذلك ، واذا أضيفت الأنوار الذاتية بالفعل يمكن الاستفادة منها بواحدة من طريقتين : إما لدعم التخطيط القـائـم ، او إستبداله .
قد يحتاج الأمر الى اضاءة الدعم لمجرد ترجمة الانطبـاع الذي تحصل عليه بالعين على فيلم او طبعه ، فإذا قسنا المستويات الضوئية في اجزاء مختلفة من الغرفة قد نجد مجال التباين الضوئي في المشهد كله مرتفعاً .
فكثيرة هي المواقع الداخلية ذات النوافذ على جدار واحد منها فقط ، بحيث انه اثناء النهار ، قد يتواجد فارق بضع وقفات / ف بين جانب من الغرفة وجـانب آخر اما في الليل فمعظم الغرف ، والغرف المنزلية على وجه الخصوص ، تُضاء بمصابيح إفرادية منفصلة ، الأمر الذي يعطي تاثير برك ضوئية وظلال عميقة في الصورة الفوتوغرافية .
وبسبب طريقة عمل العين - استكشاف المشهد بسرعة واجراء تعديلات سريعة مع المستويات الضوئيـة المختلفة - لا يكون هذا التباين الضوئي الكبير ملحوظاً جداً في الواقع ، اما في الفيلم ، فهو يأتي مبالغاً فيه ، لهذا السبب ، قد نحتاج الى إستعمال اضـاءة لتعبئة المناطق الظلية حتى تحقق التوازن . اذا كان الأمر كذلك فعلى اية إضاءة اضافية ان لا تكون متطفلة ، والسبيل الاسهل لتحقيق ذلك هو تغطية المصدر الضوئي الاصطناعي المستعمل بورق . کز او أية مادة اخرى شبه شفافة : إزالة الحواف الظلية القوية تموه الإضاءة الاضافية .
من الاساليب البديلة التي نستطيع إعتمادها في موقع داخلي واسع ذي مزايا هيكلية كاعمدة او فجـوات جـدرانيـة ان تخفي المصابيح خلفها هذا يقلـد تنويراً إصطناعية للمـوقـع الداخلي ، قد يكون الطريقة الوحيدة المرضية في مواقع داخلية خافتة الضوء ، واذا كان المستـوى الضوئي الشـامـل منخفضاً ، قد يكون من الممكن ترك مغلاق الكاميرا مفتوحاً ، بينما ننتقل دونها من عمود إلى آخر فنقف وراء كل واحد لنطلق وحدة فلاش محمولة بحيث ثنار الغرفة بشكل مناسب هكذا⏹
تطرقنا كثيراً إلى تصوير الأبنية ، علماً منا أن العديد من المصورين يحبون هذا الاتجاه ، لكن الآن سنقدم جانباً آخر هو التصوير الداخلي لهذه الأبنية ، والذي سنعود معه بلقطات مهمة ورائعة ، خصوصاً من المتاحف والكنائس والمساجد ، أو أية أبنية أخرى ذات تصاميم هندسية وفنية مما هو منتشر كثيراً عندنا ، حيث النقوش والزخرفة الإسلامية الرائعة .
كثيراً جداً ما ينظر الى التصوير الفوتوغرافي على أنه نشاط يمـارس في الخارج ، حتى ان العديد من الهواة يغضون النظر عن الإمكانات الفوتوغرافية التي يمكن العثور عليها في الداخل ، اذ يميل هؤلاء للاكتفاء باستعمال المناطق الداخلية المغلقة كمجرد مواقع لعمل الإستديو . فيفوتهم أن بلاحظوا المـواضيـع المثيرة الممتعة التي تستطيع الغرف بحد ذاتها ان تؤمنها .
ومع ذلك يحتوي العالم على غرف كثيرة . قديمة وجديدة ، فخمة ومتواضعة ، كبيرة وصغيرة ، ويحتمل لكل منها ان تكشف القليل عن المياه التي يعيشها الناس أو تؤمن مشهداً فيه من الجاذبية ما لأي منظر طبيعي .
