ليس هنالك قواعد ثابتة بخصوص الإيقاع في الأفلام، بعض المخرجين يقطع وفقاً للإيقاع الموسيقي - مسيرة الجند مثلاً يمكن أن تمنتج مع ضربة اللحن العسكري في بعض الحالات يقطع المخرج قبل ذروة منحنى المضمون. في المقاطع الشديد الإثارة للتوقع بصورة خاصة يعمد مخرج مثل هتشكوك إلى مناكدة الجمهور بعدم توفير الوقت اللازم له لتمثل كل معاني اللقطة انطونيوني من الناحية الأخرى يقطع في العديد من أفلامه بعيداً خلف ذروة منحنى المضمون (٤ ، ٩)مشاهد العنف تقطع عادة بطريقة
شديدة التجزئة، غير أنه في فلم بوني وكلايد تم تصوير مقطع الرمي الجماعي المثير للهرب من الموتيل في لقطة بعيدة وقطع قليل هذا التركيب هو الذي يظهر لنا المزيج العفوي للمشهد من كومدي وجرأة.
اللياقة مبدأ آخر من مبادىء المونتاج التي يصعب التعميم بشأنها إذ إنها اسر يعتمد عليه كثيراً ضمن السياق لا يرغب أحدنا في أن يشار له إلى الأمر الواضح سواء في الحياة الحقيقية أو عند مشاهدتنا للسينما. اللياقة الإخراجية مثل اللياقة الشخصية هي مسألة ضبط وذوق حسن واحترام للذكاء والحساسية عند الآخرين. كثيراً ما يقدم المخرجون لنا لقطات عاطفية مجانية لكي يضمنوا إننا لم يفتنا شيء. كل انفعال يحلب حتى النضوب عن طريق تراكم لقطة كبيرة فوق القطة كبيرة أخرى.
دفع كريفيث بأسلوبه المونتاجي في فلم تعصب إلى أقصى تطرف ممكن أي ما ندعوه بالمونتاج وفقاً للموضوع أو المضمون هذا الطراز الأكثر تعقيداً من القطع يؤكد الترابط بين مدركات ذهنية معينة بغض النظر عن التواصل بين الزمان والمكان الحقيقيين تحقق التجانس في فلم (تعصب). مثلاً عن طريق موضوع لا إنسانية الإنسان مع الإنسان، بدل أخبارنا بقصة واحدة يقدم لنا كريفيث أربعة أمثلة مختلفة من التعصب أحدها يدور في بابل القديمة، والثاني يتناول صلب المسيح والثالث يعالج مذابح البرتستانتيين الهوكونوت في القرن السادس عشر في فرنسا والأخير يجري في أمريكا عام ١٩١٦ وهو العام الذي أنتج فيه الفلم لم يتم تطوير القصص بصورة منفصلة وإنما بأسلوب متواز تتقاطع فيه مشاهد من فترة زمنية فترة أخرى في ختام الفلم يقدم لنا كريفيث مقاطع طراد شديدة القصر في القصة الأولى والأخيرة ومشهداً من الإثارة والبشاعة في الذبح ضمن القصة الثالثة وذروة مأساوية بطيئة الحركة في قصة المسيح. يحتوي المقطع الأخير من الفلم على مئات اللقطات فعلاً تتجاور فيها صور تفصل بينها آلاف السنين من الناحية التاريخية وأميال من الناحية الجغرافية. كل هذه الفترات والمواقع المختلفة، تتوحد في موضوع مركزي هو التعصب الإستمرارية لم تعد مجرد استمرارية فيزيائية ولا حتى سايكولوجية بالدرجة الأولى، وإنما موضوعية.
رغم أن فلم تعصب لم يحقق نجاحاً تجارياً إلا إن تأثيره كان هائلاً. لقد بهر صانعو الأفلام في الإتحاد السوفياتي بصورة خاصة بفلم كريفيث ووضع را نظرياتهم في المونتاج مستندين إلى ممارساته في هذا الفلم .
