عيسي (يسوع مسيح) Jesus (Jesus Christ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عيسي (يسوع مسيح) Jesus (Jesus Christ

    عيسي (يسوع مسيح)

    Jesus (Jesus Christ) - Jésus (Jésus Christ)

    عيسى (يسوع المسيح)

    عيسى أو يسوع المسيح Jesus Christ هو السيد المسيحu عيسى ابن مريم بنت عمران، أحد أنبياء بني إسرائيل، المبعوث بعد موسى عليه السلام. بشّر بالديانة المسيحية Christianity ثانية الديانات السماوية الكبرى. ويُدعى في الإنجيل «يسوع الناصري». ولد في بيت لحم قرب أورشليم (القدس)، في فلسطين، قبل موت حاكمها هيرودس الكبير Herodes، أي قبل أربع سنوات من التقويم الغربي المسيحي المعمول به اليوم.
    لايعرف عن تاريخ حياته إلا النزر اليسير مما جاء في أناجيل «العهد الجديد»، لأن ظهوره ودعوته لم تسترع اهتمام المؤرخين الإغريق والرومان الذين عاصروه سوى تاكيتوس Tacitusالذي ذكر موته في عهد بيلاطس Pilatus. كما أن المؤرخين اليهود الذين عاشوا في القرن الأول الميلادي أمثال يوسِفوس فلاڤيوس Josephus Flavius، لم يذكروا عنه سوى بعض المعلومات القليلة. وقد أوجزت هذه الأناجيل الكلام عن حياة عيسىu من مولده إلى دعوته، فلم تذكر منها إلا قليلاً، كما أنه لم يكتب الإنجيليون سوى أنه كان يزاول النجارة (متى 13: 55). وقد نشأ فيما يبدو كما ينشأ الصبيان في عهده، وكان ينتقل مع أمه بين الناصرة وأورشليم (القدس)، وكانت لغته الآرامية لغة سكان فلسطين في ذلك العصر. وكان عيسىu معاصراً ليوحنا المعمدان (نحو 4 ق.م ـ نحو30م) John the Baptist. هربت به أمه إلى مصر خوفاً من الملك هيردوس الذي أراد قتله، ثم عادت به إلى أورشليم بعد موت الملك، وذُكِر في الإنجيل أنه عاش في مدينة الناصرة قرب الجليل.
    امتاز عيسىu بذكاء خارق وبصيرة نافذة وعمق في المعرفة، وقد عرف عنه حب النقاش والفهم والغوص في أعماق الأمور. وقد عرف التوراة معرفة عميقة، ونال من العلم قسطاً كبيراً، وساءه ما آلت إليه حال قومه من بني إسرائيل من ضلال، وما خضعوا له من ترهات وأكاذيب؛ فقد فسدت أخلاقهم وانغمسوا في متاع الدنيا، وأنكر فريق منهم القيامة والحشر، ومن ثم الحساب والعقاب، وغرقوا في الأمور المادية وبعدوا عن الروحية.
    دعوته ومعجزاته ـ عظاته
    بُعِثَ السيد المسيح وهو في نحو الثلاثين من عمره، وكانت مدة دعوته بحسب «إنجيل يوحنا» ثلاث سنوات وثلاثة أشهر وثلاثة أيام. بدأ رسالته العلنية بعد أن تلقى التعميد في نهر الأردن على يد الواعظ يوحنا المعمدان. بشر بالديانة المسيحية، وبالخلاص وتجسيد ملكوت الله. وأعلن تشريعاً جديداً يتمم ناموس «العهد القديم»، كما أعلن عودته الأخيرة مع تلاميذه لإدانة البشرية ولاسيما الشعب اليهودي. وكان لب دعوته التبشير بالروح وهجر الملاذ الضالة. وقد جمع عيسىuكثيراً من التلاميذ، وانتقى منهم اثني عشر حوارياً (رسولاً) Apostles لمشاركته مهمته، وكانت منطقة الجليل ميدان دعوته المميز، وبعد عام من النشاط اتجه إلى الجنوب نحو «الضفة الغربية» إلى أورشليم لنشر السلام، وقام ببعض الرحلات إلى المقاطعات والمدن الوثنية في شمالي فلسطين، وعلّم في أورشليم خاصة على امتداد سنوات تجواله، وحيال ازدياد شعبيته وتكاثر أتباعه، خشيت منه السلطات الرومانية فاعتقلته قبيل عيد الفصح في السنة الثلاثين للميلاد، وكان ذلك بتحريض من اليهود ومجلس كهنتهم السَّنْهِدريمSanhedrim الذين اتهموه بالهرطقة والتحريض على الثورة وطالبوا بقتله ورفعوا أمره إلى الوالي الروماني بيلاطس الذي حكم عليه بالصلب وهي عقوبة الثائرين المعهودة آنذاك.