كثيراً جداً أيضاً ما يحدث للمصورين الفـوتـوغـرافيين العاملين في الداخل ان يكفوا عن ذلك بسبب المعضلات التقنية كـالاضـاءة ، والتـعـريضـات الضوئية الطويلة ، والفشل التبادلي ( * ) والتي تحتاج الى عناية دقيقة بالفعل ، ولكن من السهل الانشغال عنها بالاسلوب . يركز العديد من المصورين الفوتوغرافيين ببساطة على تنوير كل زاوية من الغرفة والتأكيد على ان الاضاءة متساوية - من هنا كثيراً ما تاتي صورهم كتيبة لا حياة فيها - فعلى الرغم من أن بعض اللقطات قد تتطلب أسلوباً ماهراً وإضاءة منمقة ، تبقي المناطق الداخليـة القـويـة والفعالية ممكنة الإلتقاط بذات الجودة مع أقل قدر من المعدات والانارة .
الطريقة الأفضل لترسيخ المعالجة المناسبة ربما هي بتحليل نوعية الغرفة وتحديد اکثر مزاياها اهمية ، كما هي الحال مع آية ميزة معمارية واضحة .
فغالباً ما يكون قد سبق للمهندس المعماري او مصمم الأبنية العامة ان يتعمد تنظيم الغرفة حول نقطة ارتكاز بصرية معينة ، قد تكون هناك أعمدة مثلا هدفها لفت انتباه العين نحو سقف مقبب ، حيث لا يمكن مشاهدة الغرفة على أفضل
احوالها الا من وجهة نظر معينة .
ولكن قد لا تكون المسالة ملموسة بهذا القدر قد تكون الغرفة إنعكاساً لشخصيـة قاطنيها ، ففي منزل او في قصر . يكون التأثير الأكثر ديمومة نابعاً من وفره وتنميق الديكور مهما كانت الميزة الأكثر أهمية فباستطاعتها تأمين المفتاح لمنهج العمل ، لذا يجب التركيز على هذه الميزة والإستعـائـة بـالـنـور والمحتوي لعرضها بافضل تأثير ممکن .
وفي حال إستطاعتنا ، يكون من الأفضل تحديد المحتوى قبـل إتخاذ قرار بخصوص الإضاءة والمؤسف انه غالباً ما يستحيل إتخاذ قرار منفصل طالما ان موقع النوافذ والمصابيح يؤثر على المحتوى في تصميم الغرفة أما في الابنية الأضخم ، فيجب الاستفادة من آية وجهات نظر عادية ومتوفرة . فإذا كان متاحاً تسلق السلالم او الوقوف على شرفة عليا ، فسيتم الحصول على بعض اللقطات اللاعـاديـة من الأعلى إلى الأسفل .
اما الصعوبة الرئيسية في تشکیل مشهد داخلي فهي عدم إمكانية انتاج تاثيـر الـوجـود الفعلي داخل الغرفة . حقيقة الأمر انه رغم إحتمال تركيز العينين على منطقة إهتمـام صغيرة نسبياً ، فالمصور مع ذلك يبقى متنبها للمحيط باكمله ، وبالتالي يشعر بالغرفة على مستويين . أما الغـرفـة من ناحية اخرى فباستطاعتها عرض منطقـة محدودة ، حتى مع عدسة واسعة الزاوية ، بحيث أن الضرورة قد تستدعي ترك اجزاء مهمة من الغرفة خارج اللقطة ، ففي منظر معياري على سبيل المثال لا وجود لطريقة مقبولة يجري معها شمول السقف .
الحل الشائع هنا ان نهدف إلى أوسع تغطية ممكنة ، واضعين الكاميرا في زاوية مع استعمال عدسة واسعة الزاوية ذات مجال لا يقل عن ٧٥ درجة ، أي عدسة ٢٤ ملم أو اقصر على كاميرا
٣٥ ملم ، او ٤٠ ملم او اقصر مع نموذج فيلم لغة ، إنه تدبير يعمل جيداً في معظم الأوضاع ، ولكن يجب الحذر من العمل بعد زاوية اوسع دون تفكير ، فالتغطية الواسعة ليست الحل الأفضل دائماً وهناك مناسبات يمكن فيها التقاط الميزة الرئيسية لمنطقة داخلية ما على أفضل ما يرام بطول بؤري اكثر اعتدالا . واذا لم يتم استعمال العدسة واسعة الزاوية بعناية ، كثيراً ما تعطي تاثير تغطية قد لا يناسب طبيعة كل موقع داخلي .
