عمريت
Amrit - Amrite
عمريت
تقع مدينة عمريت التاريخية على بعد 7كم إلى الجنوب من طرطوس، وتمتد آثارها مساحة نحو 6كم2، يجاورها التل الأثري الذي يقع شرقي المعبد، ويبلغ ارتفاعه نحو 17م. واسم عمريت أو أمريت هو الاسم الكنعاني القديم، وقد دلت التنقيبات الأثرية التي جرت في التل على أن عمريت تأسست في العصر الأموري، وقد ذكرها مؤرخو عصر الإسكندر المقدوني باسم ماراتوس، ووصفوها بأنها مدينة مزدهرة جدا،ً ولعلها أكبر مدائن الشرق.
نقبت في موقع عمريت بعثة أثرية بإدارة عالم الآثار الفرنسي موريس دونان M.Dunand عام 1926، ثم بدأت تنقيبات أثرية وطنية بإشراف نسيب صليبي عام 1954، ودامت أعمال التنقيب والترميم فيها حتى اليوم.
أهم المعالم الأثرية في عمريت
المعبد العائد إلى القرن السادس ق.م، كانت تغمره الأنقاض حتى أعلى أرض الأروقة المحيطة به، ولايرى منه سوى محيطه وجزء من الهيكل المركزي القائم في وسـطه. وقد كشفت معالمه ووُضِّحت حتى قاع بركته الواقعة على عمق ثلاثة أمتار من أرض الأروقة، وأظهرت تلك الأعمال عناصر معمارية غاية في الأهمية، وكشفت عن أبعاد المعبد البالغة 56.33×49.5م، كما بلغت مقاييس بركته 48×38م وارتفاعه 8م.
كان للمعبد باب كبير يقع في الجهة الشمالية، مقابل باب الهيكل المركزي الذي يتوسط البركة، وعلى جانبي الباب برجان يُفضيان إلى أروقة المعبد للطواف حول هيكله المركزي بواسطة الزوارق الصغيرة، وأمام الباب الكبير مذبح صغير لتقديم الأضاحي، إلى جانبه هيكلان صغيران، وأمامه مصطبة، هي صخرة كبيرة عند طرفها الشرقي درج صغير يؤدي إلى أرض البركة. كرس المعبد للإله «ملقارت» وهو الإله الشافي من الأمراض، وكان تمثاله يوضع في المحراب كما أشارت إلى ذلك كتابة فينيقية عثر عليها قرب الموقع، وهناك الملعب الذي بقي منه قسم بطول 230م، ويقع على منحدر الضفة اليمنى لنهر عمريت، له سبع درجات للجلوس، عرض كل منها 55سم، وكانت تجري فيه ألعاب الركض، وسباق العربات وسباق الأكياس وغيرها.
وتعدّ مدافن عمريت من أهم النماذج المعمارية القديمة، وهي منتشرة على مساحة كبيرة تتجاوز حدود المدينة القديمة، كانت لسكان عمريت خاصة ولسكان جزيرة أرواد الذين استعانوا بالأراضي اليابسة لإقامة مدافن ملوكهم وحكامهم. شيدت المدافن بأشكال مختلفة، وأهمها المدفن الهرمي؛ الذي يقع جنوب غربي المعبد، ارتفاعه أربعة أمتار وهو أسطواني الشكل قاعدته مكعبة يؤدي إليه درج منحوت في الصخر، يؤدي إلى باب ثم إلى غرفتين الأولى، نحتت فيها قبور والثانية الداخلية فيها مصطبة لوضع تابوت رب العائلة. وجدت داخل المدفن لُقىً جنائزية كانت توضع مع الأموات يعود تاريخها إلى ما بين القرنين الخامس والأول قبل الميلاد. ثم المدفن القببي الذي يقع بجوار المدفن الهرمي، ويدخل إليه بدرج منحدر، مؤلف من ثلاث درجات وقبة، وفيه غرفتان للدفن، كما في المدفن الهرمي، يبلغ ارتفاعه9.5م، وهو أقدم بقليل من المدفن الهرمي.
أما مستودع المقدسات فهو هضبة صخرية معروفة لدى الأهالي باسم المقلع، أبعادها 70×60×3م، استخدمت مقلعاً للحجارة، ويظنّ أنه كان فوقها مبانٍ تعود إلى عصر المعبد، أزيلت بكاملها. وقد عثر دونان بين أنقاضها على تماثيل حجرية محطمة متأثرة بالفن المصري والقبرصي، تجسد بمضامينها تقديمات نذرية للمعبد. تنتشر في الموقع البيوت المنحوتة بالصخر، وأجدّها يعرف باسم الكنيسة، طول واجهته الغربية 30م وارتفاعه 6م وسمك جدرانه 80سم، ويتألف من ثلاث غرف فواصلها من الصخر، عثر بين أنقاضها على قطع أثرية مصنوعة من الرخام.