    منح الله عيسىu معجزات كثيرة، وكانت له آيات ظاهرة، كخلق الطير من طين، وإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص، والإنباء بما هو مجهول، وإنزال المائدة التي طلبها الحواريون، ومعجزة الخمر في عرس قانا، وتكثير الخبز والسمك والمشي على الماء، وتسكين العاصفة، وطرد الشياطين وغير ذلك. وتتفق معجزات عيسىu في صميمها مع طبيعة مولده، فمعجزاته من نوع مولده ترمي إلى إحياء الناحية الروحية وإقامة الدليل على وجود الروح التي أنكرها بنو إسرائيل.
    واللافت أن عيسىu لم يكتب قط، وكل ما يعرف من كلامه وتعاليمه وأعماله جمعه أربعة من الحواريين ودونوه في الإنجيل[ر]، وهم: متىMatthew ولوقا Luke ومرقص Mark ويوحنا John. ويروي متى عظات ونشاطات كثيرة جرت في الجليل وأورشليم. ويقدم تعاليم السيد المسيح ودعوته في خمس عظات أهمها عظة الجبل (الفصول: 5 ـ7) التي تكشف عن الركائز الكبرى في الأخلاق المسيحية، وترشد إلى قواعد في التعامل المثالي والسلوك الزاهد الخالص من الشوائب، وإلى العلاقات البشرية القائمة على التعاون والغفران والمحبة، والاهتمام بالفقراء والجياع، وترى أن تعاليمه إكمال لا إبطال للشريعة والأنبياء السابقين وكتب اليهود. وتشمل العظات الباقية موضوعات كثيرة تتناول أعمال البر والعبادة والتقوى وتزكية النفس وتطهير القلب والزهد، كذلك بعض الفضائل المسيحية، والدعوة إلى ملكوت السموات، ووصايا تتعلق بالأخوة والشفقة والرحمة، وتنبه العظة الخامسة على خراب الهيكل، وانقضاء الدهر، وقدوم الساعة، ورجعة المسيح بعد موته إلى العالم.
    أطلق على عيسىu ألقاب كثيرة مثل: ابن الله، ابن الإنسان، ابن الملك داود، الخبز وماء الحياة، حَمَل الله، المخلِّص، لكن لقب المسيح كان الأكثر ترداداً بينها. وقد سماه الشعب يوم الشعانين «ابن داود» ـ المسيح Messiah (الممسوح أو المعمد)، وبعد موته وبعثه لقب «حمل الرب» إشارة ضمنية إلى التضحية بحمل عيد الفصح من قبل بني إسرائيل في مصر, كما فرض عليه بيلاطس على الصليب لقب ملك اليهود.
    لكن عيسىu لم يدّع قط أنه من عنصر فوق الطبيعة: أنه ابن الله، ولا أن له طبيعة أسمى من طبيعة البشر، وكان قانعاً بنسبه المألوف ابناً لمريم بنت عمران. وقد ورد في الأناجيل مرات عدة على لسان عيسىu قوله عن نفسه: «ابن الإنسان». كما وردت عبارات كثيرة تقرر توحيد الله وتفيد بوضوح أن السيد المسيح بشر وأنه رسول الله، وقد روى متى عن عيسى قوله: «إن أباكم واحد الذي في السموات» (23: 8)، وكذلك صراخه على الصليب: «إلهي! إلهي! لماذا خذلتني» (27: 51)؛ ورواية مرقص عن قول عيسى «الرب إلهنا إله واحد وليس آخر سواه» (12:30 ـ 31)؛ كما جاء في إنجيل لوقا: «قد خرج فينا نبي عظيم» (7: 16) كما روى لوقا عن عيسىu قوله: «لا يمكن أن يهلك نبي خارج أورشليم. يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين» (13: 23).