هذا ، ومن المعضلات التقنية المرتبطة مع وجهة النظر والتي تستفحل مع استعمال عدسة
واسعة الزاوية ، نذكر التقارب الذي يحدث للخطوط العمودية . وعلى الرغم من ان هذا التقارب هو ميزة ابعاد عادية تماماً ، تشبه تقارب الخطوط الأفقية التي يمكن مشاهدتها في صف منازل تمتد الى الوراء ، يبقى ان العين لا تتقبلها بذلك القدر عندما تظهر في صورة فوتوغرافية .
ثم على الرغم من ان معضلة العموديات المتقاربة كثيراً ما يبالغ في التشديد عليها على حساب اعتبارات اخرى جمالية اكثر ، يبقى انها جديرة بمحاولة حلها عادة وكمبدا ارشادي ، نشير هنا إلى أن التقارب البسيط هو أكثر ما تنصب الاعتراضات عليـه طالما أنه ولأسبـاب وجيهة عادة - يعطي الانطباع بانه ليس متعمداً وانه ناتج عن قلة إتقان للمهنة . اما التقارب الشديد المتعمد ، ذلك الذي ينشأ عن تمييل الكاميرا الى الأعلى بزاوية حادة فهو ناجح على الأغلب بالمقارنة ، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمواقع داخلية ذات تفاصيل سقوف غنية المثير هنا هو ان التقارب باتجاه الاسفل ذلك الذي يمكن مشاهدته عند تصویر موقع داخلي من شرفة عالية ، هو مقبول عموماً ربما لأن وجهة النظر هذه نادرة عندنا بحيث لا تكون لدينا فكرة مسبقة بخصوص ، صحة الابعـاد المعنية .
على أن الحـل الأبسط هو تشكيل فعال ، يشمـل عناصر امامية لموازنة المنظر وتعبئة الفسحـة الفارغة في أسفل الصورة . ففي المواقع الداخلية للمنازل أو القصور يمكن تحريك المفروشات في الأرجاء لتناسب التشكيل ، أما في الابنية العامة فيجب الانتقال بالكاميرا من هذا المكان إلى ذلك عادة ، ومع عدسة واسعة الزاوية ، باستطـاعـة تغییرات بسيطة نسبياً ـ تطرا على موقع الكاميرا ان تؤثر بشكل ملحوظ على الصورة . خصوصاً فيما يتعلق باشياء قريبة من العدسة .
الزاوية لها عدد من الخصائص الحقيقة ان العدسة واسعة الأخـرى المفيدة جداً . من حسناتها الأكثر وضوحاً إيهام قوي بالعمق يبعثه تقارب بارز للخطوط الافقية - يدعي الأبعاد الخطية ( * ) في بعض الأحيان - كما يبعثه فارق مقياس كبير بين الأمامية والخلفية . قيمة ذلك أنه بشمول اشياء صغيرة في الأمامية ، كمصباح او كتاب على طاولة ، يمكن عرض منظر شامل للغرفة وإعطاء فكرة عن محتواها في لقطة واحدة انها معالجة تستدعي الدقة والوضوح في الصورة بأكملها ، وعلى الرغم من ان العدسة واسعة الزاوية لها عمق مجال جيد ، نبقى بحاجة إلى فتحة صغيرة .
هذا ، ويحدث في بعض الأحيان ان بنيـة الصـورة الفوتوغرافية ـ أفقية او عمودية - تقترح ذاتها بشكل طبيعي تماماً . وذلك تبعاً لطبيعة الداخل ووجهة النظر ، فإذا كانت نسب الغرفة تعطي الأهمية للارتفاع ، كما في منزل او بناء للعموم ، حينذاك يكون الاطار العمودي هو الاختيار الواضح ، لكن علينا التفكير بدقة وعناية قبل إستعمال بنية عمودية . قد يكون تشكيل الامامية صعباً ، اما صنع إطار اللقطة الأفقية فأسهل ربما ، الا انه لا مفر هنا من خسارة أي شيء على السقف او قريب منه . وكثيراً ما نواجه صعوبة في تحديد شكل الإطار الأفضل ، لذلك يستحسن اخذ لقطة باطار عمودي وأخرى باطار افقي .