أدخل كريفيث لقطات التذكير» في العديد من الأفلام لكي يعلق مؤقتاً الزمن الحاضر. وهكذا أنشأ كريفيث مبدأ صيغة الفعل الزمني في السينما وهيا لمخرجي المستقبل لكي يوقفوا الزمن الحاضر بإدخالهم أجزاء ليس من الماضي حسب ولكن من المستقبل أيضاً (٤ - ١٠) في فلم دنيس هوبر الموسوم (الراكب السهل) مثلا يحلم البطل (بيتر) فوندا بنوع من أحلام الرؤية التنبوئية بموته. في فلم سدني بولاك المعنون إنهم يرمون الجياد أليس كذلك؟ نجد مقاطع مستقبلية قصيرة لمشهد محاكمة تبرق هنا وهناك خلال قصة تدور في الزمن الحاضر. هذه المقاطع المستقبلية القصيرة توحي بنوع من الحتمية العدائية مثل مسابقة الرقص للقصة الأساس المستقبل قد تم تجميعه والجهد الشخصي يتساوى مع خداع الذات .
في فلم ستسائلي دونين المعنون (اثنان على الطريق) نجد واحداً من أصعب الاستخدامات التقنية المعقدة التي تمثلها القطة العودة. القصة هي تطور ومن ثم الإنحلال التدريجي لعلاقة حب والسرد يتوالى في سلسلة لقطات العودة الممزوجة أني إن لقطات العودة للماضي ليست في تتابع زمني منسق ولا يتم تكاملها في أي مشهد واحد على العكس تراكم لقطات العودة وتجزؤ فيما يشبه أسلوب فوكثر الروائي. لكي تتعقد الأمور تجري أكثر لقطات العودة على الطريق خلال السفرات المختلفة التي قام بها الزوجان في الماضي. إذ خصص لكل فترة زمنية من الفلم احد الحروف: أ، ب، ج، د، هـ . فإن البناء الزمني يمكن أن تتم جدولته كما يلي: هـ (الحاضر)، أ الماضي البعيد ، ب، ج، د، ب، ج، در ب.. وننتهي بالحرف هـ . يتعلم الجمهور تدريجياً أن يميز كل فترة زمنية من خلال المؤشرات المختلفة للاستمرارية مثل طراز تصفيف شعر السيدات وأساليب النقل والأزمة الخاصة خلال كل رحلة، وهكذا باختصار حاول صانعو الأفلام مثلما حاول فوكنر وروائيون آخرون أن يهدموا طغيان الزمن الموزون آلياً عن طريق التلاعب بلقطات العودة (٤ - ١١) هذا الأسلوب للفنان بتطوير الأفكار من ناحية الموضوع وليس التتابع الزمني ويمكنه من تأكيد الطبيعة الذاتية يسمح للزمن .
قام كريفيث بتوسيع فن المونتاج من بداياته الخام حتى أصبح يؤدي وظائف واسعة مختلفة: تغيير مواقع التصوير وانصرام الوقت وتنويع اللقطات، وتوكيد التفاصيل السايكولوجية والفيزيائية واللقطات الفوقية والفواصل الرمزية والتوازي والتضاد والترابط والتحول في وجهة النظر، والتزامن وإعادة المؤشرات المكررة. فضلا عن ذلك كانت طريقة كريفيث في المونتاج أكثر اقتصاداً إذ إن اللقطات المتشابهة في الموضوع يمكن جمعها سوية في برنامج التصوير بغض النظر عن أماكنها و«الزمان» و«المكان» في الفلم النهائي. أفادت ميزانيات الأفلام فيما بعد بصورة خاصة في أيام النجوم ذوي الأجور العالية حيث كان المخرج يستطيع تصوير جميع المقاطع التصويرية للنجم في فترة موجزة بعيداً عن الاستمرارية السينمائية تاركاً التفاصيل لقطات بعيدة جداً ولقطات كبيرة للاشياء والممثلين الآخرين لكي تصور في وقت مناسب آخر فيما بعد يتم تنسيق اللقطات في تتابعها المناسب على منضدة التقطيع الخاصة بالمونتير. جميع المخرجين السينمائيين مدينون لكريفيث بفضل إنشاء التقاليد الأساسية للتقطيع والاستمرارية والأساليب السايكولوجية الأكثر تعقيداً للتقطيع الكلاسيكي. في فلم تعصب كان كريفيث متقدماً سنين عديدة على زمنه، إذ لولا تقطيعه المعقد وفقاً للموضوع والذي كاد أن يحطم تماماً المعالجة الحرفية للزمان والمكان في الفلم لما كان من المحتمل أن تتطور التجارب العظيمة للمخرجين السوفييت في العقد التالي مثلما تطورت.