    اختلف الحواريون وغيرهم في قصة رفعه إلى السماء، وتعود اختلافاتهم إلى أمرين، أحدهما كيفية نزوله واتصاله بأمه، وتجسد الكلمة، والثاني كيفية صعوده وتوحد الكلمة؛ وفي الأول قضوا بتجسد الكلمة وقالوا في الاتحاد والتجسد إنه أشرق على الجسد إشراق النور على الجسم المشف، وقال بعضهم بل انطبع فيه انطباع النقش في الشمع، وقال آخرون ظهر به ظهور الروحاني بالجسماني، ومنهم من قال تدرع اللاهوت بالناسوت، وقال نفر منهم مازجت الكلمة جسد السيد المسيح ممازجة اللبن الماء، والماء اللبن. وأثبتوا لله تعالى أقانيم ثلاثة، فقالوا إنه جوهر واحد، يعنون به القائم بالنفس، وليس التحيز والحجمية، فهو واحد بالجوهرية، وثلاثة بالأقنومية، ويعنون بالأقانيم الصفات كالوجود والحياة والعلم، وسموها الآب والابن وروح القدس. وقالوا في الصعود إنه قتل وصلب، قتله اليهود حسداً وبغياً، وإنكاراً لنبوته ودرجته، ولكن القتل لم يرد على الجزء اللاهوتي، وإنما ورد على الجزء الناسوتي. ولهم في النزول اختلاف؛ فبعضهم يقول ينزل قبل يوم القيامة، ومنهم من يقول لا نزول له إلا يوم الحساب. ويقال إنه بعد قتله وصلبه نزل السيد المسيح ورآه شمعون وكلمه وأوصى إليه، ثم فارق الدنيا وصعد إلى السماء، فكان وصيه شمعون، وهو أفضل الحواريين علماً وزهداً وأدباً، غير أن شاؤل الملقب ببولس الرسول[ر] غيّر أوضاع كلامه وخلطه بكلام الفلاسفة.
    عيسىu في الإسلام
    يذكر القرآن الكريم حياة عيسىu بتقدير فائق واحترام عظيم له ولأمه مريم، ولكنه ينتقد بقوة إيمان المسيحيين بيسوع وما ينسبونه إليه من ألوهية، فيرفض تجسد ابن الله، والفداء، ويرفض أيضاً سر الثالوث. وقد تكرر ذكره في سور عدة من القرآن الكريم، وعرضت جوانب من حياته مفصلة في سور ثلاثة [آل عمران والمائدة ومريم].
    وقد وردت قصة ولادته البتولية من مريم بفضل تدخل إلهي مباشر في سورة مريم في عشرين آية {16 ـ 36}. ومختصر القصة في الآية [171] من سورة النساء.
    وقد ضلّ بشأن مولده فريقان: فريق اتهم أمه البتول بالفاحشة، وهم اليهود، فتوعدهم الله على هذا البهتان: )ومَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنَا فَيه منْ رُوْحِنا( (التحريم:12). وفريق زعم أنه ابن الله وثالث ثلاثة، فرد عليهم الله في القرآن الكريم، إذ جعله آية للناس في ولادته من غير أب وكلامه في المهد الذي أقر فيه:)إنِّي عَبْدُ اللَّه آتانِي الكِتابَ وجَعَلَنِي نَبيّا( (مريم: 30). كما جاء في سورة الأنبياء (91) )والَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنَا فِيْها مِنْ رُوْحِنا وجَعَلْنَاها وابْنها آيَةً لِلْعَالَمِين(. ويبين الله تعالى في سورة آل عمران؛ أن هذا المولود وجيه في الدنيا وفي الآخرة، وهو من المقربين إلى الله، يجترح المعجزات وهو في المهد: )إذ قَالَت المََلائِكُة يا مَرْيَمُ إنَّ اللَّهَ يُبَشِّركِ بِكَلِمةٍ منهُ اسْمُهُ المسَيْحُ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ وجيْهاً في الدُّنْيا والآخِرةِ ومِنَ المُقَرَّبيَّن، ويُكَلَّمُ النّاسَ في المَهْدِ وكَهْلاً من الصّالِحِيْن ((54ـ 64)، )ويُعَلِّمُهُ الكِتَابَ والحِكْمَةَ والتَّورَاةَ والإنْجَيلَ( (84). وقد حاجَّ الله وفد النصارى في زمن النبيr بشأنه: )إنَّ مثْلَ عِيْسَى عِنْدَ اللَّه كَمِثْلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابِ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ( (آل عمران: 59).
