النشاطات الإنسانية، وبالنتيجة فهي تتصل بطبيعة الكون نفسه. لا داعي للقول بأننا لا يمكن أن نقدم هنا إلا ملخصاً مجرداً لنظريات المعقدة. كان آیزنشتاین مثل الفيلسوف اليوناني هرقليطس يعتقد بأن طبيعة الوجود الجوهرية تعتمد على الجريان والتغيير المستمر كان يعتقد بأن تذبذب الطبيعة الأزلي هـ الحالة الجدلية أي نتيجة تصارع الأضداد إن ما يبدو ساكتاً أو موحداً في الطبيعة إنما هو الآني فقط، إذ إن جميع الظواهر الطبيعية هي في حالات مختلفة من الصيرورة. (١٣،٤) الطاقة وحدها الثابتة والطاقة في حالة دائمة من الإنتقال إلى أشكال أخرى كل نقيض يحتوي على بذرة فنائه في الزمان. كان آيزنشتاين يعتقد بأن صراع الأضداد هذا هو أبو الحركة والتغيير.
إن وظيفة كل الفنانين هي اقتناص الصدام الديناميكي بين الأضداد، وإدخال مبدأ الصراع ليس في مادة الموضوع الفنية حسب بل في الأشكال والتقنيات أيضاً. كان الفن بالنسبة لأيزنشتاين امتداداً للطبيعة نفسها. كان الفن نوعاً من العالم الصغير. وظيفة الفنان أن يعطي تجاه النبض الأزلي للكون الكبير، وأن يثير فيه نفس الصراع الذي نلاحظه في كل مكان من الحياة الصراع شمولي في كل الفنون ولذلك فإن كل الفنون كما يقول آيزنشتاين تطمح إلى الحركة والسينما هي، من الناحية الكامنة على الأقل، أكثر الفنون شمولاً لأنها يمكن أن تجمع الصراع البصري البحت للرسم والصراعات الحركية للرقص والصراعات الصوتية للموسيقى والصراعات الكلامية للغة وصراعات الفعل والشخصية في الدراما والقصص هي المشاهد الحساسية الخيالية .
كان آیزنشتاين يعتقد بأن على صانع الفلم أن يجمع كل هذه الصراعات الجدلية في تقنياته، لكنه كان يضع تأكيداً خاصاً على فن المونتاج . وكان آيزنشتاين يعتقد مثل بودوفكين بأن المونتاج هو أساس فن الفلم. واتفق مع بودوفكين بأن كل لقطة في مقطع يجب أن تكون ناقصة أو «مساهمة» وليست مكتفية ذاتياً. غير أنه انتقد بودوفكين على مبدئه في «وصل» اللقطات واعتبره شديد الميكانيكية وغير عضوي كان آيزنشتاين يعتقد بأن المونتاج يجب أن يكون جدلياً. الصراع بين لقطتين الطرح ومناقضة الطرح ينتج فكرة جديدة (تركيب). وهكذا فإن نتيجة الصراع بمصطلحات الفلم بين اللقطة أ واللقطة ب ليس أ ب وفقاً لبودفكين وإنما هو عامل جديد نوعياً أي ج (وفقاً لآيزنشتاين). التحول بين اللقطات يجب ألا يكون انسيابياً كما كان يقول بودوفكين بل يجب أن يكون حاداً وهازاً وحتى عنيفاً. المونتاج بالنسبة لآيزنشتاين ينتج «صدامات خشنة وليس توصيلات ناعمة. وكان يزعم بأن الإنتقال السلس هو فرصة ضائعة .
كان المونتاج بالنسبة لآيزنشتاين يكاد أن يكون عملية غامضة. كان يشبهه بنمو الخلايا العضوية. إذا كانت كل لقطة تمثل خلية متطورة فإن القطع هو ذلك الإنفجار» الذي يحدث عندما تنقسم الخلية إلى إثنتين. المونتاج هو تلك المرحلة التي «تنفجر» فيها اللقطة أي عندما يصل توتر اللقطة إلى حدها الأقصى في التمدد إيقاع المونتاج في السينما يجب أن يكون مثل انفجارات ماكنة الإحتراق الداخلي كما يقول آیزنشتاين. وباعتباره استاذاً عظيما في الإيقاع فإن أفلامه تكاد تكون مذهلة في هذا المضمار. فإن فيها لقطات ذات أحجام وأطوال وأشكال وتصاميم وشدة إنارة تصطدم في الواقع مع بعضها. ولكن مثل أشياء في تيار نهر دافق تغطس هذه الصور المهتزة باتجاه مستقر محتم (٤ - ١٤).
قد يبدو الفرق بين بودوفکین و آیزنشتاین مجرد فرق نظري. إلا أن محاولة الإثنين في الواقع أوجدت نتائج متباينة جداً. في أفلام بودوفكين تميل اللقطات إلى أن تكون بالإضافة وهي موجهة نحو أحداث تأثير عاطفي شامل في أفلام آيزنشتاين تمثل اللقطات المتباينة سلسلة الدفعات والتراجيع الذهنية في جوهرها موجهة نحو جدل تجريدي في أغلبه. كان اختيار المخرجين للأبنية الحوارية مختلفاً أيضاً رغم أن كلا الفنانين كان ماركسياً مباشراً إلا أن قصص بودوفكين لم تختلف جذرياً عن النوع الذي استخدمه كريفيث اللقطات عند كليهما يتحكم فيها الإطار السردي. إلا أن قصص آيزنشتاين من الناحية الثانية كانت أكثر ترهلا في البناء، تتكون عادة الأحداث الوثائقية شبه المربوطة والتي كان يستغلها كوسائل مناسبة لكشف الأفكار بغض النظر عن الزمان والمكان الحرفيين.
