الحقيقي. وهكذا يتم توصيل الإحساس بالضنك المؤلم عبر . التي ترينا تفاصيل عربة تغوص في الأوحال. لقطة كبيرة للعجلة، والطين والأيدي تحاول تحريك العجلة والوجوه المجهدة، وعضلات ذراع يجر العجلة وهكذا. أما آيزنشتاين فإنه من الناحية الثانية كان يريد للفلم أن يكون خالياً تماماً من الاستمرارية التقليدية. وكان يشعر بأن معاملات بودوفكين شديدة التقيد بالواقع الحرفي كان آيزنشتاين يريد للفلم أن يكون مرناً كالأدب وخاصة في حريته لرسم الإستعارات بدون اعتبار للزمان والمكان. وهكذا نرى أن التواصل الزماني - المكاني في أفلام آيزنشتاين الأولى محطم تماماً، أو أنه مستبدل باستمرارية تعتمد تماماً على الجدل الذهني للمخرج.
إن اصطدام عنصرين متقابلين (لقطات) يجب كما هو الأمر في جدلية الطبيعة أن ينتج قفزة نوعية كما في الأدب تماماً، ربط عنصرين كميين متضادين يمكن أن ينتج استعارة قد توجد على مستوى نوعي مختلف. أمثلة آیزنشتاين المفضلة كانت مقتبسة عن الهيروغليفية الصينية، حيث نجد حرفين ماديين مركبين يعطيان فكرة تجريدية :
حرف (سكين) مضافاً إلى حرف (قلب) يعني : الحزن .
حرف كلمة (باب) مضافاً إلى (أذن) يعني : استراق السمع
حرف (فم) مضافاً إلى حرف (طيور) يعني : يغني
وحتى في فلمه الطويل الأول إضراب ١٩٢٥ كان آيزنشتاين يقاطع لقطات لعمال يضربون بالمدافع الرشاشة مع صور ثيران تذبح. لم تكن الثيران في الموقع حرفياً وإنما كان القطع يتم لأغراض الاستعارة البحتة. هنالك مقطع شهير من فلم بوتومكين نرى فيه ثلاث لقطات لأسود حجرية، أحدها نائم والثاني متيقظ وعلى وشك النهوض والثالث قائم على قدميه
مستعد للوثوب. أعتبر آيزنشتاين المقطع تجسيداً للاستعارة «الصخور ذاتها تز مجر». أكثر تجارب آیزنشتاین تطرفاً تجدها في فلمه (أكتوبر) ويعرف أيضاً بعنوان : عشرة أيام هزت العالم وهو فلم شبه وثائقي يتناول المراحل الأولى من ثورة عام ۱۹۱۷ . الفلم صورة جيدة لنظريات آيزنشتاين في التطبيق. في مقطع متقدم من الفلم نرى تمثالاً للقيصر يتم تحطيمه. بعدئذ عندما يسيطر القائد المطيع كيرينسكي يصف آيزنشتاين هذه النكسة بالاستعارة فيرينا مقطع التمثال بحركة معكوسة تتم إعادة بناء التمثال أمام أعيننا وهكذا نرى» العودة المؤقتة للقيصرية . العديد من اللقطات لكرينيسكي في القصر الشتوي ساخرة. كذلك مثلاً نرى لقطات كرينيسكي توضع إلى جانب الطواويس اللعب المحملة بالمجوهرات مع تماثيل نابليون وهكذا . رغم ألمعية الكثير من هذه المشاهد فإن مشكلة هذا النوع من المونتاج المستند إلى الاستعارة هو ميله للغموض. لم ير آیزنشتاين صعوبة حقيقية في السيطرة على الإختلافات المكانية والزمانية بين الفلم والأدب. غير أن الوسطين يستخدمان الإستعارات والتشبيه بطرق مختلفة. ليس من الصعب أن نفهم ما تعنيه عبارة التشبية إنه خائف مثل «خروف أو الاستعارة الأكثر تجريداً مثل الزمن الداعر يقضي علينا». كلا العبارتين تقعان خارج الزمان والمكان. لم يتموضع التشبيه في أحد المراعي ولا الاستعارة في دار للدعارة. هذه المقارنات بالطبع لا يقصد بها أن تفهم حرفياً. في السينما هذه الأساليب التشخيصية أكثر صعوبة. استطاع شارلي شابلن أن يعبر عن التشبيه بالخراف في بداية فلمه (الأزمنة الحديثة) إلا أن استعارة «الزمن الداعر» قد تكون مستحيلة التجسيد في الفلم لأن مادة السينما هي الأشياء الملموسة. في وضع مشاهد ممزوجة لأشجار في فصول مختلفة مع صور مومسات قد نجد المعادل السينمائي لهذه الاستعارة غير ان من المشكوك فيه أن يستطيع الجمهور فك رموز هذه المقارنة في التطبيق العملي يستطيع المونتاج أن المقارنات التشبيهية غير أن هذه المقارنات لا تفعل مفعولها كما هو الحال في الأدب .
إن تطبيقات ونظريات آيزنشتاين في المونتاج تمثل التطرف الأقصى فيما يخص تشويه الزمان والمكان الحقيقيين في الواقع أن بعض تقنيات آیزنشتاین لم تجدد إلا بعد مرور عدة عقود. كان منظرو السينما يميلون إلى التسليم إلى حد كبير لخط السوفييت القائل بأن المونتاج هو حجر الزاوية في كل من الفلم رغم حقيقة أن صانعي الأفلام في الولايات المتحدة والمانيا وغيرها مثل شارلي شابلن وروبرت فلاهرتي واريك فون ستروهايم وأف دبليو ميرنا و كانوا يصنعون أفلاماً لا تدين إلا بالقليل نسبياً لفن المونتاج . هؤلاء وغيرهم من كبار المخرجين الواقعيين وجدوا رفيقاً لهم في النهاية في شخص الفرنسي اندريه بازان الذي أسس التقليد المضاد في الجماليات والذي يستند إلى (المحافظة) على الزمان والمكان الحقيقيين .