شديدة التجزئة، غير أنه في فلم بوني وكلايد تم تصوير مقطع الرمي الجماعي المثير للهرب من الموتيل في لقطة بعيدة وقطع قليل هذا التركيب هو الذي يظهر لنا المزيج العفوي للمشهد من كومدي وجرأة.
اللياقة مبدأ آخر من مبادىء المونتاج التي يصعب التعميم بشأنها إذ إنها اسر يعتمد عليه كثيراً ضمن السياق لا يرغب أحدنا في أن يشار له إلى الأمر الواضح سواء في الحياة الحقيقية أو عند مشاهدتنا للسينما. اللياقة الإخراجية مثل اللياقة الشخصية هي مسألة ضبط وذوق حسن واحترام للذكاء والحساسية عند الآخرين. كثيراً ما يقدم المخرجون لنا لقطات عاطفية مجانية لكي يضمنوا إننا لم يفتنا شيء. كل انفعال يحلب حتى النضوب عن طريق تراكم لقطة كبيرة فوق القطة كبيرة أخرى.
دفع كريفيث بأسلوبه المونتاجي في فلم تعصب إلى أقصى تطرف ممكن أي ما ندعوه بالمونتاج وفقاً للموضوع أو المضمون هذا الطراز الأكثر تعقيداً من القطع يؤكد الترابط بين مدركات ذهنية معينة بغض النظر عن التواصل بين الزمان والمكان الحقيقيين تحقق التجانس في فلم (تعصب). مثلاً عن طريق موضوع لا إنسانية الإنسان مع الإنسان، بدل أخبارنا بقصة واحدة يقدم لنا كريفيث أربعة أمثلة مختلفة من التعصب أحدها يدور في بابل القديمة، والثاني يتناول صلب المسيح والثالث يعالج مذابح البرتستانتيين الهوكونوت في القرن السادس عشر في فرنسا والأخير يجري في أمريكا عام ١٩١٦ وهو العام الذي أنتج فيه الفلم لم يتم تطوير القصص بصورة منفصلة وإنما بأسلوب متواز تتقاطع فيه مشاهد من فترة زمنية فترة أخرى في ختام الفلم يقدم لنا كريفيث مقاطع طراد شديدة القصر في القصة الأولى والأخيرة ومشهداً من الإثارة والبشاعة في الذبح ضمن القصة الثالثة وذروة مأساوية بطيئة الحركة في قصة المسيح. يحتوي المقطع الأخير من الفلم على مئات اللقطات فعلاً تتجاور فيها صور تفصل بينها آلاف السنين من الناحية التاريخية وأميال من الناحية الجغرافية. كل هذه الفترات والمواقع المختلفة، تتوحد في موضوع مركزي هو التعصب الإستمرارية لم تعد مجرد استمرارية فيزيائية ولا حتى سايكولوجية بالدرجة الأولى، وإنما موضوعية.
رغم أن فلم تعصب لم يحقق نجاحاً تجارياً إلا إن تأثيره كان هائلاً. لقد بهر صانعو الأفلام في الإتحاد السوفياتي بصورة خاصة بفلم كريفيث ووضع را نظرياتهم في المونتاج مستندين إلى ممارساته في هذا الفلم .
أدخل كريفيث لقطات التذكير» في العديد من الأفلام لكي يعلق مؤقتاً الزمن الحاضر. وهكذا أنشأ كريفيث مبدأ صيغة الفعل الزمني في السينما وهيا لمخرجي المستقبل لكي يوقفوا الزمن الحاضر بإدخالهم أجزاء ليس من الماضي حسب ولكن من المستقبل أيضاً (٤ - ١٠) في فلم دنيس هوبر الموسوم (الراكب السهل) مثلا يحلم البطل (بيتر) فوندا بنوع من أحلام الرؤية التنبوئية بموته. في فلم سدني بولاك المعنون إنهم يرمون الجياد أليس كذلك؟ نجد مقاطع مستقبلية قصيرة لمشهد محاكمة تبرق هنا وهناك خلال قصة تدور في الزمن الحاضر. هذه المقاطع المستقبلية القصيرة توحي بنوع من الحتمية العدائية مثل مسابقة الرقص للقصة الأساس المستقبل قد تم تجميعه والجهد الشخصي يتساوى مع خداع الذات .
