كتب بازان العديد من المقالات التي تنتقد ضمناً أو علناً فن المونتاج أو بين على الأقل جوانب تصوره. أشار بازان إلى أن المونتاج يستند إلى جماليات التجزئة حيث يقطع» الزمن والمكان الحقيقيين ويركب في استمرارية جديدة ليس لها أساس في الواقع. إذا كان الجوهر الدرامي للمشهد يرتكز على فكرة التقسيم والفصل والعزل فإن المونتاج يستطيع أن يكون أسلوباً مؤثراً في إيصال أي من هذه الأفكار ولكن إذا كان جوهر المشهد يتطلب التواجد الآني لعنصرين مرتبطين أو أكثر فإن على صانع الفلم أن يحافظ على استمرارية الزمان والمكان الحقيقيين (٤ - ١٧) يستطيع صانع الفلم أن يفعل ذلك بإدخال كافة المتغيرات ضمن نفس الإطار أي باستغلال مصادر اللقطة البعيدة، والدورة الطويلة والتوضيح العميق والشاشة العريضة. يستطيع صانع الفلم أيضاً أن يحافظ على الزمان والمكان الحقيقيين بالاستدارة الأفقية والرفع والاستدارة العمودية والمتابعة لا بالقطع بين اللقطات المنفردة .
في فلم جون هيوستن الملكة الافريقية لقطة تصور مبدأ بازان عند محاولة البطلة سحب زورقها إلى بحيرة كبيرة يجنح زورق البطلين همفري بوكارت وكاترين هيبورن في رافد على جانب النهر الرئيسي. يتلوى الرافد إلى ساقية واخيراً يتقطر في شبكة من البردي والطين حيث ينغرز الزورق المتعب يائساً في الطين يستسلم المسافران المتعبان إلى موت بطيء بين البردي الخانق وأخيراً يستسلمان للنوم على أرض القارب. ترتفع آلة التصوير فوق البردي. وهناك على بعد بضعة ياردات فقط توجد البحيرة السخرية المرة في المشهد تصل عن طريق الحركة المتواصلة لآلة التصوير والتي تحافظ على البعد الفاصل الفيزيائي للزورق والبردي الفاصل والبحيرة. لو أن هيوستن قطع إلى ثلاث لقطات لما أمكننا فهم هذه العلاقات المكانية وبالنتيجة لضحينا بالسخرية (٤ - ١٨) .
أشار بازان إلى أن التطور التكنولوجي للسينما وكل تجديد تقريباً دفع بالوسط أقرب إلى المثال الواقعي. إبتكار الفلم الخام البانكروماتي الذي يتأثر بكافة الألوان في أواسط العشرينات مكن صانعي الأفلام من الحصول على أنواع مختلفة أغنى من الرماديات في صورهم مكن هذا الفلم الخام الذي أشاعه فلم فلاهرتي (مونا) المخرجين من القضاء على البياضات والسوادات الشديدة التباين والتي كانت تظهر بصورة حتمية على أفلام الأورثوكروماتيك الخام في عصر ما قبل عام ۱۹۲٥ في نهاية العشرينات أجبر ابتكار الصوت السينما على أن تكون أكثر واقعية اللون والتصوير بالتوضيح العميق في الثلاثينات والأربعينات دفع بالسينما أقرب مرة أخرى إلى هذا النموذج الواقعي إشاعة الشاشة العريضة أكثر في الخمسينات قلل الحاجة للقطع كما سنرى رغم أن بازان لم يكتب إلا القليل حول دخول الفلم المجسم في الخمسينات فأنه لم يستبعده بالتأكيد كما فعل كل النقاد والمنظرين الآخرين في وقته، إذ إن ابتكار الفلم المجسم مثل جميع الابتكارات التكنولوجية الأخرى كان يمثل خطوة باتجاه ردم الفجوة بين الحقيقة و«التصنع في الشاشة العريضة. في الواقع أشار بازان إلى أن تقنيات المونتاج الانطباعية كانت قد تغيرت بالتكنولوجيا وليس بمنظري ونقاد الفلم في عام ١٩٢٧ عندما عرض فلم (مغني الجاز) أطفأ الصوت تقريباً كل التقدم الذي حققه فن المونتاج منذ أيام بورتر. بمجيء الصوت كان على الأفلام أن تكون أكثر واقعية سواء أراد مخرجوها ذلك أم لا إذ إن اللاقطات كانت توضع في المنظر نفسه (٤ - ١٩) كان الصوت يسجل أثناء عملية التصوير كانت اللاقطات تخفى في مزهرية أو حاملة في جدار. وهكذا نجد في أفلام الصوت الأولى ليس فقط عدم حرية حركة آلة التصوير بل والممثل أيضاً إذ إن الممثل إذا ما ابتعد عن اللاقطة فإنه يصعب تسجيل الحوار بصورة مرضية.