    ويذكر القرآن أن الله وهب عيسىu روح القداسة، وأعطاه القدرة على اجتراح العجائب كما في سورة آل عمران: )وَرَسْولاً إِلَى بَنِي إِسْرائِيْل أنِّي قَدْ جِئْتُكُم بآيَةٍ مِنْ رَبِّكُم أنِّي أَخْلُقُ لَكَمْ مِنَ الطِّيِن كهَيئةِ الطَّيرِ فأَنْفُخُ فِيْهِ فَيَكُوُن طَيْراً بِإذْنِ اللَّهِ وآُبْرِئُ الأكْمةَ والأَبْرَصَ، وأُحْي المَوْتَى بإذْنِ اللَّهِ، وأُنبِّئكُمُ بِما تَأْكُلُونَ وما تْدَخِرُونَ في بُيُوتكُمْ إنَّ في ذَلِكَ لآيةٍ َلّكُمْ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنَينْ( (آل عمران 49) وكذلك في (سورة المائدة 110).
    ويدعو القرآن الكريم النصارى إلى ترك تجاوز الاعتدال في أسلوب تعبيرهم عن الإيمان بالسيد المسيح، وإلى الكف عن تأليهه: )وإِذْ قَالَ اللَّهُ يا عِيْسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنّاسِ اتَّخِذُونِي وأُمِّيَ إلَهَيْنَ مِنْ دُوْنِ اللَّه قاَلَ سُبْحانَكَ ما يَكُوّنِ لي أَنْ أَقُوْلَ ما لَيْسَ لِي بَحقٍّ إنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمّتهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي ولا أَعْلَم ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ( (المائدة 116).
    وكذلك قوله تعالى )يا أَهْلَ الكِتاب لا تَغْلُوا في ديْنِكُمْ ولا تَقُولُوا عَلَى اللَّه إلاَّ الحَقَّ إنَّما المَسِيْحَ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهُ وكَلِمتُهُ أَلْقاها إِلَى مَرْيَمَ وَرُوْحُ مِنْهُ فآمِنُوا باللَّهِ ورُسُلِهِ ولا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهوا خَيْراً لَكُمْ إنَّما اللَّه إِلَهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ له ما في السَّمواتِ وما في الأَرْضِ وكَفَى باللَّهِ وَكِيْلاً( (النساء، 171).
    ويزعم اليهود والنصارى أنه صلب، لكن الله نفى في القرآن الكريم ذلك بقوله: )وما قَتَلُوْهُ وما صَلَبُوهُ ولكنْ شُبِّهَ لَهُمْ( (النساء 157). وفي قصة رفعه يقول سبحانه: )إذِْ قَالَ اللَّهُ يا عِيْسَى إِنِّي مُتَوَفِّيْكَ ورافعُكَ إلَيَّ ومُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِين كَفَرُوا وجاعِلُ الَّذيْن اتَّبَعُوكِ فوق الَّذيْنَ كَفَرُوا( (آل عمران: 55). كما ذكر القرآن الكريم أن عيسىu قد بشر بمجيء محمدr: )ومُبَشِّراً بِرَسُولٍ يأتْي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ( (الصف: 6).
    سوسن بيطار
يعمل...
X