نصل الى الإضاءة فنجدها جزءاً مكملا لمظهر اي موقع داخلي ، لذلك ، وقبل إتخاذ أي قرار بخصوص تنوير إضافي يجب التدقيق بعناية في التنوير العادي للغرفة ، وإعطاء إهتمام خاص لتوازن المصادر الضوئية المختلفة فمعظم المـواقـع الداخلية تحصل على مقدار من نور النهار على أقل تقدير ، بحيث ان الوقت من النهار والأحـوال الجوية تستطيع إحداث فارق كبير بهذا المقدار ، ففي اليوم المشرق سوف يكون الموقع الداخلي ـ ذو المقدار الكبير من فسحـات النوافذ - مناراً بشكل جيد وإلى حد ان اضواءه الاصطناعية مصابيـح طـاولـة واضـواء فلوريسنت وغيـره - لا تبعث باسهام تنويري ملحوظ اما عند اقتراب النهار من نهايته ، فالتوازن بين نور النهار والمصادر الضوئية الإصطناعية ينقلب نحو الاتجاه المقابل ، وإذا توفر الوقت والفرصة يجب اتخاذ قرار بالتاثير الأفضل . وكثيراً ما يحدث ان إضاءة مصباح طاولة أو جدار ، قد يكون طريقة جذابة لإبراز جزء من الغرفة وبعث تعديل بارع في التشكيل ، حتى ولو لم يضف الا القليل على الإنارة الكلية .
يجب الانتباه رغم ذلك إلى أن النور الطبيعي يعرض الغرفة مثلما هي عادة ، وربما كما تم تصميمها . مثال ذلك أن المواقع الداخلية في ابنية من امثال كاتيدرائيات قديمة أو مساجد ، او متاحف قد تم تصميمها لبعث المتعة الجمالية تحت النور الطبيعي وحده ، والأقوى حتى من هذا ان سقوف وجدرانيات القصور الأوروبية العائدة للقرنين السادس عشر والسابع عشر تظهر كيف ان المهندسين المعماريين المهرة استعملوا الانارة كجزء من التصميم . وإضافة الأنـوار الخاصة دون تمييزها يستطيع تغییر شخصية الموقع الداخلي مع ذلك ، واذا أضيفت الأنوار الذاتية بالفعل يمكن الاستفادة منها بواحدة من طريقتين : إما لدعم التخطيط القـائـم ، او إستبداله .
قد يحتاج الأمر الى اضاءة الدعم لمجرد ترجمة الانطبـاع الذي تحصل عليه بالعين على فيلم او طبعه ، فإذا قسنا المستويات الضوئية في اجزاء مختلفة من الغرفة قد نجد مجال التباين الضوئي في المشهد كله مرتفعاً .
فكثيرة هي المواقع الداخلية ذات النوافذ على جدار واحد منها فقط ، بحيث انه اثناء النهار ، قد يتواجد فارق بضع وقفات / ف بين جانب من الغرفة وجـانب آخر اما في الليل فمعظم الغرف ، والغرف المنزلية على وجه الخصوص ، تُضاء بمصابيح إفرادية منفصلة ، الأمر الذي يعطي تاثير برك ضوئية وظلال عميقة في الصورة الفوتوغرافية .
وبسبب طريقة عمل العين - استكشاف المشهد بسرعة واجراء تعديلات سريعة مع المستويات الضوئيـة المختلفة - لا يكون هذا التباين الضوئي الكبير ملحوظاً جداً في الواقع ، اما في الفيلم ، فهو يأتي مبالغاً فيه ، لهذا السبب ، قد نحتاج الى إستعمال اضـاءة لتعبئة المناطق الظلية حتى تحقق التوازن . اذا كان الأمر كذلك فعلى اية إضاءة اضافية ان لا تكون متطفلة ، والسبيل الاسهل لتحقيق ذلك هو تغطية المصدر الضوئي الاصطناعي المستعمل بورق . کز او أية مادة اخرى شبه شفافة : إزالة الحواف الظلية القوية تموه الإضاءة الاضافية .
من الاساليب البديلة التي نستطيع إعتمادها في موقع داخلي واسع ذي مزايا هيكلية كاعمدة او فجـوات جـدرانيـة ان تخفي المصابيح خلفها هذا يقلـد تنويراً إصطناعية للمـوقـع الداخلي ، قد يكون الطريقة الوحيدة المرضية في مواقع داخلية خافتة الضوء ، واذا كان المستـوى الضوئي الشـامـل منخفضاً ، قد يكون من الممكن ترك مغلاق الكاميرا مفتوحاً ، بينما ننتقل دونها من عمود إلى آخر فنقف وراء كل واحد لنطلق وحدة فلاش محمولة بحيث ثنار الغرفة بشكل مناسب هكذا⏹
تعليق