الشاشة. العمق الواضح كان يميل إلى أن يكون أشد تأثيراً عندما كان يلتزم باستمرارية المكان الموحد ولهذا السبب فقد كان هذا الأسلوب يعتقد بأنه أكثر مسرحياً منه سينمائياً. التأثيرات الدرامية كانت تحقق بالدرجة الأولى من خلال الميزانسين وليس من خلال التجاور المجزا للقطات. كان بازان كريماً بصوره خاصة في مدحه لأسلوب وايلر «غير المرئي» و«اللا أسلوبي» حيث بقي المونتاج في حده الأدنى وبقيت الشخصيات تتحرك في مكان موحد (٤ - ٢٠). بعض من أكثر الأفلام تأثيراً في استخدام التصوير العميق الواضح كانت الأفلام التي أعدها وايلر عن مسرحيات وخاصة (الثعالب الصغيرة) و(الوريثة) و(ساعة) (الأطفال). كذلك فعل ويلز الذي تم تدريبه الفعلي في المسرح إذ أمضى معظم عمله السينمائي بعد المسرحيات وبضمنها إعدادان استثنائيان عن شكسبير أولهما عطيل والثاني فولستاف.
إن إعجاب بازان بفلم المواطن كين لم يكن محدوداً وخاصة اكتشافه المتجلي للتصوير الواضح العميق. إذ إن ميزان هذا الأسلوب يقلل حتما من أهمية المونتاج. التصوير الواضح العميق حافظ على وحدة الزمان والمكان الحقيقيين طالما كان بالإمكان تصوير مشاهد كاملة في لقطة «ممزوجة» - تضم مسافات قريبة ومتوسطة وبعيدة في آن واحد ضمن الإطار الواحد. بالإمكان تجسيد مستويات مكانية مختلفة تبلغ اثنين أو ثلاثة وحتى أربعة في دورة واحدة وبذلك يمكن حفظ العلاقات السايكولوجية والفيزيائية المهمة بين الناس وبيئتهم .
أحب بازان أيضاً موضوعية التصوير العميق الواضح ولياقته. وإذا ما أغفلنا هنيهة عناصر التأكيد في التكوين والحركة فإن التفاصيل ضمن اللقطة يمكن تقديمها بديمقراطية أكثر كما يقال بدون الاهتمام الخاص الذي تسبقه اللقطة الكبيرة حتمًا. وهكذا شعر النقاد الواقعيون مثل بازان بأن الجماهير ستجبر على أن تكون أكثر مشاركة خلاقة - وأقل سلبية في فهم العلاقات بين الناس والأشياء المكان الموحد يحافظ أيضاً على غموض الحياة، حيث لا تقاد الجماهير من أنفها إلى النتيجة المحتومة - على طريقة آيزنشتاين ولكنها تجبر على القيام بالتقييم والفرز والحذف لغير المهمات على طريقتهم الخاصة.
باختصار أن التصوير العميق الواضح يسمح للمشاهد بممارسة قواه الخلاقة في الاختيار وبنفس الحرية التي يستخدمها في الحياة الحقيقية .
ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة حركة غير رسمية سميت الواقعية الجديدة في إيطاليا، وأثرت تدريجياً على المخرجين في كل أنحاء العالم. كان رأس الرمح في هذه الحركة المخرجان روسليني وديسيكا وكلاهما من المخرجين المفضلين لدى بازان وكلاهما قلل المونتاج إلى الحد الأدنى. فضل هذان المخرجان التصوير العميق الواضح واللقطات البعيدة ودورات مطوله (٤ - ٢١) وسيطرة شديدة في استخدام اللقطات الكبيرة. يقدم فلم روسوليني المعنون (بايزان) مشهداً مصوراً في دورة واحدة أعجب النقاد الواقعيون كثيراً. يتحدث في المشهد أحد المجندين الأمريكيين إلى فتاة صقلية خجولة عن عائلته وحياته وأحلامه. لسوء الحظ لا يفهم أي من الشخصين لغة الآخر ولكنهما يحاولان أن يتفاهما رغم المانع الكبير. يقوم روسوليني عن طریق رفضه لتكثيف الزمن من خلال استخدامه لقطات منفصلة بالتأكيد على الوقفات المربكة والتردد والخذلان بين الشخصيتين ترغمنا الدورة الطويلة خلال إبقائها على الزمن الحقيقي على أن نمر مع الشخصيات بتجربة نفس التوتر الذي يزداد في البداية ثم يخف المشاهد المصورة بدورة واحدة مثل هذه تميل إلى بعث إحساس بالقلق المتزايد بصورة غير واعية غالباً في نفس المشاهد. نحن نتوقع لموقع التصوير أن يتغير خلال المشهد وحين لا يتم ذلك نشعر غالباً بعدم الراحة ونحن نكاد لا نعي ما هو سبب هذا القلق.