ازدهرت مدينة عمريت في الفترة الممتدة ما بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر قبل الميلاد، وهو العصر الذهبي للمدينة الفينيقية التي يتحدث عنها المؤلفون الكلاسيكيون، أمثال هوميروس والتوراة والوثائق الآشورية، كما أنه كان الزمن الذي تولى فيه الفينيقيون المبادلات التجارية الدولية في أرجاء البحر المتوسط وأقاموا العلاقات بين بلاد اليونان الناشئة والمدنيات الشرقية، فنقلوا إلى اليونانيين أفكار الشرقيين الفلسفية والدينية وطرقهم الفنية وكتاباتهم وصناعاتهم. وتعدّ عمريت من أهم المواقع الأثرية التي انتشرت على طول الساحل السوري، وكان لها إسهامًُ حضاري بارز دل عليه تنوع معالمها الأثرية المتميزة وغناها.
جمال حسن حيدر
Amrit - Amrite
عمريت
نقبت في موقع عمريت بعثة أثرية بإدارة عالم الآثار الفرنسي موريس دونان M.Dunand عام 1926، ثم بدأت تنقيبات أثرية وطنية بإشراف نسيب صليبي عام 1954، ودامت أعمال التنقيب والترميم فيها حتى اليوم.
أهم المعالم الأثرية في عمريت
المعبد العائد إلى القرن السادس ق.م، كانت تغمره الأنقاض حتى أعلى أرض الأروقة المحيطة به، ولايرى منه سوى محيطه وجزء من الهيكل المركزي القائم في وسـطه. وقد كشفت معالمه ووُضِّحت حتى قاع بركته الواقعة على عمق ثلاثة أمتار من أرض الأروقة، وأظهرت تلك الأعمال عناصر معمارية غاية في الأهمية، وكشفت عن أبعاد المعبد البالغة 56.33×49.5م، كما بلغت مقاييس بركته 48×38م وارتفاعه 8م.
كان للمعبد باب كبير يقع في الجهة الشمالية، مقابل باب الهيكل المركزي الذي يتوسط البركة، وعلى جانبي الباب برجان يُفضيان إلى أروقة المعبد للطواف حول هيكله المركزي بواسطة الزوارق الصغيرة، وأمام الباب الكبير مذبح صغير لتقديم الأضاحي، إلى جانبه هيكلان صغيران، وأمامه مصطبة، هي صخرة كبيرة عند طرفها الشرقي درج صغير يؤدي إلى أرض البركة. كرس المعبد للإله «ملقارت» وهو الإله الشافي من الأمراض، وكان تمثاله يوضع في المحراب كما أشارت إلى ذلك كتابة فينيقية عثر عليها قرب الموقع، وهناك الملعب الذي بقي منه قسم بطول 230م، ويقع على منحدر الضفة اليمنى لنهر عمريت، له سبع درجات للجلوس، عرض كل منها 55سم، وكانت تجري فيه ألعاب الركض، وسباق العربات وسباق الأكياس وغيرها.
وتعدّ مدافن عمريت من أهم النماذج المعمارية القديمة، وهي منتشرة على مساحة كبيرة تتجاوز حدود المدينة القديمة، كانت لسكان عمريت خاصة ولسكان جزيرة أرواد الذين استعانوا بالأراضي اليابسة لإقامة مدافن ملوكهم وحكامهم. شيدت المدافن بأشكال مختلفة، وأهمها المدفن الهرمي؛ الذي يقع جنوب غربي المعبد، ارتفاعه أربعة أمتار وهو أسطواني الشكل قاعدته مكعبة يؤدي إليه درج منحوت في الصخر، يؤدي إلى باب ثم إلى غرفتين الأولى، نحتت فيها قبور والثانية الداخلية فيها مصطبة لوضع تابوت رب العائلة. وجدت داخل المدفن لُقىً جنائزية كانت توضع مع الأموات يعود تاريخها إلى ما بين القرنين الخامس والأول قبل الميلاد. ثم المدفن القببي الذي يقع بجوار المدفن الهرمي، ويدخل إليه بدرج منحدر، مؤلف من ثلاث درجات وقبة، وفيه غرفتان للدفن، كما في المدفن الهرمي، يبلغ ارتفاعه9.5م، وهو أقدم بقليل من المدفن الهرمي.
عمريت: الهيلكل المركزي وسط المعبد |
عمريت: ناووس من الفخار من عام 500ق.م (متحف طرطوس) |
ازدهرت مدينة عمريت في الفترة الممتدة ما بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر قبل الميلاد، وهو العصر الذهبي للمدينة الفينيقية التي يتحدث عنها المؤلفون الكلاسيكيون، أمثال هوميروس والتوراة والوثائق الآشورية، كما أنه كان الزمن الذي تولى فيه الفينيقيون المبادلات التجارية الدولية في أرجاء البحر المتوسط وأقاموا العلاقات بين بلاد اليونان الناشئة والمدنيات الشرقية، فنقلوا إلى اليونانيين أفكار الشرقيين الفلسفية والدينية وطرقهم الفنية وكتاباتهم وصناعاتهم. وتعدّ عمريت من أهم المواقع الأثرية التي انتشرت على طول الساحل السوري، وكان لها إسهامًُ حضاري بارز دل عليه تنوع معالمها الأثرية المتميزة وغناها.
جمال حسن حيدر