عندما كان بودوفكين يريد التعبير عن العاطفة كان يوصلها عن طريق الصورة الفيزيائية - معاملات الربط الموضوعية - التي كانت متواجدة في الموقع .
إن وظيفة كل الفنانين هي اقتناص الصدام الديناميكي بين الأضداد، وإدخال مبدأ الصراع ليس في مادة الموضوع الفنية حسب بل في الأشكال والتقنيات أيضاً. كان الفن بالنسبة لأيزنشتاين امتداداً للطبيعة نفسها. كان الفن نوعاً من العالم الصغير. وظيفة الفنان أن يعطي تجاه النبض الأزلي للكون الكبير، وأن يثير فيه نفس الصراع الذي نلاحظه في كل مكان من الحياة الصراع شمولي في كل الفنون ولذلك فإن كل الفنون كما يقول آيزنشتاين تطمح إلى الحركة والسينما هي، من الناحية الكامنة على الأقل، أكثر الفنون شمولاً لأنها يمكن أن تجمع الصراع البصري البحت للرسم والصراعات الحركية للرقص والصراعات الصوتية للموسيقى والصراعات الكلامية للغة وصراعات الفعل والشخصية في الدراما والقصص هي المشاهد الحساسية الخيالية .
كان آیزنشتاين يعتقد بأن على صانع الفلم أن يجمع كل هذه الصراعات الجدلية في تقنياته، لكنه كان يضع تأكيداً خاصاً على فن المونتاج . وكان آيزنشتاين يعتقد مثل بودوفكين بأن المونتاج هو أساس فن الفلم. واتفق مع بودوفكين بأن كل لقطة في مقطع يجب أن تكون ناقصة أو «مساهمة» وليست مكتفية ذاتياً. غير أنه انتقد بودوفكين على مبدئه في «وصل» اللقطات واعتبره شديد الميكانيكية وغير عضوي كان آيزنشتاين يعتقد بأن المونتاج يجب أن يكون جدلياً. الصراع بين لقطتين الطرح ومناقضة الطرح ينتج فكرة جديدة (تركيب). وهكذا فإن نتيجة الصراع بمصطلحات الفلم بين اللقطة أ واللقطة ب ليس أ ب وفقاً لبودفكين وإنما هو عامل جديد نوعياً أي ج (وفقاً لآيزنشتاين). التحول بين اللقطات يجب ألا يكون انسيابياً كما كان يقول بودوفكين بل يجب أن يكون حاداً وهازاً وحتى عنيفاً. المونتاج بالنسبة لآيزنشتاين ينتج «صدامات خشنة وليس توصيلات ناعمة. وكان يزعم بأن الإنتقال السلس هو فرصة ضائعة .
كان المونتاج بالنسبة لآيزنشتاين يكاد أن يكون عملية غامضة. كان يشبهه بنمو الخلايا العضوية. إذا كانت كل لقطة تمثل خلية متطورة فإن القطع هو ذلك الإنفجار» الذي يحدث عندما تنقسم الخلية إلى إثنتين. المونتاج هو تلك المرحلة التي «تنفجر» فيها اللقطة أي عندما يصل توتر اللقطة إلى حدها الأقصى في التمدد إيقاع المونتاج في السينما يجب أن يكون مثل انفجارات ماكنة الإحتراق الداخلي كما يقول آیزنشتاين. وباعتباره استاذاً عظيما في الإيقاع فإن أفلامه تكاد تكون مذهلة في هذا المضمار. فإن فيها لقطات ذات أحجام وأطوال وأشكال وتصاميم وشدة إنارة تصطدم في الواقع مع بعضها. ولكن مثل أشياء في تيار نهر دافق تغطس هذه الصور المهتزة باتجاه مستقر محتم (٤ - ١٤).
قد يبدو الفرق بين بودوفکین و آیزنشتاین مجرد فرق نظري. إلا أن محاولة الإثنين في الواقع أوجدت نتائج متباينة جداً. في أفلام بودوفكين تميل اللقطات إلى أن تكون بالإضافة وهي موجهة نحو أحداث تأثير عاطفي شامل في أفلام آيزنشتاين تمثل اللقطات المتباينة سلسلة الدفعات والتراجيع الذهنية في جوهرها موجهة نحو جدل تجريدي في أغلبه. كان اختيار المخرجين للأبنية الحوارية مختلفاً أيضاً رغم أن كلا الفنانين كان ماركسياً مباشراً إلا أن قصص بودوفكين لم تختلف جذرياً عن النوع الذي استخدمه كريفيث اللقطات عند كليهما يتحكم فيها الإطار السردي. إلا أن قصص آيزنشتاين من الناحية الثانية كانت أكثر ترهلا في البناء، تتكون عادة الأحداث الوثائقية شبه المربوطة والتي كان يستغلها كوسائل مناسبة لكشف الأفكار بغض النظر عن الزمان والمكان الحرفيين.
عندما كان بودوفكين يريد التعبير عن العاطفة كان يوصلها عن طريق الصورة الفيزيائية - معاملات الربط الموضوعية - التي كانت متواجدة في الموقع .
تعليق