لا تدري فهي الشاشة العريضة مثلها مثل العديد من الإبتكارات التكنولوجية في الفلم أثارت موجة من الاحتجاج من قبل أغلب النقاد والمخرجين. خشي الكثيرون أن يقضي الشكل الجديد للشاشة على اللقطة الكبيرة وخاصة الوجه البشري. هنالك ببساطة مساحة كبيرة يجب أن تملاً حتى في اللقطات البعيدة كما شكا من ذلك البعض الآخر. لن تستطيع الجماهير أبداً الإحاطة بالفعل كاملاً أين تنظر. لقد كانت هذه الشاشة العريضة أكثر ملائمة للتكوينات الأفقية كما كان يناقش البعض وذات فائدة للأفلام الملحمية ولكنها غير منسجمة اللقطات الداخلية والأشياء الصغيرة» (٤ - ٢٢) زعم فريتز لانك بأن الشاشة العريضة ذات فائدة فقط لتصوير المواكب الجنائزية والحيات. وشكا الإنطباعيون بأن المونتاج سيزداد تقلصاً إذ لن يكون هنالك من ضرورة للقطع إذا ما كان كل شيء موجوداً ومرتباً في سلسلة أفقية طويلة .
في البداية كانت أغلب أفلام الشاشة العريضة هي من أفلام الغرب الأمريكي وأفلام البذخ التاريخية . ولم يمض زمن طويل حتى بدأ عدد قليل من المخرجين في استخدام الشاشة الجديدة بدقة أكبر. كان (السكوب) مثل التصوير العميق الواضح كان يملي على المخرج عناية أكبر في وضع الميزانسين. كان على الإطار الواحد أن يحتوي تفاصيل مهمة أكثر حتى في الحافات. لكن هذه الضرورة كانت أيضاً تعني أن بإمكان الأفلام أن تكون مشبعة الكثافة بشكل أكبر ومن ناحية الإمكانية على الأقل أكثر تأثيراً فنياً. أضف إلى ذلك أن المخرجين اكتشفوا بأن الأجزاء الأكثر تعبيراً من وجه الشخص هي عيناه وفمه وذلك يستتبع أن اللقطات الكبيرة التي تقطع أعلى وأسفل وجه الممثل لم تكن كارثة مثلما توقع لها البعض سابقاً.
ليس عجيباً أن يكون النقاد الواقعيون أول من يعيد النظر في مزايا الشاشة العريضة أحب بازان من الشاشة العريضة وثائقيتها وموضوعيتها. وهنا نجد خطوة أخرى بعيداً عن التأثيرات المشوشة للمونتاج التي أشار إليها بازان ساعدت الشاشة العريضة مثل التصوير العميق الواضح في المحافظة على التواصل الزماني والمكاني. أصبح بالإمكان تصوير اللقطة القريبة التي تحتوي على شخصين أو أكثر في موقع تصوير واحد بدون الإيحاء باللامساواة التي كان يفعلها التصوير بالعمق الواضح ولكن مع كامل التنويع في مستويات العمق. ولم تعد العلاقات بين الأشخاص والأشياء مقطعة الأوصال كما كان الوضع غالباً في المقاطع الممنتجة. والسكوب أيضاً أكثر واقعية بسبب أن سعة الشاشة تغمر المشاهد بإحساس الخبرة توحي بنوع من المعادل السينمائي لرؤية العين الدائرية. وهكذا ألحقت بالشاشة العريضة كافة المزايا التي كانت ملحقة بالصوت والتصوير بالعمق الواضح من الإخلاص الكبير للزمان والمكان الحقيقيين إلى التفاصيل والتعقيد والكثافة إلى التقديم الأكثر موضوعية، إلى الإستمرارية الأكثر تماسكاً إلى الضبابية الأكبر إلى تشجيع الشاشة العريضة للجمهور على «المشاركة» الخلاقة .