إن اصطدام عنصرين متقابلين (لقطات) يجب كما هو الأمر في جدلية الطبيعة أن ينتج قفزة نوعية كما في الأدب تماماً، ربط عنصرين كميين متضادين يمكن أن ينتج استعارة قد توجد على مستوى نوعي مختلف. أمثلة آیزنشتاين المفضلة كانت مقتبسة عن الهيروغليفية الصينية، حيث نجد حرفين ماديين مركبين يعطيان فكرة تجريدية :
حرف (سكين) مضافاً إلى حرف (قلب) يعني : الحزن .
حرف كلمة (باب) مضافاً إلى (أذن) يعني : استراق السمع
حرف (فم) مضافاً إلى حرف (طيور) يعني : يغني
وحتى في فلمه الطويل الأول إضراب ١٩٢٥ كان آيزنشتاين يقاطع لقطات لعمال يضربون بالمدافع الرشاشة مع صور ثيران تذبح. لم تكن الثيران في الموقع حرفياً وإنما كان القطع يتم لأغراض الاستعارة البحتة. هنالك مقطع شهير من فلم بوتومكين نرى فيه ثلاث لقطات لأسود حجرية، أحدها نائم والثاني متيقظ وعلى وشك النهوض والثالث قائم على قدميه
مستعد للوثوب. أعتبر آيزنشتاين المقطع تجسيداً للاستعارة «الصخور ذاتها تز مجر». أكثر تجارب آیزنشتاین تطرفاً تجدها في فلمه (أكتوبر) ويعرف أيضاً بعنوان : عشرة أيام هزت العالم وهو فلم شبه وثائقي يتناول المراحل الأولى من ثورة عام ۱۹۱۷ . الفلم صورة جيدة لنظريات آيزنشتاين في التطبيق. في مقطع متقدم من الفلم نرى تمثالاً للقيصر يتم تحطيمه. بعدئذ عندما يسيطر القائد المطيع كيرينسكي يصف آيزنشتاين هذه النكسة بالاستعارة فيرينا مقطع التمثال بحركة معكوسة تتم إعادة بناء التمثال أمام أعيننا وهكذا نرى» العودة المؤقتة للقيصرية . العديد من اللقطات لكرينيسكي في القصر الشتوي ساخرة. كذلك مثلاً نرى لقطات كرينيسكي توضع إلى جانب الطواويس اللعب المحملة بالمجوهرات مع تماثيل نابليون وهكذا . رغم ألمعية الكثير من هذه المشاهد فإن مشكلة هذا النوع من المونتاج المستند إلى الاستعارة هو ميله للغموض. لم ير آیزنشتاين صعوبة حقيقية في السيطرة على الإختلافات المكانية والزمانية بين الفلم والأدب. غير أن الوسطين يستخدمان الإستعارات والتشبيه بطرق مختلفة. ليس من الصعب أن نفهم ما تعنيه عبارة التشبية إنه خائف مثل «خروف أو الاستعارة الأكثر تجريداً مثل الزمن الداعر يقضي علينا». كلا العبارتين تقعان خارج الزمان والمكان. لم يتموضع التشبيه في أحد المراعي ولا الاستعارة في دار للدعارة. هذه المقارنات بالطبع لا يقصد بها أن تفهم حرفياً. في السينما هذه الأساليب التشخيصية أكثر صعوبة. استطاع شارلي شابلن أن يعبر عن التشبيه بالخراف في بداية فلمه (الأزمنة الحديثة) إلا أن استعارة «الزمن الداعر» قد تكون مستحيلة التجسيد في الفلم لأن مادة السينما هي الأشياء الملموسة. في وضع مشاهد ممزوجة لأشجار في فصول مختلفة مع صور مومسات قد نجد المعادل السينمائي لهذه الاستعارة غير ان من المشكوك فيه أن يستطيع الجمهور فك رموز هذه المقارنة في التطبيق العملي يستطيع المونتاج أن المقارنات التشبيهية غير أن هذه المقارنات لا تفعل مفعولها كما هو الحال في الأدب .
إن تطبيقات ونظريات آيزنشتاين في المونتاج تمثل التطرف الأقصى فيما يخص تشويه الزمان والمكان الحقيقيين في الواقع أن بعض تقنيات آیزنشتاین لم تجدد إلا بعد مرور عدة عقود. كان منظرو السينما يميلون إلى التسليم إلى حد كبير لخط السوفييت القائل بأن المونتاج هو حجر الزاوية في كل من الفلم رغم حقيقة أن صانعي الأفلام في الولايات المتحدة والمانيا وغيرها مثل شارلي شابلن وروبرت فلاهرتي واريك فون ستروهايم وأف دبليو ميرنا و كانوا يصنعون أفلاماً لا تدين إلا بالقليل نسبياً لفن المونتاج . هؤلاء وغيرهم من كبار المخرجين الواقعيين وجدوا رفيقاً لهم في النهاية في شخص الفرنسي اندريه بازان الذي أسس التقليد المضاد في الجماليات والذي يستند إلى (المحافظة) على الزمان والمكان الحقيقيين .
تعليق