تويت
سامى لبن
بصراحة كل ما اقرا عن المماليك وسيرتهم وتاريخهم .. احتار جدا .. هل كانوا ملائكة ام كانوا شياطين .. طب طيبين واللا اشرار ..
حكايتهم بدات بفكرة بداها الخليفة المأمون ابن هارون الرشيد الذى انتصر على اخيه الأمين .. بدأ المأمون و من بعده اخيه وولى عهده المعتصم بشراء المماليك او أسرهم فى المعارك و تربيتهم والاستعانة بهم فى اعمال شاقة اهمها الحروب والغزوات .. بدأت الفكرة من سنة ٨٣٠م وانتهت بمذبحة المماليك على يد #محمد_على_باشا سنة ١٨١٧ م .. يعنى عاشوا حوالى الف سنة ..ونظرا لانهم من أصول مختلفة فاخلاقهم ايضا اختلفت ..
كانوا أبطالا قاتلوا فى معركة حطين تحت راية صلاح الدين الايوبى و حرروا المسجد الاقصى سنة ١١٨٧م بعد تسعين عاما من احتلال الصليبين ..ومنهم ايضا السلطان قلاوون الذى اسر لويس التاسع وسجنه فى #دار_ابن_لقمان بالمنصورة و قاتل أيضا تحت راية سيف الدين قطز سنة ١٢٦٠ م و هزموا التتار فى عين جالوت .. بعد ان سحق التتار الشرق بأكمله وهدموا بغداد وأحرقوها .. فما كان من المماليك وقتها الا أن استضافوا #الخليفة_العباسى واولاده بمصر وعاشوا بها وانتقلت الخلافة ( الصورية ) الى القاهرة لمدة ٢٥٠ عاما تحت حماية المماليك .. بعدها تسلم خليفة المسلمين الجديد الخليفةالعثمانى سليم الاول الخلافة من الخليفة العباسى بعدما انتصر على السلطان المملوك الغورى فى #معركة_مرج_دابق ثم على طومان باى فى معركة الريدانية .. سنة ١٥١٧ م ..و دخل القاهرة بترحيب من المصريين لحبهم لمحمد الفاتح وكرههم للمماليك الظلمة وقتها ..
لو تتبعنا مراحل ( دولة ) المماليك التى كانوا فيها سلاطين حوالى ٢٧٠ سنة .. أولهم المملوك عز الدين أيبك سنة ١٢٥٠ م زوج شجر الدر الذى اعتلى عرش مصر وخلع على نفسه صفة ( السلطان ) ..و آخرهم #السلطان_الغورى وابن اخيه السلطان طومان باى ..لوجدنا انهم مروا بمرحلتين .. الاولى دولة الممالك التركية ( البحرية ) والثانية دولة المماليك الجراكسة ( البرجية ) الذين اتخذوا برج القلعة مقرا لحكمهم ..
لا ينسى التاريخ شجاعة #قطز عندما وافق ان يباع كأى مملوك فى مصر ثم يعتق ويتولى حكم مصر ( حرا ) نزولا على فتوى سلطان العلماء المصرى العز ابن عبد السلام ..وبعد توليه حكم مصر سلطانا قاد جيش المسلمين فى #عين_جالوت ونصره الله على التتار ..
وكما امتاز المماليك فى وقت ما بالشجاعة فقد روى عنهم التاريخ للاسف كثرة المكائد والدسائس مثل ما كان بين أيبك وأقطاى .. و #الظاهر_بيبرس و سيف الدين قطز .. وبين على بك الكبير و محمد بك ابو الدهب ..
الغريب انه بعد استيلاء #العثمانيين على مصر لم يجدوا غير طائفة المماليك امامهم ليولوهم ادارة شؤون البلاد نيابة عنهم .. فكان اول مملوك يحكم مصر باسم الدولة العثمانية المملوك خاير بك .. الذى اطلق عليه المصريون ( خائن ) بك .. لخيانته للسلطان الغورى وكان سببا فى هزيمته .. رضى المماليك بلقب ( البيك ) تحت حكم العثمانيين .. ورضوا بالتعاون مع ( الباشا ) مندوب #الخلافة_العثمانية حبا فى السلطة والمال والاقطاعيات والثروة ونسوا انهم كانوا سلاطين لمدة ٢٧٠ سنة
..ثم كانت نهايتهم النهاية المأساوية على يد محمد على باشا .. الذى كان يطلق عليهم وقتها اسم ( المصرلية ) ..تاريخ طويل غريب يجعلنا نرفع لهم القبعة و نحبهم احيانا لشجاعتهم .. ونكرههم احيانا اخرى لندالتهم بعض الاوقات .. فهم لأجل السلطة والمال والجاه .. يقتلون يخنقون يسرقون يحرقون يخونون ولا ينظرون للوراء ولا يتعظون ..الصديق يقتل صديقه الاخ يقتل اخاه الولد يقتل والده الوالد يقتل ابنه لا يتورعون عن فعل اى شئ يسيطرون به .. الغاية عندهم تبرر الوسيلة .. ولكنهم للحق كانوا شجعانا ابطالا حموا الشرق كله من الفناء التام ايام المغول ..
المماليك فكرة احتار فيها المؤرخون .. كما احتار فيهم المصريون .. فمنهم ( مع ) ومنهم ( ضد )
يسري عبدالرازق
نقدر نقول فيها حاجه حلوه