إن إعجاب بازان بفلم المواطن كين لم يكن محدوداً وخاصة اكتشافه المتجلي للتصوير الواضح العميق. إذ إن ميزان هذا الأسلوب يقلل حتما من أهمية المونتاج. التصوير الواضح العميق حافظ على وحدة الزمان والمكان الحقيقيين طالما كان بالإمكان تصوير مشاهد كاملة في لقطة «ممزوجة» - تضم مسافات قريبة ومتوسطة وبعيدة في آن واحد ضمن الإطار الواحد. بالإمكان تجسيد مستويات مكانية مختلفة تبلغ اثنين أو ثلاثة وحتى أربعة في دورة واحدة وبذلك يمكن حفظ العلاقات السايكولوجية والفيزيائية المهمة بين الناس وبيئتهم .
أحب بازان أيضاً موضوعية التصوير العميق الواضح ولياقته. وإذا ما أغفلنا هنيهة عناصر التأكيد في التكوين والحركة فإن التفاصيل ضمن اللقطة يمكن تقديمها بديمقراطية أكثر كما يقال بدون الاهتمام الخاص الذي تسبقه اللقطة الكبيرة حتمًا. وهكذا شعر النقاد الواقعيون مثل بازان بأن الجماهير ستجبر على أن تكون أكثر مشاركة خلاقة - وأقل سلبية في فهم العلاقات بين الناس والأشياء المكان الموحد يحافظ أيضاً على غموض الحياة، حيث لا تقاد الجماهير من أنفها إلى النتيجة المحتومة - على طريقة آيزنشتاين ولكنها تجبر على القيام بالتقييم والفرز والحذف لغير المهمات على طريقتهم الخاصة.
باختصار أن التصوير العميق الواضح يسمح للمشاهد بممارسة قواه الخلاقة في الاختيار وبنفس الحرية التي يستخدمها في الحياة الحقيقية .
ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة حركة غير رسمية سميت الواقعية الجديدة في إيطاليا، وأثرت تدريجياً على المخرجين في كل أنحاء العالم. كان رأس الرمح في هذه الحركة المخرجان روسليني وديسيكا وكلاهما من المخرجين المفضلين لدى بازان وكلاهما قلل المونتاج إلى الحد الأدنى. فضل هذان المخرجان التصوير العميق الواضح واللقطات البعيدة ودورات مطوله (٤ - ٢١) وسيطرة شديدة في استخدام اللقطات الكبيرة. يقدم فلم روسوليني المعنون (بايزان) مشهداً مصوراً في دورة واحدة أعجب النقاد الواقعيون كثيراً. يتحدث في المشهد أحد المجندين الأمريكيين إلى فتاة صقلية خجولة عن عائلته وحياته وأحلامه. لسوء الحظ لا يفهم أي من الشخصين لغة الآخر ولكنهما يحاولان أن يتفاهما رغم المانع الكبير. يقوم روسوليني عن طریق رفضه لتكثيف الزمن من خلال استخدامه لقطات منفصلة بالتأكيد على الوقفات المربكة والتردد والخذلان بين الشخصيتين ترغمنا الدورة الطويلة خلال إبقائها على الزمن الحقيقي على أن نمر مع الشخصيات بتجربة نفس التوتر الذي يزداد في البداية ثم يخف المشاهد المصورة بدورة واحدة مثل هذه تميل إلى بعث إحساس بالقلق المتزايد بصورة غير واعية غالباً في نفس المشاهد. نحن نتوقع لموقع التصوير أن يتغير خلال المشهد وحين لا يتم ذلك نشعر غالباً بعدم الراحة ونحن نكاد لا نعي ما هو سبب هذا القلق.