إن تأثيرات هذه الأفلام الأولى للصوت على المونتاج كان كارثة. كان الصوت المؤلف مع الصورة عائقاً لها فقد كانت المشاهد الكاملة تمثل بدون قطع كانت كل القيم الدرامية تقريباً صوتية أكثر المقاطع تفاهة تحمل اعجاب الجمهور وهكذا كانت آلة التصوير تسجل دخول الشخص إلى الغرفة سواء أكان ذلك مهما من الناحية الدرامية أم لا وكان الملايين من المشاهدين يثار بصوت الأبواب وهي تفتح ثم تغلق بقوة. يئس النقاد والمخرجون فقد عادت أيام المسرحية المسجلة كما يبدو حلت هذه المشاكل فيما بعد بابتكار «الكاتم» .
وهو غلاف عازل للصوت يسمح لآلة التصوير أن تتحرك بسهولة وعن طريق إضافة الصوت بعد ان يتم التصوير.إلا أن الصوت قدم أيضاً بعض المزايا الواضحة في الأفلام الواقعية خاصة، كان الحوار والمؤثرات الصوتية تعمق الإحساس بالواقعية إلى درجة كبيرة. كان على طرز التمثيل أن تكون أكثر تعقيداً، لم يعد المؤدي بحاجة إلى المبالغة المرئية بسبب غياب الصوت. الأفلام الناطقة مكنت المخرجين من رواية قصصهم باقتصاد أكبر وبدون العناوين التي كانت تقاطع الصورة في أيام السينما الصامتة مشاهد التوضيح الكريهة التي كانت تبدأ بها أغلب الأفلام أمكن الإستغناء عنها أيضاً إذ أن بضعة أسطر من الحوار يمكن أن توصل بسهولة أية معلومات ضرورية يحتاجها الجمهور لكي يفهم العلاقات السردية .
استخدام العمق الواضح في التصوير الذي أعاد تقديمه رنوار في الثلاثينات أوجدت تأثيراً معدلاً في الممارسات المونتاجية. كانت العدسات قبل هذا التاريخ تصور مستوى واحد بوضوح. هذه العدسات كان باستطاعتها تجسيد صورة واضحة للشيء من أية مسافة تقريباً، ولكن ما لم يكن يتم إقامة عدد كبير من مصابيح الإنارة الإضافية كانت عناصر الصورة الأخرى التي لا تقع على نفس البعد من آلة التصوير تظهر مشوشة وغير واضحة. كان أحد التبريرات للمونتاج إذا تقنياً بحثاً أي وضوح الصورة. وإذا كان المطلوب أن تكون جميع اللقطات البعيدة والمتوسطة والقريبة متساوية الوضوح فإن من الواجب توفر تغييرات عدسية مختلفة لكل منها .
أصبح التصوير العميق شائعاً بصورة خاصة بعد استخدامه عام ١٩٤١ في المواطن كين. إن اسم كل من أورسون ويلز ووليام وايلر يرتبط بصورة خاصة بهذا الأسلوب وربما ليس من باب الصدفة أن يكون لهذين المخرجين الأمريكيين ارتباط بالمسرح الرسمي. العمق الواضح يسمح باستخدام التكوين في العمق. إذ يمكن تصوير مشاهد كاملة في مكان واحد، وبدون التضحية بالتفاصيل إذ إن كل مسافة كانت تظهر بنفس الوضوح .
في فلم جون هيوستن الملكة الافريقية لقطة تصور مبدأ بازان عند محاولة البطلة سحب زورقها إلى بحيرة كبيرة يجنح زورق البطلين همفري بوكارت وكاترين هيبورن في رافد على جانب النهر الرئيسي. يتلوى الرافد إلى ساقية واخيراً يتقطر في شبكة من البردي والطين حيث ينغرز الزورق المتعب يائساً في الطين يستسلم المسافران المتعبان إلى موت بطيء بين البردي الخانق وأخيراً يستسلمان للنوم على أرض القارب. ترتفع آلة التصوير فوق البردي. وهناك على بعد بضعة ياردات فقط توجد البحيرة السخرية المرة في المشهد تصل عن طريق الحركة المتواصلة لآلة التصوير والتي تحافظ على البعد الفاصل الفيزيائي للزورق والبردي الفاصل والبحيرة. لو أن هيوستن قطع إلى ثلاث لقطات لما أمكننا فهم هذه العلاقات المكانية وبالنتيجة لضحينا بالسخرية (٤ - ١٨) .