في فلم ستسائلي دونين المعنون (اثنان على الطريق) نجد واحداً من أصعب الاستخدامات التقنية المعقدة التي تمثلها القطة العودة. القصة هي تطور ومن ثم الإنحلال التدريجي لعلاقة حب والسرد يتوالى في سلسلة لقطات العودة الممزوجة أني إن لقطات العودة للماضي ليست في تتابع زمني منسق ولا يتم تكاملها في أي مشهد واحد على العكس تراكم لقطات العودة وتجزؤ فيما يشبه أسلوب فوكثر الروائي. لكي تتعقد الأمور تجري أكثر لقطات العودة على الطريق خلال السفرات المختلفة التي قام بها الزوجان في الماضي. إذ خصص لكل فترة زمنية من الفلم احد الحروف: أ، ب، ج، د، هـ . فإن البناء الزمني يمكن أن تتم جدولته كما يلي: هـ (الحاضر)، أ الماضي البعيد ، ب، ج، د، ب، ج، در ب.. وننتهي بالحرف هـ . يتعلم الجمهور تدريجياً أن يميز كل فترة زمنية من خلال المؤشرات المختلفة للاستمرارية مثل طراز تصفيف شعر السيدات وأساليب النقل والأزمة الخاصة خلال كل رحلة، وهكذا باختصار حاول صانعو الأفلام مثلما حاول فوكنر وروائيون آخرون أن يهدموا طغيان الزمن الموزون آلياً عن طريق التلاعب بلقطات العودة (٤ - ١١) هذا الأسلوب للفنان بتطوير الأفكار من ناحية الموضوع وليس التتابع الزمني ويمكنه من تأكيد الطبيعة الذاتية يسمح للزمن .
قام كريفيث بتوسيع فن المونتاج من بداياته الخام حتى أصبح يؤدي وظائف واسعة مختلفة: تغيير مواقع التصوير وانصرام الوقت وتنويع اللقطات، وتوكيد التفاصيل السايكولوجية والفيزيائية واللقطات الفوقية والفواصل الرمزية والتوازي والتضاد والترابط والتحول في وجهة النظر، والتزامن وإعادة المؤشرات المكررة. فضلا عن ذلك كانت طريقة كريفيث في المونتاج أكثر اقتصاداً إذ إن اللقطات المتشابهة في الموضوع يمكن جمعها سوية في برنامج التصوير بغض النظر عن أماكنها و«الزمان» و«المكان» في الفلم النهائي. أفادت ميزانيات الأفلام فيما بعد بصورة خاصة في أيام النجوم ذوي الأجور العالية حيث كان المخرج يستطيع تصوير جميع المقاطع التصويرية للنجم في فترة موجزة بعيداً عن الاستمرارية السينمائية تاركاً التفاصيل لقطات بعيدة جداً ولقطات كبيرة للاشياء والممثلين الآخرين لكي تصور في وقت مناسب آخر فيما بعد يتم تنسيق اللقطات في تتابعها المناسب على منضدة التقطيع الخاصة بالمونتير. جميع المخرجين السينمائيين مدينون لكريفيث بفضل إنشاء التقاليد الأساسية للتقطيع والاستمرارية والأساليب السايكولوجية الأكثر تعقيداً للتقطيع الكلاسيكي. في فلم تعصب كان كريفيث متقدماً سنين عديدة على زمنه، إذ لولا تقطيعه المعقد وفقاً للموضوع والذي كاد أن يحطم تماماً المعالجة الحرفية للزمان والمكان في الفلم لما كان من المحتمل أن تتطور التجارب العظيمة للمخرجين السوفييت في العقد التالي مثلما تطورت.
تعليق