لا تدري فهي الشاشة العريضة مثلها مثل العديد من الإبتكارات التكنولوجية في الفلم أثارت موجة من الاحتجاج من قبل أغلب النقاد والمخرجين. خشي الكثيرون أن يقضي الشكل الجديد للشاشة على اللقطة الكبيرة وخاصة الوجه البشري. هنالك ببساطة مساحة كبيرة يجب أن تملاً حتى في اللقطات البعيدة كما شكا من ذلك البعض الآخر. لن تستطيع الجماهير أبداً الإحاطة بالفعل كاملاً أين تنظر. لقد كانت هذه الشاشة العريضة أكثر ملائمة للتكوينات الأفقية كما كان يناقش البعض وذات فائدة للأفلام الملحمية ولكنها غير منسجمة اللقطات الداخلية والأشياء الصغيرة» (٤ - ٢٢) زعم فريتز لانك بأن الشاشة العريضة ذات فائدة فقط لتصوير المواكب الجنائزية والحيات. وشكا الإنطباعيون بأن المونتاج سيزداد تقلصاً إذ لن يكون هنالك من ضرورة للقطع إذا ما كان كل شيء موجوداً ومرتباً في سلسلة أفقية طويلة .
في البداية كانت أغلب أفلام الشاشة العريضة هي من أفلام الغرب الأمريكي وأفلام البذخ التاريخية . ولم يمض زمن طويل حتى بدأ عدد قليل من المخرجين في استخدام الشاشة الجديدة بدقة أكبر. كان (السكوب) مثل التصوير العميق الواضح كان يملي على المخرج عناية أكبر في وضع الميزانسين. كان على الإطار الواحد أن يحتوي تفاصيل مهمة أكثر حتى في الحافات. لكن هذه الضرورة كانت أيضاً تعني أن بإمكان الأفلام أن تكون مشبعة الكثافة بشكل أكبر ومن ناحية الإمكانية على الأقل أكثر تأثيراً فنياً. أضف إلى ذلك أن المخرجين اكتشفوا بأن الأجزاء الأكثر تعبيراً من وجه الشخص هي عيناه وفمه وذلك يستتبع أن اللقطات الكبيرة التي تقطع أعلى وأسفل وجه الممثل لم تكن كارثة مثلما توقع لها البعض سابقاً.
ليس عجيباً أن يكون النقاد الواقعيون أول من يعيد النظر في مزايا الشاشة العريضة أحب بازان من الشاشة العريضة وثائقيتها وموضوعيتها. وهنا نجد خطوة أخرى بعيداً عن التأثيرات المشوشة للمونتاج التي أشار إليها بازان ساعدت الشاشة العريضة مثل التصوير العميق الواضح في المحافظة على التواصل الزماني والمكاني. أصبح بالإمكان تصوير اللقطة القريبة التي تحتوي على شخصين أو أكثر في موقع تصوير واحد بدون الإيحاء باللامساواة التي كان يفعلها التصوير بالعمق الواضح ولكن مع كامل التنويع في مستويات العمق. ولم تعد العلاقات بين الأشخاص والأشياء مقطعة الأوصال كما كان الوضع غالباً في المقاطع الممنتجة. والسكوب أيضاً أكثر واقعية بسبب أن سعة الشاشة تغمر المشاهد بإحساس الخبرة توحي بنوع من المعادل السينمائي لرؤية العين الدائرية. وهكذا ألحقت بالشاشة العريضة كافة المزايا التي كانت ملحقة بالصوت والتصوير بالعمق الواضح من الإخلاص الكبير للزمان والمكان الحقيقيين إلى التفاصيل والتعقيد والكثافة إلى التقديم الأكثر موضوعية، إلى الإستمرارية الأكثر تماسكاً إلى الضبابية الأكبر إلى تشجيع الشاشة العريضة للجمهور على «المشاركة» الخلاقة .
تعليق