أشار بازان إلى أن التطور التكنولوجي للسينما وكل تجديد تقريباً دفع بالوسط أقرب إلى المثال الواقعي. إبتكار الفلم الخام البانكروماتي الذي يتأثر بكافة الألوان في أواسط العشرينات مكن صانعي الأفلام من الحصول على أنواع مختلفة أغنى من الرماديات في صورهم مكن هذا الفلم الخام الذي أشاعه فلم فلاهرتي (مونا) المخرجين من القضاء على البياضات والسوادات الشديدة التباين والتي كانت تظهر بصورة حتمية على أفلام الأورثوكروماتيك الخام في عصر ما قبل عام ۱۹۲٥ في نهاية العشرينات أجبر ابتكار الصوت السينما على أن تكون أكثر واقعية اللون والتصوير بالتوضيح العميق في الثلاثينات والأربعينات دفع بالسينما أقرب مرة أخرى إلى هذا النموذج الواقعي إشاعة الشاشة العريضة أكثر في الخمسينات قلل الحاجة للقطع كما سنرى رغم أن بازان لم يكتب إلا القليل حول دخول الفلم المجسم في الخمسينات فأنه لم يستبعده بالتأكيد كما فعل كل النقاد والمنظرين الآخرين في وقته، إذ إن ابتكار الفلم المجسم مثل جميع الابتكارات التكنولوجية الأخرى كان يمثل خطوة باتجاه ردم الفجوة بين الحقيقة و«التصنع في الشاشة العريضة. في الواقع أشار بازان إلى أن تقنيات المونتاج الانطباعية كانت قد تغيرت بالتكنولوجيا وليس بمنظري ونقاد الفلم في عام ١٩٢٧ عندما عرض فلم (مغني الجاز) أطفأ الصوت تقريباً كل التقدم الذي حققه فن المونتاج منذ أيام بورتر. بمجيء الصوت كان على الأفلام أن تكون أكثر واقعية سواء أراد مخرجوها ذلك أم لا إذ إن اللاقطات كانت توضع في المنظر نفسه (٤ - ١٩) كان الصوت يسجل أثناء عملية التصوير كانت اللاقطات تخفى في مزهرية أو حاملة في جدار. وهكذا نجد في أفلام الصوت الأولى ليس فقط عدم حرية حركة آلة التصوير بل والممثل أيضاً إذ إن الممثل إذا ما ابتعد عن اللاقطة فإنه يصعب تسجيل الحوار بصورة مرضية.
إن تأثيرات هذه الأفلام الأولى للصوت على المونتاج كان كارثة. كان الصوت المؤلف مع الصورة عائقاً لها فقد كانت المشاهد الكاملة تمثل بدون قطع كانت كل القيم الدرامية تقريباً صوتية أكثر المقاطع تفاهة تحمل اعجاب الجمهور وهكذا كانت آلة التصوير تسجل دخول الشخص إلى الغرفة سواء أكان ذلك مهما من الناحية الدرامية أم لا وكان الملايين من المشاهدين يثار بصوت الأبواب وهي تفتح ثم تغلق بقوة. يئس النقاد والمخرجون فقد عادت أيام المسرحية المسجلة كما يبدو حلت هذه المشاكل فيما بعد بابتكار «الكاتم» .
وهو غلاف عازل للصوت يسمح لآلة التصوير أن تتحرك بسهولة وعن طريق إضافة الصوت بعد ان يتم التصوير.إلا أن الصوت قدم أيضاً بعض المزايا الواضحة في الأفلام الواقعية خاصة، كان الحوار والمؤثرات الصوتية تعمق الإحساس بالواقعية إلى درجة كبيرة. كان على طرز التمثيل أن تكون أكثر تعقيداً، لم يعد المؤدي بحاجة إلى المبالغة المرئية بسبب غياب الصوت. الأفلام الناطقة مكنت المخرجين من رواية قصصهم باقتصاد أكبر وبدون العناوين التي كانت تقاطع الصورة في أيام السينما الصامتة مشاهد التوضيح الكريهة التي كانت تبدأ بها أغلب الأفلام أمكن الإستغناء عنها أيضاً إذ أن بضعة أسطر من الحوار يمكن أن توصل بسهولة أية معلومات ضرورية يحتاجها الجمهور لكي يفهم العلاقات السردية .
استخدام العمق الواضح في التصوير الذي أعاد تقديمه رنوار في الثلاثينات أوجدت تأثيراً معدلاً في الممارسات المونتاجية. كانت العدسات قبل هذا التاريخ تصور مستوى واحد بوضوح. هذه العدسات كان باستطاعتها تجسيد صورة واضحة للشيء من أية مسافة تقريباً، ولكن ما لم يكن يتم إقامة عدد كبير من مصابيح الإنارة الإضافية كانت عناصر الصورة الأخرى التي لا تقع على نفس البعد من آلة التصوير تظهر مشوشة وغير واضحة. كان أحد التبريرات للمونتاج إذا تقنياً بحثاً أي وضوح الصورة. وإذا كان المطلوب أن تكون جميع اللقطات البعيدة والمتوسطة والقريبة متساوية الوضوح فإن من الواجب توفر تغييرات عدسية مختلفة لكل منها .
أصبح التصوير العميق شائعاً بصورة خاصة بعد استخدامه عام ١٩٤١ في المواطن كين. إن اسم كل من أورسون ويلز ووليام وايلر يرتبط بصورة خاصة بهذا الأسلوب وربما ليس من باب الصدفة أن يكون لهذين المخرجين الأمريكيين ارتباط بالمسرح الرسمي. العمق الواضح يسمح باستخدام التكوين في العمق. إذ يمكن تصوير مشاهد كاملة في مكان واحد، وبدون التضحية بالتفاصيل إذ إن كل مسافة كانت تظهر بنفس الوضوح .
تعليق